الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

بخلاف حزب الله و جيش الوطن .. من يحارب مع القيادة السورية ؟؟ بقلم : نمير سعد- بروكسل
June 07, 2013 00:14

كل الأخبار - بروكسل : عظيم .. كلمة تسبق مرادفاتها وتصل إليه لتعانقه وتستلقي على صدره وساماً من عزٍ وفخار استحقه عن جدارة ، إنه الجيش الوطني السوري ، لن أخوض في تفاصيل الحدث الأبرز ولن آخذكم معي في رحلة إلى شوارع القصير ولن أدبك مع الأبطال في ساحتها ، لن أغوص عميقاً في تفاصيل الإنتصار ولن اتحدث عن طعمه ولونه و لن أبحر في في مشهد ما قبل وما بعد موقعه القصير الفريدة بكل المقاييس ، ولن ادعوكم لمأدبة من الشماتة بالوحوش الثائرة ساعة قام جنود الله بلي أعناقها وخلع أنيابها وزرع غاباتٍ من الخيبة في صدور ونفوس من يقدم لها العلف الثوري ويسقيها دماء السوريين نبيذاً من النوع الحلال ، و لا إلى الفرجة المجانية على مسرح المجانين والهبلان لمراجعة أقوالهم وأفعالهم وتصريحاتهم المجنونة عبر فضائياتهم ومن خلال مؤتمراتهم ولقاءاتهم . لن أفعل هذا جميعه ليس لأن الأمر لا يستحق وانما لأن معظمكم قد سمع وشاهد وتابع جميع ما ذكرت ... .

ما يعنيني أكثر هو النظر للوحة الواقع الميداني السوري من فوق ، ومن فوق يعلم كل من حملته طائرةٌ ما إلى مكانٍ ما أن المشهد مختلف وأن تفاصيل بذاتها تتميز بها الرؤية من فوق ،، يقال أن الأمر متعلق بقرب السماء من الخالق أكثر !! وأن الخالق يضيف ملكةً جديدة لمن يطير لا يمتلكها وهو على الأرض سيما إن كان الطائر نسراً سورياً و كانت الأرض هي سورية .. هكذا يقال !! ، يقال أيضاً " وعلى ذمة من قال " أن الله كان سر الإنتصار الأخير المهم وأنه قد وعد بإنتصاراتٍ لاحقة أهم ، فالله قد ضاق ذرعاً بالكفر الثوري والزندقة الثورية و تجارٍ يترجمون آياته بالرجوع إلى قواميس كتب مفرداتها هرتزل وهنري ليفي وإسحاق شامير وقام بتجليدها وتنضيد أبوابها آلاتٌ صهيوبدوية تجثم على الرمال كالجمال بالقرب من قبر نبيه محمد ، صممها الغرب وصنعها لإنجاز هذه المهمة القذرة وأحاطها بفريقٍ من الأدوات الصغيرة الوضيعة من زمرة الإدريس والحاج جورج صبرا والشيخ ميشيل كيلو وبأدواتٍ تنافسها في الوضاعة من فئة كتبة المعبد الثوري بدءًا من مديره الصهيوني عزمي بشارة و مساعده للشؤون العسكرية صفوت الزيات وصولاً للكتبة الأصغر شأناً كالعبد عطوان والمشنوق نهاد و من أضاع الإتجاه فمشى بعكس تيار الوطن ،، فيصل القاسم . ولأن الله قد نفذ صبره ممن يدعي به إيماناً فيتنكر بزي الأنبياء ويعلن مشيه على هدي الأنبياء وتنفيذه لتعاليم الأنبياء وحرصه على وصايا الأنبياء فيما هو يكفر بآياته ويخالف تعاليمه ويمشي على خطى الشيطان فيهدم بيوته و يمرغ بالرمال المشبعة نفطاً وغاز وصايا أنبيائه فيكفر أهل بيت رسوله ويذبح أحفاد أحفاده عبر فتاوى تناوب على تقيئها قرضاوٍ وعرعور وعريفي وآخرون ممن تقبع العقول عندهم بين أفخاذهم فيشغلهم أكثر ما يشغلهم وطء الغلمان والقاصرات وكل ما يتعلق بحدود ما بين الفخذين من الإتيان بالدبر إلى حكم مضاجعة الحائض إلى جواز شرب بول البشر أو البعير إلى بدعة إستخدام الأعضاء التناسلية في معركة الجهاد عبر النكاح تقرباً لله وكسباً لرضاه !! ، فيما تغرق قلوبهم في مستنقعٍ آفن من الحقد الأعرابي الدفين والنذالة الأعرابية المستدامة والخسة الأعرابية المتأصلة في شرايين تلك القلوب السوداء ، وتهيم أرواحهم في فضاءاتٍ من دمٍ يغتسلون به ويشربونه نبيذاً وناراً لأجسادهم معها مواعيد مقدسة ، ليس غريباً بعد هذا كله أن يحارب الله مع جنده وحزبه .. على أرضه ... .

اللوحة السورية اليوم تحت المجهر أكثر من أي وقتٍ مضى ، عشرات الأقمار الصناعية التي تعمل لصالح أجهزةٍ استخبارات الكيان الصهيوني والدول الراعية له تماماً كما مشيخات النفط والغاز التي تعمل في خدمة مصالحه وتنفيذ مشيئته وتحقيق أهدافه في المنطقة ، تلك العشرات إن لم يكن المئات من الأقمار الصناعية هي في حالة إستنفار لإلتقاط إشاراتٍ تنبئ بعناوين المرحلة القريبة القادمة على واقع الإستعدادات لمعارك ما بعد تحرير القصير سيما مع توفر المعطيات الأكيدة عن حشود عسكرية إضافية لجيش الوطن باتت تحيط بريف حلب من جهاتٍ عدة وتطوق العديد من مداخل المدينة فيما تعمل غير وحدات قتالية على تهيئة العديد من شوارع المدينة لإستحقاقات المعركة الفاصلة إن كان بفتح بعضها أو بإغلاق بعضها الآخر ، وأنا و مع كل فخري وسعادتي بما تحقق في القصير إلا أنني أؤمن أن معركة الحسم لن تكون سوى في حلب وإن شكلت موقعة القصير صفعةً تلقتها وجوه لا عد لها و لا حصر ، فإن إنتصار الجيش السوري في هكذا معركة سوف يكون بحق ضربةً قاضية وقاصمة لظهور أعداء الوطن وعنوان الحرب الأبرز على الإطلاق وأهم محطاتها ومفاصلها ... .

نطق المشهد السوري وخاطب العالم بأسره اليوم كما البارحة ، وأسمع الكون عزفاً فريداً لنشيد جيش الوطن تقول بعض مفرداته فيما تقول .. أن الجيش السوري العظيم أثبت ولا زال وسيبقى أنه قادر على ما لم تقدر عليه جيوش دولٍ عظمى في تاريخها القديم كما المعاصر ولنا في الإحتكام للتاريخ خير دربٍ أو سبيل لمن لا يقنعه هذا الرأي أو لا يستطيع "لأسبابٍ لا تهمنا" قراءة الواقع و مفردات احداثه . الحدث الأبرز والتطور الأهم في ما مضى من الأيام هو تحول الجيش السوري الباسل من جيشٍ يقوم بمهام مقدسة تستمد قداستها " لمن قد يعترض " من الدفاع عن ترابٍ طاهر لا يغلوه غالٍ و لا تضاهي قداسته قداسة ، المهمة كانت حتى الأمس القريب دفاعية إلى أن إستفاق الكون ليرى بأم الأعين انتقاله إلى الحالة الهجومية التي صدمت أعدائه وأصابتم بحالة من الذهول والحيرة ، كانت المهمة مواصلة التصدي للقطعان الجهادية التي انهمرت عبر الحدود كشلال من الكفر لا ينقطع ، عامل الزمن كان له دورٌ جد إيجابي لصالح حماة الوطن ، فنحن نستطيع اليوم أن نفاخر بأن هذا الجيش العقائدي بات إحترافياً في نوعين من الحروب قلما أجادهما جيش ، فهو كان ولا زال وسيبقى إحترافياً وبارعاً في الحروب الكلاسيكية التقليدية وهو اليوم إحترافي في التصدي لحرب العصابات التي يقودها الصهاينة عليه وينفذها من يفترض أنهم بعض شركاء الوطن و " أبناء الجلدة الواحدة " ، هو جيشٌ وصلت قناعة افراده بالنصر وايمانهم بتحقيقه وبلوغه إلى أقصى مداها ، قناعةٌ باتت تتربع على ذرى قاسيون ... .

يعزز هذه القناعة ويدعمها إطباق بواسل الجيش على معبر القنيطرة الحدودي في إنجازٍ مغرق في الأهمية والرمزية ، لكونه المعبر الرسمي الوحيد إلى الأراضي المحتلة وأحد أهم نقاط التواصل والدعم اللوجستي والعملياتي التي تتلقاها العصابات الإرهابية بشكل مباشر من كيان العدو ، ولكونه الجهة الحدودية الرابعة التي تتم السيطرة شبه الكلية عليها بعد الأخذ بعين الإعتبار " التفاهم غير المعلن " بين الحكومتين السورية والأردنية " ، التفاهم الذي حد إلى حدٍ بعيد من حالات تهريب السلاح والقطعان الجهادية إلى داخل الأراضي السورية ، يضاف إليه الإتفاق المعلن بين دمشق وبغداد على تكاتف جيشي البلدين في ذات المهمة وخدمةً لذات الأهداف المنضوية تحت عنوان محاربة الإرهاب التكفيري ، يضاف إليهما الإنجاز المفروض بلغة الإنتصار بتعاضد الجيش السوري مع مقاومي حزب الله الشريف وقيادته ، هذا الإتفاق الذي لا تملك جهة لبنانية مهما كان شأنها حق نقضه أو الغائه بعد أن أصبح حقيقة على الأرض . السؤال المهم هنا بعد هذا السرد البسيط .. ماذا تبقى من مسالك ودروب الإرهاب إلى ساحات الوطن غير مسالك اردوغان العثماني التائه في بحر مشاكله التي انتجها غباءه السياسي والإداري وتجبره وعنترياته الخنفشارية وتورطه مع جوقته من حزب العدالة الإخونجي بدعم الأدوات المجهرية للمعارضة السورية التي تقبع في فنادق إسطنبول وأنقرة . لم يبق غير هذا الدرب أيها السادة وهذا الدرب بات يشكل الخارطة التي تدارستها القيادة العسكرية السورية وأعدت لها العدة والعتاد ، انها سياسة خنق العدو خارجاً وتقييد يديه وأرجله وتقليم أظافره وتعقيم الوطن السوري من مفرزاته القيحية والروثية والجرثومية ... .


لكل من يتسائل عن ماهية المشهد من الأعالي ، من كان ولا زال يحارب كتفاً بكتف مع الجيش السوري بخلاف حزب الله ؟ ، ماذا تقول اللوحة وبماذا تنطق ألوانها وما الذي تنبئ به خطوطها أقول .. الرسائل الإلهية وصلت " لكل من آمن بالله ورسله " تماماً كما وصلت لكل من لم يعرف الإيمان سبيلاً لقلبه ، أن الله لن يكون بعد اليوم إلا مع جنده على الأرض يناصر حزبه المقاوم تماماً كما ناصره ونصره في مواجهته مع أعداء الله في حرب تموز 2006 والمواجهات التي سبقتها ، وأنه لن يكون إلا مع جنوده الذين يرتدو البذة العسكرية السورية المموهة ويرفعون أعلام الوطن السوري التي تزينها خضر العيون ، من كان يحارب مع أشاوس الجيش السوري و حزب الله ؟؟ ،، كان إرادة الشعب التي لا تعرف إنكسار ، و كل من إتخذ من عشق الوطن نهجاً وخيار ، وأرواح من مضى من رفاق الدرب من حماة الديار ، من لا يحيد عن درب الوطن أو يهن أو يتردد أو يحار ، من يحتضن تراب الأرض في قلبه ،، قبلةً من جوًى و نار ... .



  عدد المشاهدات: 1475

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: