الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

السوريون يتحدثون ... عن عودة لواء اسكندرون / بقلم : يونس أحمد الناصر
February 29, 2016 16:29

السوريون يتحدثون ... عن عودة لواء اسكندرون  / بقلم : يونس أحمد الناصر

لم يغب لواء اسكندرون يوماً عن وجدان كل مواطن سوري و قلما تخلو جلسة حوارية سواء كانت بين مثقفين أو غير مثقفين بالحديث عن اللواء السليب و ضرورة عودته عندما يحين الوقت المناسب ... و لا أبالغ .
فمنذ وعيت على الدنيا كان والدي رحمه الله يحدثني كيف اغتصب الأتراك لواء اسكندرون و كيف تمت تجزئة العائلة الواحدة على طرفي الحدود التي رسمها العدوان , بل أكثر من ذلك لا ينسى السوريون كيليكيا السليبة أيضاً, فديار بكر و نصيبين و أضنة و غيرها , لا زال الوجدان السوري يعتبرها عربية سورية و لا زالت مناهجنا السورية تُدرِّسها لطلابنا باعتبارها أجزاء مغتصبة لا بد من عودتها إلى الوطن الأم سورية عندما تكون الظروف مناسبة .
الأتراك بدورهم يدركون هذه الحقيقة جيداً و أعني وعي الشعب السوري لضرورة عودة اللواء السليب و الذي يعيش الكثير من أبنائه بيننا و يدرسون في جامعاتنا و منهم رموز ثقافية و اجتماعية معروفة , و لذلك عمد المحتلون الأتراك في محاولة لطمس عروبة اللواء إلى سياسة التتريك بفرض اللغة التركية على أبناء اللواء السوري و منع تداول اللغة العربية و تعليمها , مما جعل أجيال من أبناء اللواء لا يعرفون اللغة العربية إلا سماعاً من أهلهم و الذين هم بدورهم ورثوها عن آبائهم , فتظهر لسامعها ركيكة لطول البعد عن لغتهم الأم.
و رغم التشديد و القهر التركي لا يخفي أبناء اللواء( الأحفاد ) رغبتهم بالعودة إلى وطنهم الأم سورية .
و من السياسات البغيضة أيضاً التي مارسها الأتراك هي إبعاد أبناء اللواء المتعلمين كالأطباء و المهندسين و خريجي الجامعات عموماً للعمل في العمق التركي و باتجاه الشمال في أنقرة و المناطق القريبة من البحر الأسود بحيث يتم تفريغ اللواء من الطاقات الشابة و الإبقاء على الكبار في العمر فقط و الذين يأخذهم الموت بالتدريج .
اليوم , و بعد كل ما حدث في سورية , يجد السوريون الفرصة أكثر من مؤاتية لاستعادة اللواء السليب , فالمعركة مفتوحة و الظروف الدولية مناسبة جداً بعد الدخول الروسي ( العدو التاريخي للأتراك ) للدفاع عن سورية بناء لطلب حكومة الجمهورية العربية السورية بموجب معاهدات الصداقة و الدفاع المشترك , و حماقة الأتراك بإسقاط الطائرة التركية لضمان تدخل الناتو كما يحلمون و الذي أعلن في أكثر من مناسبة بأنه لن يتدخل في حال حدوث صدام مباشر بين الأتراك و الروس .
يضاف لهذه الظروف الموضوعية, الاتفاقات الاقتصادية التي وقعتها الحكومة السورية مع الحكومة الروسية للتنقيب و استثمار الثروة النفطية و الغازية مقابل الشواطئ السورية , و من مصلحة الروس حكماً عودة لواء اسكندرون إلى وطنه الأم سورية لاستثمار كامل الشاطئ, مع ما يثار أيضاً في موضوع الخلاف الروسي التركي حول كنيسة آيا صوفيا في اسطمبول و التي تتبع الكنيسة الروسية( روما الثالثة ) و التي حولها الأتراك إلى جامع بعد سقوط القسطنطينية بيد العثمانيين , يضاف لها أيضا عودة جزيرة القرم الذي فرضته روسية, من أوكرانيا إلى بلده الأم روسيا , ومحاولة الأتراك استغلال الجالية ذات الأصول التركية و الناطقة باللغة التركية في القرم لزعزعة الأمن في روسيا .
أيضاً, يضاف لما تقدم زيارة الرئيس بوتين( في رسالة واضحة للأتراك) للنصب التذكاري لضحايا الإبادة الأرمينية على يد العثمانيين في بدايات القرن الماضي و التي اعترف بها الفاتيكان و الكثير من الدول الأوربية بما يضمن فتح هذا الملف على تركيا ( ككرة الثلج) نحو أزمة تركية لها نتائج كارثية فيما لو تبنتها روسيا و أعني ملف التعويضات و إعادة أملاك الغائبين الأرمن لأصحابها و التي تشير التقديرات بأنها تبلغ ثلاثة أمثال مساحة أرمينيا الحالية , بما يهدد اقتصاد ووحدة تركيا بالانهيار, والوضع التركي اليوم يقارب إن لم يكن مماثلاً لنهاية الدولة العثمانية ( الرجل المريض ) .
و بالعودة إلى موضوعنا, والذي نقرأ فيه بأن الظروف سابقة الذكر كلها ظروف مناسبة كي تفتح سورية ملف عودة لواء اسكندرون سلماً أو حرباً.
كما نرى بأن سورية التي لم تنس يوماً لواء اسكندرون, قد تجد في كل ما سبق الظرف المناسب لاستعادة اللواء و الذي هو حق سوري مغتصب, رافقه في السنوات الأخيرة الغدر التركي للدولة السورية و تآمرها مع أطراف العدوان على سورية و تمريرها السلاح و المسلحين لتخريب الدولة السورية و هي الطعنة التي لا ينساها السوريون, كما أنهم لم و لن ينسوا مؤامرة سلخ اللواء .
اللواء سيعود هذا ما يقوله السوريون ... فهل ستقوله الوقائع على الأرض في قادمات الأيام .... نرجو ذلك .
 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: