الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

فيديراليّة ماذا ... وفيديراليّة من؟... بقلم : عمرو سالم
March 03, 2016 14:49

فيديراليّة ماذا ... وفيديراليّة من؟... بقلم : عمرو سالم

سوريّة قبل التاريخ وسوريّة إلى يوم القيامة ...

الفيديراليّة الروسيّة هي فيديراليّة يافعة أنشئت عام 1992على لمّ شمل بعض الدّول من لّتي كانت تنضوي تحت الاتّحاد السوفييتي الّذي انهار والّذي هو بدوره كان جمعاً لدول مختلفة أجبرت على الانضمام تحت الرّاية السوفيتيّة بعد ثورة 1917 وهي بدورها قامت على أنقاض الإمبراطوريّة الروسيّة التي ضمت غيرها وقبلها البيزنطيّة وغيرها ...

والكونفيريراليّة الألمانيّة كانت أساساً 39 دولة مختلفةً اجتمعت فيما بينها وأعلنت وحدةً فيما بينها ... ثم انهارت في حروب بروسيا والنّمسا ثمّ أعلنت الكونفيديراليّة الحديثة ...

وغيرها وغيرها ... كلّها دول مختلفة أعلنت انضمامها في فيديراليّة أو كونفيديراليّة تحفظ لكلّ منها قسماً من استقلالها وتقوّيها بالفيديراليّة ...

أمّا سوريّة ... فسوريّة الكبرى ذكرت في العهد القديم (التوراة) الّذي يعود إلى 3400 سنة مضت، ذكرت 300 مرّة ...

وهي قبل 3400 عام كانت قائمة ...

الحسكة في أقصى الشمال الشّرقيّ حضارتها بناها السوبارتية والأكادية والامورية والحورية والحثية والاشورية والارامية والكرديّة والعربية ....

تعود آثارها إلى سبعة آلاف عام ...

وحلب في أقصى الشّمال ... أمّ التّاريخ تعود إلى أكثر من 12 ألف عام ... ليس هناك مدن في العالم قبلها .... بناها السّوريّون الآشوريّون وحضنت كلّ حضارات السّوريّين ... تعود إلى ما قبل التّاريخ ...

وحوران الشمّاء في أقصى الجنوب ...

من السّوريّين الآشوريين والكلدانيين والعرب المسيحيّين والمسلمين ...

إلى السّاحل السّوريّ من مرسين في سوريّة إلى رفح في فلسطين ... حيث أغنى الفينيقيّين السّوريّين كل العالم ...

إلى جوهرة الكون دمشق الشّام ... وهي لا تحتاج إلى كلام ...

وما بينها في كلّ شبر حضارة فوق حضارة فوق حضارة ... بناها سوريّون كرام ...

إذا كان نائب وزير الخارجيّة الروسيّة ووزير الخارجيّة الأمريكيّة لم يقرؤوا التّاريخ نحن وأولادنا قرأناه جيّداً في المدارس الإعداديّة في بلادنا حيث تاريخ العالم فيها ...

عليهم أن يعرفوا حجمهم أمام بلد واحد منذ ما قبل التّاريخ ...

عندما أتى الفتح الإسلاميّ إلى بلادنا، أتى من أسوار شرق دمشق ... وكنّا كلّنا مسيحيّون ... أسلم بعض أجدادنا وبقي بعضهم مسيحيّين ... قاتل الحماصنة المسيحيّون البيزنطيّين مع أبي عبيدة ...

وقاتل كلّ سوريّ وسوريّة المغول والفرنجة الصليبيّين والفرنسيّين والصهاينة المعتدين ...

ووباب توما وباب شرقي حيث دخل الإسلام ... الآن وبعد ألف وأربعمئة سنة ما تزال أغلبيّتها من المسيحيّين ...

وحدة سوريّة قائمة قبل أن يكون في العالم تاريخ ...

هل يستطيع مخلوق في الأرض فصل رأس مخلوق عن قلبه أو رئته أو ضهره أو قدميه ...

هذه الأرض ليست دويلات أجبرها أحدٌ على التّوّحد بل هي البلد الوحيد على وجه الأرض الّذي هو في حقيقته كائن حيّ ...

لا يحقّ لمخلوق على وجه الأرض أن يقسّمها ولا لكلّ شعبها أن يقبل بأيّ نوع من التقسيم ...

فهي ملك للمليارات من أهلها منذ ما قبل التّاريخ ... ولأهلها القادمون حتّى يوم القيامة ...

كلّ دول الجوار جاهزة للتّقسيم ... بل كلّ فيديراليّات العالم وكونفيديراليّاته آيلة إلى التّقسيم ...

إلّا سوريّة إلّا الشّام ...

فما يمسكها هو ما أنبأ به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ... أجنحة ملائكة الرّحمن ... وقال يا طوبى للشّام ... وكرّرها ثلاثاً ...

إذا كانت بعض الحكومات في بلاد أخرى، ترضخ من أجل أقلّ من حفنة من المليارات ...

فنذكّر من يبحث عن مال لإعمار سوريّة أن شركة وتساب الصّغيرة بيعت بـ 19 مليار، وعدد موظّفيها لا يتجاوز الخمسين!!!

ولدينا في أيّة كلّيّة معلوماتيّة من كلّيّات بلدنا أضعاف أضعاف هؤلاء ...

ولدينا الكثير من الخدمات والخيرات والصّناعات ...

والمليارات الّتي خرّ من أجلها وزراء دولة من دولنا العربيّة لا تعادل أكثر من 2% من ثروة بيل غيتس ...

ولدينا ثروة في السّوريّين مقيمين قادهم الله إلى الصمود في أرضها ... ومغتربين يقودهم الله عبر رفض العالم لهم إلى العودة إليها ...

فالخير والرّزق هو في الشّام ... والخير إذا عمّ أنحاء سوريّة هو المادّة اللاصقةٌ الّتي تمنع ألاعيب الغرباء ...

سايكس بيكو ولّت وانتهت إلى غير رجعة ومهما اغتصبت بقعة من أرضنا ... أو شيء من خيراتنا ...

فالخير في الشّام ... هكذا قال رسول ربّ الأنام ...

تزول الدّنيا قبل أن تزول الشّام . 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: