الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

ماذا وراء الكواليس الروسية التركية / بقلم الاعلامي أحمد رفعت يوسف
June 29, 2016 16:21

ماذا وراء الكواليس الروسية التركية / بقلم الاعلامي أحمد رفعت يوسف



لم تتضح بعد كل التفاصيل حول التطورات المتسارعة في العلاقات الروسية التركية التي بدأت ظاهريا باعتذار تركي عن إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا وتوجت باتصال بين الرئيسين الروسي فلاديميير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان لكن يمكن قراءة الكثير من المؤشرات.
ـ لا يمكن أن يتم الاعتذار التركي والاتصال بين الرئيسين بدون مقدمات واتصالات كثيرة حدثت وراء الكواليس تم خلالها الاتفاق على الكثير من التفاصيل حتى سمحت بالتظهير العلني لهذه التطورات.
ـ لا يمكن أن توافق روسيا على تطبيع العلاقات مع تركيا بدون التوصل إلى تفاهمات حول المواضيع الأساسية المختلف عليها ومنها الموضوع السوري وتحديداً دعم تركيا الإرهاب وحدودها المفتوحة أمام الإرهابيين.
ـ من مصلحة روسيا استثمار المخاوف التركية من التطورات في المنطقة والعالم والتي تسمح بفرض شروطها على تركيا ومنها الموضوع الكردي وخيبة الأمل التركية من الولايات المتحدة حول هذا الموضوع وموضوع الإرهاب وخاصة بعد تفجيرات اسطنبول وانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي الذي ينهي الحلم التركي بالانضمام إلى هذا الاتحاد.
ـ من مصلحة روسيا أيضاُ استثمار التطورات التي حدثت في الموقف التركي التي عبر عنها رئيس الحكومة الجديد بن علي يلدريم برغبة تركيا بتحسين علاقاتها من دول الجوار وخاصة دول البحرين الأسود والمتوسط وكلام يلدريم عن عبثية الحرب السورية.
ـ رغبة روسيا بعدم خسارة السوق التركية في موضوع الغاز لصالح إسرائيل وخاصة بعد الاتفاق التركي الإسرائيلي لتطبيع العلاقات بينهما وبالمقابل تستعيد تركياُ بعضاً من السوق السياحية الروسية.
ـ تحسين العلاقات بين البلدين يخفف الضغوط عن الجانبين حيث تخفف الخناق المضروب على تركيا بسبب أخطاء سياساتها فيما تساعد روسيا في مواجهة الضغوط الأمريكية الأطلسية عليها.
ـ من مصلحة روسيا كدولة عظمى مازالت تعمل على ترسخ دورها في محيطها الإقليمي وأفقها الدولي إثبات وجودها ووضع موطئ قدم لها في كل مكان وهو ما يوفره لها تحسين علاقتها مع تركيا فيما تركيا كدولة إقليمية دخلت في مسار انحداري لا يمكن أن يوقفه اتفاقها مع روسيا وهذا الاتفاق يسمح لروسيا بزيادة قدرتها على التحكم بأي تطورات متوقعة في تركيا وفي منطقة الشرق الأوسط المرشحة لتغيرات جبوسياسية في العمق.
في المحصلة فإن العلاقات الدولية وخاصة بين الدول الكبرى تتم على أساس المصالح وليس العواطف وخاصة عندما تتمكن البلدان من بناء علاقات تحفظ الحد الأدنى من المصالح المشتركة وهو ما حصل في العلاقات الروسية التركية. 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: