الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

سوراقيا - مشروع إعلان وحدة بين العراق و سورية / بقلم : يونس أحمد الناصر
July 07, 2016 05:07

سوراقيا - مشروع  إعلان وحدة  بين  العراق و سورية  / بقلم : يونس أحمد الناصر

ربما بل الأكيد بأن مشروع وحدة اندماجية بين سورية و العراق سيكون الرد المناسب الذي يتبناه القوميون العرب من المحيط إلى الخليج و يقاتل من أجل تحقيقه البعثيون و القوميون السوريون  في البلدين و ما دعاه الأمريكيون و الوهابيون  اجتثاثا للبعث في العراق سيكون بعثا حقيقيا لكل المؤمنين بالبعث و البعثية التي ستلفظ الخونة و الرجعيون من صفوفهم و سوف يكون هكذا مشروع فيما لو كتبت له الحياة ردا قويا على القوى الاستعمارية   التي تريد تفتيت المنطقة وفقا لمشروع جديد تقوده الرجعية العربية بدعم غربي ( سايكس بيكو جديد )

ردود الفعل الإقليمية على هكذا مشروع

دون شك بأن إيران ستكون من أول الدول الداعمة و المرحبة بهكذا مشروع لأنه الرد العملي على الوهابية التكفيرية في المنطقة و بحكم علاقات التعاون و الأخوة مع أطياف كبيرة و تيارات سياسية مقاومة في سورية و العراق سيكون لإيران مصلحة كبيرة في نجاح هذا المشروع  بما يمكن إيران كدولة ناهضة اقتصاديا و علميا و عسكريا بالوصول إلى شواطئ المتوسط برا مما يمنحها دورا إقليميا كبيرا تطمح إليه

و لا شك بأن القوميون الأردنيون سيدعمون بكل قواهم الحية و كذلك التيارات السياسية الفلسطينية المقاومة التي سترى في هذا المشروع داعما حقيقيا لفلسطين و حقوق الشعب الفلسطيني التي تعتبرها الأحزاب العلمانية في المنطقة هدفا رئيسيا من أهدافها و أعني بشكل أولي البعث و القومي السوري

ردود الفعل الدولية  على هكذا مشروع

أيضا و بدون شك سيكون لروسيا و بريكس و منظمة شنغهاي المصلحة الكبيرة في نشوء قوة كبيرة حليفة لها و ردا قويا لخطط الأطلسي و أمريكا بالتوسع و النفوذ في المنطقة

و المياه الدافئة التي تسعى روسيا بشكل دائم كي يكون لها موطئ قدم فيها  و الصين أيضا التي تسعى بشكل جدي لإحياء طريق الحرير الحديدي من بكين إلى شواطئ المتوسط سيتحول حلمها إلى حقيقة صادمة للمحور الغربي الاستعماري   

موقف تركيا من هكذا مشروع

يمكن تقسيم الموقف التركي إلى قسمين متناقضين  تماما

1-                       موقف الحكومة التركية المتمثلة بحزب العدالة و التنمية الذي يهيمن عليه أردوغان

2-                       موقف الجيش التركي و العلمانيين الأتراك ( الأتاتوركيين )

فحكومة العدالة و التنمية و لو كانت ضد هذا المشروع أيديولوجيا و فكريا و لكن لخروجها المذل و المهين من الحرب السورية كأكبر الخاسرين و هي الجريمة التي ارتكبها أردوغان و حزبها بحق الأتراك أولا و بحق شعوب المنطقة ثانيا و محاولات التراجع الإجبارية  التي بدأها أردوغان الذي اكتشف بأن استمراره في سياساته السابقة انتحارا فبدأ بإعادة ترتيب أوراقه السياسية بالاعتذار من روسيا بما يشكل استسلاما لمحور العدوان على سورية و التسليم بانتصارها

سيكون من مصلحة أردوغان و حزبه الذين أثخنتهم الجراح التي يسببها لهم الأكراد الانفصاليون  و لا يجدون سبيلا لإيقاف هجماتهم  و ترعبهم فكرة وجود كيان كردي معادي لهم قرب الحدود التركية من طرف و  السورية  و العراقية من طرف آخر  و الخروج من هذه الورطة سيفرض على حكومة العدالة و التنمية إن لم يكن دعم مشروع الوحدة فعلى الأقل عدم الوقوف ضدها

أما الأتاتوركيين  بما فيهم العسكر التركي سيبصمون بالعشرة بالموافقة على سوراقيا الجديدة  التي ستعيد ترتيب أوراق المنطقة بشكل مريح للجيش التركي و إيقاف نزيف الدماء التركية

المعارضون الوحيدون لهكذا مشروع هو أمريكا و إسرائيل و محميات الخليج  و الأوربيون المحور المهزوم في الحرب السورية  و أوربة التي تعيد حساباتها بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي و سقوط نجمتها من علم الاتحاد و نذر سقوط نجوم أخرى من أعلام الاتحاد الأوربي و الأمريكي و التي يراها الكثير من المحللين أمرا واقعا

سورية تعيد ترتيب المشهد العالمي القادم

لا شك بأن ما حدث و يحدث على الأرض السورية و التي دفع فيها السوريون الصامدون الكثير من أبناء بلدهم لمقاومة مشروع التفتيت و اختلطت دماؤهم بدماء الحلفاء الروس و الإيرانيون و العراقيون و المقاومة اللبنانية و قد استطاع هذا المحور تحقيق النجاح و الانتصار في الحرب العالمية التي تشنها القوى الاستعمارية و الرجعية العربية على الأرض السورية  ومن خلال هذه الحرب عادت روسيا بقوة كقطب عالمي جديد لا يمكن تجاهله في المشهد الدولي الجديد  و صعد معها أيضا بروز دور كبير للصين و مجموعة بريكس و منظمة شنغهاي  للتعاون الاقتصادي

مقابل اندحار محور العدوان الذي عليه التسليم بنتائج هذه الحرب

و تتجه الآن الأنظار إلى إعادة بناء ما خربته الحرب  في سورية و العراق ( سوراقيا الجديدة ) التي تختزن في أراضيها و شواطئها ثروات نفطية و غازية هائلة تشكل رصيدا قويا لإعادة الإعمار و ثروة يسيل لها لعاب الشركات العالمية المتنافسة لنيل حصة بمرحلة إعادة الإعمار

سوراقيا   المولود المبارك الجديد هل يكون ثمرة  للزواج المبارك بين القوى الخيرة و المحبة للسلام و المناهضة للعدوان .... سوراقيا يقودها القائد المنتصر الرئيس بشار الأسد و رئيس حكومتها الأولى حيدر  العبادي و قوام قوتها الجيشين الشقيقين  السوري و العراقي  الذين يدحران داعش و أخواتها من أرض المشرق و تحتضنها قلوب المؤمنين بتاريخ و حضارة هذا الشرق الناهض دائما من تحت الرماد

فهل سيطير طائر العنقاء السورية من تحت الرماد ...... نرجو ذلك  



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: