الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

الكويت بين "رون أراد" وجثة كوهين .. ديبلوماسية غوانتانامو...بقلم نارام سرجون
June 16, 2013 00:33

كل الأخبار - مقالات :
في المعارك يتبارز الفرسان بسيوفهم ويتبارون في اظهار فروسيتهم وأخلاقياتهم .. ولذلك عندما سقط ريتشارد قلب الأسد عن ظهر حصانه الذي أصيب في معركته مع صلاح الدين قام الأخير بارسال حصان قوي اليه ليقاتل عليه في اليوم التالي ..واعتبرها ريتشارد قلب الأسد ذروة الفروسية وقدّرها كثيرا .. ويقال ان فروسية صلاح الدين بشهادة المؤرخين الغربيين ظلت محل احترام جميع خصومه ويشار لها في كل مناسبة .. ولكن في عصر الجهاديين العرب والاسلاميين فان أحط شيء هو الفروسية والأخلاق وهي في ادبياتهم وسلوكهم أشبه ماتكون بحيض المرأة ..

في عصر اللافروسية وعصر العبيد يحار الفرسان والسادة الأحرار كيف يتعاملون مع الانحطاط .. فالمنحط والدنيء في أخلاقه والعبد في نفسه لايفهم الفروسية .. لكنه يفهم لغة السياط فقط ولغة الهوان ..
ورأينا بأم اعيننا فرسان الانحطاط الأخلاقي الاسلامي في القاهرة يجتمعون للقتال ليس ضد ريتشارد قلب الأسد بل ضد الأسد نفسه .. ولكم أن تتخيلوا لو كان هؤلاء هم من كان يقاتل في زمن صلاح الدين كيف كنا سنخجل منهم ونحس بالعار من أنهم منّا .. وأية فروسية سيتعلمها منهم العالم .. ماذا لو كان القرضاوي في ذلك الزمن أو العريفي .. أو مثلا شافع العجمي .. مافعله شافع العجمي مثلا يدل على أن أقصى فروسية لفرسان الاسلاميين هو أنهم يبارزون أطفالا لاذنب لهم .. ويذبحونهم وهم نيام .. وهؤلاء يبدو ان ديبلوماسية الأخلاق وديبلوماسية صلاح الدين لاتفيدهم بل ديبلوماسية جورج بوش أو مايعرف بديبلوماسية غوانتانامو ..

لم يقم رجل على الأرض باذلال الاسلاميين وكل مجاهدي العرب كما فعل جورج بوش الذي شحنهم بحاويات
لنقل الأبقار والأغنام والحيوانات في اقفاص عبر صحارى افغانستان .. وقضى الآلاف منهم في تلك الحاويات اختناقا لأنه تم تكديسهم في حر الصيف في الناقلات فوق بعضهم كالأغنام وكانوا يتقاتلون في تلك الحاويات للوصول الى فتحات التهوية أو الى النوافذ ذات القضبان الضيقة .. وعندما كانت الناقلات تصل الى وجهتها بعد عبور مئات الأميال عبر الصحراء كانت تلقي حمولتها من الموتى في حفر واسعة فيما كان الجنود الأمريكيون يتبادلون الدعابات وهم يدفنون ماسموه وماترجمته بالحرف (الفطايس) ..
وأما من نجا من شحنات النقل وتبقى فقد تم شحنهم بالطائرات مقيدين بالسلاسل الى كوكب آخر في (غوانتانامو) حيث يكون المعتقل مجرد رقم في قفص لاحقوق له على الاطلاق ولايعرف مايحدث له كائن على الأرض ..كما لو كان على المريخ .. ومن المفارقات أن من كان يعترض على بوش وينتقده هو حقوقيون غربيون وليس القرضاوي ولا العريفي ولا أم شافع العجمي .. ولا أبوه .. ولاأخته ولاأخوه .. وبالطبع ليس كل مجلس الأمة الكويتي ..ولا كل الممالك والأمارات التي يلوذ بها ثورجيو العرب ..
ووفق تقارير رسمية غربية من شهادات من قلب غوانتانامو كان الاذلال والاهانة ممارسة يومية متكررة لقهرهم وتجريعهم الهوان الى جانب تحويلهم الى مواد للدراسة والبحث والتجارب النفسية على العقل الجهادي وتعذيبه وتذويبه .. وعندما كان المجاهدون في أقفاص غوانتانامو يحاولون الصلاة تأتي مجندة أو سجانة اميريكية وترمي عليهم حيضها وتلقي فوطها النسائية على لحاهم أو يقوم جندي امريكي بالتبول على القرآن أو رميه في المراحيض .. وكان كل فرسان الاسلاميين واتحاد علماء المسلمين صامتا صمت الأموات .. ولم يجرؤ داعية من المحيط الى الخليج على الدعوة الى الجهاد ثانية رغم أن مصالح أميريكا كانت في زاوية كل شارع بل وفي كل بيت وفي كل ثلاجة وفي كل جيب .. حتى المقاطعة الرمزية لم يجرؤ هؤلاء القبضايات على اعلانها ..
غوانتانامو هو اهانة للبشرية كلها واهانة للانسان قبل الاسلام وهو سقوط لقناع الحضارة عن ذوي الياقات البيضاء وربطات العنق ..ولكنه المكان الذي تربى فيه الاسلاميون من جديد وتعلموا الأدب وفن العبودية للسادة الأقوياء ونسوا فيه حليب أمهاتهم ورأوا بأم اعينهم نجوم الظهر ..ولن يجرؤوا بعد اليوم على شق عصا الطاعة لأميريكا ..والأمريكيون لم ينشئوه عن عبث بل عن دراية انه لتخريج المدارس الاسلامية الجديدة التي تجاهد في كل الدنيا الا ضد أميريكا ..
وبالفعل .. منذ درس غوانتانامو غيّر الجهاديون العرب وجهة القتال ولم يجرؤ واحد منهم على النظر نحو أميريكا لأن أقفاص غوانتانامو كانت رهيبة وطعمها بطعم الحيض الذي لم ينسوا رائحته على لحاهم المخضلة به ووصلتهم اخباره بالتفصيل المرعب .. وككل الحركات المريضة الجبانة والتي تموت ببطء فان الحركات الجهادية الرثة قررت خوض معركة أقل كلفة .. وهي الجهاد على من لاتكون أميريكا معه كيلا ينتهي المجاهدون في اقفاص غوانتانامو يلعقون الحيض .. ولذلك اختاروا ايران وسورية وحزب الله وروسيا .. وهاهم كل من تخضبت لحيته بالحيض يوما يجلس في مؤتمر في مصر للافتاء بالحرب الى جانب أميريكا في سورية .. كانت رائحة القيء تفوح من فم القرضاوي وحسان والعريفي وكنا نرى لحاهم لاتزال رطبة من دم الحيض الذي وصل اليهم من غوانتانامو .. وهم يطلبون المزيد من الجهاديين لشد الرحال نحو سورية ليرسلوا آلاف الشباب من جديد في رحلة عبثية للموت ..
مقاتلون بلاثمن وبلاعدد وبلاقيمة وكأنهم مما ملكت أيمان غوانتانامو .. لاأحد يبكي عليهم ولاأحد يعرف عن موتهم شيئا ..يحرقون أو تأكلهم البراري .. هؤلاء الراحلون الى القتال في سورية مجرد أرقام وحطب ..ولعل ثمن كلب مدلل في الغرب يساوي ثمن مئة مجاهد .. القرضاوي ومسلموه واتحاد علماء المسلمين جعلوا المسلم أحط مخلوق على الأرض .. وبلا ثمن .. وصار سعر المسلم بخسا ورخيصا ولايساوي ثمن بقرة في الهند ..
الشيء الذي قل ثمنه في زمن الاسلاميين والثورجيين هو انسانهم نفسه الذي تحول الى فطايس في افغانستان ثم حيوان في قفص في غوانتانامو ثم في رحلة عبثية للاحتراق في سورية .. كل الثورجيين العرب قاموا بحجة الانتفاض لكرامة الانسان الذي سحقته الديكتاتورية .. ولكن في زمن الثوار تم نقل مكانة الانسان والفرد وفي أوطان الربيع العربي بالذات الى مرتبة (الفطايس) .. ولم يعد الانسان الا مجرد رقم في قفص في أو قائمة الحمقى التي يبعث بها رجال الافتاء والتي يحولها الجيش السوري الى قائمة موتى .. طبعا من البدهي أن جثث ورفاة الجهاديين لاتحظى بأي اهتمام من أي شيخ أو مفتي أو رجل دين اجتمع في القاهرة .. لأن (الفطايس) التي تموت في أرض الجهاد مخلوقات ميتة بلاقيمة ولاتستحق أي اهتمام حتى من أجل دفنها وتكريمها ..

ففي طول أرض الجهاد وعرضها لم تحاول جهة رسمية عربية أن تبحث في مصير أبنائها الذين يموتون بشكل مفجع .. وهذا مانراه جليا في المحرقة السورية .. فقد تصرفت هذه الممالك والأمارات مثلما تعامل الجنود الأمريكيون مع (الفطايس) .. فكل جثة مقاتل عربي تحرق قبل الانسحاب التكتيكي أو تترك في البراري ولايدفن منها الا من مات بعيدا عن الجيش السوري .. وكان الجيش السوري يخصص بعد كل معركة عددا كبيرا من ناقلات الجنود فقط لرفع الجثث المتروكة لسعوديين واردنيين ولبنانيين وتونسيين وليبيين .. ودفنها بعد الحصول على معلومات عن صاحبها ان أمكن .. الجيش السوري يتصرف كجيش محترف أخلاقي وليس كجيش جورج بوش ..أو كجهاديي الرثاثة وبهائم جبهة النصرة ..وكانت الحكومة السورية قبل ذلك قد قامت باعادة جثامين جهاديين لبناننين قتلوا في كمين تلكلخ لدوافع انسانية وأخلاقية ..
وكي تعرفوا حجم الاحتقار الذي تستحقه الحركات الاسلامية التي لاتكترث بمقاتليها فلننظر الى كيفية تصرف القادة والدول مع رعاياها مقارنة مع ملوك العرب وشيوخ الاسلاميين .. فكلنا مثلا نذكر كيف سافر توني بلير يوما على عجل الى السعودية لاطلاق سراح ممرضتين بريطانيتين مجرمتين أدينتا بقتل ممرضة استرالية ولم يقبل البرلمان البريطاني بأن تترك مواطنتان بريطانيتان مجرمتان لتنفيذ الحكم في السعودية وحتى تنفيذ العقوبة بالسجن لدى دولة أخرى.. وعادت المجرمتان مع توني بلير لتحاكما في بريطانيا..ولتعطيا تصريحات وتكتبا مذكراتهما عن التحرش الجنسي الذي لقيتاه أثناء التحقيق السعودي معهما ..

وكذلك لاتزال اسرائيل تبحث عن جثة الجاسوس ايلي كوهين الأول (كوهين الثاني طبعا هو عزمي بشارة الذي ستلقى رفاته نفس اهتمام اسرائيل ان تم شنقه في دمشق يوما) ولاتزال من ضمن المفاوضات التي تقوم بها اسرائيل مع السلطات السورية المطالبة بجثمان ايلي كوهين ..بل ان الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي هبط في مظلته في لبنان بعد اسقاط طائرته ثم اختفى فلا يزال البحث عنه جاريا حتى هذه اللحظة ولاتزال اعلانات الغوغل تعرض عشرة ملايين دولار لمن يعطي معلومة واحدة عنه عنه .. ولايزال جواسيس اسرائيل اللبنانيون يتسللون الى كل زاوية في لبنان لاقتفاء اثره .. وقد تعهد سليم ادريس بتخصيص فريق كامل من مقاتلي الجيش الحر للوصول الى معلومات عن (رون أراد) .. وخضع معتقلون فلسطينيون من المخيمات الفلسطينية في سورية تابعون للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الى تحقيقات قاسية من الجهاديين الاسلاميين وموفدين من سليم ادريس لمعرفة اي شيء عن (رون اراد)..
أما السيد حسن نصر الله فشن حملة شعواء على اسرائيل كلفته حربا كبرى معها من أجل خمسة أسرى لبنانيين
وبعضهم لاينتمي الى طائفة السيد حسن نصر الله (هو سمير القنطار) .. بل ونهض حزب الله بقيمة الشهداء ورفاة الشهداء وقاتل من أجل استرداد رفاة وبقايا مئات الشهداء العرب لدى اسرائيل ومن بينهم الفلسطينية دلال المغربي التي رد السافلان اسماعيل هنية وخالد مشعل الجميل لحسن نصر الله بالانضواء في الحرب الدينية ضده مع وليهم الروحي القرضاوي بل قامت حماس بزرع القصير بالأنفاق والألغام التي أهداها حسن نصر الله لحماس لتحريرغزة والانتقام لدلال المغربي ..


المثال المريض الذي يدل على أن المواطن العربي والجهادي الاسلامي شيء تافه حقير في نظر حكوماته ومفتيه فهو عقلية البرلماني الكويتي شافي العجمي الذي يتباهى بذبح طفل سوري ردا على هزيمة القصير على بعد مئات الأميال عن القصير .. ذبح طفلا لاذنب له .. ولم يقف أمام السفارة السورية مثلا يطالب بالافراج أو استرداد مقاتلين كويتيين أو جثث لهم كنائب اسلامي كويتي .. بل ليدفع بالمزيد منهم الى حفلة الجحيم وحصد الجماجم ..
المثير للسخرية أن مجلس الأمة الكويتي قد أقام المناحات لفقدان 600 كويتي خلال (حملة صدام حسين لاسترداد الكويت) .. وتحولت قضية (الأسرى والمفقودين الكويتيين) الى "هولوكوست" الكويت المقدس ..وكانت كل قرارات وتوصيات مجلس الأمة الكويتي ومجلس الأمن تطالب صدام حسين (الشرير) بالكشف عن مصيرهم ... وظل مجلس الأمة الكويتي يوصينا بالأسرى الكويتيين حتى ظننا أن رسول الله يبكي عليهم في عليائه .. وأن عائلة الصباح تموت غما وكمدا عليهم ومعها مجلس الأمة الكويتي وأحمد الجار الله .. الى ان سقطت بغداد وانتهت قضيتهم برسالة لامبالية من بول بريمر من بضعة اسطر بأن القضية انتهت لأن الأسرى لم يتم ايجادهم .. وسكتت كل الأفواه الاسلامية الكويتية منذ ذلك اليوم .. وملأها الغائط .. ومنهم فم شافي العجمي ..
المفجع أنني في نهاية التسعينات كنت شاهدا على محاولة أحد الديبلوماسيين العرب الكويتيين دفع مكافأة مجزية عبر أحد الصحفيين السوريين النافذين للاتصال مع السيد أحمد جبريل للحصول منه على معلومات بشأن الطيار الاسرائيليل "رون أراد" لاعتقاد اسرائيل أن السيد أحمد جبريل هو أحد القلائل الذين يعرفون مصير الطيار الاسرائيلي .. وقد علل ذلك الديبلوماسي الكويتي بأن على العرب والمسلمين ان يظهروا الجانب الحضاري والانساني وحسن النية والرقي .. الديبلوماسي العربي الكويتي كان مشغولا على (انسانية المشكلة قبل كل شيء) و (المكاسب الأخلاقية لقضية العرب بهذه اللفتة الانسانية) ..
واليوم لايسأل نائب كويتي مثل ذلك المختل عقليا شافي العجمي أو أي شيخ خليجي عن مصير رعايا بلاده ولايهم أمير الكويت أو أي ملك أو قائد ثورة ماذا حل برعاياه ولو حشر كل أهل الكويت في المعتقلات السورية أو دفنوا في البراري في قبور مجهولة ..لأن استعمالهم في الحرب انتهى بموتهم ..
في سورية لدينا الآن معتقلون عرب ومقاتلون عرب .. ولدينا آلاف من جثثهم وأشلائهم ويبدو ان الكثيرين يريدون القدوم من بعد ظهور فتاوى الجهاد الرث وجهاد الروث .. وكما سمعنا جميعا فقد وافقت السلطات السورية على النظر في طلبات جمعيات اهلية ووفود من أهالي المعتقلين العرب من أجل ارجاعهم الى أوطانهم وفق القوانين الدولية على أن تتم محاكمتهم وفق اتفاقات ويتعهدون بعدم العودة للجهاد في سورية .. فيما التزمت الحكومات الثورية والملكية الصمت عن هذه المبادرة وكأن المعتقلين العرب في سورية ليسوا مواطنين من تلك الدول بل (فطايس حية) ولايهم سواء فجر المقاتل نفسه أو تم تفجيره او سقطت عليه قذيفة أو تم رميه في القمامة أو قاع البحر ..
لاشك أن الحكومة السورية تتصرف كدولة محترمة وبفروسية ولكن الفروسية مع العبيد ليست فروسية ..فالعبد لايعرف كيف يرد على الفروسية .. ففروسية مقاتلي حزب الله الذين سمحوا لجرحى القصير أن يمروا عبر البقاع ليتم علاجهم لاقتها فروسية العبيد مثل شافي العجمي الذي استأسد على طفل لاذنب له وذبحه على بعد مئات الأميال .. ومن افارقات القدر القاسية أن أحد أقارب الطفل الذبيح كان من بين الضباط السوريين الذين ذهبوا الى الكويت ضمن القوات السورية المشاركة فيما سمي تحرير الكويت (بلاد البطل والفارس شافي العجمي) من الجيش العراقي ..
ان ديبلوماسية غوانتانامو تبدو الأجدى مع أمثال النائب الكويتي شافي العجمي وأتباعه والذي يجب ان تنتظره دعاوى حقوقية رسمية ومنظمات مكافحة الارهاب في أوروبا لاعتقاله لدى دخوله أحد مطارات أوروبا لشحنه في حاوية الى غوانتانامو لينال نصيبه من حيض مجندة أمريكية على لحيته ..
يبدو أن درس غوانتانامو درس ليس سيئا البتة وفيه عبر .. وهو أن غوانتانامو هو علاج الصداع الذي تعانيه رؤوس الاسلاميين الجهاديين المريضة .. ولاأرى أن المبادرة السورية وفروسيتها ستلقى التفهم من فقهاء لايسكتون الا عندما تبتل لحاهم بالذل والاهانة والبول ودم الحيض .. ويبدو أن السير بالاتجاه المغاير للمبادرة الانسانية السورية هو الأجدى بحيث تصدر قوانين صارمة بحق المقاتلين العرب وهي المحاكمة في محاكمات سورية تقضي صراحة باعدام كل من حمل السلاح للقتال في سورية .. وأما المعتقلون والمساعدون الاعلاميون أو اللوجستيون الذين لم يوجد معهم سلاح ولم يثبت قتالهم فيحكم عليهم بالسجن لمدة لاتقل عن 25 سنة يعملون فيها في مشاريع الاعمار كنوع من السخرة .. وتكون نفقات السجون على حساب حكوماتهم أو عائلاتهم .. ولايطلق السجناء مالم يخضعوا لدورة في التأهيل الانساني على نفقة حكوماتهم لنقلهم الى مستوى انساني مقبول ..
أما الرفاة والجثث فيجب ألا تعاد بأي ثمن الى بلدانها الا بعد أن تقوم حكومات هذه الدول بدفع غرامة مالية ضخمة تعويضا عن الخراب الذي تسببت به هذه الرفاة خلال حياتها واقامتها الارهابية في سورية وتوزع هذه الأموال على العائلات السورية المنكوبة (درس تعويضات لوكربي) .. وأعتقد ان غير ذلك سيقدم رسالة خاطئة للمجاهدين ودولهم بحيث تبدو الرحلة الجهادية جذابة وفيها مذاق وحس المغامرة .. وجهاد النكاح .. ومال ومكافآت .. ثم تنتهي اما بالموت ولقاء الحوريات أو بالعودة على متن طائرة في رحلة سياحية للعودة الى بلدان مجاهدة حيث تروى عنهم الأساطير ..


هؤلاء الذين رأيناهم مجتمعين في القاهرة ليسوا في مرحلة أخلاقية يمكن ان يفهموا فيها لغة الانسان والفرسان .. ويحتاجون الى عمل شاق لاستئصال تلك العفونة الوهابية من دمهم وعقلهم .. والأمر الأهم هو أن القيادات الاسلامية أثبتت بالدليل القاطع أنه لاميثاق لها ولاعهد .. وهم قوم من الكذابين المتقلبين .. والشريف بينهم ثبت أنه بلا شرف وان كان له شرف فلا عقل له ليحمي شرفه بل غريزة .. وقد يطلقون سراح هؤلاء القتلة في اي يوم وبفتوى أسهل من فتوى أراقت دم القذافي وحفظت دم جورج بوش .. فكيف يمكن الوثوق بالغنوشي الذي قلب عقودا من الجهاد ضد اسرائيل انتهت برحلة ايباك .. وصارت لايلاف قريش هي (لايباك قريش .. ايباكهم رحلة الشتاء والصيف) .. بل كيف نثق بالاخوان المسلمين الذين ملؤوا الدنيا ضجيجيا عن أحفاد القردة والخنازير ثم انتهوا لاكتشاف أن أحفاد القردة والخنازير هم (أصدقاؤهم العظماء) !!.. وبرلمانات الاسلاميين تشبه استوديو فيصل القاسم ومستواه الأخلاقي .. وهي مليئة بالمؤذنين المجانين والذين أقصى مايناقشونه هو كيف ينكح الأحياء الأحياء وتتعلم الأمم نكاح الأموات .. بل وكيف ينكح الأموات الأحياء..
أثق بالديبلوماسية السورية واصرارها على نشر أخلاق الفروسية وديبلومايسية صلاح الدين .. وأنا لاأعرف الكثير عن حيثيات العرض السوري باعادة المقاتلين العرب ليحاكموا وفق قوانين دولية ولكنه يجب أن يعبر عن الارادة الشعبية أولا ويجب أن يتجنب أن يبعث رسالة خاطئة للارهابيين والقتلة والمجرمين وطلاب النكاح وطالبات النكاح .. وعلماء يوسف القرضاوي ..
يجب أن يكون الدخول الى سورية رحلة الى الجحيم لمن أراد فيها جهادا ليكون درسا لكل من يعتقد أنها رحلة ونزهة تنتهي تنتهي بتبويس اللحى .. وكما دخل كوهين سورية بحجة الجهاد الصهيوني وانتهى مشنوقا بلا قبر ولاأثر .. فان "كواهين" الجهاد والجاسوسية الاسلاميين الذين دخلوا سورية أو سيدخلون اليها يجب الا يعودوا ..
ومرارة كوهين قبل اعدامه يجب أن يتجرعها كل مقاتل عربي معتقل في سورية ... لأن كوهين في لحظاته الأخيرة كما روى السوريون الذين كانوا معه في وقت الاعدام صب جام غضبه على حكومته التي ورطته في عملية تجسسية في سورية ورسالته النادمة بليغة .. ويجب أن يتبلغها الجميع ...
جثة كوهين ستبقى مجهولة المكان وتطوف الى يوم القيامة ولن يخرجها تعهد رياض الشقفة الذي وافق على البحث عن جثة كوهين واعادتها كأول بادرة حسن نية للاسلاميين تجاه السلام مع الاسرائيليين لدى وصوله الى دمشق (حوار بينه وبين حمد بن جاسم بحضور عزمي بشارة تلاه اعلانه الشهير عن نيته قصم ظهر حزب الله وايران) كما ستظهر الأيام والأسرار ..
ولكن لن تخرج جثة كوهين من مقبرتها .. وستبقى جثته تطوف وتبحث عن مخرج من سورية .. ويجب أن تطوف معها في المجهول جثث القتلة والجهاديين العرب في سورية وأصحاب شافي العجمي .. هؤلاء العبيد لن تنفع معهم الفروسية ولاديبلوماسية الفرسان أو ديبلوماسية صلاح الدين ..هم يفهمون ديبلوماسية صديق الملوك والأمراء والاسلاميين .. ديبلوماسية جورج بوش .. صاحب مدرسة غوانتانامو ..التي يعرفها اتحاد علماء المسلمين جيدا .. وشيخهم القرضاوي .. وشيوخ القاعدة ..وكل قادة الربيع العربي..



  عدد المشاهدات: 1520

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: