الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

العلاقات السورية الليبية ......واجب و ضرورة / بقلم : رجب معتوق *
November 08, 2016 16:01

العلاقات السورية الليبية ......واجب و ضرورة / بقلم : رجب معتوق *

نشرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا صوتيا مسربا بين مدير إدارة الاتحاد الأوربي في وزارة الخارجية السورية” محمد احمد كمال” كما تقول ، ومدير مكتب رئيس الوزراء الليبي السابق محمود جبريل المدعو “نور الدين بوشيحة”.
وعرض بو شيحة في هذا التسجيل إعادة العلاقات بين ليبيا وسوريا وتفعيل العمل المخابراتي من أجل الحد من انتقال عناصر تنظيم الدولة " داعش " القادمين من تركيا إلى ليبيا عن طريق سوريا حسب ما ورد في التسجيل.
واعلن كمال في التسجيل المذكور عن تحفظه على كلمة نظام التي وردت في كلام لم يظهر في التسجيل وقال لبوشيحة :” نحن دولة وحكومة ولسنا بنظام”
وتابع نحن أول دولة مستقلة في الوطن العربي وأول دولة انتسبت للأمم المتحدة ، وأضاف في التسجيل المذكور أن البعض يصور الحكومة السورية بأنها لم تبلغ مرحلة حكم الذات وكأنها في الطور العشائري والقبلي كما ورد على لسانه .
وأضاف: نحن نقاتل عن قيم الحق والإنسانية وأن من يدافع عن وطنه وأرضه فهو على حق .
وجاء في التسجيل الصوتي المنسوب للسيد نورالدين بوشيحة والذي لم يتم التأكد من صحته من مصدر رسمي
ان المسؤول الليبي أشار إلى أن العلاقات بين سوريا وليبيا منتهية (مافيش علاقات) مشيراً إلى أنه تواصل مع أعضاء “مجلس الأمن القومي” في ليبيا ومع سفراء ووزراء من أجل موضوع ليبيا وسوريا وأضاف ان الموضوع مهم بالنسبة لنا وبالنسبة لهم لأن ” داعش”كما قال- أصبحت في ليبيا.
وتوجه لكمال بالسؤال أنت عارف هذا الشيء ” وتابع أن عناصر داعش جاءوا من تركيا عن طريق سوريا الى ليبيا ودعا الى اعادة العلاقات بين الأجهزة الأمنية الليبية والسورية وبين الحكومة السورية والحكومة الليبية الشرعية القائمة في الشرق والمعترف بها دولياً “.
واي كانت صحة ما جاء في هذا التسجيل المسرب من عدمها ، ومدى مستوى مسؤولية المتحدثين فيه عن أمر بمثل هذه الأهمية في مكالمة هاتفية يعلمان كلاهما انها قد تكون تحت المراقبة . فأن موضوع اعادة العلاقات الليبية السورية اصبح قضية حيوية لم تعد تناقش في الغرف المغلقة في ليبيا ، بل يتناولها الجميع سواء من القوى السياسية عدا الجماعات الاسلاموية المتطرفة ، او أعضاء من الحكومة ، او البرلمان ، او منظمات المجتمع المدني ، وحتى عامة الناس في وضح النهار وبصوت غير خافت .
فلم تعد هناك من مبررات مقنعة ان تظل هذه العلاقات مقطوعة الى ما لانهاية ، وان الامر بات ملحاً لسحب الاعتراف بالمجلس الوطني السوري الذي أسسته قطر ومنحته مقعد الجمهورية العربية السورية بالجامعة العربية عقب تعليق عضوية سوريا في بداية الأحداث التي شهدتها سوريا مطلع العام 2011 ، والذي أعلن المجلس الانتقالي الليبي في ذلك الوقت برئاسة مصطفى عبدالجليل الاعتراف به ، وتسليمه السفارة السورية في طرابلس . وهو المجلس الذي فقد شرعيته اليوم وألغي كجسم سياسي ، وتم تشكيل اجسام عديدة اخرى بعده لم تستمر طويلاً هى الاخرى .
ان أهمية عودة العلاقات العربية الليبية السورية تنبع من مصلحة الشعبين الشقيقين المشتركة ، لا سيما وان هناك جالية ليبية كبيرة في سوريا فقدت من يهتم ويرعى شؤونها في مثل هذه الظروف التي تعيشها سوريا اليوم ، وهي تعاني الأمرين مع عدم وجود سفارة ليبية في دمشق ، او في لبنان وصعوبة السفر الى الاْردن لمراجعة السفارة الليبية هناك . كما توجد بالمقابل جالية سورية كبيرة في ليبيا تزيد عن المائة الف نسمة موزعة على مختلف المدن الليبية تعمل في مجالات الزراعة والإنشاءات والتجارة والأعمال الخدمية الاخرى .
ناهيك عن وجود استثمارات ليبية مشتركة تعطلت مجالس اداراتها بسبب قطع العلاقات بين البلدين . اما فيما يتعلق بالشباب الليبي المغرر به ، والذي التحق بالتنظيمات الإرهابية التي تقاتل في سورية تقول بعض الإحصاءات انه يتجاوز الستة آلاف شاب ليبي جاءوا الى سورية عبر تركيا بتمويل قطري غير مخفي .
وهؤلاء الشباب الذين فقد منهم الكثير وألقي القبض على أخرين منهم من قبل السلطات السورية ، يعود بعضا اخر منهم للقتال في ليبيا ضمن تنظيم داعش الإرهابي بنفس الطريق التي جاءوا بها الى سوريا .
ان عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين وتعزيز التعاون الأمني فيما بينهما يضمن التنسيق المشترك في مكافحة آفة الاٍرهاب التي تشهد تمدداً في كل البلدان العربية وليس سوريا وليبيا فحسب .
ان من يقف ضد عودة العلاقات كاملة بين الشعبين الشقيقين الليبي والسوري ، والتي كادت تشهد قفزة نوعية لا نظير لها في أعقاب اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي عقدت آخر اجتماعاتها في طرابلس مطلع العام 2010 ، واعتمدت حزمة من الاتفاقات الثنائية في كافة المجالات وتأسيس مجلس مشترك لرجال الاعمال ، هو كمن يقف في مجرى السيل الجارف لابد وان يسحبه معه الى طريق الهلاك في لحظة ما ...! 

الكاتب :رجب معتوق هو نقابي ليبي وشغل منصب  رئيس اتحاد نقابات العمال العرب 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: