الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

النصال والنعال .. وسقوط محمد الفاتح والقسطنطينية في حلب / بقلم: نارام سرجون‏
November 29, 2016 03:51

النصال والنعال .. وسقوط محمد الفاتح والقسطنطينية في حلب / بقلم: نارام سرجون‏

الكثيرون من جميع الأطراف التي تتابع معركة حلب فاجأهم الانهيار المريع في نصف الأحياء الشرقية التي سقط بعضها أحيانا من دون قتال .. حيث كانت "الهريبة ثلثي المراجل" .. في وقت كان البعض يعتقد أنها ستكون أم المعارك لجبهة النصرة وأنها ستقف كالعظمة في حلق الجيش السوري .. حتى هوميروس لم يكتب عن معركة مثلها لأن فيها جبهة النصرة التي لاتعرف الرحمة .. وفيها يحاصر أوباما وجون ماكين وجون كيري وهولاند وتيريزا ماي وسامانثا باور والسلطان أردوغان .. وهؤلاء بيننا وبين اخراجهم من حلب حرب عالمية ..
وأما من كان متحمسا ويصدق عنتريات المحيسني ومنظري المعارضة الفندقية وينتظر معركة تتكسر فيها النصال على النصال فلن يجد شيئا يمثل مشاعره أصدق من خيبة نزار قباني وفجيعته بعد هزيمة حرب الخليج في عاصفة الصحراء بعد أن وعد بنصر كاسح .. لأنه كما قال:
" لا النصال انكسرت على النصال ..
ولا الرجال نازلوا الرجال ..
ولا رأينا مرة آشور بانيبال ..
فكل ما تبقى لمتحف التاريخ ..
أهرام من النعال" ..
رغم الفارق الهائل طبعا بين المعركتين من الناحية الوطنية والأخلاقية لأن الأمريكي الذي انتصر في عاصفة الصحراء هو الذي هزم عمليا في عاصفة حلب بعد أن هددنا أن النصال ستتكسر على النصال وأن الرجال سينازلون الرجال .. فاذا بنا نواجه أكوام النعال ..
بعض الواهمين من المعارضين لايبدو أنه يصدق هذا المشهد وقد وعده الثوار بصمود طروادة وأن تكون حلب هي معركة الخندق كبرى معارك المسلمين .. والبعض كان في حالة انكار ودهشة حتى أنه أغلق هاتفه والتقفزيون ودخل غرفته وأطفأ النور كيلا يسمع أخبار الهزائم وهو لايصدق أن درة الثورة السورية وحبيبة قلب أردوغان لم يفعل لها قبضايات العالم الحر أي شيء سوى البكاء .. وأن المجرم وضابط الاستخبارات السعودي عبدالله المحيسني كان يبكي عليها مثل بكاء الضائع الطفل الذي ضيع أمه في الغابة .. وهو يحاول أن يبدو مثل أبي عبد الله الصغير الذي بكى على ملكه الذي ضاع في الاندلس وهو يغادر غرناطة ..
لا يصدق بعض الثورجيين أن المدينة التي اوصى الله بها أوباما كل يوم قبل أن ينام الى جانب ميشيل في البيت الأبيض قد أخذها الله منه أخذ عزيز مقتدر .. وأن المدينة التي دخلت الانتخابات الامريكية وانتخابات الكونغرس ومجلس الشيوخ وكانت السؤال الصعب الذي يتكرر على المرشحين (ماذا ستفعل من أجل أليبّو؟؟؟) دخل اليها الجيش السوري بسهولة ويسر غير متوقعين كما تمر السكين المحماة في قالب الزبدة الفرنسية .. وكانت القلعة من الخطابات الفرنسية المحذرة مصنوعة من الزبدة التي وضعها هولاند في طريق سكين الجيش السوري المحمّاة .. والمدينة التي دخلت الانتخابات البلدية التركية وانتخابات اليمين واليسار الاوروبي سقط نصفها في ومضة عين دون مجازر ودون أن تتحول الى ركام وهيروشيما كما تنبأت تقارير الامم المتحدة في الصباح والمساء وهي تسهب في الثناء على الخوذ البيضاء التي أكملت استعداداتها لمئات المسرحيات والصور وعمليات الانقاذ المسرحية .. وتبين أن كل الجهد من أجل البروفات كان مضيعة للوقت .. حتى ديمستورا فاجأته هذا النتيجة وكان قد كلف نفسه منذ ايام وجاء الى دمشق وهرول ليجتمع مع الوزير المعلم قبل أن يتناول قهوته وافطاره في الفندق ليقترح ادارة ذاتية لأن معركة حلب -برأيه -معقدة جدا ومكلفة جدا وباهظة الكلفة على الجميع ولكنها ستسبب غضب الدنيا على النظام .. وكأن لسان حاله يقول اليوم لو تماسك أبو محمد الجولاني وجبهته يومين فقط كيلا يسودّ وجهي ..
أوروبا التي اعتبرت سقوط حلب أخطر من سقوط القسطنطينية التي احتلها محمد الفاتح وسرقها وسماها استانبول لأنها ستقسم التاريخ الحديث للعالم وتبدأ منها مفاصل تاريخ جديد .. هذه الأوروبة حاولت أن تمنع الأخبار السيئة التي تصل تباعا من حلب وكانت مع كل خبر عاجل يحمل معه تحرير حي جديد تضع اصبعيها في أذنيها ولاتريد أن تسمع الأخبار وهي ترى أن (أبو محمد الفاتح الجولاني) صديق حفيد (محمد الفاتح العثماني) يتقهقر عن أسوار حلب ..
حلب لم يكن عند أحد منا أي شك أنها ستتحرر وأننا في معركتها سنجمع فراء الأرانب والثعالب التركية مهما طال الانتظار .. وأن فرق الكوماندوس حصدت في طريقها كل اللحى الكثيفة كما تحصد حصادة مواسم الحصاد .. وأننا لم نكن بحاجة الى الطائرات الروسية لأن كل جندي من جنود المغاوير كان يساوي سرب طائرات وهو يناور بين الأزقة .. وأن وعد الرئيس الأسد أنها ستكون مقبرة أحلام اردوغان جاء مثل كتاب اللوح المحفوظ ومثل الرصاصة التي استقرت في قلب أردوغان وعينه وروحه ..
حلب تعود الينا مثل أميرة حسناء نائمة كانت قد حلت عليها تعويذة ساحر شرير لن تنهض الا اذا وصل اليها أمير وسيم يقبلها .. وقد وصل أمير جميل ممشوق ليقبلها قبلة الحياة فتنهض من رقادها الطويل .. أمير اسمه الجيش العربي السوري .. قبّل حلب .. فتتحرك الأميرة الجميلة .. وتنهض والسحر يتلاشى تدريجيا .. ليتحرك بين أحياء حلب اليوم طيف المتنبي وهو يبحث عن قصيدة تليق بهذه القبلة الرائعة .. فأين هو المتنبي ؟؟ وكيف يغيب عن هذه الايام التي تحتاجه أن يملأها وأن يشغل بها الناس ..
أما من متنبي .. أما من متنبي ؟؟ !!!
==================================
هذا الرابط والفيديو يقدم لكم تغريدة مختلفة لعبدالله المحيسني لاتشبه أي تغريدات عنترة بن شداد التي عرف بها المحيسني .. لولا الحياء لشاركناه البكاء المر لأنه يأس يوجع القلب ويقطع النياط ويثير الشفقة .. يأس لايشبهه يأس
http://www.shaamtimes.net/news-details.php?id=68209
 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: