الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

البحث عن قضيب حمزة الخطيب وأصابع علي فرزات .. وقصاص حمورابي....بقلم / نارام سرجون
December 11, 2016 03:53

البحث عن قضيب حمزة الخطيب وأصابع علي فرزات .. وقصاص حمورابي....بقلم /  نارام سرجون


لاأريد بهذا المقال أن أمارس تحقير الضحايا الذين سقطوا في هذا الصراع الذي تقوده قوى عنيفة ضد المجتمع السوري .. فحمزة الخطيب المراهق الذي أخرجه المشايخ السلفيون من دار أبيه ليموت في غزوة المساكن العسكرية ويقضي على تخومها برصاص في صدره قد دفع حياته ثمنا لغواية الحرب التي لعبها من لايعبأ بالضحايا والذي بعد موتهم يتسلى بأجسادهم وأسمائهم ويعصر منها الحكايات والأساطير .. فالشهود أصحاب الأجساد ماتوا وهو من يصنع القصص والروايات ويلتقط السيلفي .. قتل حمزة الخطيب دون ان يخرج شيخ من شيوخ الافتاء ليقول لمن حرض الصبي المراهق كي يخرج من داره ودار أبيه للجهاد ليلا (انما قتله من اخرجه من داره لقتال الجيش السوري) كما قال معاوية في استشهاد عمار بن ياسر في تبريره الشهير لنبوءة النبي (ياعمار انما تقتلك الفئة الباغية) ..
اليوم يكتشف العالم أن بلبل الثورة السورية الذي نسجت قصص خيالية عن حنجرته التي اقتلعها الشبيحة لأنها غنت أناشيد الحرية وروت الأثير بصوت الحلم السوري .. هذا البلبل لم يمت ولم يقتلع أحد حنجرته ولا ريشة من ريشاته بل انه حي يرزق ويستمتع بالعيش الرغيد في أوروبة بصمت .. وهو يعيش عالة على شعب آخر لايعرف أن هذا الشخص أفاق محترف وأنه متورط في الخدع والاكاذيب ويستحق أن يطرد لأنه شخص غير موثوق كان يعرف أن حنجرته معه ولكن الناس كانت تبحث عنها في قلب الجندي السوري الذي نهشه أبو صقار الثوار أمام الكاميرات عله يجد حنجرة البلبل فيه .. ونكتشف اليوم أن قصة حنجرة الحرية الذهبية كلها مثل قصة حمزة الخطيب وقضيبه الذي أقسمت الثورة أن النظام قرر اقتلاعه أيضا بشكل سادي مريض .. حتى أن سفير اسرائيل في الدوحة الجاسوس عزمي بشارة خصص حلقة كاملة من البث المباشر على الجزيرة عن وحشية وقسوة النظام على الأطفال الذين علموا الدنيا معنى الحرية .. ونذكر جميعا كيف أن مئات المقالات والبوستات انتشرت وكانت تبكي على الحنجرة والقضيب وعلى أصابع علي فرزات حتى أن صبحي الحديدي جمع قصص الأعضاء المفقودة وخرج بنظرية نفسية مفادها أن النظام السوري يخضع السوريين لارهاب نفسي خطير ويتعمد هذه الأساليب ليرسل رسالة الى الشعب السوري من أنه سيقتلع الرجولة من رجال وشباب سورية باقتلاع قضيب حمزة الخطيب وان حنجرة القاشوش هي رمز للصوت السوري الذي لايصدق النظام أنه خرج عبر بوابات الحناجر من سجون الصدور المغلقة منذ نصف قرن .. فقرر ارسال رسالة قاسية للسوريين بأن حناجركم هي أكثر ماأخشاه وأكثر أجزاء من أجسادكم يجب أن تخشوا عليها .. لنكتشف اليوم أن الحنجرة تسللت خلسة كما اللصوص وكما يفعل رجال المافيات الذين يغيرون ملامحهم ويحلقون شنباتهم ويرتدون قبعة ونظارات عاتمة فيما تقام لهم الجنازات الوهمية .. وينتهي الفيلم وهم يجتازون بوابات المطارات بهدوء بحقائب المسروقات والبنكنوت تحت أعين رجال الشرطة .. الذين في نفس الوقت يحرسون الجنازات الجزينة المتشحة بالسواد والمتسربلة بالحزن ..
ومنذ أيام سمعنا بعض التسريبات عن حناجر من نوع آخر هاجمت السعودية ووصفتها بأبشع الأوصاف واحتقرتها أيما احتقار .. ولو قرأنا ماقالت ولم تكن بالصوت لقلنا انها من النشرات السياسية لحزب البعث أو أنها ترجمة لخطاب دونالد ترامب عن السعودية وكاد صاحب التسريب ينهيه بدعوة لذبح البقرة السعودية .. فحنجرة الضفدع ميشيل كيلو صارت ترى السعودية أيضا بقرة تسن لها السكاكين وكان صاحبها بالأمس يجلس مع السعودي جمال الخاشقجي ومبعوثي ملك البقرة الحلوب ويتقاسمان الخوار ويجلسان كتفا بكتف ويسن كل منهما السكاكين للنظام السوري وحكومته ..
وفي مكان آخر فان أحد الاعلاميين المعارضين الذي كان حنجرته تهددنا بالبلدوزرات التي ستجرفنا في حلب كان يقول طوال سنوات ان تركيا هي أعظم دولة تفضلت على ثورة السوريين وانها لن تخذلهم وأن الرئيس أردوغان شخص شجاع ويعتمد عليه ويجب أن يثق فيه الثوار السوريون ثقة الأبن بأبيه .. واذا بهذا الفيلسوف اليوم ينزل من البلدوزر الأصفر وهو يتعثر بدموعه في حلب التي تحررت وتطلب حنجرته منا أن (لايكون لدينا وهم ان تركيا ستحارب من أجل السوريين .. فهي ليست جمعية خيرية .. وطبعا للأتراك مصالحهم .. وهم لم يساعدوا السوريين من أجل سواد عيونهم بل من أجل مصالح تركيا وتركيا أولا .. وعلينا أن نقلع شوكنا بأيدينا .. لأن الرئيس اردوغان لن يغامر بتركيا من أجل حلب أو الثورة السورية فهو ابو الأتراك وليس أبانا) .. أما كيف تغير الحناجر أثوابها فلا ندري .. ويصبح أبو الثورة كذبة كبيرة مثل بلبل الثورة ..
ولايتوقف مسلسل انكشاف الحناجر الذهبية .. فبالأمس وصلتني رسالة من مجهول وليس فيها الا مقال وعندما قرأته احترت في كاتبه لانه بدا لي أنه طبع في مكاتب وزارة الخارجية السورية .. وعندما انتهيت من القراءة وجدته بتوقيع صاحب الاتجاه المعاكس ماغيره .. فيصل القاسم .. وغالب الظن ان المرسل أرسله لي ليلفت نظري الى تغير هام في موقف مذيع الجزيرة العميل .. ولاأستبعد أنه أرسله بايحاء منه مباشرة .. وكان المهرج العميل يتساءل قائلا:
(هل كان أوباما فاشلاً وضعيفاً فعلاً ؟؟ ماذا أنجر جورج بوش وماذا أنجز أوباما للأمريكيين؟ ... صحيح أن الرئيس بوش أنجز الكثير، ومهد الطريق لأوباما كي ينفذ مشاريع الفترة الجمهورية براحته، وصحيح أنه أسقط واحدة من أهم الدول العربية ألا وهو العراق لصالح أمريكا وإسرائيل، وأحكم قبضة أمريكا على منطقة الخليج المهمة نفطياً واستراتيجياً على مستوى العالم، ووضع الأسس لتحقيق مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي الذي بشرتنا به وزيرة الخارجية الأمريكية غوندوليزا رايس في عهده، إلا أن بوش ألحق خسائر كبرى بأمريكا اقتصادياً وعسكرياً، بينما نجح أوباما في تفجير الدول العربية من الداخل، وجعلها تحرق نفسها بنفسها دون أن يخسر عليها رصاصة أو سنتاً واحداً. بعبارة أخرى، فإن الفوضى الهلاكة المنشودة أمريكياً في منطقتنا تحققت في عهد أوباما “ببلاش”. صحيح أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة ترسم خططاً بعيدة المدى، بحيث يذهب رئيس، ثم يأتي آخر ليكمل المشروع الذي بدأه سلفه، ولا ينقلب عليه. وصحيح أن الأمريكيين لا يفكرون على مدى سنوات، بل على مدى عقود وربما أطول، وبالتالي فإن ما زرعه بوش حصده أوباما بهدوء، إلا أن ذلك يُحسب تاريخياً لفترة أوباما الذي لم يكلف الأمريكيين دولاراً ولا حتى جندياً واحداً خارج حدود أمريكا؟)
ويضيف العميل المهرج فيصل القاسم (انظر إلى كمية الصراعات والنزاعات التي ظهرت في فترة أوباما، وخاصة الصراع السني الشيعي على مستوى العالم الإسلامي والعالم أجمع. ألا يُحسب هذا لإدارة أوباما إذا ما علمنا أن أمريكا واقتصادها يعيش على الحروب والنزعات وبيع السلاح؟ لم يكن أوباما ضعيفاً أو فاشلاً عندما ترك بؤر الصراع تنفجر هنا وهناك، بل كان مطلوباً منه فقط أن يصمت، وينظر إليها وهي تحرق الأخضر واليابس خدمة للمصالح الأمريكية. ألم يتفاخر الأمريكيون بالفوضى الخلاقة بربكم؟ أليس إنجاز الفوضى أهم منجزات إدارة أوباما وبأقل التكاليف .. فإن سياسة اللامبالاة التي أبداها أوباما على مدى ثمان سنوان كانت سياسة مدروسة، ولم تكن سياسة ضعف وعجز كما يجادل بعض الساذجين العرب) ..
تخيلوا أن يكتب هذا المذيع الرخيص هذا الكلام بعد أن ظلت حنجرته تتقيأ الرذائل وتعمل خادمة للمشروع الامريكي الصهيوني وتحرض الناس على بعضها مذهبيا وطائفيا وينشر كل أكاذيب الموساد على الهواء مباشرة .. ثم يكتب لنا مقالا اليوم يقول فيه بالضبط ماتقوله وزارة الخارجية السورية دون زيادة أو نقصان .. أي أنه يقول دون تردد نحن أيها الحمير المغقلون الثوار كنا في الجزيرة نكذب عليكم كل هذه السنوات وأنا شخصيا كنت أكذب عليكم دون خجل أو أنني كنت غبيا وحمارا مثلكم لم أفهم اللعبة الا اليوم وأخذتكم معي الى الموت والتشرد لأنني لم أعرف ماذا كنت اقول واهذي به .. فالثورة في الحقيقة ليست الا حركة امريكية مدروسة .. والقضية ليست بين الشيعة والسنة والديكتاتوريات .. انها مذهب أوباما ليس الا .. ونحن آسفون عن الكذب الذي استمر خمس سنوات .. وسامحونا على عشرات آلاف الضحايا والمشردين ..
اليوم يسرب كيلو شتائمه لملوك النفط الذين دمروا سورية .. ويعترف المهرج فيصل القاسم أن الثورة كانت لخدمة أميريكا واسرائيل .. وبعدهما اكتشفنا اليوم مكان حنجرة القاشوش .. فيجب علينا أن نتوقع أن نكتشف المكان الذي اختبأ فيه قضيب حمزة الخطيب الذي اقتطع في مكان ما من درعا بعد أن وصلت جثته الى الثوار الذين بتروا له قضيبه وخبؤوه ليكون بعد انتصار الثورة مقاما مقدسا .. نطوف به ..
وبعد اكتشاف مكان حنجرة القاشوش علينا أيضا ان نتوقع أن نجد أظافر أطفال درعا المقدسة التي صارت بخورا ثوريا مع أصابع علي فرزات التي قيل ان النظام كسرها لأنها شموع الحرية .. فربما نجد أن قضيب حمزة الخطيب كان مختبئا بين أصابع علي فرزات وأظافر أطفال درعا في متحف الثورة الذي تجمع فيه الأعضاء البشرية بعد أن أن جاهدت جهادا على طريقتها ..
انها الضمائر الذهبية للثوار والمحرضين على الكراهية التي لو أنها عاشت في زمن حمورابي لكانت أجمل عدالة عرفها البشر قد طبقت عليهم .. حيث المبدأ الأساسي فى القانون الجنائي الحمورابي هو العين بالعين والسن بالسن والطرف بالطرف فى حالة الإعتداء وقطع الأذن واللسان في حال العصيان والاحتيال وقطع ثدي المرضعة التي تستبدل طفلا أوكل اليها بآخر .. ولذلك يستحق كل هؤلاء أن يحكم فيهم قاض من زمن حمورابي يقطع قضبانهم وحناجرهم وأصابعهم لكثرة ماكذبوا على الناس وقطعوا أعضاء الناس ونهشوا قلوب الناس بالكذب والكراهية .. نعم لو كان حمورابي حيا لألقاهم جميعا بين يدي (أبو صقار) ليأكل حناجرهم .. واصابعهم .. وقضبانهم .. وقلوبهم .. 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: