الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

قول في عظماء الرجال - د. محمد صالح الهرماسي
July 20, 2013 02:06

كل الأخبار - ثوابت عربية

لا بدّ لتبيان أهميّة دوْر البشر جماعات وأفرادا في صنع التاريخ من التأكيد أولاً على أن لا تناقض بين التسليم بالإرادة الإلهية وبين النشاط الإنساني لبناء المجتمعات البشرية. ذلك أن الإنسان، من وجهة نظر دينية، حرّ في أفعاله ولذلك يحاسب عليها.

 
ومن هنا أمكنه أن يتحمل المسؤولية (الأمانة في الخطاب الديني) وأن يكون صاحب تأثير فعلي وحقيقي في الحياة .
وإذا كان للبشر هذا الدور المؤكد في صنع التاريخ، فإنّ الثقافة هي أساس هذه العملية وأرضيتها بما أن البشر هم نتاج الثقافة. وبما أن لمكوّنات الثقافة، ولا سيما القيم والمعتقدات، التأثير الكبير في أفعالهم وأنشطتهم. ولعلّ الإيمان بالقضايا والأفكار هو من أبرز الدوافع الإنسانية إلى الفعل الذي يمكن في بعض الحالات أن يغيّر وجه التاريخ .
كان هذا شأن الأديان والايديولوجيات التي استطاعت عندما قيّض لها حامل اجتماعي مؤمن بها، ان تغيّر حياة البشر تغييرا حقيقيا، ولاسيما إذا توافر في هذا الحامل الاجتماعي، إضافة إلى الجماهير، أفرادٌ يمتلكون ميزات خاصة. وهم من اصطلح على تسميتهم بالقادة أو الزعماء .
ويدخل في هذه الميزات جملة الصفات الشخصية التي تؤهل الفرد للقيادة ولاسيما الكاريزما والكفاءة، والمصداقية، والذكاء، والبلاغة، وغيرها.. لكن كل هذه الميزات لا تملك وحدها أن تصنع رجلا عظيما أو قائداً لامعاً ما لم يجسّد هذا الرجل تطلعات شعب وهموم مجتمع وطموحات أمة، وما لم يستند إلى حركة الجماهير ومصالحها وأمانيها. وعلى هذا فإن التفاعل الخلاّق بين الجماهير والقادة هو الذي يحقق الأهداف ويصْنع التغيّرات الكبرى في حياة الأمم والشعوب .
 



  عدد المشاهدات: 1559

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: