August 10, 2018 18:33

سويداء القلب و شريان القلب الراعف  / بقلم : يونس أحمد الناصر

تصاعدت في الآونة الأخيرة و بعد العدوان الإرهابي الوهابي على السويداء الغالية , أصوات مبحوحة تتهم الدولة السورية و جيشها الأقدس بخذلان أهلنا في السويداء , و الإساءة كما هي العادة منذ بداية العدوان على سورية لهذا الجيش , الذي كان و لا زال عنواناً من عناوين النصر السوري و وحدة تراب سورية الغالية .
و لتفنيد ادعاءات هؤلاء الحاقدين و تبيان ما نراه حقيقة ساطعة وفاءً منا لهذا الجيش العصي على التشويه بنظرنا نحن السوريين نقول :
1- منذ بداية العدوان الظالم و الشرس على سورية من قبل أمريكا و أدواتها الصهيو-وهابية , لم تهدأ محاولاتهم المحمومة للطعن بهذا الجيش الوطني الذي قهر الأعداء و أفشل مخططاتهم , هذا الطعن و محاولات التشويه جاءت بصور متعددة , ربما أولها :
الإيحاء بأن هذا الجيش له لون طائفي محدد , مع العلم بأن كل السوريين يعرفون بأنه مكون من كل أبناء الطيف السوري , وعقيدة هذا الجيش الدفاع عن تراب سورية ... كل سورية , و ثانيهما : محاولة شيطنة هذا الجيش و تقديمه إعلاميا للعالم بأنه و خلال قيامه بواجبه الوطني , يقتل و يخرب و يتعدى على الحرمات!!
و لذلك عمد الارهابيون المرتزقة القادمين من عشرات الدول إلى افتعال الجرائم بحق الشعب السوري الصامد , و هم يرتدون لباس هذا الجيش , في الوقت الذي كانت الأوامر لهذا الجيش ( أن لا يحمل أي فرد من هذا الجيش سلاحا ناريا ) و ذلك لتفويت الفرصة على أعداء الوطن , و قد تعرض هذا الجيش خلال تلك الفترة للكثير من جرائم تلك العصابات التكفيرية التي بدأت تعيث خراباً في بلدنا , و بقي هذا الجيش متماسكاً و متمسكاً بعقيدته ( وطن ... شرف ... إخلاص ) و سقطت إشاعات العدو الواحدة تلو الأخرى.
و انتقل العدو لمرحلة أكثر إجراماً و دموية عبر الانتقال لمرحلة التنظيمات الإرهابية ( القاعدية ) تحت عناوين نصرة الشعب السوري و عقدت أطراف المؤامرة على سورية المؤتمرات التي حضرتها عشرات الدول من محور العدوان على سورية تحت عنوان / أصدقاء الشعب السوري/ التي دعمت بالمال و السلاح تلك العصابات التي اتخذت من البيئة التي دخلتها دروعاً بشرية تحتمي بها و تنفذ جرائمها بهذه البيئة ذاتها لاتهام الجيش و أبعد من حدود تلك البيئة لإنهاك هذا الجيش و اعتبار آلتهم الإعلامية أي محاولة للرد على جرائم هذه التنظيمات هو استهداف للمدنيين( كما كانوا و لا زالوا يزعمون ) .
و كون هذه البيئة التي اخترقتها هذه التنظيمات غير مسلحة فقد كان سهلاً على هذه التنظيمات السيطرة عليها و محاولة إسكات صوتها الرافض لجرائمهم بتهديد السلاح و الموت لكل حالة تمرد عليهم و إظهار هذه البيئة بأنها موالية لهم و راضية بأفعالهم ( و الذي ظهر لاحقاً زيف ادعاءاتهم و بطلانها من خلال تلاحم هذا الشعب مع جيش بلاده الذي أتى محرراً لهم من جرائم تلك العصابات الإرهابية الوهابية وهي يد العدوان التي امتدت لهذا الوطن تكفيراً و تخريباً )
2- محاولة العدو إحداث شرخ في وحدة الشعب و الجيش .
يلاحظ المتابع لسير الأحداث الدامية في سورية, بأنه و كلما ارتكب هؤلاء المجرمون جريمة على امتداد الوطن السوري , كانت أبواق العدوان تعلو لاتهام الجيش بعجزه عن الدفاع عن أبناء هذه المنطقة بل و الإيحاء بقبوله و ربما مشاركته بهذه الجرائم بحق أهلنا في المناطق المنكوبة , و رأينا ذلك في العديد من الأماكن و ربما أكثرها وضوحا عدوان الإرهاب التكفيري على قرى ريف اللاذقية و قرى ريف السويداء الشرقي مؤخراً و أعني البيئات التي عجزت هذه التنظيمات عن اختراقها و العيش بداخلها , و يعتبرونها بيئة داعمة للجيش لعجزهم عن اختراقها كما ذكرنا .
و نعلم نحن السوريين كيف كانت هذه التنظيمات الإرهابية تقوم بقتل الناس على الهوية- لزرع بذور الفتنة الطائفية- و محاولتهم استمالة بعض المرتزقة ( و يمكن تعدادهم على أصابع اليد الواحدة ) من داخل البيئات التي عجزوا عن اختراقها ووضعها في الواجهة على أنهم رموز لبيئتهم و بأن ( ثورتهم ليست طائفية بل هي ثورة حرية ) و الإيحاء مجددا بأن الجيش العربي السوري هو العدو لكل شرائح المجتمع السوري , و نحن نعلم علم اليقين بأن جيشنا هو جيش الوطن و ليس مرتزقة - كما هم - أتوا بهم من كل أصقاع المعمورة , فالجيش العربي السوري هو( أنا و أنت و أخي و أخيك و ابني و ابنك ), لذلك كان عصياً عليهم اختراق هذا الجيش و تشويه صورته بعيون السوريين , فعمدوا إلى الخطة البديلة و هي اتهام هذا الجيش بأنه – انتهى - و بأن من يحاربونهم ( عصابات طائفية ) كما يزعمون لتبرير طائفيتهم البغيضة , و استبدلوا تسمية الجيش العربي السوري بمسمى " ميليشيا الأسد " لتبرير أيضا مئات الميليشيات من المرتزقة الوهابيين - كالأيغور و التركستان و الشيشان و الباكستان و الأفغان ... ناهيك عن مرتزقتهم العربان .
3- السويداء صخرة البازلت التي تحطمت عليها رؤوس الدواعش العفنة
محافظة السويداء ( إداريا) وما نسميه في سورية ( جبل العرب ) يقطنه على الغالب أخوتنا من العرب الأقحاح ( بني معروف )
والذين وعبر تاريخ سورية الحديث مثالاً في الوطنية و الانتماء الصادق لسوريتهم و قدم أخوتهم في الجولان المحتل أروع صور هذا الانتماء بتمردهم على الكيان الصهيوني عندما قرر استبدال هويتهم السورية ببطاقة دولة الاحتلال , و كذلك صمود أهلنا في قرى جبل الشيخ الذين دافعوا عن أرضهم السورية بكل شجاعة و تضحية و هزموا جحافل المرتزقة الوهابيين , و لن أعود كثيرا للماضي و أعني الثورة السورية الكبرى التي قادها سلطان باشا الأطرش مع أخوته السوريين من كل الطوائف و التي أرغمت الفرنسيين على مغادرة سورية و نيل سورية الاستقلال , هذا الاستقلال الذي دفعنا كسوريين ثمنه غالياً من دماء الأحرار ليأتي اليوم هؤلاء المرتزقة و يحملوا علم الانتداب الفرنسي بنجومه الثلاث و التي ترمز لتقسيم سورية طائفياً , كما كان يرغب المستعمر الفرنسي , وأخوتنا الموحدين في جبل العرب اليوم هم أحفاد الثورة السورية الكبرى و يحملون رايتها إلى اليوم فكانت عصية على الاختراق من قبل هؤلاء المرتزقة التكفيريين رغم محاولاتهم العديدة منذ بداية العدوان على سورية 2011
4- أبناء جبل العرب ... جنود الجيش العربي السوري الشجعان
منذ بداية العدوان التكفيري على سورية حاولت قوى العدوان زرع بذور الشقاق بين أبناء الجبل و أخوته السوريين , و لكن أبناء الجبل و مرجعيتهم الدينية " مشيخة العقل " أدركوا باكراً ما يحاك لسورية من مؤامرات , فالتزموا الدفاع عن سورية يداً بيد مع كل مكونات المجتمع السوري , و قدمت هذه المحافظة الشهداء الأبرار على مساحة الوطن , وكانوا الأسود التي تمزق فرائسها الوهابيين التكفيريين في كل مكان دخله هؤلاء المرتزقة و مثالنا الساطع لبطولات أهلنا الموحدين هوالشهيد العميد عصام زهر الدين الذي قاتل التكفيريين على كامل مساحة سورية و نال شرف الشهادة في دير الزور وولده ( البكر ) يعرب زهر الدين الذي كان إلى جانبه في كل جولاته بمقارعة هؤلاء التكفيريين و تسلم بعد استشهاد والده قيادة وحدات الدفاع الوطني في محافظته السويداء , ولخصوصية موقع محافظة السويداء في المنطقة الجنوبية من سورية بين محافظتي درعا و البادية السورية , حيث كان الإرهاب الوهابي يحيط بها , فقد تم تشكيل وحدات للدفاع الوطني في المحافظة للدفاع عن قراهم أثناء قيام الجيش بمهمته الكبرى بتطهير تراب سورية من هؤلاء المرتزقة كباقي المدن و القرى السورية و قررت القيادة العسكرية أن يخدم أبناء السويداء لمن يرغب منهم أن تكون خدمتهم الإلزامية في المحافظة كونهم الأدرى بشعابها و درءا للفتنة التي كانت بعض الأيادي المأجورة تحاول إشعالها في جبل العرب مع بقاء وحدات الجيش الضرورية لحماية المحافظة و قد سجل أبناء السويداء و أهلها المدنيين أروع البطولات في الدفاع عن مطار الثعلة في التصدي لجحافل الغزاة الوهابيين على حدود المحافظة الغربية مع محافظة درعا
كل ما سبق جعل من هذه المحافظة مخرزاً قوياً بعين أعداء الوطن و هدفا لهؤلاء المرتزقة - عقاباً لهم - على وقوفهم بجانب جيشهم و قيادة هذا الجيش , فكان العدوان الأخير لمرتزقة داعش على المحافظة انطلاقا من قاعدة التنف المحتلة من أمريكا و هي المسألة التي حاول أعداء سورية استغلالها لاتهام الدولة السورية بالتخلي عن محافظة السويداء و هي الكذبة التي يعرف أهل السويداء حجمها و للتوضيح أكثر نقول :
إضافة لكل ما سبق فإن الجيش العربي السوري قام بعمليات كبرى تمثلت بتحرير الريف الغربي لمحافظة السويداء و أعني الريف الشرقي لمحافظة درعا كاملاً و كذلك تحرير البادية السورية في الريف الشرقي لمحافظة السويداء وصولاً للتنف حيث القاعدة الأمريكية لقوات الاحتلال الأمريكية و التي يحتمي بها الإرهابيين الذين هاجموا السويداء أثناء عمليات الجيش السوري لتطهير الريف الغربي لمحافظة درعا و القنيطرة و لولا عمليات الجيش تلك لكانت النتيجة أسوأ بكثير مما حدث
و يعلم أهلنا في السويداء بأن الحكومة السورية, لم تبخل يوماً على هذه المحافظة بكل شيء و تحديداً إمداد وحداتنا العاملة في المحافظة بالسلاح و ما جرى في السويداء من عدوان تلك العصابات جرى في أماكن أخرى كما نعرف نحن السوريين التي لا يلبث الجيش أن يهب لنجدتها و مؤازة وحدات الدفاع الوطني فيها .
و الجيش العربي السوري الذي حاول الأعداء تشتيته و إجهاده , كان في كل لحظة لهم بالمرصاد مدعوماً بحاضنته الشعبية , يرد العدوان و يطهر الأرض السورية من هؤلاء التكفيريين وبعد تحرير محافظتي درعا و القنيطرة انتشرت وحدات الجيش العربي في الريف الشرقي لمحافظة السويداء لدرء أي عدوان محتمل آخر في حين غادرت قوات كبيرة من قواتنا التي أنجزت تحرير درعا و القنيطرة لمؤازرة وحداتنا في الشمال السوري لتطهير محافظة إدلب من فلولهم , وتباشير النصر النهائي على هؤلاء المرتزقة و داعميهم باتت ساطعة للعيان , و ليس بعيداً احتفالنا بالنصر الكبير على قوى العدوان .
فالتحية لكل أخوتنا في الجيش العربي السوري لعظيم تضحياتهم
و انحناءة تلامس السجود لأرواح شهدائنا الأبرار و الشفاء لجرحانا
والولاء لقائد هذا الجيش القائد المنتصر السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد .
 



شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: