الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

خطوط التراجع بقيادة كيري ...غالب قنديل
November 08, 2013 05:13

 كل الأخبار - الشرق الجديد :

من القاهرة أطلق جون كيري امر اليوم إلى جميع الحكومات التابعة المتورطة في العدوان على سوريا ومضمونه : سقط الرهان العسكري وهيا إلى المفاوضات في جنيف وعلى هذا الإيقاع شرعت كل من قطر والسعودية تتهيأ للتراجع وتحضر معها عملاءها في التركيبة السياسية والعسكرية لتجمعات المرتزقة بالتعاون مع تركيا الشريك الإقليمي الثالث في مخطط إسرائيل والولايات المتحدة والناتو لتدمير سوريا الذي بلغ مراحل متقدمة من الفشل .

أولا قدم كيري سحابة دخان كثيفة لتغطية تراجع الدمى الأميركية انطلاقا من الجامعة العربية في القاهرة عبر تكرار الكلام القديم عن دور الرئيس بشار الأسد وهو يمارس دجلا فاضحا في ذلك من خلال تنكره لالتزامات اميركية قدمت للقيادة الروسية سابقا وفي حصيلة فشل العدوان على سوريا ومضمونها أن الحوار سيكون سوريا سوريا بدون شروط مسبقة وعلى قاعدة التسليم بإكمال الرئيس بشار الأسد لولايته الرئاسية الحالية وحقه في الترشح للانتخابات المقبلة ، حتى ان تسريبات أميركية وغربية كثيرة قالت إن الولايات المتحدة تحضر نفسها للتعايش سنوات طويلة قادمة مع زعامة الأسد لسوريا بعدما تجمع لديها من التقارير والمعلومات عن توسع نطاق شعبيته نتيجة الحرب خلافا لرهان خصومه بقيادة الإدارة الأميركية نفسها .

ما يهم كيري هو إلزام الحكومات العميلة بحقيقة ان المفاوضات هي المخرج المتاح وان الزمن ينفذ في ظل التقدم السريع لقوات الجيش العربي السوري على جميع جبهات القتال وفي ظل الانهيارات المتلاحقة في صفوف العصابات المسلحة التي تهيمن على تركيبتها فروع القاعدة المتناحرة بينما تتحول الشروط المتصلة بمستقبل سوريا ورئاستها اوراقا تفاوضية وتغطيات ستلقى على الطريق.

ثانيا المملكة السعودية طوت عربدتها وكلامها الكبير عن التمرد على المشيئة الأميركية وهي التي تمنى بالهزيمة الشنيعة مع سقوط الرهان العسكري واندحار قرار العدوان الأميركي اختار وزير خارجيتها في مشهد مثير للاستهجان الاعتراب عن الأسى على كنوز سوريا الثقافية التي تدمر وتحرق وتنهب على أيدي مجرمي حرب تمولهم المملكة السعودية ويقودهم بندر بن سلطان رئيس مخابراتها واستنسب سعود الفيصل التراجع من خلال اعتبار التفاوض فرصة لوقت غير طويل وتلقف تغطية كيري فشن هجوما على الرئيس الأسد ملؤه الغل والحقد المعروفان بنتيجة صدام مرير ومتراكم بين الأسد الزعيم العربي المقاوم والمملكة التي تفاخر بكونها صاحبة الرعاية لجميع مشاريع صفقات التسوية الضامنة لهيمنة إسرائيل والممولة لثلاث حروب على لبنان وقطاع غزة منذ العام 2006 وهي كذلك داعمة القاعدة وصاحبة براءة اختراعها في سنوات النوم الأميركي المستمر مع الشيطان منذ ما يزيد على الثلاثين عاما وفي الحصيلة طوت المملكة غضبها وقررت حمل عملائها في الائتلاف على الذهاب إلى جنيف وعلى مباشرة الاستعداد بشروط معلوكة يحتفظ السيد الأميركي بحق شطبها ولفلفتها على توقيته المناسب .

ثالثا كان موقف وزير الخارجية القطري خالد العطية مطابقا لتصريحات كيري وهو ركز هجومه أيضا على الرئيس بشار الأسد الذي قال إنه يكسب الوقت وفي كلامه هذا كذب مفضوح فمنذ الإعلان من موسكو عن جنيف 2 كمبادرة روسية اميركية كان الأسد قد أعلن الموافقة على حضور المؤتمر الذي عطلته رهانات اميركية خليجية تركية حمقاء على تعديل توازن القوى على الأرض اعترف كيري بسقوطها أخيرا وهذا الحلف هو الذي عطل انعقاد المؤتمر عبر إرسال المزيد من الإرهابيين والمرتزقة والأسلحة والأموال إلى سوريا وكانت آخر الرهانات التي سقطت هي ضربة اوباما التي حشد لها الأسطول الأميركي وحدد لتوقيتها يوم وساعة وتم ردعها كما بات معروفا ، لكن لرفع معنويات مرتزقة قطر في الواجهات السياسية المسماة معارضة قال العطية ان تقدم الجيش السوري في الميدان لن يبدل في الموقف المتصل بصيغة الحكومة الانتقالية وفي ما يسميه المعتدون على سوريا بدور الرئيس بشار الأسد وهذا رهان اخرق فالاستعجال الأميركي على جنيف ناتج عن الاقتناع بان تقدم العمليات سوف ينزع من حلف العدوان اوراق الضغط والابتزاز وسيجعل كلمة الدولة الوطنية والرئيس الأسد هي العليا.

رابعا من القاهرة تحرك وزير الخارجية القطري إلى اسطنبول لينسق مع المخابرات التركية اجتماعا موسعا لكتائب إرهابية في سوريا تمولها حكومة قطر وموضوع البحث هو التحضير للتفاوض والعلاقة بين هذه الجماعات المرتزقة وهيئة الأركان التي ركبها الأميركيون والقطريون بمعونة الأتراك الذين يقدمون المأوى والسلاح والمعسكرات ويقبضون مليارات قطرية وسعودية لتسهيل تسلل حشود الإرهابيين المستقدمين من جميع أنحاء العالم وقد شملت اجتماعات العطية في تركيا قادة تنظيم الأخوان المسلمين وحضرفي لقاء موسع بقيادة الوزير القطري زهران علوش، قائد «لواء الإسلام» في ريف دمشق، وأبو طلحة، القائد العسكري لـ«أحرار الشام»، عبد القادر الصالح، والقائد العسكري لـ«لواء التوحيد» في حلب كذلك شارك في المداولات عيسى الشيخ قائد ألوية «صقور الشام»، وقيادات لعشرين فصيلا مسلحا أخرى مثل «كتائب شهداء سوريا» و«أحفاد الرسول» و«أنصار الشام» وكان العنوان المركزي لخطبة العطية في هذا الجمع دعوتهم إلى الاستعداد لاتخاذ مواقف اكثر اعتدالا في الطريق إلى مؤتمر جنيف وما تسرب من تصريحات تناقلتها الصحف السعودية والخليجية يؤكد وجود شروط ومصاعب في وجه المحاولة القطرية لتوحيد هذه العصابات ولمصالحة قادتها مع سليم إدريس وهيئة الأركان التي اعتمدها الأميركيون رسميا وفشلوا في فرض الامتثال لإمرتها طبعا نقول مسبقا ان من يدفع يأمر ووحش الإرهاب لا يروض وبين هذين الحدين ستنكشف في الطريق إلى التكيف الأميركي مع الهزيمة في سوريا أوراق كثيرة من الخداع والكذب لثلاثي الهزيمة والفشل : حكومات السعودية وقطر وتركيا.



  عدد المشاهدات: 1601

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: