February 02, 2014 13:32


كل الأخبار- سانا
يصف المخرج غسان باخوس تجربته الإخراجية على مدى أكثر من أربعين عاماً بأنها تجربة ناجحة بشهادة النقاد والجمهور قائلاً أعتز بكل عمل وضعت توقيعي عليه وكل مشهد صورته وكل لقطة أشرفت عليها وكل مكان اخترته للتصوير وكل فنان وفني تعاملت معه وكل كاتب وموسيقي شاركني أعمالي.
وقال في مقابلة مع سانا إنه كتب أو أعد معظم المسلسلات التي أخرجها مثل مسلسل الشريد والفراري وأهلي وأهلك وامرأة في دائرة الخوف وأحلام لا تموت.. الا أنه يفضل أن يكون مخرجاً على أن يكون كاتباً وهو عادة لايلجأ إلى الكتابة إلا إذا لم يجد نصاً يناسبه وهذا ماجعله مقلاً في أعماله لأن كتابة النص التلفزيوني عمل يأخذ منه وقتاً طويلاً.
ولا يخفي المخرج غسان باخوس شعوره بالمرارة والخيبة لضياع أحلامه وسرقة جهده وطموحاته بسبب ما وصلت إليه حال الإنتاج التلفزيوني من "سيطرة العلاقات الشخصية والتصرفات غير المفهومة".
20140201-134308.jpg
ورأى أن "الدراما السورية تراجعت الى حد ما ويمكن أن تتراجع أكثر اذا استمرت هذه السلبيات" مشيراً إلى أن المؤسسة العامة للإنتاج لم تنتج حتى الآن عملاً مميزاً لكونها ورثت الكثير من الأخطاء والسلبيات عن مديرية الإنتاج التلفزيوني في سنيها الأخيرة.
وتساءل المخرج المخضرم المولود في حماة عام 1942 عن سبب تحويل الإنتاج الدرامي إلى "إنتاج تجاري ولماذا يتم تهميش المخرجين الأكاديميين الذين كانوا يعملون في مديرية الإنتاج وتحويلهم إلى مخرجين عاطلين عن العمل" بعد تصنيفهم الى عباقرة وأقل عبقرية .. ولماذا لاتقوم مديرية الإنتاج التلفزيوني بتفعيلهم والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم.
وأضاف أن "دراما القطاع الخاص بدأت تتراجع أيضاً لاعتمادها على التمويل الخارجي لتأمين التوزيع وضمان الربح المادي ما يفرض أعمالاً ركيكة تؤثر سلباً على سمعة الدراما السورية إضافة إلى ارتفاع كلفة الإنتاج وأجور الممثلين والفنيين بشكل خيالي .. وهذه كلها سلبيات تنخر في جسم الدراما السورية".
وقال باخوس إن هذه السلبيات لاتمنع من الاعتراف بوجود مسلسلات جيدة يتم إنجازها بإخلاص صانعيها وحبهم وحرصهم على نجاح الدراما السورية.
وعن تأثير الأزمة على أعماله يرى باخوس ان تداعيات الأزمة انعكست سلبا على الجميع فنانين وغير فنانين .. وبالنسبة له لم يعد يستطيع الكتابة في هذه الظروف التي انعدم فيها الهدوء والاستقرار .. كما أن تقديم عمل يتناول الأزمة بحاجة إلى وقت كاف وعقل بارد ومشاعر هادئة.
ويتحدث بأسى عن تجربته بعد التقاعد منذ 2002 مشيراً أنه لم يطرق باب القطاع الخاص وفضل التعامل مع مديرية الإنتاج التي عمل فيها سنوات طويلة ولذلك تقدم بمسلسلين من تأليفه إلى هذه المديرية ورغم الموافقة عليهما من قبل الرقابة الا انهما لم يبصرا النور بسبب وضع العصي بين العجلات .. وكان لتغيير المدراء المتلاحق في المديرية خلال فترة قصيرة أثره في سيطرة الفوضى والتوتر والضبابية على العمل.
وبالعودة إلى البدايات قال باخوس إنه بعد التخرج من المعهد العالي للسينما بالقاهرة عام 1969 عمل في دائرة السينما التي كانت تقدم الخدمات السينمائية للبرامج التلفزيونية .. ثم ترأس هذه الدائرة لمدة عشر سنوات .. ونظرا لعدم وجود أي تفكير أو خطة لإنتاج أفلام سينمائية درامية قام بكتابة السيناريو واخراج أكثر من عشرة أفلام وثائقية سينمائية .. وعندما بدأ عصر البث الملون وجرى استيراد الكاميرا المحمولة وأجهزة المونتاج الإلكتروني تلقف المخرجون السينمائيون هذه الكاميرا التي تشبه الكاميرا السينمائية وقاموا باخراج سهرات درامية أضافت للدراما نظرة جديدة وأسلوباً جديداً يعتمد على تحريك الكاميرا والخروج بها إلى الطبيعة والأماكن الحقيقية دون ديكور ما أثار اعجاب المشاهد السوري والعربي.. وكان أول عمل درامي بالألوان تم تصويره خارج الاستوديو هو الولادة الجديدة عام 1982 بتوقيع غسان باخوس.
ويرى باخوس أن حصيلة أعماله تعتبر متواضعة من حيث العدد ولكنها ذات قيمة فنية جيدة بشهادة النقاد ومن خلال الجوائز التي حصل عليها في المهرجانات .. اذ قدم خمسة مسلسلات كان أخرها مسلسل بيت العز عام 2002 وخمس سهرات تلفزيونية حصلت اثنتان منها الولادة الجديدة والعروس على جوائز في مهرجانات عربية كما حصل مسلسلا الفراري وأحلام لا تموت على جائزتين في مهرجان القاهرة.
سلوى صالح



شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: