وحسب "رويترز" كان هناك حشد مؤلف من نحو 22 ألف شخص عندما فتح المسلح النار وفر الآلاف من الموقع في فزع وفي بعض الأحيان أسقط بعضهم البعض أثناء الفرار فيما سارع أفراد الشرطة لتحديد موقع المسلح. وجاب أفراد من جمهور الحفل المصدومين، وبعضهم ملابسه ملطخة بالدماء، الشوارع في ذهول بعد الهجوم. وأصب أكثر من 500 شخص.
ونبه مسؤولون إلى أن عدد القتلى أولي وقد يرتفع.
وذكرت الشرطة أن المسلح أحد سكان المنطقة ويدعى ستيفن بادوك (64 عاما) لكنها قالت إنه ليس لديها معلومات بعد عن دوافعه. وأعلن تنظيم "داعش" المسؤولية عن المذبحة لكن مسؤولين أمريكيين شككوا في ذلك.
وقال جوزيف لومباردو قائد شرطة مقاطعة كلارك للصحفيين إن بادوك أطلق الرصاص على نفسه قبل أن تدخل الشرطة غرفة الفندق التي كان يطلق منها النار.
وأضاف لومباردو أنه لا يعتقد أنه مرتبط بأي جماعة متشددة.
وقال "ليس لدينا فكرة عن معتقداته".
وقال مسؤولون اتحاديون إنه لا توجد أدلة تربط بادوك بجماعات دولية متشددة.
وقال ضابط في مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) للصحفيين "مع تكشف تفاصيل الحادث.. توصلنا حتى الآن إلى عدم وجود صلة بأي جماعة متشددة دولية".
وشكك مسؤول أمريكي في إعلان "داعش" المسؤولية عن الهجوم وقال إن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن بادوك له تاريخ من المشكلات النفسية.
وقال جوناثان ليو المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) في رسالة بالبريد الإلكتروني "المخابرات على دراية بإعلان جماعة إرهابية أجنبية المسؤولية عن إطلاق النار في لاس فيغاس. ننصح بالحذر من القفز إلى استنتاجات قبل التوصل إلى الحقائق".
وقال "داعش" في بيان له، إن المسلح اعتنق الإسلام قبل عدة أشهر دون أن تذكر اسمه أو أي أدلة. كان التنظيم قد أعلن في الماضي مسؤوليته عن هجمات دون أن يقدم أدلة.
وقال لومباردو إن أكثر من عشر بنادق عثر عليها في الغرفة التي انتحر فيها بادوك داخل الفندق الذي كان ينزل به منذ يوم الخميس.
وأضاف أن رجل شرطة خارج نوبة عمله من بين القتلى فيما أصيب اثنان آخران وهما في الخدمة.
وقال الرئيس دونالد ترامب في كلمة بالبيت الأبيض "لقد قتل بوحشية أكثر من 50 شخصا وأصاب مئات آخرين". وأضاف أنه أمر بتنكيس الأعلام في حداد وطني وقال إنه سيزور لاس فيغاس يوم الأربعاء.
وعبر زعماء من أرجاء العالم عن الصدمة والحزن بسبب الحادث.
وأظهر تسجيل فيديو للهجوم حشودا فزعة وهي تفر فيما تواصل دوي إطلاق نار في أنحاء المنطقة.
وتشتهر لاس فيغاس بأندية القمار وهي مركز للتسوق وللحياة الليلية بما يعني أن المنطقة كانت مزدحمة وقت وقوع إطلاق النار الذي حدث بعد قليل من العاشرة مساء الأحد بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت غرينتش فجر اليوم الإثنين). وتجتذب لاس فيغاس نحو 3.5 مليون زائر من حول العالم سنويا.
وقال مايك مكغاري وهو مستشار مالي يبلغ من العمر 53 عاما من فيلادلفيا إنه كان في الحفل عندنا سمع دوي مئات الأعيرة النارية.
وقال "كان الأمر جنونيا. رقدت على أبنائي. إنهم في العشرينات. أنا في الثالثة والخمسين وعشت حياة جيدة".
وقال شهود إن الكثير من نوادي القمار في المنطقة أغلقت أبوابها خلال الواقعة لمنع أي مهاجمين محتملين من الدخول.
ووقع إطلاق النار في آخر ليلة من مهرجان (روت 91 هارفست) لموسيقى الريف الذي يستمر ثلاثة أيام ويحضره الآلاف وأحياه فنانون كبار منهم مغني موسيقى الريف الأمريكي جيسون ألدين وإريك تشيرش وسام هانت.
وقال ألدين على "انستغرام" "ليلة أكثر من مرعبة…يتفطر قلبي أن يحدث ذلك لأي شخص".
وقال إريك بادوك شقيق مطلق النار المشتبه به إن الأسرة صدمت من تلك الأنباء.
وقال في مقابلة تليفونية مقتضبة وصوته يرتعش "ليس لدينا فكرة على الإطلاق".
وأعاد إطلاق النار في لاس فيغاس إلى الأذهان إطلاق النار بشكل عشوائي أثناء حفل لموسيقى الروك في باريس عام 2015 مما أسفر عن مقتل 89 شخصا ووقع في إطار هجمات منسقة لإسلاميين متشددين أودت بحياة 130 شخصا.
ومثلما يحدث بعد كل واقعة ثار الغضب بين مؤيدي الحد من حيازة الأسلحة. ويحمي التعديل الثاني للدستور الأمريكي الحق في حمل الأسلحة ويدافع الناشطون المؤيدون للحق في حمل السلاح عن هذا البند بشدة.