تعيش سورية تباشير النصر في الميدان والسياسة والاقتصاد، تلك حقيقة لا تستطيع زوابع ارتفاع الدولار أن تحجبها رغم حدتها وقسوة مفاعيلها على الحياة الاقتصادية في البلاد، فهي معركة في حرب ضروس يراد بها أن تطغى على مشهد هي فيه جزء وليست مساراً.
بمقارنة بسيطة بين أعوام مضت كان فيها الإرهاب وداعموه يخنقون دمشق بالماء ويمنعون عن دير الزور وحلب سبل الحياة، وكادوا أن يغرقوا سورية في الظلام وأن تتوقف شرايين النقل.. أمثلة ماثلة ليست بعيدة، عاشها السوريون جميعاً قبل أن يكسر الجيش حلقات الإرهاب ويدحر راياته السوداء من على أبواب المدن وفي صحارى البلاد.
أما اليوم، وبعد أن فشلت الأدوات الإرهابية والدول المنخرطة في حربها ضد سورية في الميدان، تحولت تلك الدول إلى حرب الاقتصاد تعاقب الهواء والمطر إن مر إلى سورية، فكيف اذا كان نفطاً أو غازاً أو قمحاً وطحيناً!! ليست الناقلة الإيرانية «أدريان داريا 1» سوى نموذجاً ظهراً للعيان عن حرب شرسة تقودها الولايات المتحدة أفعى الإرهاب الاقتصادي العالمي.
ارتفاع سعر صرف الدولار، جزء من هذه الحرب على المواطن السوري وعلى دولته ومؤسساتها، وهي ليست مقولة مسؤول في سلطتنا التنفيذية بل سياسة أمريكية – أوروبية أفصح عنها «جول رايبورن» نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى والمبعوث الخاص لسورية، عندما قال للصحفيين: إن الولايات المتحدة ستُبقي على عقوباتها ضد سورية لإضعاف اقتصادها.. وقال: إن قيمة الليرة السورية تراجعت كثيراً، وأصبحت تساوي 662 مقابل الدولار، وبحسب مختصين فإن الليرة السورية ستنهار أكثر وقد تصل قريبا إلى 700 ليرة مقابل الدولار.
بالمقابل وفي حرب الاقتصاد، نرى أن المعامل بدأت تنتج، وحوامل الطاقة من كهرباء ونفط وغاز تم توفيرها بطرق بديلة رغم أنف الحصار، وحقول قمحنا أنتجت كفاف خبزنا رغم الحرائق المفتعلة التي طالتها، وفي هذه الحرب هناك معارك نخسر بعضها ونربح أغلبها.
رسائل النصر السورية أكبر من أن تحجبها زوبعة الدولار.. فمعرض دمشق الدولي الذي حوصر أيضاً بعقوبات وتهديدات أميركية، اجتاز عراقيل واشنطن.. والملتقى العمالي الدولي الثالث أيضاً عقد في قلب دمشق، والمؤتمر الدولي لطب الأسنان احتضنته حلب في قلعتها الشامخة.. كلها رسائل سورية بأن مسار الانتصار لا تراجع فيه وإن تعرض لبعض المطبات.