دق طبول الحرب في سورية على وقع هزائم الناتو في أوكرانيا
September 07, 2023 07:36
دمشق – يونس أحمد الناصر
تصاعدت مؤخرا أصوات طبول الحرب في سورية و تحديدا في منطقة الجزيرة السورية بين سورية و حلفائها من طرف و أمريكا و مرتزقتها في الجانب الآخر على وقع هزائم الناتو في أوكرانيا
ففي أوكرانيا فشل الهجوم المضاد الذي شنته القوات الأوكرانية كرأس حربة لقوات الناتو باستخدام أحدث التكنولوجيا الغربية فشلا ذريعا و أدى لخسائر فادحة في أرواح الجيش الأوكراني و المرتزقة الأجانب الذين يساعدون الجيش الأوكراني و في المعدات العسكرية الغربية التي تم زجها في المعركة لإحداث فرق جوهري في معادلة الصراع( الغربي – الشرقي) لكن رياح الغرب لم تواتي سفنهم و انقلب السحر على الساحر فقد تم صهر فخر الصناعة العسكرية الأوربية بالصواريخ و مضادات الدروع الروسية و نشأت حركات معارضة في كل دول الغرب لوقف دعم أوكرانيا بالمال و السلاح لأنه يذهب في ثقب أسود .
و للتخفيف من غضب الشارع الغربي تم تحريك الملف السوري اعتقادا بأنهم سيحققون ما خسروه من ماء الوجه في أوكرانيا
الملف السوري الذي يشهد خواتيمه معلناً فشل المشروع الأمريكي في المنطقة بعد أن تقلص الإرهاب على الأرض السورية من كامل الجسد السوري إلى نقطتين ساخنتين فقط هما ( إدلب و الجزيرة السورية ) وهي الأجزاء التي لا زال الإرهاب القاعدي و إرهاب قسد يسيطر عليها مستمدا أسباب الاستمرار من الوجود الأمريكي غير الشرعي في قاعدة التنف الذي لا زال يحمي شراذم داعش كما يحمي إرهاب قسد و القاعدة في الجزيرة و إدلب عبر دعمهم السلاح و المقاتلين
كما تم تحريك ملف السويداء وصولا لدرعا و القنيطرة و قطع طريق بغداد لوصل تلك المناطق مع بعضها وفق المخطط الأمريكي بما يتوافق مع المصلحة الصهيونية بدعم عربي عبر الأردن ( غرفة موك التي يعاد تفعيلها ) و الاستعانة ببعض المعارضين من أبناء السويداء في الخارج و أرعهم في الداخل و مدهم بالمال لحرف الاحتجاجات المطالبة بتحسين ظروف المعيشة و تحميلها أجندة سياسية تصرف الحراك الشعبي عن المطالبة بتحسين الظروف المعيشية إلى مناهضة الدولة السورية و المطالبة بكونفدرالية و زج عناصر داعشية من البدو المحيط بريف السويداء لرفع علم الانتداب الفرنسي في الاحتجاجات و حرفها عن مسارها كما ذكرنا عبر الفوضى الموجهة أمريكيا و التي سرعان ما أدرك أبناء السويداء ووجهاء المجتمع المحلي خطورة ذلك و أصدروا بيانات تؤكد هويتهم السورية و علمهم الوطني ذي النجمتين و بأن أجدادهم كان لهم دور مفصلي في طرد المحتل الفرنسي من البلاد ما أدى لتراجع الاحتجاجات و الحد من التدخلات الغريبة عن أبناء المحافظة و التي تحمل الأجندة الغربية و الأيام القادمة ستثبت صحة قرائتنا للمشهد الحالي في السويداء
أما عن بقايا داعش وعصابة قسد التي لا زالت تستمد أسباب الحياة من الوجود الأمريكي الشكلي على الأرض السورية هذا الوجود التي بات اليوم مهدداً من سورية و حلفائها باقتلاعه تمهيدا لتعزيل الأرض السورية من الإرهاب الذي عصف بها ما يزيد عن العقد من السنوات إيذانا بعودة موارد الدولة السورية لأصحابها الشرعيين و المحافظة على شريان الحياة بين سورية و العراق وصولا لإيران الذي دفعت الدولة السورية و حلفائها الكثير من الجهد و المال و الأرواح لاستمراره و لن يتم القبول بحال من الأحوال بإعادة إغلاقه مهما كلف سورية و الحلفاء من ثمن
وجرعة الحياة التي قدمتها أمريكا لهذه التنظيمات الإرهابية مؤخراً لن يطيل بعمرها كثيرا بل ربما يسرع بزوالها و موتها
القرار السوري مع الحلفاء هو تطهير كل شبر من الأرض السورية و المناطق المذكورة ليست استثناءا فالملف الاقتصادي في سورية بات ضاغطاً إلى درجة انفجارية تطيح بالوجود الغربي و مرتزقته على الأرض السورية
و تحريك هذا الملف لن يغير شيئاً من هزائم الناتو في أوكرانيا بل سيزيد هذا الملف سوءاً عبر هزائم متكررة لأمريكا و مرتزقتها من سورية لأوكرانيا إلى القارة السوداء و ملف النيجر الذي بات بعهدة روسيا
يضاف لما سبق القوة الناهضة اقتصاديا و عسكريا و هي مجموعة بريكس التي أصبحت أمراً واقعا يتدحرج ككرة الثلج بزيادة عدد الدول المنضمة و التي ستنضم لاحقا إلى بريكس بما فيها دول كانت تقليديا تحت السيطرة الأمريكية و قررت الانضمام لبريكس كدول الخليج و مصر كل ذلك يغزز قوة بريكس للإطاحة بأحادية القطب الأمريكية إلى عالم متعدد الأقطاب مع تهديد واضح و صريح لهيمنة الدولار الأمريكي عبر إجراءات بريكس القائمة على قدم وساق و المتمثلة ببنك التنمية و الذي سيقلص دور البنك الدولي و عملة بريكس الموحدة التي ستسحب البساط من تحت هيمنة الدولار الأمريكي
و إن اندحار قوى الشر الأمريكي عن هذه المساحات من العالم لا يعني هزيمة أمريكا و المحور الغربي نهائياً فهذا المحور يمتلك من القوة الكثير و لديه من الجيوش البديلة التي يستخدمها الكثير , و لكنه اندحار جزئي أمام مد المحور الشرقي الناهض عسكريا و اقتصاديا و سياسيا فالتغيرات الجبوسياسية هي زلازل تحتاج لهزات ارتدادية و زمن طويل حتى تستقر.