لا أملك ثمن باقة ورد ، في عيد الحب ، فصنعت وردا من الكلمات ، وقلت : الوردة الأولى : تــُرى .. ماذا تستطيعُ مفرداتُ اللغةِ أنْ تقولَ عن طير ٍ يتحرشُ بزجاج ِ قلبي ، ينقرُهُ، وهو يحملُ على صدرِهِ توأمي كمثرى ، تغامزا وتقافزا ، غيرَ بعيدٍ عن العنق ، الذي تشربُهُ القناديلُ ، لتضيءَ به ولو لم تمسَسْها ناري ! *** الوردة الثانية : أما ركبتاك ، فقاذفُ ضوء ٍ، يرسلُ البرقَ على المدى ، والساقان ، فـ شهابان من مرمر ِ الكلمات ، يوصلان الحُبَّ للقدمين الحافيتين كبقعة ضوء ، على سجادةٍ من تنهّد ، تخطرُ سكرى أمامي .. *** الوردة الثالثة : الشَعرُ المبعثر في مهبِّ الريح ، خيوط ُ شمس ٍ بكلّ ما فيها من الألوان والأكوان ، أسودُ حين يدلهم ليلك ، وأشقر ُ في ضوء عينيك المبهر ، وأشهبُ حين تنادي النجوم لقمرك ِ أن ْ خذني أيها القمر ُ.. *** الوردة الرابعة : قالت حبيبتي بخَفَـر : حُكَّ ظهري بظفرك َ الوحشي .. وفـُكَّ - على مَهَـل ٍ - جدائلَ شَعري .. وقلْ : ما الذي يمر ّ في بال يوسف ، تجاه َ خصري ؟ *** الوردة الخامسة : خَلْفَ هذا المساء ، أراقبُ قَطْرَ نداك ِ ، أرى ما تبقَّى من الليل .. عمّا قليل ، يشربُ القَمَرُ قليلاً من عنقِك ، وينامْ ، ليستيقظَ فجأة ، وأنت تهزُّينه بيمين فتنتِك : ألسنا حبيبين حتى ينامَ القمر .. فلا تنَمْ ! *** الوردة السادسة : ويا ياسمينة .. يفركُ غيابُـكِ جفوني ، يوقظ ُ الحليبَ في جرح ِ التين ، يُشر ِع ُ للهدبِ ألا يرف ، ولصدري ألا يكفّ عن الترقب ، ويجعلُ الحلمَ قابَ قوسين منك .. *** الوردة الثامنة : ويا ياسمينة .. منذ زمن ِ أظافر ِ قدميك ، إلى مكمنِ الزمردِ على حافتي أذنيك ، خريطة ٌ لا نهائية ٌ من الحواس ، يقذفها الحدسُ بمنجنيقات الاشتياق ! *** الوردة التاسعة : أحسُّ أنَّ شرياني معطوبٌ ، وأنَّ قنابلَ كرياتكِ الحمر ، الموقوتةِ ، تشرئبُّ ، لتنفجرَ دفعة ً واحدة ًفي شغافي .. *** الوردة العاشرة : أسكبُ في مجرى العبق ِعلى باطن ِ يديك ِ ، آخرَ قدرتي على الاحتمال ، وأوزّع ُ أنهاراً من خمر ِ ريقكِ على الثقلين ، فلا تنقصُ خمورُك ِ قطرة ً، ولا أرتوي .. وأثقب ُ الوقتَ بأقراطكِ ، فيلبسُ جـِيدُكِ كلَّ ما في الوجودِ من عـُري ، وأرتدي جلدَك ِ، فيرتديني الدفءُ مثلَ شلال ِ الأنجم .. وبنرجسة ٍ من يديك تلوّنَ يومي، وأسلمني الغيابُ إلى الغياب ، وصارَ الكلام ِ كحقل ٍ من سوسن ٍ يضجُّ برائحةِ المطر .. إذا ً .. في عيد حبك : كوني حجاب المطر ، غماماً في يمام ، نقاطاً أولَ السطر ، وفي آخر ِ زهر ٍ توزعُهُ يداكِ على الشجر !! ------- قصيدة ( باقة ورد ) – ديوان ( نثر ٌ.. على حافة الشِعر ! ) – بقلم : حسام حسن