الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   اقتصاد  

زيت الزيتون السوري - الذهب الأخضر يبحث عن مشتر ٍ
April 27, 2013 13:30

 
فلاحون يتجهون لزراعات بديلة ويشكون انخفاض الأسعار

لا تزال صورة الرئيس الفنزويلي الراحل تشافيز وهو يتذوق الزيت السوري ويشيد بنكهته تحتل مكانة بارزة في مكتب رئيس المجلس السوري للزيتون وزيت الزيتون سامي تحسين الخطيب, دليلاً على أهمية هذا الإنتاج الوطني الرائد, بينما على النقيض يعاني الفلاح من تدني أسعار الزيت وصعوبة تصريف الإنتاج في كل عام فهل تكتمل الصورة هذا العام مع تحرك الأسعار ارتفاعاً وزيادة الطلب عليه.

 
التصدير جيد
يؤكد رئيس المجلس السوري للزيتون وزيت الزيتون - سامي تحسين الخطيب زيادة الصادرات السورية من زيت الزيتون حيث زادت عن عشرة آلاف طن بأسعار جيدة نتيجة انخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار ويتم التصدير إلى كل البلدان من دول الخليج وأوروبا وأمريكا الجنوبية. ويضيف: هناك تصدير عشوائي إلى لبنان من قبل البعض مستغلين انخفاض الأسعار (سعر صفيحة الزيت حوالي 30 دولاراً) وهذا أدى لمنافستنا في الأسواق العالمية من المصدرين اللبنانيين من خلال إعادة تصدير الزيت السوري وأطالب الجهات المعنية بوضع ضوابط لتهريب الزيت إلى لبنان.
وأضاف الخطيب: هناك طلبات متزايدة على الزيت ونخشى ألا نستطيع تلبيتها نتيجة صعوبة الوصول إلى مناطق الإنتاج في ريف حلب وإدلب.. وبالنسبة لإنتاج طرطوس فيصطدم بنوعيته ومدى مطابقتها للمواصفات العالمية ولاسيما بالنسبة لمعدل الحموضة المرتفع نتيجة عوامل كثيرة من قبيل عمليات القطاف والعصر والتخزين وهذا يتطلب تضافر الجهود المشتركة وتوعية الفلاح بأهمية هذا الموضوع بما يعود بالفائدة عليه.
وعن إمكانية المعالجة عن طريق معامل التكرير أكد الخطيب صعوبة ذلك بسبب التكاليف المرتفعة نتيجة فقدان الزيت نسبة كبيرة من وزنه الأصلي إضافة لتغير محتمل في المواصفات نتيجة العملية الكيميائية للتكرير وحالياً الأسعار جيدة مقارنة بالمواسم السابقة وتصل إلى 4000 ليرة للصفيحة وزن 16 كيلو غراماً للنوع الأول.
بينما أكد الدكتور محمد ظافر محبك - وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية أثناء زيارته إلى محافظة طرطوس مؤخراً على اتفاقيات لمقايضة الزيت السوري مع عدد من الدول الصديقة كإيران وأوكرانيا والصين وروسيا وغيرها... وحالياً هناك اتفاقية لتصدير2500 طن إلى إيران عن طريق مؤسسة الخزن وهناك كميات إضافية لدول أخرى.
 
 الواقع يتحدث
ومع استمرار معاناة الفلاحين في تسويق إنتاجهم من الزيت واستغلال ذلك من التجار والمضاربين إضافة لارتفاع تكاليف الإنتاج من أسمدة وأيد عاملة ومستلزمات إنتاج يتجه العديد منهم إلى زراعات بديلة يقول المزارع عامر الدخيل من طرطوس: نتيجة مواسم متكررة من الخسائر وارتفاع تكاليف الإنتاج وصعوبة التصريف وانخفاض الأسعار أقل من 3000 ليرة لصفيحة سعة 20 ليتراً لذلك قمت بالتحول نحو زراعة الجوز بدلاً من الزيتون.
المزارع يوسف خضور يقول: لدي تجربة طويلة في زراعة الزيتون في طرطوس ونتيجة الظروف الصعبة في تصريف الإنتاج وتكلفته العالية قمت باستبداله بزراعة الحمضيات بديلاً أفضل وأكثر ريعية في ظل صعوبات كبيرة تعوق زراعة الزيتون أهمها انخفاض أسعار الزيت وعدم وجود دعم فعال لتسويقه أسوة بالمحاصيل الاستراتيجية.
المزارع محمود تيشوري قال: نعاني في كل عام من صعوبات في تصريف إنتاجنا من الزيت ويتحكم بنا التجار بسبب غياب قنوات أخرى للبيع وهذا العام زادت الصعوبات نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج ووجود إنتاج من السنوات السابقة وعدم القدرة على التخزين واستبشرنا خيراً مع الحديث عن تصدير كميات كبيرة من الزيت إلى بلدان صديقة وتم سحب عينات للتحليل وعليه كانت الأسعار دون مستوى الطموح وبحدود 2800 ليرة لصفيحة زيت سعة 16 كيلو غراماً نوع رابع كما قال التاجر, وهذا تكرار لما يحصل كل عام والمشكلة هنا في مواصفات الزيت في المحافظة لذلك نطلب من المعنيين مساعدتنا في تحسين نوعية الزيت.
رئيس المكاتب المتخصصة في زراعة طرطوس المهندس فيصل حسن قال: تعاني زراعة الزيتون في المحافظة من الفوضى وعدم استخدام الطرق العلمية الحديثة في الزراعة والعصر وهذا بسبب صغر الحيازات الزراعية والظروف المناخية والطبيعية واستخدام وسائل بديلة في عمليات الإنتاج والعصر من دون مراعاة لشروط جني المحصول وعصره وتخزينه ما أدى لصعوبة تصريف الإنتاج ضمن المواصفات المطلوبة وتالياً لم تعد زراعة الزيتون ذات مردود مادي جيد للفلاح.
 
في طرطوس
تحتل زراعة الزيتون في طرطوس أهمية كبيرة إذ تشكل نسبة 83% من إجمالي المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة.. المهندس فيصل - حسن رئيس دائرة المكاتب المتخصصة في زراعة طرطوس يقول: عدد الأشجار الكلي في المحافظة بحدود 10,600000شجرة منها 950 ألف شجرة مثمرة وتقتصر عمليات التوسع في زراعته على الترقيع الزراعي أما الإنتاج فهو متقارب في السنوات الثلاث الماضية بين 86 ألفاً ومئة ألف طن ثمار تنتج حوالي 16 ألف طن زيت. وأضاف حسن: يعد منتج الزيتون في المحافظة خالياً من الأثر المتبقي للأسمدة والمبيدات فأغلب المزارعين يعتمدون على السماد المتخمر وقلة تستخدم الأسمدة المعدنية... وتتعرض الشجرة في المحافظة لأمراض عين الطاووس وذبابة ثمار الزيتون ولا يزال الفلاح يعتمد أساليب في الجني والعصر والتخزين تؤثر سلباً في نوعية الزيت مثل التأخر في عصر الثمار بعد جنيها واستخدام أكياس النايلون والخيش في تعبئة الثمار وتخزين الزيت في أوانٍ بلاستيكية ومعدنية غير مناسبة.. وأضاف حسن: هذا أثر في عملية تسويق الزيت نتيجة ارتفاع معدل الحموضة (الأسيد) الذي يتجاوز معدله العالمي في طرطوس (المعدل المسموح دون1% وفي طرطوس يتجاوز5%) ونتيجة لذلك تصبح عملية التسويق أكثر صعوبة وتقتصر على عمليات فردية محدودة تشمل عدداً قليلاً من الفلاحين وكمية قليلة من الإنتاج.
 
عشوائية التسويق
يعتمد نجاح أي منتج على وجود آلية جيدة للتسويق ولاسيما فيما يتعلق بالمنتجات الغذائية الزراعية, ومع غياب مرجعية متخصصة بالتسويق الزراعي تعمل على أسس علمية يدخل الفلاح في نفق عدم الاستقرار والخوف من عدم قدرته على تسويق إنتاجه وتحكم السماسرة به...
رئيس اتحاد فلاحي طرطوس محمود معيطة قال: لا توجد قدرة عند الاتحاد للقيام أو التدخل عملياً في عمليات التسويق لزيت الزيتون وهذا يحتاج إلى مؤسسات متخصصة طالبنا ونطالب بها... ومنذ فترة كان التوجه لإقامة وتنظيم شركات كهذه, والإمكانات لدى الاتحاد محدودة للمساهمة في عمليات التسويق فالعملية تحتاج إلى كوادر بشرية متخصصة ومدربة ومعامل للتعبئة والتوضيب وشركات النقل وتأمين أسواق داخلية وخارجية لتصريف الإنتاج.
من جانبه يؤكد المهندس فيصل حسن أن عملية تسويق الزيت تتم بشكل إفرادي ونتيجة علاقات شخصية في الأغلب بينما هذا العام في محافظة طرطوس ونتيجة ارتفاع أسعار الدولار وعدم القدرة على الوصول إلى مناطق الإنتاج في ريف حلب وإدلب سجلت عمليات تصدير إلى لبنان والمناطق الداخلية والعاصمة عن طريق بعض التجار وتباع بشكل إفرادي على الأغلب أو لبعض تجار المفرق وطالب حسن بمنع استيراد الزيوت النباتية والترويج لفوائد زيت الزيتون وإنشاء جمعيات فلاحية متخصصة بتسويق المنتجات الزراعية في كل منطقة تتواصل فيما بينها وتنسق عمليات تسويق المنتجات الزراعية بما يعود بالفائدة على الفلاح ويدعمه ليستمر في عمله.
يقول حسن ديب- تاجر زيت: إن موضوع التسويق بمفهومه المعروف غير موجود على أرض الواقع وهو يحتاج لإمكانات مادية كبيرة وله مخاطره, نحن نقوم كل عام بشراء كميات من الزيت من المعاصر أثناء الموسم ثم نقوم بتخزينها وبيعها عن طريق بعض التجار والموزعين في دمشق وهذا العام نتيجة عدم وجود منافسة ونقص كميات الزيت ازداد الطلب وارتفعت الأسعار وعليه تواصلنا مع صغار المنتجين والفلاحين لتأمين كميات إضافية والوضع جيد... وبالنسبة للأسعار فإنها تتحدد من خلال تحليل عينات الزيت للكميات الكبيرة ومن دون تحليل للطلبات الإفرادية.
 
مقترحات مهمة
ومن أهمية هذا القطاع قدم المجلس السوري للزيتون وزيت الزيتون ورقة عمل تتضمن عدداً من المقترحات لتطوير زراعة الزيتون ودعمها أهمها البحث الجدي في مشكلات شجرة الزيتون وزراعتها ولاسيما ما يتعلق منها بنوعية الغراس وانتقاء أصناف تناسب المنطقة التي ستزرع فيها من ناحية الإنتاج ومقاومة الأمراض, ودراسة دمج قسم بحوث الزيتون في إدلب مع مكتب الزيتون وأخذ دوره كالسابق.. وجود تقصير في المتابعة الحقلية والدورية ودوائر الوقاية ما أدى إلى تفشي الأمراض, إعادة النظر بالدعم الزراعي ودعم الصادرات لعدم واقعية هذا الدعم بين منطقة وأخرى, وضع ضوابط لتصدير الزيت العشوائي ولاسيما إلى لبنان, إقامة حملات إعلامية ترويجية داخلية لتوعية المواطنين بفوائد الزيت وخارجية عن مكانة سورية بين المنتجين, عدم تمثيل قطاع الزيت في الاجتماعات الاقتصادية, العمل على تشجيع الاستثمار في قطاع الزيتون, وضع ضوابط لعصر الزيتون وتخزين الزيت حفاظاً على نوعيته ومكانته, توحيد مرجعيات الدعم والتسويق لقطاع الزيتون, دعم منتجي ومصدري الزيت وتذليل العقبات أمامهم للمنافسة في الأسواق العالمية.
من جانبه أورد المهندس فيصل حسن مجموعة من الملاحظات التي تساهم في تطوير هذه الشجرة في محافظة طرطوس تحديداً أهمها العمل على مكافحة الأمراض التي تصيب الأشجار, والعمل على تخزين الزيت في أوان مناسبة وفي أماكن تتوافر فيها شروط صحية بعيدة عن الضوء والرطوبة للتخزين مع التركيز على عمليات الجني والعصر في أوقاتها من دون تأخير... وأخيراً تطوير عمل بحوث الزيتون من خلال اختيار أصناف تناسب كل منطقة على حدة, إضافة إلى النوع الذي يوفر كمية أكبر من الزيت وهنا يجب دعم الشجرة بالريات التكميلية وتشميل الزيتون بالري في مشاريع السدود.



  عدد المشاهدات: 856

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: