كل الأخبار / موسكو- سانا

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن جهودا تبذل لبحث امكانية إنشاء منطقة تجارة حرة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإيران ما يسهم في حال إقامتها الدفع قدما بتنمية التجارة والاستثمار ضمن هذا المجال الاقتصادي الجديد.

ونقلت وسائل اعلام روسية عن بوتين قوله اليوم في حديث لوكالة الأنباء الأذربيجانية قبيل زيارته المرتقبة إلى باكو الاثنين القادم “إن دفعة قوية للتجارة الروسية الإيرانية والاتصالات في مجال الاستثمار قد تمنح فرصة لإنشاء منطقة تجارة حرة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإيران” مشيرا إلى أن مجموعة بحثية مشتركة بدأت عملها وتبحث تفاصيل أي اتفاق محتمل في هذا الخصوص.

وأشار بوتين إلى أن موسكو مهتمة بتعزيز الشراكة مع إيران في الشؤون الإقليمية وأنه يرى في ذلك “عاملا مهما في الحفاظ على الاستقرار والأمن على مساحات شاسعة من أراضي آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين حتى الشرق الأوسط وسنواصل دعم رغبة إيران في أن تصبح عضوا كامل العضوية في منظمة شنغهاي للتعاون”.

وتضم منظمة شنغهاي للتعاون كلا من روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان ومنحت المنظمة صفة مراقب في هيكلها كلا من منغوليا والهند وإيران وباكستان وأفغانستان وفي شهر أيلول عام 2014 تقدمت كل من باكستان والهند بطلب رسمي للحصول على العضوية الرسمية في المنظمة كذلك تطمح إيران أيضا للحصول على العضوية الكاملة فيها فيما تقدمت كل من سريلانكا وأرمينيا بطلب للحصول على صفة عضو مراقب في المنظمة وبقيت بيلاروس وتركيا وسريلانكا ضمن المنظمة بصفة “حلفاء في الحوار”.

وأكد الرئيس بوتين أن الاتحاد الروسي يعتزم مواصلة بناء تعاون تجاري واقتصادي مع طهران مبينا ان حجم التجارة المتبادلة بين البلدين ارتفع خلال خمسة أشهر من العام الجاري بنسبة 70 بالمئة ليصل إلى 855 مليون دولار.

ولفت الرئيس الروسي إلى أن بلاده تعتزم منح ايران قرضين ائتمانيين حكوميين بقيمة2ر2 مليار يورو لتمويل بناء محطة حرارية لتوليد الكهرباء قرب مدينة بندر عباس على الساحل وتمويل مشروع كهربة السكك الحديدية غرمسار اينتشي بورون شمال شرق البلاد إضافة إلى بناء أول محطة للطاقة النووية في إيران بوشهر كما تخطط لإنشاء 8 مفاعلات نووية.

وكان مجلس الأعمال الروسي الإيراني أعلن العام الماضي أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وإيران قد يرتفع من 5ر1 مليار دولار إلى10 مليارات دولار حتى عام2020.

من جهة أخرى أكد الرئيس الروسي على الدور الهام لزيادة حجم التجارة المتبادلة بين روسيا واذربيجان مشيرا الى إنه يمكن أن تتم زيادة الصادرات إلى السوق الروسية من المنتجات الزراعية الأذربيجانية وزيادة صادرات روسيا إلى أذربيجان من الأسمدة والمعدات الزراعية اللازمة لزيادة المساحات المزروعة.

وأوضح بوتين في مقابلة مع وكالة أنباء أذر تادج الأذربيجانية قبيل زيارته إلى باكو للمشاركة في اجتماع لزعماء أذربيجان وإيران وروسيا أن العلاقات بين البلدين تحمل طبيعة الشراكة الاستراتيجية وتطوير الاتصالات الوثيقة بين رؤساء الدول والحكومات والبرلمانات في البلدين إلى جانب أنها تعمق التعاون وتبادل المنفعة في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية في مجال الطاقة والبنية التحتية والنقل وصناعة السيارات والرعاية الصحية.

وشدد بوتين على أنه رغم ظروف السوق غير المواتية والصعبة التي يمر بها الاقتصاد العالمي إلا أن أذربيجان تحتل المركز الخامس في التجارة الخارجية لروسيا مع بلدان رابطة الدول المستقلة بعد بيلاروس وكازاخستان وأوكرانيا وأوزبكستان أما روسيا فتحتل المركز الأول في استيراد السلع الأذربيجانية.

وخلص بوتين إلى القول “نحن على قناعة أننا سنتمكن بالعمل معا وبتعاون الشراكة الوثيق أن نؤءتي بالتجارة المتبادلة إلى مسار النمو المستدام”.

على صعيد متصل أعرب الرئيس الروسي عن أمله بتنفيذ الخطط الموضوعة لتوريد منتوجات مصنع “أور الفاغونزافود” الروسي إلى شركة السكك الحديدية الأذربيجانية وتوريد ناقلتين بحريتين من مصنع “كراسنوي سورموفو” لشركة بحر قزوين الأذربيجانية للنقل البحري.

الجدير بالذكر أن مصنع “كراسنوي سورموفو” هو واحد من أقدم المصانع الروسية حيث استطاع على مدى السنوات ال75 الماضية بناء وتطوير أكثر من 300 قطعة من الغواصات ووحدات الإنقاذ بما في ذلك 25 غواصة تعمل بالطاقة النووية ويبني حالياً سفن الأساطيل التجارية تلبية لمتطلبات الاتفاقيات الدولية بشأن السلامة والموثوقية.

وكان الديوان الرئاسي في روسيا أعلن أن بوتين سيلتقي في باكو نظيريه الأذربيجاني إلهام علييف والإيراني حسن روحاني مضيفا أن المحادثات الثلاثية ستركز على القضايا الملحة في السياسة الدولية والإقليمية وآفاق التعاون العملي ولاسيما في قطاعات الطاقة والنقل.

وأوضح بوتين أن محور المحادثات سيكون المشروع الرئيسي للممر الشمال / الجنوب/ الذي يبلغ طوله الكلي7200 كيلومتر ويهدف إلى إيجاد أفضل الفرص لحركة البضائع العابرة من الهند وإيران ودول الخليج على أراضي أذربيجان والاتحاد الروسي وبعد ذلك إلى أوروبا الشمالية والغربية.