الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   اقتصاد  

معرض دمشق الدولي بدورته الستين يطوِّب انتصار سورية على الإرهابيين / بقلم : يونس أحمد الناصر
August 31, 2018 15:11

معرض دمشق الدولي بدورته الستين يطوِّب  انتصار سورية  على الإرهابيين  / بقلم : يونس أحمد الناصر

ربما كان من أول أهداف الحرب على سورية هو تدميرها اقتصاديا , لذلك رأينا العصابات المسلحة تعيث خرابا في كل مؤسساتنا و مصانعنا و تستهدف الطرق و السكك الحديدية و الكهرباء والنفط و المؤسسات الصحية و التعليمية .
و عودة معرض دمشق الدولي هذا الحدث الاقتصادي الدولي و الهام جدا بعد سنوات من الحرب على سورية يطوّب انتصارا اقتصاديا يتوازى مع انتصار سورية العسكري على أعدائنا و يعزز ثقة المستثمرين بالاقتصاد السوري في مرحلة إعادة الإعمار التي انطلقت لنعيد ما خربته الحرب
نشأت فكرة المعارض قديماً كوسيلة للتجار كي يروجوا لبضائعهم، حيث لم تكن سوى أسواقاً تجارياً كبيرة تقام سنوياً أو ربما كل سنتين ليلتقي التجار والباعة الوافدون من البلدان المجاورة ليبيعوا ويشتروا البضائع. وظلت هذه الحال تتطور سنة تلو الأخرى حتى أصبحت المعارض على شكلها الحالي.
معرض دمشق الأول:
في تاريخ 12 تشرين الثاني من عام 1927 افتتح في دمشق في منطقة العباسية (مكان صالة 8 آذار اليوم) معرض زراعي لمدة خمسة أيام، واشترك في هذا المعرض إلى جانب سورية عدد من الدول مثل مصر وإيران وتركيا.
معرض دمشق الثاني:
أقيم المعرض الثاني في 8 حزيران 1928 في مجمع اللغة العربية بالمدرسة العادلية عند باب البريد، وكان هذا المعرض خاصاً بالآثار الشرقية الإسلامية القديمة وبالصناعات الشرقية كالصناعات المعدنية والخشبية والزجاجية. وكان عدد المشاركين فيه 68 عارضاً وعرض فيه قرابة 630 قطعة.
معرض دمشق الثالث:
افتتح المعرض الثالث في آب 1929 في الجامعة السورية. وكان معرضاً للصناعات السورية الوطنية كصناعات النسيج والجلود والدباغة والزجاج والخشب والحلي والطباعة وصناعة الزيوت والصابون وكذلك صناعة السكاكر والمربى والفواكه المجففة.
معرض دمشق الرابع:
أقيم عام 1936 من 31 أيار إلى 12 حزيران في مدرسة التجهيز الأولى.
نتيجة لهذه المعارض نمى الإنتاج السوري وازداد حتى أصبحت له مكانته المرموقة في الأسواق العربية والدولية. ومن هنا نشأت عام 1952 فكرة إقامة معرض سنوي دائم في دمشق.
أقيم أول معرض في دمشق في الأول من أيلول / سبتمبر عام 1954 م واستمر لمدة شهر كامل وقد أقيم على مساحة وقدرها 250 ألف متر مربع وفاق عدد زواره عن مليون زائر من مختلف الدول، شاركت في الدورة الأولى للمعرض 26 دولة عربية وأجنبية إضافة لعدد من المؤسسات والشركات الصناعية والتجارية السورية.
تميز المعرض بأعمدته العالية التي تحمل أعلام الدول المشاركة على طول الشارع.
وكان الباب الرئيسي للمعرض على نفس الشارع وكان له قوس مميز يشبه قوس قزح وهو يعتبر من مظاهر “معرض دمشق الدولي”، وتم إنشاؤه عام1935م.
في مطلع ستينات القرن العشرين رفع الفنانون السوريون نصباً تذكاريا للسيف الدمشقي في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق كرمز لقوة المدينة ومنعتها.
هذا النصب، له واجهتان واسعتان متقابلتان من البلاستيك الملون، الواجهة الغربية تطل على ساحة الأمويين نفسها، والواجهة الشرقية تطل على باب “معرض دمشق الدولي”، وقد تم وضع لوحات من البلاستيك الشفافة، تمثل أعلام الدول المشاركة في المعرض كل سنة.
و كان افتتاح معرض دمشق الدولي في الخمسينات حدثا دوليا اقتصاديا كبيرا حقق نجاحا فاق التوقعات، وكان النجاح على المستوى الاقتصادي والتجاري وكذلك على المستوى السياحي، أصدرت المؤسسة العامة للبريد بمناسبة انطلاق المعرض (طابع بريد تذكاري) وأصبح تقليدا مرافقا لجميع دورات المعرض.
فعاليات المعرض
لا يقتصر نشاط المعرض على الأجنحة الدولية للدول المشاركة، وللشركات والأجنحة الصناعية والتجارية ومراكز الأعمال والنشاطات الاقتصادية بل تقام فعاليات فنية وثقافية ترافق المعرض كل عام مثل المهرجان المسرحي الذي تشارك فيه فرق مسرحية من مختلف الدول وكذلك المهرجان والحفلات الفنية الذي شارك ويشارك فيها سنويا نخبة من المغنين - مطربات ومطربين - من سورية والدول العربية ودول لعالم.
و قد غنى على مسرح المعرض كبار المطربين و شاركت عليها كبريات الفرق الفنية العربية و العالمية و على مسرحه غنت فيروز أروع أغانيها و السوريين عامة يقترن معرض دمشق الدولي بأغاني فيروز
سائليني يا شآم - أنت وأنا - يا حنينة - في لنا يا حب - قالوا لي كن
قعدت الحلوة - لما بدا يتثنى - جادك الغيث - عم بتضوي الشمس - شتي يا دني - يا ريت- يا قمر أنا وياك - دقت على صدري - يا طيرة طيري- بكوخنا يابني - نحنا والقمر جيران – مشوار – سهرتنا
كما غنت أم كلثوم و عبدالحليم حافظ و كل عمالقة الفن العربي تقريبا
توقف المعرض بسبب الحرب الظالمة على سورية و مع تباشير الانتصار في عام 2017 تم افتتاح المعرض بدورته التاسعة و الخمسين وشهد المعرض حضورا كثيفا أذهل المنظمين و المراقبين و قد زاره الملايين من السوريين و الضيوف من خارج سورية
و كون معرض دمشق الدولي تظاهرة اقتصادية فقد بأن المعرض إصدار اليانصيب منذ الخمسينيات من القرن الماضي و باستمرار بعدة أنواع من الإصدارات، إصدارات دورية عادية، وإصدار ممتاز وإصدار رأس السنة وإصدار دورة المعرض ويتم السحب أسبوعيا (يوم الثلاثاء من كل أسبوع) على جوائز تصل قيمتها إلى ملايين الليرات السورية.
مدينة المعارض الدولية
مع السنين وزيادة الازدحام داخل المدينة بشكل كبير كان لابد من مكان جديد للمعرض يوفر المساحات التي تناسب تزايد عدد الدول المشاركة والمشاركين والشركات الدولية والسورية وكذلك الزوار ، فتم بناء مدينة للمعارض الدولية ولمعرض دمشق الدولي وفق أفضل المعايير الدولية وعلى مساحة كبيرة وجهزت بأحدث نظم التكنولوجيا وتجهيزات
وبرعاية كريمة من السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية, تم افتتاح المدينة في الثالث من أيلول لعام 2003 تزامناً مع العيد الذهبي لمعرض دمشق الدولي.
 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: