الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

لماذا نهتم بثرثرتهم ونهمل وثائقهم؟..صحيفة تشرين
August 20, 2015 14:20

لماذا نهتم بثرثرتهم ونهمل وثائقهم؟..صحيفة تشرين

سيطرة وسائل الإعلام على العقول والنفوس وصلت حداً غير معقول. فلم يعد أحد يهتم بالوثائق، المهم مايقوله هذا المسؤول أو ذاك أمام عدسات الصحفيين وما تكتبه بعد ذلك الصحافة من تعليق وتحليل.
أدهشني جداً التعامل مع تصريح وزير الخارجية السعودي «11 الجاري» أثناء مؤتمره الصحفي الأخير في موسكو عندما تحدث حول سورية مؤكداً بذلك أنه إما قليل إدراك أو قليل أدب أو الاثنان معاً. هو قليل إدراك لأنه لم يعِ بعد الحقائق التي أضحت واضحة حتى أمام الأميركيين بأن «الخلاص» من الشعب السوري ورئيسه مستحيل، ولأنه لا يفقه في أساسيات القانون الدولي. وهو قليل أدب لأنه يتدخل فيما لا يعنيه ولا بد من أن يسمع كلاماً لا يرضيه. وقد حدث ذلك.
ليس ما يدهش تصريح هذا الوزير المبتدئ، وإنما التعامل مع التصريح وردود الأفعال التي كانت أكبر من ثرثرة وزير أمام صحفيين. ما يدهش أكثر هو أننا لم نرَ أي ردود أفعال على أمر أكثر أهمية وخطورة وهو وثيقة مكتوبة بتأنٍ وعناية في الثالث من آب أي قبل ثرثرة الجبير بأيام قليلة. الوثيقة هي البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع كيري في الدوحة. في هذا البيان ورد نص طويل مهاتر يصف «النظام السوري» بأبشع مما جاء في تصريح الوزير السعودي. نص من أبشع النصوص المعادية لسورية وأكثرها افتراء ومهاترة.. لكن أحداً لم يقل شيئاً ولا حتى ربع ما قالوه رداً على هذيان الجبير.
وما يؤكد أن الحكومات الخليجية في وادٍ والعالم كله في واد هو أن سلطنة عمان دعت وزير الخارجية السوري المعلم لزيارتها رسمياً بعد صدور بيان مجلس التعاون بأيام «6 آب» ولا يمكن لأحد أن يصدّق أن هذه الدعوة جاءت دون موافقة من المجلس ومن واشنطن. فأيهما نصدق هذيان البيان أم رسمية الزيارة؟..
ظاهرة ثانية مدهشة تتعلق بالانشغال الكبير بثرثرة المسؤولين الأمريكيين حول سورية وبإهمال الوثائق. لا أحد يجهد نفسه بمراجعة الوثائق التي تكتب بعناية وتؤكد الموقف الحقيقي للولايات المتحدة.
آخر هذه الوثائق المهمة خطاب أوباما السنوي عن حال الاتحاد «كانون الثاني الماضي»، وهي الوثيقة الجامعة التي تحدد سياسة واشنطن داخلياً وخارجياً. ولم تتعرض هذه الوثيقة للقيادة السورية، بل إنها لم تذكرها أبداً وإنما اقتصر حديثها على «دعم المعارضة المعتدلة لمحاربة داعش» وبهذا تختلف تماماً عما سبقها من وثائق، مثلاً خطاب أوباما في الويست بوينت «28 أيار 2014» واستراتيجية الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب ذات النقاط الأربع «أيلول 2014»، فتلك الوثائق كانت تتضمن تهجماً لاذعاً على الدولة السورية.
د. مهدي دخل الله 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: