الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

تساؤلات ملحّة!-صحيفة تشرين
November 22, 2015 12:39

تساؤلات ملحّة!-صحيفة تشرين

يتساءل أحد المحلّلين الاقتصاديين عن حجم المشاركة السعودية في منظّمات اقتصادية تحكم وتتحكّم بالعالم، وذلك بعد إشارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن من بين دول «العشرين» في مؤتمرها المنعقد مؤخراً دولاً تموّل الإرهاب، وتدعمه في سورية بخاصة والمنطقة بعامة, بما يدعو للتساؤل في الوقت نفسه عن تلك الثروات الضخمة المبدّدة والمحصورة في أيدي مجموعة أمراء فاسدين مقرّبين من الملك ينفقون المليارات سنوياً على حساب الشعب السعودي؟

وهنا لابد من التوقف عند سرقات هذه الطبقة لقوت الشعب السعودي، وخاصة إذا علمنا أن ثمة مشروعين ذهبيين يمثلان مصدراً خلفياً لعائدات كبيرة من الثروات هما: مشروع المسجد الحرام، ومشروع الخزن الاستراتيجي الذي يتبع لوزارة الدفاع السعودية.. هذان المشروعان، وما يُمنح فيهما بالخفاء والعلن، يشكلان إلى جانب النفط ومتمماته خبايا جناح آل سعود الأسود الذي مكّنهم من تمويل ودعم وتغذية الفكر الوهابي على حساب الدين الحنيف المعتدل والتآمر عليه، ونشر مرتزقة الإرهاب في المنطقة والعالم، تمهيداً لأطماعهم في المنطقة، وتنفيذاً لأجندات أسيادهم في البيت الأبيض، وتحقيق مصالحهم التي التقت مع «القبة الحديدية» في «إسرائيل».. وهذا في حد ذاته يلقي الضوء على الطاعة السعودية العمياء للوبي الصهيوني الذي دفع له آل سعود المليارات ليشتري مؤازرته، كما أبرزت وثائق سابقة، بما قدمه آل سعود لـ«إسرائيل» وبالأرقام المالية الفلكية لشراء أصوات «لوبيها» في العالم، ومساعدتها على بناء بنيتها التحتية ومستوطناتها.. وهو أمر بات مكشوفاً من دون أيّ قناع يستر عورات الخيانة والعمالة.

اليوم، والحديث يجري عن قيام السعودية بجمع مَن تسميهم «معارضة» سورية على أراضيها تحت عنوان «معارضة معتدلة»، يظهر السؤال عن ماهية هذه «المعارضة» التي تنتمي إلى تنظيمات إرهابية، من حيث الأصول والفروع، يتحدث عن «اعتدالها!» الدم السوري الذي يسفكونه، وإرهابهم الذي ارتدّ منعكساً على العالم الغربي نفسه الذي دعم أصول هذه التنظيمات، وتالياً، مَن صنعها للأهداف السياسية المعروفة.

يأتي السؤال الآخر عن دور آل سعود الذي سترسمه لهم الإدارة الأميركية و«إسرائيل» في قادمات الأيام، على مسارات الحلول السياسية، والسيناريوهات المقبلة التي أقلعوا في إنتاجها وكتابتها؟

يبدو أن آل سعود الأكثر إسرائيليةً من «إسرائيل» نفسها، والذين دفعوا لتهويد القدس، عبر الشركات الفرنسية- الصهيونية التي أخذت على عاتقها بناء عشرات المشروعات في «إسرائيل» بتمويل سعودي والذين أسسوا لكل هذا الإرهاب المتنقل بالتعاون مع قطر وتركيا، سيدافعون عن بقاء عروشهم، حتى لو أفنوا أمة العرب، لأنهم صناعة أمريكية بامتياز تسعى على الدوام، ومنذ تأسيسها، إلى أن تكون العنوان الأبرز للأجندات المتنقلة للصهيونية العالمية في العالم.

وتالياً، فإن الغرب الذي دعم الإرهاب تحقيقاً لرغباته الاستعمارية، واحتضن رعاته ومموليه، عندما سال لعابه على الأموال والنفط والاستثمارات الخليجية.. سيدفع الثمن، فمن أخرج عفريت الإرهاب لا يستطيع إعادته إلى قمقمه، بعد أن كان السبب الفعلي في تمدّده وانتشاره بسياساته الخاطئة الرعناء في المنطقة، إلا إذا أعاد حساباته من جديد، وتعاون مع الدولة السورية التي تواجه الإرهاب على الأرض بمنهجيات تحالفية حقيقية للقضاء على التنظيمات الإرهابية.

القطب الكبير الذي شقّ القطب الأوحد وهيمنته، والذي جسّد في رؤيته ماقالته سورية منذ بداية الحرب عليها، يؤكد بتحالفه الأخلاقي مع مبادئ المجتمع الدولي أن سيادة الدولة السورية هي الأساس، ولا حلول ناجعة لدحر الإرهاب إلا بالتعاون معها.. مهما فعلت الأداة الوهابية، وعربدت مع أسيادها وإرهابييها والمعارضين «الشحاذين» على أبوابها الذين لا يجيدون السباحة إلا في وحول السياسة الأميركية والإسرائيلية.

بقلم: رغداء مارديني 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: