الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

الغرب والإرهاب و”بيضة الديك”!-صحيفة البعث / بقلم: ناظم عيد
November 23, 2015 02:53

الغرب والإرهاب و”بيضة الديك”!-صحيفة البعث / بقلم: ناظم عيد

لا يبدو أن المسارات الدبلوماسية هي التي ستفضي إلى الحسم العسكري المنتظر ضد الإرهاب في الميدان السوري، بل ثمّة معادلات مقلوبة تؤكد أن الخيارات العسكرية هي الوحيدة التي يمكن أن تقود وتفرض أجندات التداول في القنوات الدبلوماسية، وهي إشكالية استثنائية فرضها واقع التسويف والأكاذيب والمخاتلات السافرة التي حفلت وتحفل بها القنوات الدبلوماسية في الدول التي تدير دفّة الإرهاب عن بُعد في سورية.

ولعلنا لم نعد بحاجة إلى مزيد من الانتظار لنتأكد من أننا إزاء حالة مساومة قذرة، تمرّ عبر طرح تنازلات ذات بعد سيادي على إيقاعات تسعير إرهابي وإشعال المزيد من الحرائق، هكذا استنتجنا من تجربة السنوات الخمس في عمر الحرب علينا، وتعلّمنا أيضاً أن وعودهم السياسية تهدئة، وتهدئتهم “هدنة” مسروقة لالتقاط الأنفاس، وهدنتهم مناورة وخديعة، لتبقى لغة الدبلوماسية مضيعة للوقت وتفويتاً للفرص، ففي مقتضيات التعاطي مع الإرهاب لا يوجد خيار ثالث بين القاتل والمقتول، هذه طبيعة الإرهاب، وهو الدرس الذي تعلّمناه، وها نحن نعلّمه لمن سيأتيهم الدور في “استضافة” وحش يتلذّذ بطعم لحوم البشر وينتشي برائحة دمائهم.

لقد كانت “هلوسات” الرئيس الأميركي أمس بخصوص ملامح المستقبل السياسي في سورية، مريبةً لكل مراقب تجرّأ وأطلق تكهناته بشأن الأعمال الإرهابية التي استهدفت أوروبا، والتردّدات والصدى المنتظر على مستوى الحرب على الإرهاب في سورية والمنطقة، فتصريحات أوباما ارتكاسة معنوية لكل منتظري المبادرات الدولية لمحاصرة “البعبع”، و إتلاف لحصاد توافقات أممية على العزم باتجاه الحسم، لكنها العودة البغيضة إلى المربع الأول، والتي هي دوماً خيار “رعاة البقر” هواة التسلية وتمرير الوقت، فبدا واضحاً أن الأميركي يلهو.. لعبته مصائر شعوب وأقاليم، وأدواته بيادق قتل وتخريب ينقلها بين الغرب والشرق، ويسترخي لمشاهد الدماء والدمار!.

أليس ضرباً من ضروب الكوميديا السياسية السوداء، أن يتجاهل أوباما إرهاباً يقضّ مضاجع البشر في أصقاع الدنيا ويتوعّد العالم بأيام حالكة السواد، ويتحوّل لاجترار اسطوانة الابتزاز والغرق في قراءات فنجان أفق سياسي سوري يقرّره السوريون، وليس أي أحد آخر سواهم في هذا الكون على رحابته؟!.

هل سيستمر أوباما بـ “هُراءاته” إلى أن تُسكته صفعة إرهابية مدوية من النوع الذي شتّت بصر هولاند، وأضاع توالي بصيرة حازها بفعل الفطرة والغريزة وليس بالتعلم والاكتساب، ويفهم أن تدجين المفترسات لا يقي من نواجذها؟. أم أنها ليست مجرّد هُراءات بل صرخات مكتوٍ بمشاهد بتر أذرعٍ آثمة وزّعها ونشرها في سورية، صرخات يأس وعلامات مكابرة على انكفاءٍ قسري أمام ضربات يسدّدها الجيش العربي السوري لعصابات الأفّاقين والمرتزقة، وصفعات يوجّهها لداعمي ومؤججي حمى التخريب والتشفي من كل ما هو حضاري وإنساني؟.

نجزم بأن تقهقر الجماعات الإرهابية في سورية لا يروق ليس لأوباما وحسب، بل حتى لهولاند الملسوع للتو بأنياب داعش وأشباهه، ونحن على يقين من أن تصعيدهم الكلامي الراهن وحراكهم السياسي والعسكري لإنجاز الحرب المزعومة على الإرهاب، لو أثمر اتفاقاً موثقاً بحصر النشاط التخريبي داخل سورية لانكفؤوا سريعاً عما زعموا العزم عليه، حتى بدون اتفاق يبدو استنفارهم مجرّد رقص استعراضي أمام شعوبهم.

وسبق وأن تابعنا نتائج “دغدغات” طيران التحالف بقيادة واشنطن، لأنهم هم القادة الحقيقيون للعصابات الناشطة في سورية، ولديهم خرائط الإحداثيات الكاملة لمخابئها، ونصدّق من يزعم –ولو مزاحاً– بأنهم على دراية بقوام الوجبات اليومية التي توزّع على أوكارها!.

 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: