الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

الثورة المضادة- بقلم: عز الدين الدرويش
July 23, 2013 13:44


كل الأخبار - تشرين : المنطقة مقبلة على ثورة مضادة لما سمي «الربيع العربي»، وبالتالي تغيير جوهري ولكن ليس على الطريقة الأمريكية البائدة وهذا ليس مجرد استنتاج بل حقيقة تشهد الكثير من منعكساتها على أرض الواقع.
ولعل أهم مرتكزات التغيير القادم في المنطقة هو أنه سيضع حداً لتدخلات دول النفط والزفت الخليجية، وسيعيدها إلى حيث يجب أن تكون، كمشيخات أكل عليها الزمن وشرب، وبعيدة عن تطلعات وأماني شعوبها الساعية إلى التحرر من عبودية حكام لا دين لهم ولا دول ولاهم سوى الرغبات والشهوات الشخصية القائمة على البذخ المالي.
ولا بدّ من القول والجزم والتأكيد ألف مرة في هذا السياق أن «الثورات» الأمريكية – الإسرائيلية – الخليجية في المنطقة قد فشلت فشلاً ذريعاً، وأن الأوضاع اتجهت بقوة شديدة نحو ثورات مضادة لها قواعدها الشعبية الواسعة، وأهدافها العروبية النبيلة، وتوجهاتها الجادة نحو المواطن، وحاجاته الأساسية، وتطلعاته المستقبلية.
وكان من الكافي، على سبيل المثال، مدة سنة ليتأكد المصريون بعشرات ملايينهم حقيقة «الإخوان المسلمين» وفكرهم الظلامي التكفيري، وارتباطاتهم القديمة جداً بأجهزة الاستخبارات البريطانية والأمريكية، وعدم اكتراثهم بشيء من العروبة والمصالح العربية وهو ما حذر منه الراحل جمال عبد الناصر منذ خمسينيات القرن الماضي، وأكده بالوثائق الدافعة.
و«إخوان» مصر الذين حاولوا العودة ببلاد الكنانة إلى ما قبل العصور الوسطى، تشبّعوا بالأفكار التكفيرية والجاهلية التي يستند إليها حكام مشيختي قطر والسعودية مثلاً في تسلطهم على مقدرات وثروات بلادهم النفطية.
والأمر ذاته ينطبق على بقية الدول العربية التي وقعت في براثن ما سمي الربيع العربي، ووقعت تحت سطوة الإخوان والوهابيين التكفيريين الإرهابيين، على حين غفلة، وخلافاً لإرادة أغلبية شعوبها.
ولذلك، وكما كان من السهل جداً على أهل مصر وبفعل تكاتفهم ووعيهم الوطني وحسهم العروبي أن ينجزوا ثورتهم المضادة ويأخذوا البلاد إلى حيث يجب أن تكون، لن يكون من الصعب على أهل تونس وليبيا فعل ما فعله أشقاؤهم في مصر وبسهولة أيضاً، وهم يسيرون بخطا ثابتة على هذا الطريق.
ويقيناً، فإن سورية كانت القدوة وستظل لأنها تنبهت منذ البداية لمخاطر هذا الذي سمي ربيعاً عربياً، وقاومته، وأحبطته، وفتحت الطريق نحو التغيير العربي المنشود الذي نشهد بوادره الآن.



  عدد المشاهدات: 1185

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: