الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   أخبار اليوم  

انتبهوا .. نحن أمام محطات فاصلة في التاريخ الإنساني- بقلم أحمد رفعت يوسف
November 23, 2013 04:35

انتبهوا .. نحن أمام محطات فاصلة في التاريخ الإنساني- بقلم أحمد رفعت يوسف


كل الأخبار - مقالات سياسية

أصبحت كل الدلائل تشير إلى أن الاتفاق أصبح وشيكاً بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا مع إيران (6+1) حول الملف النووي الإيراني.
هذا الاتفاق ليس بالعادي ويعتبر من أهم المحطات في مسار التاريخ العالمي لأن تداعياته أكبر بكثير من مجرد اتفاق وأهم هذه التداعيات:
1 ـ الإقرار بإيران قوة عظمى إقليمية كمقدمة لتصبح قوة عظمى عالمية في المنظومة الدولية التي تتشكل من رحم الأزمة السورية.
2 ـ إقرار الولايات المتحدة والدول الغربية بعجزها عن شن حرب جديدة مع ما يعني ذلك من الإقرار بانتهاء عصر الهيمنة الأمريكية - الغربية.
3 ـ إسرائيل تركت وحيدة وأصبحت عبئاً على الغرب كمقدمة لانهيارها خلال السنوات القليلة المقبلة.
4 ـ آل سعود انتهوا كأسرة وسيتركون لمصيرهم الأسود كمقدمة لسقوط الوهابية وملاحقتها عالمياً كفكر إرهابي.
5 ـ انتهاء حلم العثمانية الجديدة.
6 ـ الخطوة الإيرانية سيتم استكمالها باتفاق يخص الأزمة السورية (أو بتطور ميداني لصالح الجيش السوري يغني عن جنيف) وبما يتوافق مع تطلعات الدولة السورية وخياراتها الوطنية والقومية وجوهرها برنامج الرئيس الأسد الذي أعلنه في خطابه بدار الأوبرا.
** في لحظة استكمال خطوة جنيف الإيرانية بالتوصل إلى اتفاق حول الأزمة السورية هذا يعني أمرين سيكونان من أهم المحطات في مسار التاريخ العالمي:
1 ـ انتهاء النظام العالمي القديم برأسه الأمريكي الغربي والمسيّر من قبل الصهيونية العالمية لصالح منظومة دولية جديدة متعددة الأقطاب.
2 ـ انتهاء مسار في التاريخ الإنساني استمر منذ صعود الامبراطورية الرومانية وهيمنة الثقافة الأوروبية (على ضفتي الأطلسي) على الحضارة الإنسانية لصالح منظومة حضارية وثقافية جديدة يعود فيها مسار الأحداث الإنسانية إلى الحضارات القديمة وأهمها الصينية والروسية والفارسية وبلاد الشام.
* هذه التطورات التاريخية ستكون لها ارتدادات غير عادية على المدى المتوسط في المنطقة والعالم وأهمها ثلاثة متغيرات:
1 ـ تغيير دراماتيكي في منطقتنا سينجم عنه تغيرات جغرافية وسياسية واقتصادية والأهم تغيرات دينية سيكون محورها التمدد الشيعي في كل المنطقة وعودة الروح للمسيحية المشرقية تؤدي إلى عودة أعداد كبيرة من المسيحيين الذين هاجروا خلال مراحل سابقة من تاريخ المنطقة.
2 ـ تفكك الولايات المتحدة إلى عدة دول وانتقال الثقل الاقتصادي والسياسي في الأمريكتين إلى البرازيل (أحد دول البريكس).
3 ـ انتهاء فرنسا وبريطانيا كدول عظمى مثلما كانت حرب السويس عام 1956 إعلاناً بانتهاء دورهما كإمبراطوريتين تحكمان بالعالم لصالح أمريكا وروسيا وهذا يعني تراجع دورهما إلى مجرد دول عادية من الدرجة الثانية لبريطانيا وربما الثالثة لفرنسا وهذا يعني أيضا انتهاء عصر الهيمنة الأوروبية ولن يسلم من هذا السقوط سوى ألمانيا التي سيبقى لها بعض النفوذ العالمي.
أما الأهم فيما يخص السوريين فنؤكد أن سورية التي كانت الصخرة التي اصطدم بها المسار التاريخي للحضارة الإنسانية حتى حدث هذا التحول وكان الثمن أرواحاً ودماء زكية من شعبها الطيب فهذه الدماء لن تذهب هدراً لأن سورية ستتحول في المنظومة الدولية الجديدة التي تتشكل من رحم أزمتها ستصبح ضمير هذه المنظومة ومن أفضل دول العالم وهذا يعني أن سورية سيعود لها دورها التاريخي بعد كل ما دفعته من ثمن باهظ لكن النتيجة ستكون بقدر هذه التضحيات وهي تفخر في المستقبل بأنها تمكنت بهذا الثمن من إسقاط أحقر وأحط عقيدتين في التاريخ وهما الوهابية التكفيرية والصهيونية العنصرية وبعد كل هذا التنظيف الذي يجري في داخل مجتمعها من الأفكار والفئات الطفيلية البعيدة كل البعد عن فكرها وعقيدتها ودورها كأرض للديانات السماوية وتلاقح الثقافات والحضارات.
وسورية التي نتحدث عنها في المنظومة الدولية الجديدة ستكون مختلفة جغرافياً عن سورية الحالية لأنها ستتحول إلى مغناطيس بجاذبية قوية سيعيدها إلى بلاد الشام وهذا يعني انهيار الكيانات المنغولية من حولها (لبنان الأردن وفلسطين بجزئيها) وبقاء سورية الدولة المتحالفة أو المندمجة بشكل أو بآخر على المدى المتوسط مع العراق.
نعم سيكون من حظنا أننا سنكون شهوداً على واحدة من أهم المحطات في التاريخ العالمي وتحقيق أسطورة طائر الفينيق السوري الذي يتأهب للانطلاق وهو أكثر شباباً وقوة وتجدداً والفرحة بالنصر عادة تكون على قدر التضحيات.



  عدد المشاهدات: 6257

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: