الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   أخبار اليوم  

زواحف الثورة السورية والحواجز الأنثروبولوجية .. التمساح ووشاح الحرير ....نارام سرجون
November 27, 2013 12:29

زواحف الثورة السورية والحواجز الأنثروبولوجية .. التمساح ووشاح الحرير ....نارام سرجون


كل الأخبار - مقالات

لاشك أنكم سمعتم عن نماذج من البشر الذين يدللون حيواناتهم من القطط والكلاب ويبالغون في حبهم لها فيلبسونها الثياب المزركشة والدافئة ذات الأكمام كما لو أنهم يلبسون أطفالهم ..

ويمشطون لحيواناتهم شعرها المسبسب أو المكزبر بعد الحمام بالشامبو ويأخذونها في فسحة يومية في الحدائق وعلى الأرصفة وقد يحملون في جيوبهم أكياس نايلون لكي يجمعوا لها برازها عن الأرصفة .. ويتحدثون في سهراتهم عن نزقها وذكائها بانفعال واعجاب كما يتحدث البعض عن عبقرية أولاده وتفوقهم على أقرانهم في المدرسة والجوائز التي يحصلونها ..

ولكن هل سمعتم بأولئك الذين يلبسون التماسيح والضباع ثيابا مزركشة وناعمة وينظفون لها أسنانها ويحملونها على أكتافهم وترافقهم الى سهراتهم؟؟ هذا هو حال المثقفين العرب والسوريين من الذين يحملون "الثوار والثورة" ويلبسونها الحرير علّ الحرير يقلل من قسوة وخشونة جلد التماسيح ويجعل وجه الضبع وديعا كالملاك .. بعضهم يعزف الموسيقى للثورة ويستميت في تلحين قصائد الحرية والنصر وبعضهم يؤلف الشعر وبعضهم يرسم لها الرسوم ويقيم المعارض الفنية في القاعات الكبرى .. وكأن الموسيقى ستجعل صوت الضبع موالا جبليا وعتابى وميجنة أو صوتا أوبراليا عالي الطبقة ينافس لوتشيانو بافاروتي أو أندريا بوتشيلي أو أن الموسيقى وتوترات أوتار الغيتار والكمان ستغطي صوت فكيه وهما يقطعان اللحم والعظم البشري .. ويرسم بعضهم الثورة كما لو أن الرسم بالريشة والألوان المائية والزيتية سيجعل ظهر التمساح بنعومة الريش والمخمل ورقّة اللون المائي الواهي ..

لكن من عجيبة العجائب أن تروا تمساحا حقيقيا أو ضبعا يرتدي بزة أنيقة وربطة عنق ويمسح دموعكم بمنديله ويغطي عيونكم كلما مر أمامها منظر بشع ودام وعنيف .. لكن هذا ماستجدونه عندما تقرؤون خبرا نقله موقع كلنا شركاء لأيمن عبد النور الحريص على اظهار نفسه في طليعة الأحرار ومعلم الثوار ذوي الياقات البيضاء كونه صاحب برنامج (الطريق الى دمشق) الذي لن يصل طبعا الا اذا وصل الملك السعودي أبو متعب الى الثانوية العامة .. أو وصل عدنان العرعور الى المريخ بعلمه الغزير أو نكح القرضاوي تسيبي ليفني ..

الخبر المخجل والذي يحتقر فيه الأخلاق البشرية والناموس والذي نشره موقع "كلنا شركاء" لصاحبه ايمن عبد النور يتحدث ببكائية عن معاناة أهل المعضمية من الحصار الجائر وكيف أنهم صاروا يأكلون لحم الحمير .. ولاأدري صحة الخبر خاصة ان الثوار يفبركون كل شيء من أجل مكاسب اعلامية واستدرار وضيع للعطف وتسول للدموع .. وأنا لست بصدد التعاطف مع الخبر أو اللامبالاة به رغم انني انسانيا لاأريد لأحد أن يمر بمعاناة .. لكن مايلفت النظر ويثير الاستهجان أنه في لفتة انسانية منه وضع مشهد (فيديو) للثوار الذين يذبحون حمارا ليأكلوه .. وليس هذا مايستفز المتابع بل مايستفز أنه لم ينس اطلاقا تنبيه القراء من عدم مشاهدة الفيديو اذا كانت أعمارهم أقل من 18 سنة لما يحتويه من مشهد مروع ومؤلم!!! ذبح حمار ..

لم أعتد ان اشتم أحدا ولن اشتم أحدا ... ولكن ماذا يقال عن ايمن عبد النور وثواره ؟؟

الرقيق الوديع الحنون أيمن عبد النور وصاحب قلب العصفور وبائع الورد .. لم يقدر الا على ممارسة الأخلاق الانسانية وتحذيرنا من متابعة مشهد حمار يذبح ..وهو يعلي من قامة قبعته الغربية وفهمه للأسلوب الحضاري الغربي ليرى الناس كم هو انساني
وحضاري وذو ذوق رفيع في الأخلاقيات الغربية؟؟

هل هذا الرجل تمساح يلبس ثيابا؟؟ أم تمساح بلا ثياب؟؟ أوبعد كل المشاهد الاحتفالية للثوار باعدام الجنود السوريين الأسرى والتكبيرات عند ذبح الناس أمام الكاميرات رجالا ونساء وشبابا واطفالا ممن لايؤيدون ثورته والتي تجاهلها موقعه الرخيص بشكل مطلق على مدى ثلاثين شهرا .. بعد كل هذا يأتي هذا الرجل التمساح ليمسح بمنديله الأحمر وكفيه الغليظتين خدودنا ودمعنا ويغطي عيوننا وقلوبنا كيلا نتأثر بذبح حمار؟؟ ان ماذبح الثوار من بشر في سورية وماقطع من رؤوس بمختلف الأسلحة البيضاء للثوار .. بالسيف والسكين والفؤوس والبلطات .. لايعد ولايحصى ووصل حتى بلاد الاسكيمو .. بل حتى الاعلام الغربي ضج منها وتبرم وتقزز واقشعر من وحشيتها وبهيميتها وحيوانيتها وبدائيتها .. بعد كل ذلك يأتي ايمن الرقيق ليعلمنا الرقي والانسانية بحق حمار .. أما باقي البشر فلا يساوون عنده شيئا .. لأنهم شبيحة !!

وعندما اهتز العالم لرؤية أحد ثواره ينتزع قلب جندي سوري ويأكله كالبهيمة المتوحشة لم تتحرك مشاعر ايمن ولم يخرج لنا مناديله .. ولم يكتب كلمة ادانة واحدة ولم ينشر الخبر في موقعه الا على انه مؤامرة وتشويه للثورة بل ونشر مايبرئ البهيمة على أنه فقد توازنه العاطفي بسبب جرائم النظام ..

وعندما تابع العالم مشهد طفل ابن ثورجي يقطع رؤوس الناس بالسيف في مشهد لاتحتفظ به مذكرات اية أمة على الأرض .. مشهد لن يتكرر في التاريخ الانساني .. بقي التمساح أيمن عبد النور مستلقيا تحت الشمس على ضفة النهر الثوري وكأن الطفل كان يقطع الكعك .. وليس رؤوس البشر

بل ان العالم صعق من صورة طفل عمره خمس سنوات مذبوحا مع أبيه وعائلته في دير الزور على يد ثوار المجرم الوحش الكويتي شافع العجمي .. ولكن التمساح أيمن لم يسمع بالصورة ولا بالذبح ولابالطفل .. لأنه كان في جولة تحت الماء وفي مستنقعات الحرية ..


والمثير للسخرية أن موقع كلنا شركاء ينفرد بأنه موقع اعلان بالمجان للقتل والجريمة المنظمة كموقع لعصابات القتل بالمجان .. فهو يصدر اشارات واضحة وأوامر صريحة لقتل البعض بتهمة أنهم غير موالين أو يستهزئون بالثورة .. أو توزيع عناوين الخصوم في اشارة واضحة على أنه خريطة طريق ليتسنى للثوار قتلهم ..بل انه يحتفي بصور جثث الضحايا ودمائهم مثل صورة الفنان الشهيد محمد رافع كنوع من التشفي المريض الحقير والتحذير والارهاب .. في موقعه تحريض علني غير مسبوق على القتل وتحريض ديني غير مسبوق وتبرير غير مسبوق على العنف وتوجيهات رسمية بتهديد أو قتل علني بحجة أن المستهدفين هم أعداء الثورة .. وبعد ذلك يريد أيمن أن نصدق أنه راق وانسان وأنه يخشى على عيوننا من ذبح حمار .. وأنات حمار ..ومن لون الدم القاني..
الكثير ممن أتابعهم وينشطون في الشأن السوري كمعارضين في الغرب نحس أنهم يتحدثون بشكل جميل للغاية عن الانسان وحرية التعبير والديمقراطية والانتخابات ويشكرون الله على أنهم يتمتعون بتلك النعمة المتمثلة في القدرة على التصويت مرة كل بضعة سنوات .. ولكن الفصامية تصدم عندما ينبرون للقفز فوق الحقائق ويثبون فوق حواجز الأسئلة .. ويمرون بين الجثث والقتلى والضخايا بحذر وهم يتجنبون ملامسة الأجساد المضرحة بالدم بأحذيتهم .. ويوسعون خطواتهم وهم يتجاوزون الجثث المتفحمة بالتفجيرات في شوارع دمشق وحلب وبغداد .. وعندما تمطر سماء الثورة زخات الدم يرفعون مظلات كبيرة كيلا يصيبهم الدم ..وبعد المطر يتابعون العزف على القيثار ويغنون للثورة ..ويرسمون للثورة المباركة الخضراء ..

والثورة السورية مليئة بمثل هؤلاء الذين يرتدون القبعات الانكليزية والبرنيطات الطويلة وربطات العنق ويتمترسون بحروف دكتور ومهندس وموسيقار ومفكر وفيلسوف الذين اذا لمست جلودهم أحسست بخشونتها كما لو كنت تلمس تمساحا أو تمساحة .. ولو تشممت أفواههم لما شككت أنه أشداق ضباع نتنة .. هل تذكرون ثورة هيثم حقي وبعض المخرجين الذي ثارت ثائرتهم على اعلامية سورية شابة لأنها أجرت مقابلة مع جرحى في داريا واعتبروه عملا وحشيا؟ .. ولكن هيثم ومن لف لفه من يومها لم نسمع لهم صوتا رغم أن القلوب أكلت في سورية والرؤوس فصلت بالسكاكين وكان ذبح الأسرى خبرا يوميا .. هل تذكرون شخصا مثل علي فرزات الذي فجعنا بقلة ضميره وبأنه لاينتمي الى الألم بل الى انانيته المريضة ولم تنزف ريشته قطرة دم واحدة سقطت في التفجيرات والذبح .. بل كان يبللها بالاسهال الثوري بلا توقف ..

هل أستاذ السوربون برهان غليون بلا عينين ولااذنين حتى لايتحدث عن الاهانة التي لحقت بالانسان الشرقي بسبب بهيمية الثوار الذين ثاراوا كما يقول من أجل اعادة انسانية الانسان ؟؟ وهل الملح وكيلو وصادق جلال العظم هم آلات بث فقط وليس فيها جهاز استقبال مثل الآذان والعيون ..

هل ماكتبته مرح البقاعي على موقع الجزيرة والذي تحدثت فيه عن معاناة المسيحيين تحت النظام الديكتاتوري وكيف أنه يستعملهم كضحايا ليشنع على الثوار الأحرار الا لمخلوق بقرنين .. فهي تقول هذا رغم أن أكبر مرجعيات دينية مسيحية في الشرق وفي سورية حتى في الفاتيكان تشير بصراحة الى استهداف المسيحيين بشكل متعمد من قبل الثورجيين لافراغ الشرق من مسيحييه .. مرح هذه مصابة بجنون البقر لاشك ان لم تكن بقرة حقيقية ترتدي الفساتين ..

رغم كل ماحدث الآن فأنا لاأضمر أي ضغينة لأولئك المسلحين الذين يعتقدون أنهم يقومون بعمل جليل وثوري ونبيل أو يقترفون الجرائم باسم الثورة أو لأنهم لصوص ومنحرفون أصلا ولبسوا عباءة الثورة لتغطي انحرافهم .. ولكنني لاأستطيع أن أغفر لأولئك المثقفين والنخب الذين فجعونا بأنهم يعيشون بنصف عقل ونصف ضمير ونصف وعي ونصف وطنية ونصف اسلام ونصف ثقافة ونصف فن ونصف انسان .. والنصف الآخر كان حيوانا غرائزيا لايفكر الا بشكل أناني

هذه المرحلة من الانهيار الاجتماعي الهائل والانهدام الأخلاقي الانساني في المنطقة العربية تمثل بظهور ثوار تماسيح يلبسون الحرير والريش .. وهذا ليس مجرد مصادفة تاريخية بل هو انعكاس حقيقي لحالة الاستلاب الثقافي الذي نعيشه وحالة الاتكالية والعالة على الفكر الانساني .. ونحن كشهود على هذه المرحلة من الثورات العربية نستطيع أن نقول بأنها كانت عملية مكاشفة ومصارحة مع الذات والثقافة والقلب والروح .. ومصارحة مع الجسد المريض والعقل المريض الذي استسلم لمرضه الذي فتك بقلبه وجسده ..

وماحدث في الثورات العربية شبيه بتلك الحالة المنتشرة في الحالة العربية التي تتماهى مع الآخر وتذوب فيه ..فمثلا ما من شك أنكم صادفتم ذلك النموذج من الشرقيين العرب الذين يعتقدون أنهم يتفرنجون بلبس برنيطة غربية طويلة أو فوقها ريشة .. ويتفننون في اختيار الثياب الغربية الخاصة التقليدية وقبعات الكونتيسات واللوردات .. يفعلون ذلك رغم أن عيونهم ليست زرقاء بل بنية وواسعة كعيون البقر وعظام وجوههم صحراوية .. وهؤلاء لهم لغة خاصة هجينة فبين كل كلمتين تتدلى كلمة أجنبية وتتأرجح وربما العكس حيث يرصعون حديثهم ببعض الكلمات الأجنبية .. وربما لايفهمون عليكم عندما تحدثونهم بلغتهم الأم .. أي أنهم يحاولون صهر وتذويب أنفسهم التي شكلتها البيئة والطبيعة والثقافة واعادة تشكيل الملامح واجتياز الحاجز البيولوجي والوراثي والعرقي والثقافي بالاستعانة ببعض البراقع والديكورات والأزياء والأقمشة والمطرزات والأصباغ ..وكأن الجينات والعظام يمكن اخفاؤها بقبعة وريشة .. ولكن كما تعلمون مامن قوة تقهر الحاجز العرقي والثقافي والبيولوجي الذي سيعبر عن نفسه بقوة الطبيعة .. ولاشيء يغير خصوصية المنشأ والنشأة .. والعرب مغرمون جدا بمحاولات حمقاء لكسر الحاجز البيولوجي والعرقي الى حد مثير للأسى .. فتجد عربيا في شوارع لندن يتبرنط بقبعة انكليزية ويتبختر بمعطف انكليزي بذيل طويل ولكن زوجته التي تتبعه تلف رأسها بالقماش والأغطية التقليدية الدينية المحتشمة (الحجاب والنقاب)..

ورغم مايثيره هؤلاء من كم هائل من الاحتقار والدعابة والضحكات المكتومة فانني لااتردد في توبيخهم علنا كلما صادفتهم في أي مجلس وفي احراجهم وتجاهلهم بشكل مقصود ومهين حتى أنني لاأعرض عليهم القهوة ولاالشاي ولاأرحب بهم في محاضري .. وأتثاءب كثيرا وهم يتحدثون وأطيل من النظر عبر النافذة أو الى برنيطاتهم الشاهقة واهتزاز الريشة كلما تحركت رؤوسهم .. لأنني أراهم نموذجا فاقعا لمن لاعلاقة له بالثقافة الغربية ولم يفهم ذرة من الثقافة الشرقية سوى أنه يحس بنقصها فيحتال على غبائه بمظاهرغربية كلاسيكية زاعما أنه قهر البيولوجيا ونهض من تحت الرسوبيات الثقافية والوحول الجوراسية واشرأب فوق الرمال لأن بعضهم يريد من اظهار انتمائه للآخر أنه لاينتمي الينا ويتفوق علينا باستعلاء غبي .. وهو يعتقد أن ارتفاع القبعة يرفع من ارتفاع الهامة وأنه سبقنا أشواطا نحو الرقي والحضارة ..

بل ان الرئيس الراحل صدام حسين الذي كان يفتخر بعروبته وعراقيته ويملأ العراق بتماثيله بالزي العسكري والعربي والكردي لم يتردد في أن يرتدي برنيطة أوروبية ويطل على شرفة قصره ليطلق النار كما يفعل الأعراب والبدو في أعراسهم .. ولعل الحالة في الخليج العربي وصلت حدودا مرضية وهستيرية ومبكية من شدة كوميديتها .. مثل الشيخ المكتوم المغرم بالانكليز ويحلم ان يكون له لقب دوق دبي بدل شيخ دبي .. فهو يصر أحيانا أن يرتدي برنيطة انكليزية "شاهقة" وربطة عنق (بيبيونة) .. بدوي أسمر بلحية سوداء يريد أن يتصرف مثل دوق ولينغتون .. ومثل أمير قطر المخلوع حمد الذي كان يسرح شعره الخشن مثل مقاتلي الساموراي الأبطال ويحاضر في حق الشعوب في تقرير المصير والحرية رغم أن ثقافته بدوية وبيئته صحراوية وهو اغتصب حكم بلده من ابيه فيما زوجته موزة كانت تصر على أن ترتدي ثيابا وكأنها دوقة يورك أو اميرة ويلز..

هذه الحالة كنا نعتقد أنها شكلية وغير شائعة لم تكن تظهر الا على القليلين الذين يحاولون كسر الحاجز النفسي الثقافي ببعض الأقمشة والأزياء والقبعات .. ولكن ماحدث في الربيع العربي هو أن جيلا من الناس ذوب عقله وضميره .. وصار يريد حرية مثل حرية فرنسا ولايريد ان يرى الحقيقة وهي أن من يطلب الحرية حقيقة غير معني بها ولايعرف لها معنى انسانيا ولاطريقة ممارسة .. وصار من يريد كرامة الانسان وحرية الرأي مثل سكان استوكهولم لايريد بعناد أن يرى حجم الاذلال والعنف الذي تمارسه الثورة بحق كل من لايشاطرها وجهة نظرها الى حد مثير للرعب .. وصار المتعاطف مع الثورة ويعيش في نيويورك مع عشيقة ويرقص على موسيقى الجاز ويتعاطى الماريهوانا ويشرب البراندي لايريد أن يرى ماذا تفعل الهيئات الشرعية بالحريات والنساء والأصابع واعدام الشباب وفصل الجنسين .. وصار من يتباهى بأطفاله وهم يعزفون على البيانو في فيينا أو باريس لايريد أن يسمع ويصر على ألا يرى كيف يتم تجنيد الأطفال بالمئات لخدمة الثورة عسكريا وتدمير طفولتهم ليتم اطلاق جيل لايقبل بالموسيقا الا على أنها عمل منحط لاأخلاقي ليس فيه من شرع الله شيء ..وأن السكين أو الكلاشينكوف أهم من الكمان ..

هؤلاء هم الذين تجاوزوا حالة الانحلال الثقافي .. ووصلوا الى حالة الانحلال الأخلاقي والمنطقي .. وهي حالة يصبح فيها الناس يلبسون الثور أو الجاموس قميصا من الحرير ويضعون قفازات في حوافر بغل .. ووشاحا من المخمل على عنق بعير ..

وأما آخر درجات المرض فهي كسر الحاجز البيولوجي والأنثوبولجي والجيني والتحول فعلا الى شكل بين الانسان والوحش .. بل وبلوغ درجة النضوج الى حالة الوحش الذي يرتدي قفازات طبية ونظارات ويرتدي ربطة عنق حريرية .. مثل التمساح ايمن عبد النور .. الذي وفق بعض العقائد المسيحية والديانات الهندية التي تؤمن بالتقمص فانه لابد قد انتقل وهو حي الى حالة الولادة وتقمص الحياة الثانية لأنه فعلا يخفي تحت ربطة العنق والصوت الناعم الحريري تمساحا ضخما ..وبمعنى علمي فانه كسر الحاجز البيولوجي والوراثي والتطوري بطفرة ثورية .. قلبته من انسان الى تمساح .. لايعرف الفرق بين ذبح الحمار وذبح الانسان ..ولايعنيه ذبح كل هؤلاء الضحايا من البشر ..مثله مثل كل الثوار .. ولكن .. ان الزواحف على أشكالها تقع ..



  عدد المشاهدات: 6023

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: