الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   أخبار اليوم  

سأكون حاضرا في جنيف 2 بقلم : يونس أحمد الناصر
January 19, 2014 06:54

سأكون حاضرا في جنيف 2  بقلم : يونس أحمد الناصر

 

كمواطن سوري , ذهبت إلى جنيف أم لم أذهب , سيّان , فمن يحضرون جنيف من جانب الحكومة السورية , يمثلونني أصدق تمثيل .
فأنا لي دور أقوم به للدفاع عن وطني , وعندما اتخذت قراري بالبقاء إلى جانب الدولة , وضد عصابات الإجرام و التخريب , كان لقراري ما يبرره , و كوني أصبحت من فريق الدولة , فأنا أثق بها و بقراراتها , ومن ذهب للتفاوض في جنيف من دولتي فهو يمثلني , و يحمل ما أريده من جنيف .
اتفقنا طيلة سنوات الحرب على سورية , بأن الوطن هو أولوية على كل ما سواه و الحفاظ على وحدة سورية الجغرافية و البشرية .
و اتفقنا بأن ما يؤذي الوطن , من شماله لجنوبه و من شرقه إلى غربه فهو يؤذيني .
و اتفقنا بأن وحدتنا البشرية , بكل مكوناتها ,عربا و أكراد و من مختلف الأديان و الطوائف , هم أخوتي و أبناء بلدي , لا أميز بين أحد منهم و لا يختلف أحدهم عن الآخر إلا بمقدار محبته و انتمائه إلى هذا البلد .
كما اتفقنا , بأننا يدا بيد سندافع عن تراب سورية ضد أي عدوان مدنيين و عسكريين , و تحت ظل علمنا بعينيه الخضراوين , و قيادتنا الحكيمة , و سندا حقيقيا لجيشنا الباسل حماة الديار.
و اتفقنا , بأن نحمي مكتسباتنا المادية والمعنوية التي حققناها على مدى السنين و الدفاع عن هذه المكتسبات ضد أي خطر يتهددها , و أن نسعى جميعنا لتطوير هذه المكتسبات و البناء عليها , لبناء ما نفخر بتقديمه لأجيالنا القادمة
و اتفقنا , بأن حياتنا الروحية هي حرية مصانة و محفوظة بحكم القانون لا مساس بها و لا اعتداء على حرية التعبد , طالما كان هذا التعبد لا يمس بأمن و سلامة المجتمع .
و اتفقنا أيضا , بأننا ضد التكفير و لكل مواطن الحق بالتعبير دون المساس و امتهان عقيدة الآخرين
اتفقنا , بأن الديمقراطية كأداة لتنظيم حياتنا السياسية , وانتخبنا ممثلينا لمراكز القرار , من رئيس البلدية ابتداءا و انتهاء برئاسة الجمهورية , و منحاهم تفويضنا لتنظيم حياتنا و مساعدة مواطنينا إلى حياة أفضل .
تكوّن لدينا وعبر منظماتنا وأحزابنا , وعيا سياسيا , أهّلنا للوقوف في وجه الحرب الظالمة التي شنتها قوى الاستعمار و أدواتها من الرجعية العربية و الأحزاب التي تتستر بالدين على سورية , و برّهنا على هذا الوعي بصمودنا الذي قارب ثلاثة أعوام.
بذلنا الغالي و النفيس , للحفاظ على كل ما ذكرت سابقا , دماء زكية عّطرت تراب الوطن , و نزيفا في ثرواتنا الوطنية دمّرها المستعمرون الجدد , و بتصميم عال , قررنا أن نعيد كل ما خسرناه , ونحن القادرون على ذلك بمحبتنا لهذا الوطن .
فشل العدوان على سورية , عبر فشل أهدافه التي وضعها من خطط و مّول و درّب المخربين , و انتصرنا .
و النصر لا يعني , بأننا لم نخسر , و لكنه يعني إفشال الهدف الرئيسي للعدوان و هو تفتيت سورية و تقسيمها على أسس عرقية و مذهبية .
انتصارنا , هو سبب محاولتهم في جنيف 1 و جنيف 2 الذي سيعقد قريبا معتقدين بأن ما لم يستطيعوا تحقيقه في الحرب , سيحققونه في المفاوضات و لكنهم واهمون .
و من يتابع تصريحات أطراف العدوان , يكتشف حجم غبائهم و معارضتهم لمنطق التاريخ , فالتاريخ يكتبه المنتصرون ونحن المنتصرون و ما فشلوا بتحقيقه في الحرب على سورية , لن يستطيعوا أخذه بالحيلة و الخداع .
والمتتبع لدقائق الحرب الظالمة على سورية , سيكتشف ببساطة بأن الدبلوماسية السورية , هي جيش رديف آخر للدفاع عن سورية و الحفاظ على انتصارها , و كما دوّخ السيد بشار الجعفري أطراف العدوان في الأمم المتحدة سيتكفل فريقنا المفاوض إلى جنيف 2 بتثبيت انتصار الشعب السوري .
نعم لقد قررنا الذهاب إلى جنيف , ولا سبب يدعونا إلى ذلك , سوى حقن دماء السوريين , الذين تقتلهم يد الإرهاب التكفيري الوهابي المدار من مكاتب الاستخبارات في تل أبيب وواشنطن و باريس و لندن .
و لن يكون في جنيف 2 , إلا ما نريده نحن السوريين , مع استعدادنا الدائم لبذل المزيد من الدماء الطاهرة , لتعزيز هذا النصر و سحق جماجم المرتزقة الوهابيين .
جنيف مسار سلكناه , لحرصنا على دماء السوريين , و حتى المغرّر بهم من أبناء الشعب السوري , والذين أدرك الكثير منهم حجم المؤامرة على سورية و حجم الخطأ الذي ارتكبوه بحق الوطن .
و لا أذيع سرا إن قلت , بأن الكثير من المغرّر بهم قد تراجع عن خطأه ووضع نفسه تحت تصرف الدولة , التي سوّت أوضاعهم والكثير منهم انضم إلى قوات الدفاع الوطني , جنبا إلى جنب مع أخوتهم في الدفاع الوطني و الجيش العربي السوري , كما في المعضمية و برزة و الكثير من مناطق القلمون , و البشرى بأن هذه العملية ستسري على الكثير من المناطق السورية الأخرى .
ولديّ معلومات , بأن الكثير من المغرّر بهم , و الذين عادوا إلى حضن الوطن , هم اليوم يأكلون و يشربون مع عناصر الدفاع الوطني و الجيش و يلعبون كرة القدم مع بعضهم , وهم نادمون على كل لحظة وقفوا فيها ضد الوطن و ضد أخوتهم في الوطن .
و من حقي كسوري , أن أرفع هامتي عاليا بنشوة النصر , ليس على أبناء بلدي السوريين , إنما النصر على الحرب الجهنمية الظالمة العالمية التي شنتها العشرات من دول الاستعمار على سوريتي .
نعم لقد انتصر جيشنا , كما انتصر شعبنا , و سوف تنتصر دبلوماسيتنا في جنيف , و سوف أنتصر أنا لأني حاضرا في جنيف .
و سورية هذه السنديانة, التي تجاوز عمرها عشرة آلاف عام , لن تستطيع اقتلاعها جرذان الصحراء .




  عدد المشاهدات: 6592

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: