الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   أخبار اليوم  

الإرهاب , في السياسة و ليس في الدين / بقلم : يونس أحمد الناصر
August 01, 2014 15:44

الإرهاب , في السياسة و ليس في الدين / بقلم : يونس أحمد الناصر

قالوا لنا بأن الشرائع السماوية جاءت لأن الله لما رأى الظلم و الشر يستشري أحب أن يهدي البشر و يدعوهم إلى محبة بعضهم التي هي الطريق لمحبة الله لهم.  
كما علمونا بأن الديانات سواء كانت سماوية أو وضعية هدفها تنظيم علاقة البشر ببعضهم و إحقاق الحقوق و كلها تدعو البشر إلى عدم الاعتداء على بعضهم و تجريم قتلهم النفيس , أي نفس , بغير الحق
كما تعلمنا بأن هذه الديانات كلها , تدعو إلى احترام حق الإنسان بالعيش و الحياة الكريمة و حرية الرأي و المعتقد ,  و إن البشر خلقوا ليتعارفوا و ليس ليقتل بعضهم بعضهم الآخر
إذا ما الذي جرى و يجري على مسرح العالم , كل العالم , من حروب و استعمار ؟؟
 السبب هو  الطمع بما لدى الآخر و حب الاستيلاء عليه بغير حق
فالحروب تاريخها  هو تاريخ وجود الإنسان على هذه الأرض و كم من أرواح زهقت و كم من أرزاق نهبت و كم من ظلم وقع لا علاقة للأديان بها و ما أمر بها نبي أو مرسل .
إذا هي رغبة البشر و جشعهم , فعندما يشعر أي تجمع بشري بقوته و سطوته يسعى إلى السيطرة و نهب و قتل المجتمعات الأخرى دون وازع ديني أو أخلاقي و يختلقون الأسباب و الأعذار لفعل ذلك.  
مرة بحجة أن هذه الشعوب جاهلة و يريدون تحضيرها " من الحضارة "
و مرة أخرى بحجة خطر مجموعات بشرية على مجموعات أخرى ,  فلابد من ضربة استباقية تحميهم من خطر تلك المجموعات .
و لغزو أي مجتمع و نهب خيراته يقوم خبراء الحروب بدراسة عميقة لثقافة هذا المجتمع و العمل عليها و استغلالها بما يمكنهم من السيطرة على ذلك المجتمع.  
هذا على وجه التعميم و كمثال أشكال الاستعمار القديم كغزو الأوربيين لأمريكا و إبادة شعوبها أو كاستعمار بريطانيا للهند و دول أخرى ,  حتى قيل عنها بأنها المملكة التي لا تغيب عنها الشمس لكثرة مستعمراتها التي استغلت شعوبها و ثرواتها أبشع استغلال .  
و دائما يتذرع المستعمر بأسباب جلّها خيرة ,  لفعل أبشع صنوف الظلم و الاضطهاد ,  كما في استعمار فلسطين و توطين اليهود فيها بحجة إنهم شعب مضطهد و مظلوم و تناسوا الظلم و الاضطهاد الذي عاناه الفلسطينيون أصحاب الأرض من إجرامهم .
أما على وجه التخصيص و هو الموضوع الرئيس الذي أود الحديث عنه و هو ما يجتاح العالم العربي تحت عنوان جميل و كله خير و هو " الربيع العربي و هو شكل من أشكال الاستعمار الجديد الذي لا يحتاج فيه المستعمرون لحشد الجيوش لاحتلال البلدان ,  و ما يخصنا نحن هو البلدان العربية و لكنهم صنعوا لكل شعب يريدون تدميره ربيعا خاصا به من إيران إلى أوكرانيا و قبلها تفكيك الاتحاد السوفييتي و محاولات تدمير روسيا الآن.
الربيع العربي , مقولة صنعتها مخابر وكالات الاستخبارات في الدول الاستعمارية و أعدت لها كل العدد و الأدوات ,  ليقتل العربي أخاه العربي كي يتسنى لهم سرقة بلداننا أكثر مما فعلوا سابقا ,  و كما قلت سابقا لقد درس هؤلاء المستعمرون ثقافتنا و عرفوا نقاط اختلافنا و عملوا على إذكاء نقاط الاختلاف سنوات طويلة ,  حتى تم تحضير أرضية العدوان بشكل جيد و أصبح كل شيء جاهزا,  فأطلقوا موجات الفوضى و التخريب في بلداننا و أطلقوا المرتزقة الذين تم تدريبهم بشكل جيد على إثارة الفتن و القتل بدون رحمة تحت عناوين رسخها في عقولهم هؤلاء المستعمرون وقدموا لهم كل وسائل القتل و التخريب ,  و قبضوا ثمنه من حكومات الدول العميلة لهم أضعافا مضاعفة .
و الهدف هو القتل ثم القتل و المزيد من القتل ,  لإنهاك الجيوش و الشعوب و قتل ما يمكنهم قتله , فنحن شعوب لا تستحق الحياة من وجهة نظرهم , فيكونوا  بذلك قد حققوا هدفين بآن معا , هدف قتلنا بأيدي أخوتنا دون الحاجة لتدخل جندي واحد من جنودهم فهم حريصون على حياتهم و الهدف الثاني هو نهب خيراتنا عبر بيعنا الأسلحة التي نقتل بها بعضنا والمقبوضة الثمن ,  و تشغيل معامل السلاح و معالجة البطالة التي تعاني منها مجتمعاتهم ,  و دعم النمو في تلك المجتمعات على رماد بلداننا , و بالنتيجة وبعد تخريب بلداننا  , تأمين فرص لشركاتهم لإعادة الإعمار و بشروطهم الاحتكارية و الاستيلاء على ثرواتنا التي تكتنزها أرضنا أو فوق هذه الأرض ,  ووسيلتهم لفعل كل ذلك هو تكفير بعضنا بعضا و لا أستغرب بأنهم هم من زرع هذا الفكر ليحصدوا ثماره اليوم .
أين هو الدين في كل ذلك؟؟
 لا أعرف و لا يمكن لأحد أن يعرف ,  والكل يقول بأن الله لم يأمرنا بذلك و لكننا نمضي في ذلك كالروبوتات المسيرة و غير المخيرة ,  و سيستمرون  بفعل  ذلك -  إلّا أن تحدث المعجزة -  و نعي ماذا نفعل و ماذا يريدون ,  عندها فقط نستطيع وقف هذه المسرحية الدامية و الحفاظ على ما تبقى  أرواحنا و ثرواتنا من الضياع و نترك شيئا لأجيالنا القادمة تساعدهم على استمرار الحياة في هذه الأرض
لا أبالغ إن قلت بأن سورية وحدها فقط - نعم وحدها فقط - من عرف و فنّد و تصدّى ,  رغم ما ألم بها من جراح و الجيش العربي السوري وحده من أوقف مشروعهم الظلامي ,  ليتصدى بذلك لأبشع عدوان استعماري عرفه التاريخ القديم و الحديث , ووحده القائد بشار الأسد قائد هذا الجيش الذي قرأ المشهد قراءة صحيحة و يعمل مع جيشه لوقف طيور الظلام من العبث بحياتنا و مقدراتنا ....وكلنا أمل بأن النصر قريب                    



  عدد المشاهدات: 6170

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: