الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   أخبار اليوم  

حزب البعث العربي الاشتراكي... يزداد شبابا بقلم : يونس أحمد الناصر
September 22, 2014 00:40

حزب البعث العربي الاشتراكي... يزداد شبابا بقلم : يونس أحمد الناصر


تمتاز الحياة السياسية الراقية بحركة مطلبية ناشطة تسعى لتحقيق مطالب المواطنين الذين يمثلون مختلف شرائح المجتمع و هو أيضا مبرر وجود هذه الحياة و أعني بأن الحركة المطلبية هي التي تشكل الأساس في وجود الحياة السياسية و منها انبثقت الأحزاب و الجمعيات التي يسعى المنتظمون بها لتحقيق أهداف الشرائح التي انتخبتهم ممثلين لهذه الحركة
و مما سبق نرى بأن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي عاصر الاستقلال و حمل أهداف الجماهير عناوين عريضة يسعى لتحقيقها فشل حينا و نجح أحيانا كثيرة
هذا الحزب الذي انطلق من صفوف الجماهير الكادحة من العمال و الفلاحين و صغار الكسبة استطاع خلال سنواته العشرين الأولى و بالزخم الشعبي من الوصول إلى السلطة في سورية عبر ثورة يعرفها كل السوريين هي ثورة الثامن من آذار و انطلق لتحقيق برنامجه الإصلاحي فرفع عن الفلاحين عسف الإقطاع و عن العمال استغلال أرباب العمل و أصبح المواطن السوري سيدا في أرضه و معمله عبر سياسة التأميم و الإصلاح الزراعي و التي مهما حاول أعداء الحزب الإساءة لها تبقى مكسبا هاما حققه الحزب و منح العاملين في هذه القطاعات الاستقرار و الأمان  و هكذا ثورة لا بد لها من قوة تحمي المكتسبات كما تحمي الحدود و تحافظ على الاستقلال  فكان الإعداد الجيد للجيش العربي السوري و تربيته تربية عقائدية تحمي الوطن و المواطن و بعد الحركة التصحيحية الذي صحح مسار الحزب ووصول الرفيق الأمين القطري حافظ الأسد لقيادة الدولة تابع الحزب عطاءاته للمواطن السوري و يمكننا أن نسوق في هذا المجال الكثير من الأمثلة من مجانية التعليم و الصحة إلى بناء مؤسسات الدولة و غيرها الكثير و اذا كنا نقول هذا ما أعطاه الحزب فإننا لا ننكر بأن القيادات التي تربعت على مقاعد الحزب قد تسلل إليها الركود و الملل و الفساد و ابتعدت قيادة الحزب عن القواعد مما يقتضي حركة تصحيحية جديدة تنفض عن قيادة الحزب غبار السنين و تمنحه الحيوية اللازمة للاستمرار وفيا للمبادئ التي أنشىء من أجلها  و هو ما قام به الأمين القطري السيد الرئيس بشار الأسد في المؤتمرات القطرية الأخيرة و الذي تباطأ مؤخرا بظروف العدوان على سورية و شهد هذا الحزب خلال ظروف العدوان أيضا تغييرات في قياداته و سياساته تمكنه من الصمود في وجه العدوان الذي يستهدفه كتنظيم كما استهداف كل قطاعات المجتمع و لم يعد خافيا محاولة أطراف العدوان على سورية تحميل هذا الحزب العريق مسؤولية ما حدث و الإساءة لجمهوره و محبيه الذين يشكلون الغالبية العظمى من الشعب السوري مع احترامنا لباقي الأحزاب و المنظمات الأخرى .
و استنادا لقوته و جماهيريته وافق حزب البعث العربي الاشتراكي على تعديل الدستور و تعديل المادة الثامنة منه كما وافق على قانون الأحزاب لثقته بجماهيريته وولاء الناخب السوري له
تشكلت أحزاب فتية لم يتجاوز منتسبيها بأفضل الحالات بضعة آلاف شجعتهم ظروف العدوان على الطموح إلى السلطة و انتهاز الظروف لتحقيق مطالب فردية أدركها الحزب القوي حزب البعث العربي الاشتراكي و في الوقت الذي شجع فيه قيام هذه الأحزاب أوصل لهم رسالة مفادها صناديق الاقتراع هي الحكم وفقا للعبة الديمقراطية التي نمارسها و نقبل نتيجتها لنا أو علينا
و خاض الحزب الانتخابات الرئاسية التعددية الأخيرة و التي أظهرت ولاء الناخب السوري لحزب البعث العربي الاشتراكي و للأمين العام لهذا الحزب السيد الرئيس بشار الأسد الأمر الذي يمكن حزب البعث العربي الاشتراكي من قيادة سورية لسبعة سنوات قادمة و يحمل مطالب الجماهير أمانة في عنق هذا الحزب الراسخ في تراب سورية
التعديلات الأخيرة و التي ألغت المادة الثامنة توجب على قيادة هذا الحزب التصرف بطريقة جديدة كحزب من مجموعة أحزاب على الساحة السورية و يسعى مع السلطة التنفيذية لتحقيق أهدافه عبر برامج عمل قوية تحمل هموم الجماهير و توطد الثقة بينه و بين محازبيه و بين عموم الشعب السوري كما يجب على هذا الحزب المحافظة على كوادره و التركيز على النوع من منتسبيه بدلا عن الكم و أخذ المنافسة مع الأحزاب الأخرى بعين الاعتبار و الواجبات على قيادة الحزب اليوم كثيرة كما اعتقد منها إعادة النظر بالكثير من السياسات التي انتهجتها قيادة الحزب سابقا كسياسة اقتصاد السوق الاجتماعي و توفيقها مع التوجه الاشتراكي للحزب و كذلك الأهداف الأخرى بما لا يتعارض مع الخط العام للحزب و منها العروبة و الوحدة و الحرية و الاشتراكية و تظافر هذه الأهداف و النظر بإمكانية تحقيقها مرحليا عبر برامج زمنية تثبت بأن الحزب قادر على تحقيقها و ليست عناوين عريضة فارغة المضمون
و في هذا الإطار يجب إعادة النظر بالتنظيم القومي للحزب و تفعيله عبر الدعوة إلى مؤتمر قومي ينتخب أمينا قوميا عاما للحزب و يقرأ التحولات الأخيرة التي أفرزتها أحداث ما يسمى الربيع العربي  و التأكيد على ثوابت الأمن القومي العربي و ما يرتبط بذلك من مفاهيم الأمن الغذائي و المياه و الطاقة و الدفاع و غيرها مما لا يسعنا ذكره في مقال موجز
و أخيرا أقول بأن حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب لا زال فتيا رغم بلوغه السابعة و الخمسين  و لا زال قادرا على العطاء و الاستمرار في خدمة المواطن السوري و العربي في مواجهة المؤامرات المستمرة على سورية و العرب و الخلود لرسالتنا .
 



  عدد المشاهدات: 6593

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: