الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   أخبار اليوم  

سورية مستمرة بمواجهة الهجوم التركي – "الإسرائيلي" – الأميركي - الخليجي
October 16, 2014 12:01

سورية مستمرة بمواجهة الهجوم التركي – "الإسرائيلي" – الأميركي - الخليجي

في ظل احتدام المعارك في شمال سورية، خصوصاً بشأن معركة عين العرب المشهورة كردياً بـ"كوباني"، كان ثمة حركة ناشطة للإرهابيين في جنوب بلاد الأمويين.
في الشمال، ثمة تواطؤ تركي فاضح مع "داعش"، وغارات جوية أميركية مع حلفائها لا تستهدف بتاتاً قواعد "داعش"، لا في سورية ولا في العراق.
في الجنوب، حركة ظاهرة للعيان لـ"جبهة النصرة"، وتنسيق كامل وتام مع العدو "الإسرائيلي"، وهناك من زوّدها بأسلحة نوعية وبأموال طائلة لتعزيز دورها على الأرض، الذي وصل بأشكال مختلفة إلى الغرب، وتحديداً إلى الحدود اللبنانية؛ في جرود عرسال والقلمون.. وكل ذلك بغرض تعزيز وجودها ودورها على الأرض للتوازن مع "داعش"..
الأميركيون رغم غاراتهم على مواقع لـ"داعش" في سورية والعراق يؤكدون أن لا نية لديهم لاجتثاث هذا التنظيم الإرهابي، وهم بالتالي يعملون لتكريس خطوط حمر.
أما الأتراك، فيوماً بعد يوم، لا بل ساعة بعد ساعة، تتضح حقيقة أطماعهم وأحلامهم "الدونكيشوتية"، لا بل أكثر تضح أكاذيب "الوالي" الكبير رجب طيب أردوغان، أنه من تلك الفصيلة الطورانية والتلمودية.
ثمة حقيقة على وقع التطورات في سورية والعراق يكشف عنها دبلوماسي عربي في بيروت؛ أنه يتم بدقة متناهية التنسيق بين الاستخبارات الأميركية والتركية و"الإسرائيلية"، وماذا عن الاستخبارات العربية، والدبلوماسية العربية، خصوصاً استخبارات ودبلوماسية بائعي الكاز؟
يجيب هذا الدبلوماسي بمرارة، وسخرية أيضاً، بأن العرب لا يفكرون إلا قبلياً، فكيف إذا كان شيخ القبيلة معتلاً؟ وكيف إذا كان شيخ آخر صبياً؟ وهلمّ جرا.. أما الأتراك، فهم يفكرون الآن إمبراطورياً، لذا أصابهم جنون العظمة، خصوصاً صدر أعظمهم الجديد رجب طيب أردوغان، وهو قد وزّع في السابق أكاذيبه ووعوده في كل الاتجاهات التركية والكردية، فهو كذّب على مسعود البرزاني، واستدرج عبدالله أوجلان قبيل الانتخابات الرئاسية، حتى إذا ما أصبح "الصدر الأعظم" بفضل ملايين الأصوات الكردية، أدار الظهر وتخلى عن كل وعوده المخملية، ودفع لكل الأعمال البربرية، سواء في العراق أو في سورية.
وهنا ننقل عن أستاذ جامعي تركي أنه لو جرى استطلاع حول رأي الأكراد في الانتخابات الرئاسية التركية لأعربوا كلهم عن ندمهم وأسفهم لانتخاب رجب طيب أردوغان، علماً أن هناك أكثر من 20 مليون كردي صبّ معظم ناخبيهم لأردوغان.
وبرأي الدبلوماسي العربي، فإن "داعش" هي انكشارية أردوغان اليوم، تُستخدم في سورية وفي العراق.. وحتى في لبنان، بينما "جبهة النصرة" هي ذراع قطرية لها حصة وازنة فيها تركيا.
أما السعودية فهي غير قادرة بقياداتها المهترئة التخلي عن عنادها، فهي تريد هدوءاً مع إيران ولا تريد، لكنها في كل الحالات لم تعد تحتمل انتصارات الجيش العربي السوري، واهتزاز دورها في اليمن، لهذا هجمت إلى الامام وطلبت من الأميركيين تعزيز وجودهم أو احتلالهم في حفر الباطن، ولهذا قررت تدريب ما يطلق عليه "المعارض السورية المسلحة المعتدلة"، وكأنها - وهي كذلك - لم تفهم الدرس جيداً من الضربات التي وجّهها الجيش السوري لجماعة ما يسمى "جيش الإسلام" بقيادة ربيبهم زهران علوش، وغيرها من الجماعات المموَّلة سعودياً.
حلف أعداء سورية، من واشنطن مروراً بأوروبا وبائعي الكاز العربي، حاولوا توسيع هجومهم واستهداف حلفاء دمشق، لكن الروسي ظهرت عصاه الغليظة في أوكرانيا، وكان قبل سنوات قد أفهم اليانكي بهذه العصا التي أدّبت جورجيا، وهو ما جعل الأميركي عبر ربيبه التركي يتباطأ في الاتجاه نحو القوقاز وآسيا الوسطى.
الصين أبلغت الرسالة القوية عبر هونغ كونغ بأنه لا عودة إلى زمن استعمار هذه المنطقة بتاتاً، وطهران بدورها أبلغت أنقرة بواسطة عبد اللهيان رسالة ذات لهجة عالية جداً.
بأي حال، المعركة مستمرة، ولن تنتهي في مدى قريب، وتركيا ستكون قريباً في دائرة الضوء، فستنتقل الأزمات إليها حتماً، كما يؤكد هذا الدبلوماسي، لأن حقيقة الأطماع للرجل – البهلوان ستؤدي به إلى نهايته، فهل لاحظتم آخر بهلوانياته بقصف طائراته مواقع لمقاتلي حزب العمال الكردستاني في قرية دغليجا جنوب شرقي تركيا، وهي ذات الغالية التركية، ومنعه عودة الأكراد إلى كوباني لمساعدة إخوانهم؟!
وأخيراً، يكشف هذا الدبلوماسي حقيقة كل هذه الهجمة، فيؤكد أن الهجوم الضاري على المشرق العربي، الذي تبقى دمشق وبغداد قلبه، والذي تشكل الأحلام الإمبراطورية التركية رأسه البارز، يحظى بتغطية كاملة من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، لأنه يحقق حلم تيودور هرتزل بإزالة سورية، وتفكيك العراق، أما لبنان فهو يخضع لمقولة الثعلب الصهيوني هنري كيسنجر: "مجرد فائض جغرافي"، وهو أمر مع الأسف الشديد لم تفهمه قوى 14 آذار، التي لن تخرج من العباءة السعودية لأنها في النتيجة مملوءة بالريالات والعملة الخضراء، وهذا هو مشروعهم.. ومستقبلهم أيضاً.
الثبات - أحمد زين الدين



  عدد المشاهدات: 8903

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: