الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   أخبار اليوم  

أيتام حافظ الأسد ... و الثورة المضادة / بقلم : يونس أحمد الناصر
December 19, 2014 03:41

أيتام حافظ الأسد ... و الثورة المضادة / بقلم : يونس أحمد الناصر

 

اليتيم هو من فقد أباه و نحن أبناء حافظ الأسد فقدنا أبانا , لنا أخ كبير أسمه بشّار نهض بعبء العائلة بشرف ,  فلم يتخل عن أخوته , و كان ِنعمَ العضد و ِنعمَ السند.
و هذه العائلة ككل العائلات التي تدخل خانة اليتم , تصبح موضوعاً لشهوات الطامعين , ولا سيما عندما يكون الميراث بحجم الميراث الذي تركه والدنا المرحوم  حافظ الأسد.
فحافظ الأسد ,  لم يرتّب على أولاده الديون ليسددها أولاده من بعده و رحل بريء الذمة.  
و حافظ الأسد , لم يرتكب عاراً يحمله أولاده من بعده , بل ورَّثهم العزة و الكرامة.
و حافظ الأسد , لم يورِّث أبنائه ثروة مادية يتقاتل عليها الأبناء , إنما ورثَّهم علماً يباهون به العالم و أخلاقاً و قيماً نبيلة يحسدهم عليها الآخرون
و حافظ الأسد , أورث أبنائه الرجولة و الشرف و زرع فيهم قيم حب الوطن و التفاني في خدمته و لم يورثهم عاراً ينوؤون بحمله , و لم يوقّع كما فعل غيره اتفاقيات عارٍ مع العدو و لم يتنازل عن حقوق أبنائه , بل طالبهم بالاستمرار في المطالبة بهذه الحقوق
حافظ الأسد , علم أولاده الِجد و المثابرة و حب العمل , فوصلت سورية إلى الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية لأن الأمن الغذائي برأيه هو جزء من أمن المواطن السوري , كي لا يساومنا أحد على لقمة عيشنا
حافظ الأسد , بنى جيشاً عقائدياً يسترخص الشهادة في سبيل الحفاظ على الوطن
حافظ الأسد , كرّم اليد المنتجة و رفع من شأنها و اعتبرها اليد العليا في دولة البعث , هذا البعث الذي انطلق من صفوف الجماهير الكادحة معبِّراً حقيقياً عن مطالبها و حقوقها والذي أصبح هدفا اليوم من قبل الطامعين و أعداء الوطن
حافظ الأسد , بنى المؤسسات و الشركات و الجامعات و السدود و استصلح الأراضي و ملأ صوامعنا بالحبوب للسنوات العجاف
حافظ الأسد , بنى الإنسان صحياً و أخلاقياً و ثقافياً و حصَّن عرينه بهم
و عندما رحل حافظ الأسد , انقض المتربصون على الوطن معتقدين واهمين بأنهم قادرون على نهب ميراث الأسد و الفتك بالدولة التي بناها حافظ الأسد
و لكنهم خسئوا و خاب ظنهم
فأيتام الأسد هم خيرُ خلفٍ لخيرِ سلف , وقفوا وقفة الرجال المدافعين عن العزة و الكرامة التي أورثها لنا حافظ الأسد  و مدافعين عن استقلالنا و حياتنا الكريمة التي وفَّرها لنا حافظ الأسد , و عن جامعاتنا و مدارسنا و مستقبل أجيالنا القادمة
إذاً لا عجبْ ,  في صمود سورية طوال سنوات العدوان على سورية , هذا العدوان الذي تداخل فيه المحلي مع الدولي , فالطامعون في سورية هم كثرٌ و أدواتهم كثيرة .
وكما أعتقد لم يبدأ العدوان على سورية بالحرب العسكرية التي لا زلنا نعيشها منذ سنوات ,  بل قبل ذلك بكثير و تحديدًا في أيام أبانا  الأخيرة , وبعد رحيل جثمانه الطاهر عن هذه الدنيا
ففي الفترة الأولى تصاعدت نغمة تشجيع الاستثمار الخاص و الاستثمارات الأجنبية على أنقاض ما اعتبروه ( دولة البعث التي تحتضر)
 و بعد رحيله بدأت رؤوس الأفاعي تظهر , عبر ما دعوه حينها منتديات المجتمع المدني و ربيع دمشق و غيرها من التجمعات المعادية لدولة البعث و توجهها الاشتراكي , و بدأت تتواصل مع صانعيها الاستعماريين لتوحيد الجهود للانقضاض على ميراث الأسد
و أعلنوها حربا خفية-  و هنا أكتب رأيي الشخصي - عندما تسلق ممثل هذا التيار ودخل حكومة العطري و استلم ملف الاقتصاد و أعني النائب الاقتصادي عبدالله الدردري الذي يمثل المؤسسات الرأسمالية خير تمثيل و بدأ بحرف مسار اقتصادنا البعثي الاشتراكي باتجاه ما دعاه حينها ( اقتصاد السوق الاجتماعي )
و تجرَّع المجتمع سموم هذا التوجه و بدأ السم يسري في الجسد السوري.
سنوات عجاف , عشنا خلالها ببركة ميراث الأسد , فلا الخبز تأثر بهذه التوجهات و لا مشتقات الطاقة ولا التعليم و الصحة و لكن بدأ حينها استهداف القطاع العام باعتباره العمود الفقري لدولة البعث و اتجهت الحكومة بإشارة النائب الاقتصادي إلى طرح المؤسسات العامة للاستثمار الخاص تمهيداً لخصخصتها بحجج واهية , منها بأنها خاسرة و هي في واقع الأمر مخسَّرة من خلال إدارات فاسدة و عدم تجديد أدوات الإنتاج و فشل في التسويق و غيرها من المشكلات التي وقعنا فيها وقوع السمكة بشباك الصيّاد
منظومة الفساد تلك كانت المقدمة لاستهداف سورية عسكرياً من أعدائها الخارجيين الذين خططوا بخبث و دهاء لاقتناص اللحظة المناسبة للانقضاض على سورية و تدميرها عبر تعاضد العدوان الخارجي مع أذرع الفساد الداخلي و تسويق ما يحدث على أنه ثورة للإصلاح و التغيير و ترويج عناوين برَّاقة كالحرية والديمقراطية و الكرامة .
و لكن أيتام حافظ الأسد بتربيتهم الصحيحة و أخلاقهم القويمة و هممهم العظيمة
استطاعوا هدم قصور أحلام المعتدين و إفشال خططهم اللئيمة.
 و الجيش العربي السوري العقائدي استطاع أن  يذهل العدو قبل الصديق بشجاعة جنوده و حكمة قيادته و مرونة حركته و قدرته الفائقة في تحقيق النصر
الرحمة لأرواح شهدائنا الأبرار و الصحة و العافية لجرحانا و النصر الأكيد لأيتام حافظ الأسد أبناء سورية العروبة  و كما يقول المثل " جراح الجندي المنتصر تشفى بسرعة "
سننتصر على جراحنا كما انتصرنا على أعدائنا .......... و إلى سورية متجددة
و السلام                
 

 



  عدد المشاهدات: 7980

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: