الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   أخبار اليوم  

تقدُّم للإرهابيين... أم تكتيك للجيش العربي السوري / بقلم : يونس أحمد الناصر
May 29, 2015 21:49

تقدُّم للإرهابيين... أم تكتيك للجيش العربي السوري / بقلم : يونس أحمد الناصر

كي لا يعتقد البعض بأننا نبرر لهزيمة افتراضية اعتقدها الكثيرين و رأوا فيها ضعفا للجيش العربي السوري و تراجعا أم المد الارهابي الذي اجتاح إدلب و تدمر في الأيام الماضية وجدنا بأن من المناسب لفت النظر إلى الحقائق التالية التي ربما تكون غائبة عن هؤلاء :
1- قبل التطرق إلى من يدير هذا العدوان على سورية من الأطراف الخارجية فإن أدواتهم على الأرض من المرتزقة الوهابيين الذين يعتنقون عقيدة الجهاد طلبا للمتعة الخالدة بأحضان الحوريات وفقا لعقيدتهم الوهابية المنحرفة تجب الاشارة إلى أن قطعان الضباع الوهابية تقاتل بأسلوب حرب العصابات – أي الكر و الفر – و تهاجم أهدافها بعقيدتهم الانتحارية مفخخين أجسادهم و آلياتهم بالمواد شديدة الانفجار طلبا لموت سريع ينقلهم " لتناول الطعام مع الرسول الكريم " و الولوج بعدها إلى المتعة الجنسية الخالدة مع الحوريات " و هن نساء فائقات الجمال , أبكارا على الدوام كلما تم افتضاض بكارتها تعود عذراء مرة أخرى ( و هنا يبرز شغف هؤلاء المجاهدين لرؤية الدم مرارا و تكرارا ) يضاف لها أساطير المتعة و التي تمتد فيها القبلة أو الممارسة أعواما و غيرها من الخزعبلات التي تمتلئ بها أدمغتهم .
2- هؤلاء المرتزقة المجاهدين بأسلوب حرب العصابات استطاعوا تاريخيا اجبار الاتحاد السوفييتي السابق من افغانستان كما استطاعوا افشال أمريكا بالسيطرة على افغانستان و اجبارها بعد عشر سنوات من الانسحاب من افغانستان و بشكل مشابه ( و اعني عقيدة الجهاد ) هزيمة أمريكا في العراق , كما أثبت اسلوب حرب العصابات فعاليته تاريخيا في حرب فيتنام و هزيمة أمريكا رغم جبروت قوتها أمام فقر فيتنام و كذلك المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان التي دحرت الكيان الصهيوني المدعوم من قبل كل الغرب الاستعماري كما استطاعت سورية أيضا دحر الغزاة الفرنسيين في النصف الأول من القرن الماضي و تحقيق الاستقلال و على نفس المنوال في ليبيا و الجزائر
و ما أريد قوله بأن هذا الأسلوب يستطيع ارهاق الجيوش النظامية إذا لم تمتلك المرونة الكافية لمواجهة هذا النوع من الحروب و هو ما أجاده الجيش العربي السوري لأول مرة في التاريخ و استطاع اصطياد قطعانهم و الانتصار عليهم عبر سنوات العدوان على سورية
3- ما يميز العدوان على سورية هو الدعم التكنولوجي الهائل من أطراف العدوان لتلك المجاميع الارهابية بأحدث ما أنتجته المصانع الأمريكية و الأوربية من سلاح فلأول مرة تخرج قناصات الناتو خارج جيوش الاتحاد الأوربي إلى هذه العصابات و غيرها من الصواريخ الأمريكية و حتى الاسرائيلية بمسمياتها العديدة ( لاو و تاو و ستينغر ..... الخ ) يضاف لها غرف عمليات تدير هذه الحرب القذرة على سورية في الاردن و تركيا و لبنان و الكيان الصهيوني الذي تدخل هو و تركيا بشكل مباشر أحيانا لمؤازرة تلك العصابات ناهيك عن امدادهم بأجهزة الاتصالات الحديثة و صور الاقمار الصناعية و الخبراء و غيرها من وسائل الدعم التي تجعل منهم شركاء في الحرب على سورية
4- ما سبق هو لتوضيح حجم العدوان على سورية و تصحيح فكرة بأن سورية تواجه مجاميع ارهابية متخلفة و بدائية بل العكس هو الصحيح فالجيش العربي السوري يواجه حربا عالمية تقوده و تشارك به أقوى أطراف الاستعمار القديم و الحديث و مجرد صمود الجيش العربي السوري كل هذه السنوات هو بحد ذاته انتصارا باهرا يسجل للجيش العربي السوري الذي يدافع بشراسة الأبطال كل هذا العدوان الكبير
و كما قلت ما سبق ليس تبريرا لهزيمة افتراضية اعتقدها الكثيرين للجيش العربي السوري في الفترة الأخيرة إنما هو تكتيك امتصاص الصدمة و الانقضاض مجددا على تلك القطعان الارهابية الوافدة من كل دول العالم الاسلامي و الغربي الذين زجوا بهم وقودا لمحرقة كبيرة أحرقهم بها الجيش العربي السوري و لا زال يحرق المزيد و المزيد منهم

جيش الفتح العثماني و غزوة إدلب

في محاولة ربما تكون الأخيرة بعد الفشل الذريع خلال سنوات العدوان قررت أطراف العدوان على سورية توحيد قطعان الارهابيين بمختلف مسمياتهم في جيش كبير دعوه " جيش الفتح " في إشارة إلى السلطان العثماني محمد الفاتح و ربما فصيلها الأكبر هو جبهة النصرة الذي يتشكل بغالبيته من " المهاجرين " أي المقاتلين الغرباء الذين وفدوا إلى سورية بفتاوى الجهاد من افغانستان و الشيشان و غيرها من البلدان المصدرة للإرهاب بتمويل وهابي صريح واضبت عليه ممالك الخليج طوال عمر العدوان و التي تقول التقارير بأنها فاقت 700 مليار دولار قبل تشكيل جيش الفتح و عمليات التدريب الأخيرة في تركيا و الأردن و ربما تصل تريليون دولار بعدها
أمام هذا المد الهائل للإرهابيين بالعدد و العتاد و حرصا على حياة أفراد الجيش العربي السوري ( بعديده و عتاده المحدود ) كان لا بد من استراتيجية جديدة تقوم على الكر و الفر و استهداف قطعان الارهابيين عن بعد و تدمير مقراتهم و آلياتهم عبر حرب استنزاف من المخطط أن ينهاروا بعدها و هذا ما ظهر جليا في استهداف تجمعات و مقار الارهابيين في مطار الطبقة و تدمر و مئات القتلى من ارهابيي جيش الفتح في ادلب و جسر الشغور و اريحا بعد انسحاب الجيش من تلك الأماكن إلى خطوط دفاعية أقوى و أكثر تحصينا
و للذين يتحدثون عن خروج مدن عن السيطرة السورية أن يبرروا عمليات الجيش العربي السوري في كل تلك المدن بما فيها الرقة التي يتم استهداف الارهابيين فيها بشكل يومي و تصفيتهم ببطىء و مواظبة أرهقتهم كما أرهقت الدول الداعمة لهم و نحن نقول بأن لا مكان على الارض السورية خارج عن سيطرة الجيش العربي السوري و ذراع هذا الجيش الطويلة تسحق فلولهم في أي مكان يتواجدون به

الفرق بين استراتيجية الجيش العربي السوري و استراتيجية الذين يقودون تلك القطعان المخدرين بالدين و الجنس هو بأن الجيش العربي السوري و منذ بداية العدوان على سورية أظهر الحرص قدر المستطاع على أرواح المدنيين و البنية التحتية لأن هذه بلدنا أم هؤلاء الغرباء فلا تعنيهم الأرواح و لا البنية التحتية فتراهم يعيثون خرابا بالمدارس و المشافي و البنية التحتية و لذلك يرى المراقبون بأن الجيش العربي السوري القوي و القادر لم يستعمل أسلحة بقدرات تدميرية كبيرة بل اتبع سياسة " النزع شعرة شعرة " للتخلص من هؤلاء الارهابيين و طول النفس الذي أظهره هذا الجيش يجعل كل المراقبين كما يجعل المواطن السوري على ثقة بانتصار هذا الجيش على الارهابيين و الدول الداعمة لهم بالصبر و الحكمة و الأناة و هو الأمر الذي سيقطع أنفاسهم و يجعلهم يندحرون خائبين دون تحقيق أي هدف من أهداف العدوان
 



  عدد المشاهدات: 13053

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: