الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   أخبار اليوم  

في رحاب الحركة التصحيحية المجيدة/ بقلم : يونس أحمد الناصر
November 15, 2015 17:51

في رحاب الحركة التصحيحية المجيدة/ بقلم : يونس أحمد الناصر

إذا كان لكل أبناء أمة تاريخاً هاماً يقفون عنده باحترام, لأنه علامة فارقة بتاريخ هذه الأمة, فالتاريخ السوري الحديث يتوقف عند السادس عشر من تشرين الثاني 1970 الذي شكل تحولاً حقيقياً, ليس ما بعده كما قبله, من استقرار و نهضة حضارية في كل المجالات الاقتصادية و السياسية و الصحة و التعليم و الدفاع .
ثلاثون عاماً عاشتها سورية في عهد الأمين على مصالح الأمة القائد الخالد حافظ الأسد , شهدت سورية خلالها نهضة شاملة دعت كل المحللين و المراقبين لاعتبارها مرحلة التأسيس للجمهورية العربية السورية الحديثة , التي ثبَّتت الاستقلال و الاستقرار و مضت في بناء دولة المؤسسات التي لا زلنا نعيش في ظلالها الوارفة إلى اليوم .
و بعد أن مضى القائد المؤسس إلى جوار ربه كريماً تسلَّم الراية قائدنا الشاب الدكتور بشار الأسد الذي طالبت به الجماهير المكلومة في مسيرات الحزن لوداع القائد المؤسس حافظ الأسد, إيماناً من هذه الجماهير بأنه الأمين على الإرث الكبير للقائد الخالد, وهكذا كان , فمضينا ( سوا ) للبناء على ما تركه لنا القائد الخالد و تطويره .
احتفالنا بهذه الذكرى العظيمة في تاريخنا الحديث تنطوي على جانبين , إحداهما احتفالي ، والآخر فكري يتضمن المراجعة والتبصر في التجربة عبر إعادة اكتشاف أسسها وقواعدها الفكرية والمنهجية, وتبرز المستجدات العصيبة اليوم أهمية الجانب الفكري - المحور الأساس- في فلسفة التصحيح , ما يعطي توجه سورية السياسي والاجتماعي والاقتصادي الراهن مسوغاً تاريخياً ، ويجعله أكثر تجذُّراً في أرضية تجربة عمرها خمسة و أربعون عاماً.
والأساس الفكري الذي بني عليه نهج التصحيح يتضمن التعامل المبدع مع القضايا التي يطرحها التطور في جميع مجالات الحياة استناداً إلى تراكم التجربة التي خاضها حزب البعث العربي الاشتراكي، وإلى الوعي التغييري الذي أرساه القائد الخالد حافظ الأسد، وإلى ما يواصله القائد بشار الأسد من تطوير وتحديث.
واستناداً إلى هذه القاعدة القوية عمل حزب البعث العربي الاشتراكي على التصدي لجملة من المهام والمسؤوليات استهدفت دفع مسيرة البناء والتقدم والتطوير في سورية العربية لتواكب معطيات الواقع واستنباط الحلول المنطقية الناجعة.
وفتحت الحركة التصحيحية الآفاق لبناء سورية المعاصرة ، المستقلة استقلالاً حقيقياً, كما فتحت الآفاق لمناخ قومي مقاوم، يستند إلى إيمان عميق بثقافة الأمة وشخصيتها واستحالة استسلامها أو غيابها عن ساحة التاريخ.
وربما كان النجاح في بناء هذا المناخ المقاوم، وفي تعزيز الحس القومي بحرية العرب، أحد أهم الأسباب خلف تصاعد الهجمة على منطقتنا من قوى الهيمنة والصهيونية و الرجعية العربية .
فلو أن العرب استكانوا واستسلموا لما كانت لقوى الهيمنة و الرجعية ولإسرائيل حاجة لتصعيد العدوان والاحتلال تصعيداً وحشياً لم يشهد التاريخ المعاصر مثل حدته وإرهابيته , وبالمقابل أدى هذا المناخ إلى بعث قوة المقاومة في نفس الإنسان العربي.
إن النهضة الشاملة والإنجازات القائمة على نهج التصحيح , هي نهضة تبشر بمستقبل زاهر لحركة البعث المتجددة ولقوة سورية ولكل العرب جميعاً.
السيد الرئيس الرفيق بشار الأسد الأمين القطري للحزب في ختام المؤتمر القطري العاشر للحزب قال : " حزبنا حزب البعث حزب حقق إنجازات كبيرة بعد عام 1963 والإنجازات الأكبر كانت بعد الحركة التصحيحية عام 1970 ... نحن حزب قومي ونفكر دائماً بالعمل القومي " .
تمثل الحركة التصحيحية في سورية نقلة نوعية في حياة الحزب ومسيرة نضاله في المجالات كافة وخاصة في المجال الحزبي وفي تحقيق الاستقرار السياسي في سورية لاسيّما وأن الحزب يضطلع فيها إلى اليوم بقيادة الدولة والمجتمع .
وكان الحزب قد تعرّض في مرحلة ما قبل التصحيح للعديد من الاختلالات والهزات جرَّاء ممارسات حزبية خاطئة وتتعارض مع قيم الحزب ومبادئه التنظيمية سواءً على صعيد علاقة القيادة مع القاعدة، أم على صعيد الالتزام بنظام الحزب ومقررات مؤتمراته، الأمر الذي شكل مبرراً ودافعاً للتصحيح ، لذلك نلحظ ومنذ قيام الحركة التصحيحية بأن مسار الحياة الحزبية بمجملها قد أصبح أكثر وضوحاً وانسجاماً مع مقررات مؤتمرات الحزب ونظامه الداخلي.
إن الحركة التصحيحية التي قامت في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970 قد رسخت حقيقة على جانب كبير من الأهمية تؤكد قدرة الحزب على النهوض والتجدد المستمر وتجاوز الكبوات والصعاب والعوائق المختلفة.
انعقد المؤتمر القطري العاشر في حزيران عام 2005 وانطلق في معالجته للقضايا الحزبية والتنظيمية من الإرث النضالي للحزب في تصديه لمختلف التحديات والمصاعب التي اعترضت مسيرة الحزب سواءً قبل التصحيح أم بعده وكان لابد من الأخذ بعين الاهتمام طبيعة المرحلة التاريخية التي يمر بها الحزب ونظامنا السياسي، والتي تقتضي تبني سياسة التحديث والتطوير التي رفع شعارها الأمين القطري للحزب الرئيس بشار الأسد والتي تقتضي فيما يخص الجانب الحزبي تعديل وتطوير آليات العمل التنظيمي والسياسي وكيفية التخاطب مع الأجيال الجديدة ولغة الحوار مع الأحزاب والقوى الوطنية وبما يحقق التقدم للوطن وازدهاره.
هيأت الحركة التصحيحية المجيدة الظروف الملائمة لتعزيز الاستقرار السياسي في سورية ، بعد مرحلة عانت فيها من التوترات السياسية وعدم الاستقرار وجعلت الحركة التي تميزت بالواقعية الثورية من الحرية والديمقراطية سمتين بارزتين من سمات الحياة العامة في سورية، ومن عام 1970 بدأت مرحلة جديدة في حياة سورية العربية، وكان الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي طابعها والحركة البنيوية المتطورة الداخلية جوهرها.
لقد أدرك القائد الخالد حافظ الأسد الضرورة الموضوعية لقيام الوحدة الوطنية بإحلال علاقات رفاقية وأخوية بين حزب البعث الاشتراكي و أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية عندما قال: "سنعمل من أجل تعميق لقاء القوى التقدمية، نحو الجبهة التقدمية، انطلاقاً من بيان القيادة القطرية المؤقتة، ونحن نسير على هذه الطريق وهذه الجبهة ستتيح تسخير كل الطاقات في خدمة الوطن".
لقد أنجزت القيادة التاريخية للقائد الخالد حافظ الأسد، وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية، ووضعت الإستراتيجية النضالية الشاملة للحزب وبرامج عمله اليومية والآنية موضع التنفيذ الفعلي، مما وفر مصداقية الحزب تجاه جماهيره وأمن استقطاباً للإرادة العربية، وتمكنت هذه القيادة الفذة من تصفية التناقضات الأساسية في المجتمع، وأن تحل التناقضات الثانوية التي تتجسد على طريق قيادة الحزب للدولة والمجتمع بوضع الصيغ الدستورية والقانونية التي تحكم عملية البناء والتطور، وأقامت المؤسسات الشعبية والرسمية المعبرة عن نظام الديمقراطية الشعبية فاستقر النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي على أسس ثابتة.
وقد عبر القائد الخالد عن ذلك بقوله: "إن مرحلة ما بعد السادس عشر من تشرين الثاني كان لها أكثر من طابع مميز في حياة سورية أهمها الاستقرار السياسي الذي استطعنا في ظله أن نعزز مسيرة الثورة، ونحقق انتصارات هامة في مجالات عدة – وهذا الاستقرار الذي نعمنا به والذي سوف نعززه باستمرار – له أصوله وقواعده، فلا استقرار في بلد لا تجمع غالبية الشعب فيه على منهاج الحكم ومسيرته، ولا يتحقق فيه التفاعل الإيجابي بين الشعب والحكم".
وبعد رحيل القائد الخالد حافظ الأسد في 10 حزيران 2000 الذي مثَّل خسارة كبرى لسورية ولأبناء الوطن العربي , رشَّحت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور بشار الأسد لمنصب رئيس الجمهورية، وأجمع مجلس الشعب على هذا الترشيح الذي لاقى تأييداً جماهيرياً ، لأن يتولى قيادة الوطن ويتابع مسيرة التحديث والتطوير على قاعدة الاستقرار، فكان يوم 11/7/2000 يوم المبايعة للدكتور بشار الأسد رئيساً للجمهورية وقائداً لمسيرة الحزب والشعب، ويعدُّ هذا اليوم محطة بارزة في تاريخ سورية الحديث ومفصلاً رئيسياً في مسيرة التصحيح المجيد، التي قادها الرئيس الخالد حافظ الأسد ويواصل متابعتها الرفيق القائد بشار الأسد، على قاعدة الأمن والاستقرار التي رسَّخها القائد الخالد حافظ الأسد خلال ثلاثة عقود من عمر الحركة التصحيحية المباركة.
قوانين كثيرة أحالها الرفيق الأمين القطري السيد الرئيس بشار الأسد إلى مجلس الشعب و تم إقرارها و إصدارها لتطوير حياة المواطنين السوريين و مراسيم كثيرة أصدرها السيد الرئيس هدفها الارتقاء بحياتنا الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية .
ظروف العدوان الدولي الظالم على سورية خلال السنوات الماضية و صمود الشعب السوري و تمسكه بقيادته و نهجها السياسي تعتبر مؤشرا قويا على سلامة النهج الذي تنتهجه قيادتنا و حكومتنا لحماية استقلالنا و حريتنا و استقرار وطننا الغالي , و جيشنا العقائدي لا يزال يخوض معارك البطولة دفاعاً عن سورية مدعوماً بحلفائنا الأقوياء و الأوفياء.
و في ذكرى التصحيح نجدِّد عهدنا للقائد الخالد صانع التشرينين, التحرير و التصحيح , بأننا على العهد باقون في الحفاظ على مكتسباتنا الوطنية بقيادة قائدنا الرمز الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور بشار الأسد ...... و إلى سورية متجددة

 

 

 


 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: