كل الأخبار

على الرغم من الحصار والأزمة الاقتصادية التي عرفتها إيران إلى أن هذه الأخيرة أنفقت ما يعادل 6.3 مليار دولار عام 2011 على البحث العلمي. ولإيران تعاون في المجال النووي مع منظمة الأغذية والزراعة في التقنيات النووية كالإصلاح الوراثي للنباتات وتشغيل التكنولوجيات المعقدة فيما يتعلق بالآفات الزراعية واللقاحات والتقنيات الخاصة بتربية أو زراعة اسماك الأحواض (La pisciculture) . كذلك التنسيق مع منظمة التغذية والوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجال محاربة فيروس Ug99 لحماية محاصيل القمح. ومع علماء التربة في الشعبة المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستخدام التقنيات النووية في الأغذية والزراعة، في مشاريع بحثية منسقة ويركز المشروع على بلورة فهم أدق وأكمل لانبعاثات الغازات الدفيئة (gaz à effet de serre).
ففي المجالات العلمية كافة وخاصة النووية منها في المجال السلمي تعتبر إيران رائدة ليس فقط في الشرق الأوسط بل في العالم، وهذا ما دلت عليه الدراسة التي نشرها سنة 2010 مؤسسة أبحاث كندية "سيانس-متريكس"science-metrix حول التقدم العلمي في العالم خلال 30 سنة 1980 – 2009، التقرير وضع إيران في قمة الترتيب العالمي من حيث نمو الإنتاج العلمي النووي بحيث وصل إلى 8400 في المئة مقارنة مع 34 في المئة لبقية العالم.

وتشير النتائج الأخرى للتقرير إلى أن أسرع القطاعات نموا في إيران هي الفيزياء، وعلوم الصحة العامة والهندسة والكيمياء والرياضيات. وعموما، فإن معظم حركة النمو في إيران حدثت بعد عام 1980 وتسارعت منذ عام 1991 مع تسارع كبير في عام 2002 وزيادة المضطردة منذ عام 2005.
وتشير دراسة إستشرافية لليونيسكو UNESCO نشرت سنة 2015 بعنوان "تقرير اليونيسكو للعلوم نحو 2030" في صفحتي 30- 31 الفصل 15 أن إيران خلال العشرة سنوات الماضية أنشئت عدة مراكز دراسات و143 شركة في مجال تقنية النانو « Nanotechnologie » حتى انها احتلت المركز السابع عالميا في البحوث على تقنية النانو "الإلكترونيات، والميكانيك، والكيمياء، والبصريات، وعلم الأحياء."
وتشير دراسة لـ"إسرائيل" نشرها مركز : Samuel Neaman Institute For National Policy Research حول تقدم العلوم في الشرق الأوسط، حيث لاحظت أن إيران تتفوق على "إسرائيل" في عدة مجالات علمية

وجاء في جريدة جيريزلام بوست (Jérusalem Post Edition Française) ليوم 15 ديسمبر 2015 بعنوان "هل ستكسب إيران الحرب التكنولوجية" للجنرال في الجيش "الإسرائيلي" Herzl Halevi " هرتسي هليفي" والذي يشغل منصب رئيس الاستخبارات العسكرية (آمان) منذ سبتمبر2014 في محاضرة له في شهر أكتوبر 2015 بمعهد التسيير لجامعة "تل أبيب" يافا الفلسطينية، يقول فيها أن نسبة الجامعات في إيران تضاعف 20 مرة مقارنة بـ"إسرائيل" 3.5 مرات، وأن عدد الطلبة الإيرانيين في الفروع العلمية والتقنية يعادل 25 % مقارنة مع "إسرائيل" 14%.
وحتى في الأولمبياد العلمية الدولية لسنة 2015 في الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء والبيولوجيا حلت إيران في المرتبة السابعة من بين 104 دولة مشاركة، بستة مترشحين نالوا كلهم ميداليات (3 ذهبية، 2فضية، 1 برونزية) وحلت تركيا في المرتبة 20 بينما حلت "إسرائيل" في المرتبة 40.
ويذكر ان العالمة الإيرانية في الرياضيات "مريم ميرزاخاني Maryam Mirzakhani" أستاذة في الرياضيات منذ 1 سبتمبر 2008 في "جامعة ستانفورد Université Stanford"بأمريكا ومتخرجة من جامعة شريف التكنولوجية في طهران، قد تحصلت سنة 2014 على "ميدالية فيلدز médaille Fields"وهو ما يعادل جائزة نوبل في الرياضيات، وهي أول امرأة في العالم تتحصل عليها منذ إنشائها سنة 1936. وكانت قد تحصلت من قبل على ميداليتين ذهبيتين في أولمبياد الرياضيات في هونغ كونغ سنة 1994 وكندا سنة 1995.
ونشرته المجلة العالمية:" New Scientist" عن الوكالة العلمية "Thomson-Reuters " المتخصصة في مجال التطور العلمي والتكنولوجي حول العالم، بأن الإنتاج العلمي في إيران هو 11 مرة أسرع من متوسط دول العالم، وأظهر مسح لعدد من المنشورات العلمية المدرجة في شبكة الإنترنت: أن النمو في منطقة الشرق الأوسط ومعظمها في تركيا وإيران هو ما يقرب من أربع مرات أسرع من المتوسط العالمي.
وفي شهر جانفي 2016 استطاعت إيران باستعمال تقنيات العلوم النووية، في مجال النانو، صناعة مستحضر نانو لمعالجة السرطان ، وصمم باحثون في الجامعة الإسلامية الحرة "بدامغان" نانو عقار لمعالجة سرطان الثدي مختبريا دون التعرض إلى الأنسجة السليمة، ونشرت نتائج هذا البحث في مجلة international journal of pharmaceutics.

من هنا نستخلص أن استعمالات العلوم النووية في المجال السلمي: من طب، وزراعة، وبيئة، وتنمية مستدامة، ومواصلات وعلوم الفضاء...إلخ لا حدود لها وفي كل المجالات. أمَّا العلوم النووية العسكرية لا تكاد تمثل شيء مقارنة مع الاستعمالات النووية السلمية، والتي هي عنصرا هاما في التطور والتقدم والخروج من التخلف خاصة لدول الجنوب أو ما يعرف بالدول النامية.
وفي مجال الاستعمال السلمي للطاقة النووية لدى إيران عدة مراكز بحث وجامعات نذكر منها :
1. جامعة شريف بطهران: يلتحق بها أفضل الطلاب، ولديها مركز للبحوث النووية حيث يعمل الطلاب في مجالات من ضمنها الفضاء والنانو تكنولوجي وتطوير البرنامج النووي الإيراني، وهي مصنفة ضمن أحسن جامعات العالم الأربعة مئة مع جامعة طهران المصنفة ضمن الثلاثة مائة الأوائل.
2. مركز خرج للبحوث الطبية والزراعية research Karaj Cyclon accelerator : وهو عبارة عن مركز نووي للبحوث الطبية والزراعية، افتتح في 11 ماي 1991 من قبل نائب الرئيس الإيراني الأسبق السيد حسن حبيبي (توفي سنة 2013). ويحتوي على مختبر لقياس الجرعات ومختبر آخر للإشعاعات الكيميائية في المجال الزراعي. وينتج النظائر المشعة للبحوث البيولوجية.
3. مركز جامعة الشريف: وهو عبارة عن مركز متخصص بالبحوث التكنولوجية النووية وأبحاثه خاضعة للرقابة.
4. مركز بوناب لبحوث الطاقة النووية Bonab Research and Development : وهو عبارة عن مركز نووي متخصص في البحوث الطبية الزراعية تديره منظمة الطاقة النووية الإيرانية. وهو متخصص في البحوث الذرية لشؤون الزراعة.
5. مركز ابن الهيثم: هو عبارة عن مركز بحثي يقع في جامعة طهران، يتبع لمركز بحوث الليزر في منظمة الطاقة النووية الإيرانية تم افتتاحه في أكتوبر 1991.
6. مركز الأبحاث الدفاعية: وهو عبارة عن مركز أبحاث تابع لوزارة الصناعة الثقيلة الإيرانية، ولدائرة الأبحاث في وزارة الدفاع، وتتم فيه تطوير مشاريع الصناعات المعدنية الثقيلة والحديد والصلب.
7. مركز بإبول: وهو مركز لإشباع اليورانيوم، افتتح سنة 1991 تديره منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بشراكة مع بلجيكا والصين وهو مركز لإسراع الذرات، ويستخدم لتطوير البحث الذري في مجال الزراعة والطب.
وهذا ما أكده تقرير اليونيسكو الاستشرافي "تقرير اليونيسكو للعلوم نحو 2030» بأن العقوبات الدولية ضد إيران والحصار وغياب الاستثمارات الأجنبية، دفعها للتسريع في الانتقال إلى اقتصاد المعرفة وتطوير تكنولوجيا محلية والاستفادة من رأس المال البشري للبلد.