الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة العربية و العالمية  

سورية تنتخب.. سورية تنتصر! بقلم : يحيى رباح
June 25, 2014 16:25

 سورية تنتخب..  سورية تنتصر! بقلم : يحيى رباح

كل الأخبار / شاشة نيوز
سوريا عبقرية المكان وسوريا حديقة التعدد والتنوع التي ارتبكت فيها الاوضاع خلال اكثر من ثلاث سنوات، على وشك ان تسدي لنا كأمة عربية هدية لا تقدر بثمن، ومأثرة شبيهة بالاعجاز من خلال عودتها الينا دولة موحدة ارضا وشعبا، لتلعب دورها الذي اختاره الله لها، وعمد به تاريخها العميق، وهي دائما هكذا تعبر محطاتها الصعبة وتجاربها الخارقة لتكون عمودا رئيسيا محوريا من اعمدة الوجود العربي، والحضارة العربية، والفعل العربي الكبير في امن واستقرار وتوازن المنطقة والعالم.
اكثر من ستين دولة وكيانا تجمعوا في حلف ثأري شيطاني ضد سوريا، وهذه الاطراف بطبيعة الحال افرزت اجساما ارهابية فتاكة تربت كلها على الفكر الظلامي التكفيري وشربت كلها من كهوف الحقد والكراهية ومن المياه الآسنة للفرق البائدة التي يحاول اعداؤنا استنساخها من جديد! ولكن سوريا صمدت واستنفرت في هذه الحرب كل خصائصها الجوهرية، كل ثقتها بنفسها، كل توقها الى المستقبل، وانتصرت بصلابة جيشها وعقائديته وكفاءته وعظيم تضحياته وبعمق جذورها الحضارية ومكوناتها الثقافية، وثراء انتمائها الوطني والقومي والانساني وتراكم الخبرات التي اكتسبتها على امتداد القرون.
سوريا لديها الف عذر في الا تجري انتخابات وان تكرس شرعيتها الوطنية من خلال القتال البطولي للدولة السورية في مواجهة جيوش الفتنة والارهاب الذين جعلوا انفسهم خناجر حادة في يد الاعداء، واغتصبوا عنوان الاسلام ليصبحوا تحت هذا العنوان المغتصب اكبر اعداء للاسلام! وكان يمكن للنظام السوري ان يعتذر عن تنفيذ الاستحقاق وهو الانتخابات الرئاسية وبعدها الانتخابات البرلمانية، بالحالة الطارئة الخارقة التي يقر بها الجميع الاصدقاء والاعداء على حد سواء! ولكن سوريا الواثقة من نفسها، اختارت التحدي الأصعب والأصوب، وهو الوفاء بالاستحقاق الدستوري رغم كل العوامل والعناصر والمعطيات الصعبة.
و من الملفت أن سوريا التي تستعد لاجراء الانتخابات الرئاسية لتؤكد وتجدد شرعية اطاراتها، تكشف في اللحظة نفسها عن هشاشة وعدمية هذه الأجسام الفتاكة التي صنعها الحلف المعادي، بل ان ائتلاف المعارضة الذي يدور به البعض في المنطقة لاحلاله زوراً في المقعد السوري في الاطارات العربية، قد أصبح يعاني من مأزق التمثيل وانكشاف التمثيل ولو بالحد الأدنى للحد الأدنى! فلا قواعد لهذا الائتلاف على الأرض، ولم يتمكن أن يجمع شمل المئات من هذه الأجسام التي تسمي نفسها المعارضة، بل ان هذا الائتلاف نفسه يقف على الأبواب هنا وهناك، يستجدي البقاء مجرد البقاء، دون أفق أو هدف، ودون أن يدرك أن المتحزم بحزام القوة الدولية المتصارعة قد يجد نفسه عارياً على قارعة الطريق، ويكفي أن نتابع ما يسمى بحالات الاكتشاف واعادة النظر التي تجري في بريطانيا وفرنسا وأميركا حول الارهاب والخوف من ارتداده اليهم، لكي نعرف أن سوريا حققت انتصارها عن استحقاق كبير.
سوريا تسدي هدية كبرى الى النظام الاقليمي العربي رغم اندياحاته المسيئة حين تعود الينا، لأن هذا النظام الاقليمي العربي سوف يصبح أقوى وأكثر حقيقية بوجود سوريا، وسوف يصبح أكثر جدارة بالحياة والمشاركة الفعالة بوجود سوريا، وسوف يصبح له كلمة مسموعة في الشأن العالمي بوجود سوريا، لأن سوريا النموذج الحي لعبقرية المكان وعبقرية التنوع تعرف بعمق أن الخيارات لها ثمن وأن الطموح نحو العيش والمشاركة بندية له ثمن، وهي دائماً تدفع هذا الثمن بايمان ووعي وثقة كبيرة بالنفس، وكلما اختلط الأمر وتشعبت الطرق وتاهت الخطوات، فان التجربة تثبت أن سوريا كانت في موقع الاختيار الصحيح.
شكراً لك يا سوريا، يا من كشفت لنا كعرب من خلال مواجهاتك الشجاعة مع هذا الارهاب الذي يطلق على نفسه زوراً اسم الاسلام أن الخطر كان كبيراً أكبر مما كنا نظن وان التحدي يعادل الحياة، وان سوريا هي السيف والدرع الذي يذود عن فكرة العروبة، وان سوريا قلعة الصمود وتوأم الانتصار.



  عدد المشاهدات: 964

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: