الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   أخبار العالم   

الحرب المقبلة بطلتها "السماء" .. و"الأرض" التركية
October 18, 2014 12:51

الحرب المقبلة بطلتها "السماء" .. و"الأرض" التركية

لم يمرّ "الدلال" التركي على المشاركة في الحلف الأميركي لضرب تنظيم داعش في سوريا والعراق مرور الكرام، فمن يتابع علاقة الولايات المتحدة الأميركية مع حلفائها يفهم أن العلاقة تمر من بوابة الأمر وليس التفاهم، وأن واشنطن تحرص على أن تكون الآمر الناهي في تحالفاتها، لذا لم يكن "طرد" تركيا من مجلس الأمن أول أمس حالة روتينية يقتضيها قانون المجلس هذا من ناحية، ولم يكن انسحاب عناصر التنظيم أمس بشكل مفاجئ من مدينة "عين العرب" السورية إلى محيطها من ناحية أخرى طبيعياً، علماً أن التنظيم استقدم في الأيام القليلة الماضية معظم قواته من الرقة وريف حلب لشن "عملية الحسم" ضد قوات الحماية الذين أفشلوا هجومه فجر أمس وكبدوه خسائر فادحة. ماسبق تزامن مع إعلان "الأول من نوعه" عن امتلاك "داعش" لطائرات حربية مقاتلة استطاع بخبرات "عسكرية عراقية" إعادة إصلاحها وجعلها قابلة للطيران والمناورة .. فهل تجهّز واشنطن مفاجأة من العيار الثقيل لتركيا ..؟؟

أحد عناصر "داعش" مساء أمس، أكد لإحدى الصحف التركية أن التنظيم اتخذ قراراً قطعياً مفاده بأن الدور التركي انتهى، وأن الطائرات التي يمتلكها ستقوم بهجمات ضد أهداف تركية، مؤكداً أن العلاقة والتنسيق مع الرئيس التركي «رجب طيب إردوغان» انتهى، دون ذكر الأسباب، لكن نستطيع أن نفهم هنا أن واشنطن "الأم بالتبنّي لداعش"، قررت منذ يوم الخميس معاقبة «إردوغان» على غبائه، من خلال دفع ذراعها العسكرية في سوريا "داعش" للانقلاب على الوالي التركي والبدء بعمليات داخل الأراضي التركية من ضمنها "غارات جوية" على بعض النقاط العسكرية الحدودية التابعة للجيش التركي، بحجة أنها تضرب مرابض المدفعية والدبابات التي نصبها الجيش التركي في الآونة الأخيرة على تخوم عين عرب، لكي يمنع عناصر التنظيم من "ارتكاب مجازر" بحق أكراد المدينة.
وللوضوح فقط، لا أحد يستطيع أن ينكر النية الأميركية بتحقيق "الحلم العثماني" من خلال خلق منطقة عازلة في الشمال السوري ولكن دون شراكة تركيا "صاحبة الاقتراح"، فهي أيضاً قد تكون تخطط لجعل طائرات "داعش" حجّتها في توطيد فكرة المنطقة العازلة لدى حلفائها المتخوفون أصلاً من ردة الفعل السورية، وأن امتلاك داعش لطائرات حربية قد يدفع الحلفاء إلى ترجّي واشنطن لتحقيق المنطقة العازلة، كيف لا وهي "أي الحلفاء" مازالت تعيش "رهبة" الهجمات الداعشية على أراضيها. وهذا يطرح استفساراً، أنه من المعروف أن هذه الطائرات لاتستطيع التحليق دون قاعدة "رادار" تساعدها في التوجيه، وحالياً هذه القاعدة غير متوفرة، كما أن هذه الطائرات لها "شيفرة" معينة تمنعها من الإنطلاق إن لم تكن مفعلة، ولا نظن أن سوريا أو روسيا "الدولة المصنّعة" لها قد أغفلت هذه الناحية، فكيف أقلعت هذه الطائرات كما قيل في سماء حلب، ومن الذي قام بقيادتها، في حال صح ماقيل، بالرغم من "النفي" الأميركي لهذه الأخبار..؟؟
لم يعد خافياً على أحد حجم التورط الكبير الذي وقع فيه «إردوغان» بالمستنقع السوري، خاصة وأنه أشهر تعامله مع التنظيم الإرهابي في الآونة الأخيرة وسهّل لهم استقدام الأسلحة والعتاد والعناصر الجهادية إلى سوريا، ولانستبعد أيضاً أن يكون هو من مدّهم بقطع الصيانة للطائرات الحربية التي أعيد تشغيلها، طمعاً بقيام التنظيم بغارات جوية تربك الجيش السوري ودفاعاته الجوية، التي سيضطر لاستخدامها لإسقاط تلك الطائرات، خاصة وأن الغارات الإسرائيلية لم تفلح في استفزاز تلك الدّفاعات لعدّة مرات، وبالتالي تجد تركيا التي "تطالب بمنطقة عازلة" صعوبة كما هي إسرائيل طبعاً بمعرفة إن كان الجيش السوري يمتلك "دفاعات جوية حديثة" كما أشيع مؤخراً، أم أن الميليشيات المسلّحة استطاعت فعلاً إخماد فاعلية تلك الدفاعات بعد سيطرتها على بعض كتائب الدفاع الجوي في الشمال السوري وشرقه، إضافة إلى سيطرة الميليشيات على بعض كتائب الدفاع الجوي في درعا وكان آخرها "تل الحارة" الاستراتيجي، لكن ورغم ذلك، هناك تخوف تركي إسرائيلي من حيازة الجيش العربي السوري على أسلحة دفاعية أكثر فاعلية من التي خسرها، وبالتالي استخدامها في وقت لاحق في حال تطورت الأوضاع العسكرية مع تركيا وإسرائيل على وجه الخصوص.
بالخلاصة .. قد تكون المنطقة في الأيام القليلة القادمة مقبلة على "استفزاز" عسكري بطلته تركيا، لكن ما نستطيع تأكيده أن واشنطن عقدت صفقتها مع "داعش" الذي على مايبدو بدأ تجهيز نفسه للانقسام بين "معتدل" و"متشدد"، حيث يذوب المعتدل في المعارضة السورية "المنتجة ومدربة" أميركياً، ليقتصر عمله داخل الأراضي السورية مع باقي الفصائل التي بدأت واشنطن بتدريب قسماً منها على الأسلحة الجديدة ومنها سلاح الجو، وبالتالي يقتصر عمل القسم "المتشدد" على معاقبة تركيا لفترة من الزمن بعد فشلها في معركتها أمام "أكراد سوريا" التي وعلى مايبدو "لم تُقنع واشنطن" وقرروا إيقافها الآن  على حساب "جنون إردوغان".
عربي برس - ماهر الخليل
 




  عدد المشاهدات: 1271

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: