الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   أخبار العالم   

تواصل الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل أردوغان والشرطة التركية تستمر في قمع المتظاهرين السلميين
June 04, 2013 01:15


كل الأخبار- سانا
تواصلت أمس الاحتجاجات الشعبية العارمة ضد سياسة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان واستمرت الشرطة التركية فى قمع المتظاهرين السلميين حيث أغلقت الطرق الواقعة حول مكتب أردوغان في اسطنبول وأطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المحتجين فيما تراجع مؤشر الأسهم التركية بنسبة 8 بالمئة عند بداية التعاملات.
وقتل شاب تركي يبلغ من العمر 22 عاما أمس متأثراً بإصابته بالرصاص خلال مظاهرة احتجاجية على سياسات حكومة أردوغان جنوبي تركيا.
وذكرت شبكة ان تي في التلفزيونية التركية الخاصة أن الشاب عبد الله كوميرت الذي أصيب بجروح بالغة بإطلاق نار مجهول المصدر خلال مظاهرة احتجاجية جنوبي تركيا توفي في المستشفى متأثراً بجروحه.
وكانت نقابة الأطباء الأتراك أعلنت في وقت سابق أن شابا قتل أمس الأول في اسطنبول دهساً بسيارة اقتحمت تجمعا للمحتجين على ممارسات حكومة حزب العدالة والتنمية.
وأطلقت الشرطة التركية الليلة الماضية الرصاص المطاطي على المتظاهرين في حي كافاكليديري بالعاصمة أنقرة كما أطلق عناصر من قوات أمن أردوغان عشرات قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في حي غوموسويو على الضفة الأوروبية لمدينة اسطنبول ورغم ذلك فقد تواصلت تجمعات أكبر حجما للمحتجين الذين ردوا برشق عناصر الشرطة بالحجارة وواصلوا هتافاتهم المطالبة برحيل أردوغان.
وذكرت رويترز أن المتظاهرين قادوا جرارا صغيرا صوب حواجز الشرطة في الشارع الرئيسى الواقع قرب مكتب أردوغان وسار خلفه محتجون آخرون حيث قامت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع ما أدى إلى إصابة العديد منهم فقام مسعفون ومن بينهم أطباء متدربون بمعالجتهم عند مسجد قريب.
وأشارت وسائل إعلام إلى أن المتظاهرين مصممون على استكمال احتجاجاتهم حتى تحقيق مطالبهم باسقاط حكومة أردوغان التي ألحقت ضررا بالغا بالشعب التركي.
20130603-201307.jpg
من جانبها قالت وكالة دوغان التركية للأنباء أن محتجين أحرقوا مكاتب حزب العدالة والتنمية الحاكم خلال الليل في مدينة أزمير الساحلية غرب تركيا بينما داهمت الشرطة مجمعا تجاريا في قلب العاصمة أنقرة لاعتقادها أن المتظاهرين لجؤوا إليه وقامت باعتقال عدة اشخاص.
وظهرا أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع لقمع وتفريق حشود من المتظاهرين الأتراك السلميين في أنقرة طالبوا باستقالة حكومة أدوغان الاستبدادية.
آلاف المتظاهرين يحتلون مجددا ساحة تقسيم في اسطنبول والشرطة تستخدم الغاز مجددا لتفريقهم
وتمكن آلاف الأتراك من العودة إلى ساحة تقسيم في اسطنبول مجددا في الوقت الذي كانت فيه الشرطة تسعى لتفريق تظاهرة في محيط مكتب أردوغان.
وذكرت ا ف ب أن عشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب استخدموا الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من المتظاهرين في حي بسيكتاس هاجموا مكتب اردوغان وذلك بالتوازي مع توجه الآلاف حاملين الأعلام التركية إلى ساحة تقسيم المركزية التي انسحبت منها الشرطة منذ بعد ظهر السبت على وقع هتافات "طيب ارحل".
وفي العاصمة انقرة وتحديدا في ساحة كيزيلاي التي يتجمع فيها المتظاهرون المناهضون لأردوغان وحكومته منذ أيام عدة تدخلت الشرطة أيضا بعنف لطرد مئات من الأشخاص معظمهم طلاب وتلاميذ. 
بدوره وتعبيرا عن استهتاره وانفصاله عن واقع تحركات شعبه توجه أردوغان إلى المغرب في زيارة تستغرق أربعة أيام.
وكان متظاهرون مغاربة احتشدوا أمس الأول وسط العاصمة المغربية الرباط تعبيرا عن تنديدهم بزيارة أردوغان الديكتاتوري وتضامنهم مع المحتجين الأتراك.
من جانبها قالت جماعة القرصنة العالمية انينيموس إنها قامت بمهاجمة بعض المواقع الرسمية في تركيا ومنها مواقع الرئيس التركي عبد الله غل وحزب العدالة والتنمية الحاكم ومكتب محافظ اسطنبول وإدارة شرطة اسطنبول.
وهددت الجماعة في بيان نشرته على صفحتها على تويتر نقلته وكالة يو بي اي بمهاجمة مختلف المواقع الحكومية والرسمية التركية الأخرى داعية اردوغان الى الاستقالة.
وفي شريط فيديو بث على موقع يوتيوب أمس الأول قالت المجموعة إن الحكومة التركية تزعم أنها ديمقراطية ولكنها في الحقيقة أشبه بالطغاة الصغار في بعض بلدان العالم.
20130603-213736.jpg
وأضاف الشريط "لقد شاهدنا لعدة أيام وبنوع من الهلع والرعب كيف تعرض إخواننا وأخواتنا في تركيا الذين كانوا ينتفضون سلميا ضد حكومتهم المستبدة للضرب والدهس بوحشية من مركبات مكافحة الشغب وكيف كانوا يتعرضون لإطلاق النار واستخدام خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع ضدهم".
وأوضحت الجماعة أنها اخترقت أيضا بعض مواقع وسائل الإعلام التركية لأنها أخفقت في نقل الاحتجاجات بشفافية.
20130603-201335.jpg
وفي السياق ذاته تراجع المؤشر الرئيسى للأسهم التركية بنسبة 8 بالمئة عند الفتح أمس وسط قلق المستثمرين بشأن الاحتجاجات التي تعم البلاد.
كما تراجعت الليرة التركية فى سوق الصرف الى 90ر1 ليرة للدولار وهو أقل سعر لها منذ كانون الثاني 2012.
وسجلت العملة 8990ر1 مقابل الدولار الأمريكى انخفاضا من 8706ر1 يوم الجمعة وارتفع عائد السندات التركية لأجل عشر سنوات إلى 12ر7 بالمئة من 84ر6 بالمئة يوم الجمعة الماضي.
وفى حصيلة أولية لهذه الاحتجاجات المتواصلة أفادت وسائل إعلام بوقوع مئات الجرحى واعتقال نحو 1700 شخص في مختلف المدن التركية وسط توقعات بأن تتزايد حدة الاحتجاجات مع تنامي الرفض الشعبي لسياسات حكومة أردوغان القمعية.
آلاف الأتراك يتظاهرون في اسطنبول تنديدا بتغطية وسائل الإعلام التركية المنحازة ضد الاحتجاجات الشعبية على سياسات حكومة أردوغان
إلى ذلك تظاهر آلاف الأتراك في اسطنبول تنديدا بتغطية وسائل الإعلام التركية للاحتجاجات الشعبية المتواصلة في المدن التركية منذ أربعة أيام ضد سياسات حكومة رجب طيب أردوغان مؤكدين أن هذه التغطية غير حيادية.
20130603-201357.jpg
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المتظاهرين الذين تجمعوا أمام مبنى مجموعة دوغوس هولدينغ الإعلامية التي تملك خصوصا الشبكة الإخبارية المستمرة أن تي في هتفوا "الصحافة مباعة" و "لا نريد صحافة خاضعة" واحتج المتظاهرون على تبعية العديد من المجموعات الصحفية واصفين تغطيتها لحركة الاحتجاج السلمية ضد سياسات أردوغان بأنها ضعيفة للغاية.
واستخدمت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف منذ يوم الجمعة المنصرم لنشر الدعوات إلى التظاهر في كل أنحاء البلاد والتنديد بوحشية رجال الشرطة.
يشار إلى أن مجموعات تعتبر قريبة من حكومة أردوغان التي تحكم البلاد منذ 2002 تسيطر على الصحافة المكتوبة والمرئية في تركيا ولا يوجد سوى بضع صحف وقنوات تلفزيونية تؤكد استقلالها أو حتى معارضتها للحكومة لكنها تخضع حسب منظمات الدفاع عن الصحفيين لضغوط سياسية ومالية من السلطات الحاكمة.
صحيفة صول : الشرطة التركية اعتدت على مقر الصحيفة بسبب تغطيتها الموضوعية للمظاهرات ضد أردوغان
إلى ذلك أكد رئيس تحرير صحيفة صول التركية جان سوير أن الشرطة التركية اعتدت على مقر صحيفة صول وعبثت بمحتوياته على خلفية تغطيتها للمظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها تركيا ضد حكومة حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان.
وقال سوير في تصريح للتلفزيون العربي السوري أمس إن وسائل الإعلام التركية بما فيها الصحف والقنوات التلفزيونية التي تنقل الحقيقة للشعب وتعارض سياسة حزب العدالة والتنمية تتعرض للاعتداءات والمضايقات من قبل الشرطة من أجل إفشالها وإلحاق الضرر بها كما يتعرض الصحفيون والعاملون فيها للاعتداء المباشر.
وقال سوير: إننا سنواصل نقل الحقيقة في تركيا لأننا أصحاب مبدأ ونعمل في الصحافة لا لكسب المال بل لنقل الحقائق وكل ما نراه ونسمعه سننقله للشعب بمصداقية مشيرا إلى أن تركيا تعاني منذ زمن بعيد من الرقابة على الإعلام التي ازدادت في الاونة الأخيرة مع ازدياد الضغوط الحكومية عليها بشكل ملحوظ.
أردوغان يقلل من شأن صوت الشعب التركي ويعتبر ما يجري مؤامرة.. ويناقض نفسه ويتهم المتظاهرين ضد استبداده بزعزعة الاستقرار ويصف الإرهاب في سورية بالحراك الشعبي
ومستخفاً بصوت شعبه وكلمته عمد رئيس الوزراء التركي إلى التقليل من شأن رأي الآلاف من أفراد الشعب التركي الذين خرجوا محتجين على سياسته واضعا كل ما يجري في إطار مؤامرة داخلية وخارجية تطاله وحكومته التي تبجح بإنجازاتها متجاهلا المظاهرات العارمة ضد سياستها الاستبدادية.
وفي مؤتمر صحفي عقده أمس في اسطنبول قال أردوغان: "أنا كرئيس وزراء ومواطن يعيش في اسطنبول كل ما أفهمه من أحداث الأيام الخمسة الماضية ومن كل الرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي هو أن جماعات راديكالية نظمت هذه المظاهرات وهناك مؤامرة داخلية وخارجية تقف وراء هذه الاحتجاجات وأدعو المواطنين إلى الهدوء وعدم الوقوع في هذا الفخ".
20130603-172019.jpg
وصب أردوغان جام غضبه على حزب الشعب الجمهوري المعارض معتبرا أن "ما حدث خلال الأيام الماضية كان حجة من أجل اندلاع المظاهرات وما حدث بعدها كان منظما من حزب الشعب الجمهوري وبعض الأيادي الخارجية من أجل توسيع رقعة المظاهرات".
وفي محاولة لإنكار الواقع المتجلي في رفض الشعب التركي لسياسة حزب العدالة والتنمية الاستبدادية ودعواته إلى العصيان المدني والإضراب العام وضع أردوغان غضب الشعب التركي في سياق المؤامرة التي رأى أن حزب الشعب الجمهوري يقودها ضده معتبرا أن اقتلاع 12 شجرة من ساحة تقسيم ليس سببا لتخرج المظاهرات في مدن تركية مختلفة فتساءل "لم تخرج المظاهرات في أنقرة وأزمير فهل المتنزه فيها أم في اسطنبول".
وتؤكد وسائل إعلام تركية وعالمية أن معظم المتظاهرين في تركيا لا ينتمون لحزب الشعب الجمهوري وليس لديهم انتماءات سياسية وهم حسبما تظهر هتافاتهم واللافتات التي يحملونها منزعجون من ممارسات حكومة العدالة والتنمية في قطاع التعليم والتضييق على الحريات الشخصية.
على أن أردوغان استمر يتجاهل الحقيقة وغاص في نرجسيته يقول إن "المتظاهرين لم يرفعوا لافتة واحدة تتعلق بالتعليم لأننا قمنا بتعديلات عصرية وغيرنا المناهج لتواكب التطورات العلمية في العالم ونحن من أسس الجامعات في كل المحافظات التركية وأنتم من هنا تبعثون المعلومات لرويترز كي تنشرها في العالم وأنا لا أرى أي مظاهرات ضد التعليم".
وأظهرت وسائل الإعلام في تغطيتها للاحتجاجات التي عمت مدنا تركية متظاهرين أتراكا يحملون لافتات يتهمون فيها أردوغان وحزبه بمصادرة المؤسسة التعليمية وفرض قوانينه كما دعا المعتصمون في ساحة تقسيم إلى إضرابات شاملة وعصيان مدني في الساحة.
ورأى أردوغان أن "من يتحدث عن ربيع تركي منفصل عن الواقع ولا يعرف شيئا عن تركيا" متغنيا بأمجاد حزب العدالة والتنمية ومعتبرا" من لا يرى نجاحاته يسمي ما يحصل ربيعا تركيا ونحن نعيش فصل الربيع في تركيا لكن البعض يريد أن يحول الفصل إلى شتاء ولن يصل إلى هدفه".
وانتقد أردوغان من يدعوه لسحب الشرطة من الشوارع بعد العنف الذي مارسته بحق المتظاهرين السلميين وتسبب بقتل شخص وإصابة المئات بجروح قائلا إن المظاهرات تخريبية وسنقف صامدين للدفاع عن الأماكن والمباني التابعة للدولة ولن ندفع بها ليد الأشخاص القائمين على هذه المظاهرات التخريبية وسنقوم بتدارك الوضع ونسير نحو المستقبل".
ويرى خبراء أن تزايد القلق الشعبي في تركيا جاء بعد تراجع حرية الإعلام بدرجة كبيرة وسجن ما يقرب من ستين صحفيا بقضايا مختلفة وسعي أردوغان لتسييس القضاء من خلال السماح للإسلاميين بالانتشار في مفاصل المؤسسة القضائية كما لا يخفي كثيرون قلقهم من تدخل الحكومة في الحياة الشخصية للأتراك.
وخلال مؤتمر صحفي أمس مع نظيره المغربي عبدالله بن كيران قال أردوغان  إن "حزب الشعب الجمهوري يتحالف مع المتطرفين من أجل زعزعة الاستقرار في تركيا وهناك جو من التهويل لما يجري واعتقد أن الشعب التركي مدرك تماما لهذه اللعبة ولن يقبل بذلك أبدا" متهما وسائل الإعلام بتضخيم المظاهرات الاحتجاجية.
وزعم أردوغان أن هناك استتبابا للأمن في تركيا وأن الوضع يتجه نحو الهدوء وأن مشكلة المظاهرات ستحل خلال أيام فور عودته من زيارته إلى دول المغرب العربي.
بالمقابل زعم أردوغان أن "الوضع في سورية مستمر نحو الأسوأ" باعتبار أن المجموعات الإرهابية التي تدعمها حكومته تتقهقر على الأرض أمام ضربات الجيش العربي السوري المتواصلة.
وناقض أردوغان نفسه وأظهر النفاق الذي يعاني منه والازدواجية التي يتصرف ويتحدث بها فريقه فبينما اعتبر أن المظاهرات ضده هي مؤامرة داخلية وخارجية ووصف المتظاهرين بالمخربين قال إنه يستمر بمساندة ودعم ما أسماه "الحراك الشعبي في سورية" فيما الواقع على الأرض في سورية يثبت أن هناك مجموعات إرهابية تكفيرية ممولة ومدعومة من قبل حكومته والدول الغربية والخليجية تعبر الحدود حاملة السلاح والتطرف وتقتل السوريين وتدمر مؤسسات دولتهم واقتصادهم.
وكرر أردوغان أسطوانته المشروخة عن القمع والقتل في سورية من أجل التهرب من مسؤوليته المباشرة عن دعم الإرهاب فيها والتي تجعله شريكا مباشرا في جريمة قتل السوريين زاعما في الوقت نفسه أنه يحث كافة الأطراف على الاعتدال وإيجاد حل للأزمة والاستفادة من المؤتمر الدولي المزمع عقده حول سورية.
كاتبان تركيان: الشعب التركي أراد أن يضع أردوغان عند حده ودول الغرب ادركت انتهاء صلاحية الحكومة وضرورة اسقاطها
من جهته أكد الكاتب الصحفي التركي جنكيز تشاندار أن الشعب التركي الذي شعر بتقييد حريته أراد أن يوقف رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان عند حده وهزيمته في مدينته بعد حكم دام 11 عاما.
وقال تشاندار في مقال نشرته صحيفة راديكال التركية إن "الحركة الشعبية التي انطلقت تحت شعار مطالبة الحكومة وأردوغان بالاستقالة لا تملك أساسا سياسيا لذلك لا يمكن أن تعتبر محاولة لتهيئة الارضية لانقلاب عسكري كما وصفها بعض السياسيين العاجزين عن قراءة الاحداث بقدر عجز مسؤولي حكومة حزب العدالة والتنمية".
وبين تشاندار أن هذه الاحداث أدت إلى زعزعة هيبة أردوغان حيث تدفع أردوغان ومواليه إلى إعادة النظر في حساباتهم السياسية وخططهم مشيرا إلى أن من الصعوبة أن ينتخب هذا الشعب أردوغان الذي لجأ إلى تغطية إرهاق سلطته وغطرسته المستمرة منذ عشرة أعوام عبر اتباع اساليب قمعية والقاء الغاز على جزء من الشعب بوحشية.
وأضاف تشاندار لو اتبع أردوغان موقفا أكثر اعتدالا يتفهم الشباب لكان وقف امام الاحداث المتوسعة لكنه تحدى الشعب التركي وشبابه وأصر على موقفه المتعنت كما أنه شعر بانهيار هيبته وكان ذلك واضحا على لغته الجسدية بعد أن ارادت اسطنبول التي شعرت بتقييد حريتها ان توقف أردوغان عند حده.
وأكد الكاتب التركي أن الحركة الاجتماعية القوية التي اجبرت عناصر الشرطة على الانسحاب من ساحة تقسيم لا يمكن ان تنسب لايديولوجيا او مجموعة سياسية معينة بل انها متنوعة ومتجانسة مؤكدا أن ما يجري في تركيا حركة شعبية عفوية.
من جانبها رأت الكاتبة الصحفية التركية بانو اوار ان القوى الغربية ادركت ان الشعب التركي أصبح غير قادر على تحمل قمع وعنف حكومة العدالة والتنمية وأن الولايات المتحدة الأمريكية أدركت انتهاء صلاحية هذه الحكومة وضرورة اسقاطها لتشكيل حكومة موالية للغرب قبل أن يخلق الشعب التركي معارضته الحقيقية.
وقالت الكاتبة في مقال نشره موقع كرتشك كوندام التركي "إن دول الغرب قررت التخلص من أردوغان وحكومته من أجل الاستمرار في تنفيذ خططها وتشكيل حكومة جديدة لالهاء الشعب التركي مدة أخرى".
وأضافت اوار من المحتمل ان يلجأ الغرب الى تشكيل حكومة ائتلافية بين حزب الشعب الجمهوري وحزب السلام والديمقراطية ما يهيىء لاصدار دستور الانقسام في ظل الاضطرابات واقامة دولة فيدرالية لذلك ستعمل على اسقاط حكومة أردوغان.
وشددت الكاتبة على أن الشعب التركي لا يمكن أن يسحق محذرة من الأطراف التي دخلت على خط الاحتجاجات التركية كالسي اي ايه ودول الغرب كمنظمة اوتبور بعد توسع تلك الاحتجاجات ضد كل أشكال الاضطهاد والظلم مؤكدة أنه لابد من قيادة سياسية وقاعدة تنظيم كي يحقق المواطن اهدافه داخليا دون تدخل خارجي.
مصادر تركية: حكومة حزب العدالة والتنمية تلجأ الى مختلف الوسائل لقمع الاحتجاجات الشعبية
واستخدمت حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان جميع وسائل العنف والقمع ضد جماهير الشعب التركي الغاضبة من سياسات حكومته التسلطية والمطالبة باستقالة هذه الحكومة.
وكشفت نائبة حزب الشعب الجمهوري التركي عن مدينة ازمير بيرسال بيرغول ايمان في حديث لتلفزيون هالك تي في أن حكومة أردوغان تستخدم الغاز البرتقالي لتفريق المتظاهرين لافتة إلى أن الحزب يواصل التحقيقات حول هذا الموضوع. وكشفت صحيفة مليت عن ان عناصر الشرطة استخدمت غازا مكثفا اكثر تأثيرا من الغاز المفلفل يسبب الاقياء لونه برتقالي .
من جهتها نقلت صحيفة راديكال عن اوزدمير اكتان رئيس اتحاد الاطباء في اسطنبول تاكيده اصابة عدد كبير من المواطنين الأتراك اثنان منهم بحالة حرجة في حين أكدت اللجنة المركزية لاتحاد الاطباء في اسطنبول إصابة أكثر من 1700 مواطن تركي في مدن انقرة واسطنبول وازمير نتيجة رمي قنابل الغاز تجاه المتظاهرين وفتح خراطيم المياه عليهم واطلاق الرصاص المطاطي.
وأكدت الصحيفة تواصل المظاهرات الشعبية والمواجهات بين عناصر الشرطة والمتظاهرين في مختلف مناطق اسطنبول مشيرة إلى أن عناصر الشرطة لم تتمكن من تفريق المتظاهرين على الرغم من اعتداءاتها العنيفة عليهم عبر القاء قنابل الغاز وفتح خراطيم المياه حيث يعاود المحتجون الاتراك القاء قنابل الغاز التي تلقى عليهم على عناصر الشرطة مجددا.
ولفتت الصحيفة إلى اعتداء مجموعة من المتطرفين على المتظاهرين بالادوات الحادة في منطقة حجي عثمان بمدينة اسطنبول بينما تصدى المتظاهرون للمجموعة المتطرفة وواصلوا مسيرتهم عبر اغلاق الطرقات.
من جهة اخرى شهدت مدينة تونجلي التركية مظاهرات شعبية بعد انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة حيث تدفق المواطنون الى الشوارع بعد نشر انباء عن قطع التيار الكهربائي عمدا بهدف منع المواطنين من متابعة الاحداث عبر التلفزيون.
وقالت صحيفة يورت إن نحو 1500 شخص تجمعوا قرب مركز الشرطة الواقع في شارع الجمهورية بالمدينة واغلقوا الطرقات عبر اشعال النار واقامة الحواجز مشيرة إلى القاء عناصر الشرطة قنابل الغاز لتفريق المواطنين وان قوات الأمن نشرت العربات المدرعة والدبابات في شوارع وأحياء المدينة وكثفت التدابير الامنية بعد الأحداث التي استمرت حتى الساعة الثانية صباحا.
من جهته أكد موقع اودا تي في أن الاشتباكات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة استمرت طيلة الليلة قبل الماضية في انقرة مشيرة إلى اعتقال اكثر من 500 شخص شاركوا في المظاهرات تم احتجازهم في الصالة الرياضية التابعة لمديرية أمن انقرة.
وقال الموقع أن المتظاهرين كتبوا على الجدران في أنقرة عبارة "المجرم داود اوغلو" مشيرا إلى أن عناصر الشرطة استخدمت الرصاص الحي والغاز البرتقالي لتفريق المتظاهرين في انقرة ولكنها لم تتمكن من تفريقهم حيث واصل المواطنون احتجاجاتهم ضد اردوغان وممارسات حكومة حزب العدالة والتنمية الوحشية.
وأكد رئيس غرفة أطباء انقرة اوزدن شنر في تصريح لصحيفة حريت ان عناصر الشرطة تستخدم قنابل الغاز كرصاص وتلقيها على رؤوس المتظاهرين السلميين الأمر الذي أدى إلى اصابة العديد من المواطنين بعضهم بحالة خطيرة مشيراً إلى اعتقال عدد كبير من المواطنين المصابين والأطباء الذين يسعفونهم خلال المظاهرات.
وقال شنر أن عناصر الشرطة تكثف اعتداءاتها بشكل وحشي من خلال رامي عدد كبير من القنابل الغازية حيث تحاول قتل المواطنين عبر هذا الغاز.
من جهة أخرى كشفت مصادر إعلامية تركية أن حكومة حزب العدالة والتنمية تمارس الضغط على شركات الاتصال من أجل فرض قيود على الاتصالات.
وقالت الكاتبة الصحفية روهات منجي من صحيفة وطن في حديث لتلفزيون هالك تي في إن الحكومة تضغط على كوادر شركة تركسل للاتصالات من اجل قطع الانترنت عن مدينة اسطنبول إثر المظاهرات الاحتجاجية في تقسيم بينما تشير وسائل اعلامية عالمية ومنها سي ان ان إلى التزام شركات الاتصال التركية بأوامر حكومة حزب العدالة والتنمية.
ولفتت منجي إلى اغلاق كاميرات المراقبة من قبل الجهات الرسمية في ساحة تقسيم.
 بدوره أكد موقع صول احتجاج طلبة الجامعات في اسطنبول وانقرة وازمير وكوجا الي مبينا أن الطلبة اخلوا الجامعات وتجمعوا أمامها مطالبين بتأجيل الامتحانات إثر الأحداث التي تشهدها تركيا ولفت إلى أن الغضب الشعبي يتزايد ضد حكومة حزب العدالة والتنمية في انقرة حيث تجمع طلبة جامعة غازي في جول باشي وتوجهوا إلى مبنى فرع حزب العدالة والتنمية في المنطقة.
وفي سياق متصل دعت جماعات المعارضة التركية إلى تنظيم مظاهرة حاشدة في مدينة أزمير فيما أعلن اتحاد نقابات عمال القطاع العام عن تنظيم إضراب تحذيري في اليومين المقبلين في خطوة من شأنها أن تصعد حركة الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
ونقلت سكاي نيوز عن الاتحاد اليساري الذي يضم نحو 240 ألف عضو في 11 نقابة قوله في بيان "إرهاب الدولة ضد الاحتجاجات الحاشدة في شتى أنحاء البلاد أوضح من جديد عداء حكومة حزب العدالة والتنمية للديمقراطية ودعا إلى الإضراب في يومي الثلاثاء والاربعاء".
وأكد النائب أردال اكسنغار في مكالمة هاتفية مع سكاي نيوز أن حزبه لا ينظم هذه المظاهرات وأن الشباب التركي هو الذي يدعو إليها لأنه تعب من قرارات أردوغان التي تتعدى على حرياته الشخصية في رد على اتهامات رئيس الوزراء للحزب بتنفيذ مؤامرة في البلاد.
وتوافد عشرات المحتجين إلى ميدان تقسيم بإسطنبول حيث أشار المتظاهرون إلى أن أعداد المعتصمين ستزيد ومن المقرر أن تنظم القوى الشبابية اعتصاما مركزيا ضد سياسة حزب العدالة الحاكم.
كيري قلق من الاستخدام المفرط للقوة بحق المتظاهرين.. والبيت الأبيض يدعو إلى الإحجام عن ممارسة العنف
وعلى صعيد ردود الفعل العالمية حيال القمع الذي تمارسه حكومة أردوغان وشرطتها قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس إن الولايات المتحدة قلقة لأنباء استخدام القوة المفرطة من جانب الشرطة التركية وتدعو الى ضبط النفس وتؤيد بقوة الحق في الاحتجاج السلمي.
وقال كيري موبخا تركيا التي تتصدى لاضطرابات عنيفة لم تشهد مثلها منذ عقود "نشعر بالقلق لأنباء استخدام الشرطة للقوة المفرطة". ونحن نأمل بالتأكيد في إجراء تحقيق واف في تلك الحوادث وفي أن تتحلى قوة الشرطة بضبط النفس. 
ودعا البيت الأبيض المحتجين والشرطة في تركيا إلى الاحجام عن ممارسة العنف.
ونقلت رويترز عن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني قوله ردا على سؤال عن العنف في تركيا الذي اتسعت دائرته منذ يوم الجمعة الماضي وادى لاصابة المئات "لدينا بواعث قلق بشأن بعض أساليب التصدي لكننا نتوقع بالتأكيد من الحكومة التركية ان تسوي هذه الامور".
وأكد كارني أيضا أنه ينبغي لتركيا السماح بالاحتجاجات السلمية ودعا إلى التحقيق في العنف.
وكانت الولايات المتحدة دعت عبر المتحدثة باسم البيت الابيض لورا لوكاس قوات الأمن التركية إلى ضبط النفس في مواجهة الاحتجاجات مشيرة إلى أن التظاهرات الشعبية السلمية هي جزء من التعبير الديمقراطي.
بدورها أدانت مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبى كاثرين أشتون استخدام الشرطة التركية القوة غير المتكافئة ضد المتظاهرين السلميين كما أعربت عن قلقها من تصاعد أعمال العنف فى البلاد.
وجاء فى بيان على لسان متحدث باسم اشتون نقلته وكالة الأنباء الروسية نوفوستي إن اشتون تدعو جميع الأطراف في تركيا إلى ضبط النفس وإنهاء العنف وإيجاد حل سلمي لهذه المسألة عن طريق الحوار.
وانتقدت منظمة العفو الدولية ممارسات الشرطة التركية ضد المحتجين الأتراك واستخدامها القوة المفرطة لتفريق الاحتجاجات الشعبية المناهضة لسياسات حكومة أردوغان والتي أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من ألف آخرين بجروح.
مئات الأشخاص في نيويورك يتظاهرون تضامنا مع المحتجين ويطالبون باستقالة أردوغان
وتظاهر نحو مئة شخص أمس أمام قنصلية تركيا في نيويورك وسط هتافات نريد الحرية مطالبين باستقالة أردوغان ومعربين عن تضامنهم مع المحتجين الأتراك.
وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس أن المتظاهرين الذين تجمعوا عند زاوية الجادة الثالثة والشارع رقم خمسين وسط مراقبة امنية مشددة هتفوا نريد الحرية ورفع البعض صورة لرئيس الوزراء برفقة رموز نازية في حين رفع اخرون اعلاما تركية ونددت لافتات اخرى رفعها المتظاهرون الذين احيط بهم طوق أمني أوقفوا وحشية الشرطة".
وأعرب هؤلاء المتظاهرون الأتراك في غالبيتهم عن تضامنهم مع الذين يتظاهرون منذ أربعة أيام في اسطنبول وغيرها من المدن التركية.
نواب عراقيون: أردوغان طاغوت يجب زواله من أجل استتباب الأمن في المنطقة
بدورهم انتقد نواب عراقيون السياسات التي ينتهجها رئيس الوزراء التركي ووصفوه بانه شرطي على هيئة طاغوت يجب زواله من أجل سلام دائم في المنطقة.
وأكد النواب العراقيون في تصريحات لـ سانا أن السياسات المنافية للقوانين الدولية والمتعارضة مع قواعد الجيرة التي انتهجها أردوغان في علاقاته مع دول المنطقة ستجعله يواجه مصيرا أسود.
ووصف شاكر الدراجي النائب عن ائتلاف دولة القانون الاحتجاجات الشعبية الجارية في تركيا، بانها رد فعل طبيعي على سياسات الحكومة الأردوغانية وتدخلها بشؤون دول الجوار.
20130603-180659.jpg
وقال الدراجي.. إن "الفعل الذي تقوم به الحكومة التركية تجاه بلدان الجوار والمحيط الاقليمي واتخاذها إجراءات منافية لاعراف الجيرة جعلها الان تشرب من نفس الكأس الذي جرعته للاخرين".
وأضاف.. إن "ما يجري في تركيا هو نضج سياسي مختلف ومغاير لما تقوم به الحكومة التركية من أعمال تجاه شعبها ومحيطها الاقليمي وهذا رد فعل طبيعي اتخذه الشعب التركي اعتراضا على سياسة حكومته المنحازة كثيرا في محاولة لتنفيذ مخططاتها الرامية إلى توسيع نفوذها السياسي والاقتصادي في مختلف البلدان ودليل واضح على أن النظام التركي الحالي يتجه باتجاه مغاير تماما لما أعلنه من برنامجه الانتخابي بدورته الحالية والسابقة".
بدوره وصف إبراهيم الركابي النائب عن ائتلاف دولة القانون أردوغان بالطاغوت وقال.. إن "حكومة أردوغان طاغوتية" مشيرا إلى أن "مسلسل إزالة الطواغيت الذي وصل اليوم إلى تركيا، سيكون قريبا في قطر والسعودية وغيرها".
وأشار الركابي إلى أن "ما حدث في العراق من تفجيرات وقتل وارهاب كان بدعم تركي وقطري وسعودي وإسرائيلي".
من جانيه اعتبر علي العلاق النائب عن ائتلاف دولة القانون الاحتجاجات الحالية في تركيا بأنها انعكاس لمدى اعتراض الشعب التركي على سياسة حكومة أردوغان.
وقال العلاق.. إن الأحداث في تركيا هي شأن داخلي ولكنها تعكس مدى الازمة في المجتمع التركي ومعارضة الشعب التركي لسياسة أردوغان التي اعتبرها الأتراك بانها تشكل خطراً على بلادهم.
20130603-160517.jpgوأضاف.. إن "الشعب التركي يرى ان بلده بدأ يدخل في ازمات تؤثر على الاقتصاد وعلى الوضع السياسي والامني فيه، ولاسيما بعد أن مارس أردوغان دور الشرطي في المنطقة، فيعتدي على هذا وذاك، وحمله لشعار الدولة العثمانية وعودة العثمانية، فيما يريد الشعب التركي نظاما ديمقراطيا يحتفظ بعلاقة متوازنة ومحايدة ومنفتحة على الجميع".
إيران تدعو رعاياها لعدم الاقتراب من أماكن الاشتباكات
من جهة أخرى دعت السفارة الإيرانية في أنقرة الرعايا الإيرانيين في تركيا إلى عدم الاقتراب من مراكز التجمع والاشتباك في المدن التركية المختلفة.
وأشارت السفارة في بيان أصدرته أمس إلى الاشتباكات الاخيرة في المدن التركية المختلفة خاصة في اسطنبول وانقرة داعية الرعايا الايرانيين المقيمين أو السياح إلى عدم الاقتراب من مراكز الاشتباك والتجمع حفاظا على أمنهم والحؤول دون وقوع أي حادث لهم.



  عدد المشاهدات: 835

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: