الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   أخبار العالم   

تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد سياسات أردوغان مع إعلان اتحاد نقابات القطاع العام إضرابا شاملا.. وتوتر بأنطاكيا بعد مقتل شاب بالرصاص
June 04, 2013 12:42

كل الأخبار - سانا : تصاعدت حدة الاحتجاجات الشعبية العارمة ضد سياسات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية لليوم الخامس على التوالي مع استمرار مشاركة عشرات آلاف المتظاهرين الأتراك متحدين إجراءات القمع التي تمارسها وإعلان اتحاد نقابات عمال القطاع العام إضرابا شاملا اليوم.
20130604-151202.jpg
وقال الاتحاد الذي يمثل أكبر الاتحادات النقابية في تركيا ويضم في صفوفه 240 الف منتسب في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية إنه قرر دعم الحركة الاحتجاجية التي تشهدها تركيا بتنفيذ اضراب ليومين اعتبارا من اليوم رفضا للارهاب الذي تمارسه حكومة أردوغان ضد تظاهرات سلمية تماما بشكل يهدد حياة المدنيين.
ويأتي هذا الاعلان عن الاضراب مع استمرار المواجهات الليلة الماضية وصباح اليوم في اسطنبول وأنقرة وأزمير بين المتظاهرين المطالبين باسقاط حكومة أردوغان والشرطة التي استخدمت خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع ما اوقع قتيلين وأكثر من ألفي جريح بين المتظاهرين العزل.
بدورهم واصل آلاف المتظاهرين الليلة الماضية اعتصامهم في ساحة تقسيم وسط اسطنبول التي تقع في قلب الاحتجاجات المتواصلة منذ يوم الجمعة رافعين لافتات تطالب برحيل أردوغان.
وتتصاعد حدة الأوضاع الأمنية في جميع أنحاء تركيا في ظل اعتداءات وحشية للشرطة التركية على المظاهرات السلمية.
وأكدت صحيفة يورت التركية أن مجموعة من الأشخاص يحملون العصي اعتدوا على المتظاهرين في مدينة أزمير برفقة الشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين.
وقالت رئيسة نقابة أزمير سما بكداش إن مجموعة من الأشخاص اعتدوا على المتظاهرين بالعصي الحديدية وقاموا بضرب المواطنين بوحشية الأمر الذي أدى إلى جرح العديد من المواطنين وإلحاق الأذى بهم.
من جهة أخرى زعمت صحيفة اكشام التركية أن الشاب عبد الله جومرت الذي قضى خلال المظاهرات الشعبية في مدينة انطاكيا لم يقتل عبر إطلاق النار عليه بل بعد تلقيه ضربات على رأسه.
20130604-150732.jpgفي حين أكد حسن اكجول النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض خلال اتصال هاتفي مع إحدى القنوات التلفزيونية أن قيادة الدرك في المدينة وجميع المسؤولين أكدوا أن الشاب الذي ينتمي إلى التنظيم الشبابي لحزب الشعب الجمهوري قتل بعد إصابته بطلقة نارية في الرأس.
هذا ويتصاعد التوتر في مدينة انطاكيا بعد قتل الشاب التركي خلال المظاهرات حيث أكد سكان المنطقة أن عناصر الشرطة أغلقت شوارع حي العرمطلي في المدينة قبيل تشييع جنازة الشاب جومرت وسط تظاهر شعبي كبير بعد ظهر اليوم حيث سينطلق موكب التشييع من ساحة اوغور مومجو في المدينة.
في حين قال شهود عيان من مدينة انطاكيا إن عناصر الشرطة قادت المدرعات باتجاه المتظاهرين بشكل متعمد الأمر الذي أدى إلى مقتل طفلة عمرها 9 سنوات وجرح العديد من المواطنين.
وقال السكان إن عناصر الشرطة اعتدت على منازل المواطنين ليلة أمس برفقة مجموعة من التنظيم الشبابي لحزب العدالة والتنمية في حي اك دنيز بانطاكيا و قاموا بضربهم داخل منازلهم إضافة إلى إلقاء الحجارة على منازل المواطنين في حي العرمطلي.
20130604-172333.jpg
من جهة أخرى تجمع مئات الأتراك ليلة أمس في بلدات وقرى مدينة اسكندرون احتجاجا على ممارسات حكومة حزب العدالة والتنمية وسياساتها إزاء سورية ورددوا هتافات تدعو أردوغان وحكومته للاستقالة وتصفه بالمجرم والقاتل.
يشار إلى أن الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تشهدها معظم المدن التركية والمستمرة لليوم الخامس على التوالي أدت خلال الأيام الأربعة الماضية إلى سقوط قتيلين وأكثر من 1500 جريح في اسطنبول و700 في أنقرة بحسب منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان ونقابات الأطباء وذلك بفعل القمع العنيف الذي واجهت به قوات الأمن والشرطة التركية المحتجين السلميين ضد سياسات أردوغان وحكومته.
المفوضة العليا لحقوق الإنسان: على تركيا إجراء تحقيق سريع ومستقل حول سلوك الشرطة مع المحتجين
إلى ذلك أكدت الناطقة باسم مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان أنه على تركيا إجراء تحقيق سريع ومستقل حول سلوك الشرطة في مواجهة المتظاهرين المناهضين للحكومة.
وذكرت ا ف ب أن سيسيل بويي الناطقة باسم المفوضة رحبت بـ "اعتراف السلطات باحتمال الاستخدام المبالغ به للقوة ودعوتها لإجراء تحقيق حول الشرطيين الذين قد يكونون انتهكوا القانون والمعايير الدولية لحقوق الإنسان" مؤكدة أنه يجب إحالة المسؤولين عن ذلك إلى القضاء بعد إجراء تحقيق سريع وكامل ومستقل وحيادي داعيةً إلى تامين علاج سريع للمتظاهرين الجرحى.
20130604-172221.jpg
وأقر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بما اعتبره "اخطاء وإفراطا مبالغا به في رد الشرطة" متعهدا بمحاسبة الشرطيين الذين كان ردهم غير متناسب على المحتجين الذين اتهمهم أردوغان في الوقت نفسه بمحاولة زعزعة الاستقرار ووصفهم بأنهم "مخربون" وادعى أن موجة من التهويل تجري حول حقيقة الأحداث في تركيا متهماً أيضا وسائل الإعلام بتضخيم المظاهرات الاحتجاجية التي تستمر لليوم الخامس على التوالي ضد نظام يسير بالدولة والشعب التركي نحو الهاوية.
واستخدمت الشرطة التركية خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي في تفريق آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا في ساحات المدن بدءا من ميدان /تقسيم/ باسطنبول ما أسفر عن مقتل شابين برصاص قوى الأمن التابعة لأردوغان حتى الآن وإصابة المئات بجروح.
باحث تركي: ما يجري في تركيا علاء الصوت بوجه حكومة أردوغان وسياساتها الاستبدادية
وأكد الكاتب والباحث التركي سولي أوزيل أن ما تشهده تركيا من احتجاجات ضد حكومة رجب طيب أردوغان يشكل كسرا لحاجز الخوف الشعبي وإيصالا لصوته وذلك في الوقت الذي تراجعت فيه شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم بسبب سياسته القمعية والاستبدادية بحق الشعب التركي.
20130604-151228.jpg
وأضاف الباحث في تصريح لشبكة سي ان ان الالكترونية أن "المتظاهرين هم جزء من المجتمع ويفضلون أن يتم التحدث معهم عوضا عن توجيه الأوامر إليهم بالإضافة إلى أنهم يرغبون بتحديد ما سيحدث بمدينتهم والمناطق التي يسكنونها ".
وأوضح أوزيل أن الاحتجاجات تشكل انتكاسة لرئيس الوزراء التركي مؤكدا أن المواطنين خرجوا بمظاهرات لإيصال أصواتهم.
ويرى خبراء أن تزايد القلق الشعبي في تركيا جاء بعد تراجع حرية الإعلام بدرجة كبيرة وسجن ما يقرب من ستين صحفيا بقضايا مختلفة وسعي أردوغان لتسييس القضاء من خلال السماح للإسلاميين بالانتشار في مفاصل المؤسسة القضائية كما لا يخفي كثيرون قلقهم من تدخل الحكومة في الحياة الشخصية للأتراك.
وكان نائب رئيس حزب العمل التركي بولنت اسين أوغلو أكد أن ما يجرى في تركيا من مظاهرات واحتجاجات " هو ثورة ضد ديكتاتورية استمرت 11 عاما وضد سياسة خاطئة لحزب العدالة والتنمية وخنوعها لأوامر الأجنبي وضد سياسة حكومة أردوغان تجاه الشعب السوري ".
صحفيتان تشيكيتان: الاحتجاجات الشعبية الواسعة في تركيا أدخلتها مرحلة سياسية جديدة
إلى ذلك أكدت الصحفية التشيكية تيريزا سبينتسيروفا أن تركيا دخلت مرحلة سياسية جديدة مع استمرار الاحتجاجات الشعبية الحاشدة ضد حكومة رجب طيب أردوغان بغض النظر عن الكيفية التي ستنتهي إليها الأوضاع المتوترة القائمة في البلاد مشيرة إلى أن رسالة الأتراك المحتجين لأردوغان " تتمثل بأنها عليك أن تكون متواضعا ومهادنا وأن تحترم آراء الآخرين "غير أن المسالة تكمن فيما إذا كان أردوغان على استعداد للإنصات.
20130604-183808.jpg
ولفتت سبينتسيروفا في مقال نشرته اليوم في الجريدة الأدبية التشيكية إلى أن أحد الشعارات التي رفعها المحتجون بوجه أردوغان هي " عد إلى أمريكا " في إشارة إلى أنه يسود اعتقاد بين المحتجين بأن الولايات المتحدة تتصرف تجاه تركيا على أنها تحتاجها فقط كحليف ضروري للأزمة الإقليمية الحالية وإن البيت الأبيض غير مهتم بوضع الأتراك أنفسهم مضيفة أن ما بدأ على أنه محاولة لحماية أشجار تحول إلى موجة جماهيرية من العصيان المدني ضد حكومة العدالة والتنمية.
من جهتها أكدت محررة الجريدة الاقتصادية التشيكية لوتسيه بيرانوفا أن الاحتجاجات القائمة في المدن التركية كشفت نقاط الضعف في تركيا معتبرة أن أردوغان يشهد الآن تحولا تاريخيا في عمله السياسي لأن تركيا التي يحكمها منذ 11 عاما لم يعد بالإمكان تقديمها إلى العالم على أنها النموذج حول إمكانية الجمع بين الإسلام والديمقراطية واقتصاد السوق.
وأشارت بيرانوفا إلى أن من يتدفق إلى الشوارع هم الشباب الذين يرون بأن أردوغان يسيء استخدام صلاحياته وأن استخدام القوة المفرطة من قبل الشرطة التركية لقي انتقادا واسعا في العالم.
الكاتب والباحث التركي سولي اوزيل: المجتمع التركي كسر حاجز الخوف الشعبي
من جهته قال الكاتب والباحث التركي سولي اوزيل إن ما تشهده تركيا حاليا ما هو إلا كسر لحاجز الخوف الشعبي وقيام الشعب التركي بمبادرة لإيصال صوته لرئيس الوزراء والحزب الحاكم.
ونقلت شبكة سي ان ان الاخبارية عن اوزيل قوله "إن الرسالة مضمونها أن المتظاهرين هم جزء من المجتمع ويفضلون أن يتم التحدث معهم عوضا عن توجيه الأوامر إليهم بالإضافة إلى أنهم يرغبون بتحديد ما سيحدث بمدينتهم والمناطق التي يسكنونها".
واعتبر أوزيل أن ما يجري حاليا لا علاقة له بالمعارضة لأنها غير قادرة على ذلك حتى وإن أرادت القيام به وهو ما دفع المواطنين للخروج بالمظاهرات لإيصال أصواتهم.
وتشهد تركيا منذ يوم الجمعة الماضي احتجاجات واسعة النطاق غير مسبوقة منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في عام 2002 وتعد الأقوى والأعنف ضد سياسات حكومة أردوغان التسلطية التي واجهت الاحتجاجات السلمية بالعنف.


  عدد المشاهدات: 745

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: