كل الأخبار / عواصم-سانا

تصدر خبر اختيار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي جرى امس اجندات الاخبار الاقتصادية والسياسية على المستوى الدولي بين مرحب ومحبط ومحذر.

وفي هذا السياق أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم عن أمله بأن تواصل بريطانيا لعب دور قيادي وخصوصا في مجال المساعدة الإنمائية.

ونقلت وكالة فرانس برس عن كي مون قوله في بيان.. “سنواصل في الأمم المتحدة العمل مع بريطانيا والاتحاد الاوروبي وهما شريكان مهمان” مضيفا.. “نراهن خلال الفترة الانتقالية التي تبدأ بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي على “براغماتية” أوروبا وحسها بالمسؤولية المشتركة بما فيه مصلحة المواطنين الاوروبيين ونحن اقوى حين نعمل معا”.

من جهتها دعت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد الاتحاد الاوروبي وبريطانيا للعمل معا من أجل “انتقال هادىء” نحو علاقة اقتصادية جديدة بعد فوز مؤءيدي خروج بريطانيا من التكتل في الاستفتاء.

وقالت لاغارد في بيان “نحض السلطات في بريطانيا واوروبا على التعاون معا لضمان انتقال هادىء نحو علاقة اقتصادية جديدة وخصوصا عبر توضيح الاجراءات والاهداف العامة التي ستوجه هذه العملية”.

من جهة أخرى أعربت لاغارد عن دعمها بقوة الاجراءات التي اتخذها بنك انكلترا والبنك المركزي الأوروبي لضخ سيولة في الأسواق مؤكدة الاستمرار في مراقبة تطورات الوضع عن كثب والاستعداد لدعم الدول الأعضاء في حال الضرورة.

وكان صندوق النقد الدولي حذر مرات عدة من “الأثر السلبي” لخروج بريطانيا من الاتحاد دون أن يستبعد انكماشا في البلاد.

بدورها أكدت نيكولا ستيرجين الوزيرة الأولى في إقليم اسكتلندا أن الاسكتلنديين يريدون البقاء في الاتحاد الأوروبي لكنها لوحت بإجراء استفتاء جديد حول استقلال الإقليم عن بريطانيا.

وقالت ستيرجين في كلمة ألقتها تعليقا على نتائج استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. “هناك احتمال كبير جدا لإجراء استفتاء جديد”.

وتوقعت ستيرجين التي تترأس الحزب الوطني الاسكتلندي تغيير سكان الإقليم الذين سبق لهم أن صوتوا لمصلحة بقاء اسكتلندا في قوام بريطانيا خلال الاستفتاء الذي جرى في أيلول عام 2014 مواقفهم بعد أن صوت نحو 52 بالمئة من سكان المملكة المتحدة لمصلحة الخروج
من الاتحاد الأوروبي.

وأضافت الوزيرة الأولى في اقليم اسكتلندا.. “لا شك في أن نتائج الاستفتاء التي جرت امس ستؤثر بقدر كبير على اسكتلندا التي تخلت عن سيادتها” معتبرة أن إخراج اسكتلندا من الاتحاد الأوروبي رغم إرادة شعبها الذي يرغب في البقاء غير مقبول من وجهة نظر المبادئ الديمقراطية لأن أغلبية سكان الإقليم صوتوا لمصلحة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي خلال الاستفتاء الذي جرى أمس.

وكان الاستفتاء الاخير الذي نظمه القوميون الاسكتلنديون انتهى بهزيمتهم إذ صوت 55 بالمئة ممن أدلوا بأصواتهم لمصلحة البقاء في قوام بريطانيا.

وسبق لستيرجين أن حذرت لندن من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يدفع بالإقليم إلى إجراء استفتاء ثان حول الاستقلال.

من ناحيته أكد عمدة لندن السابق بوريس جونسون أن على الساسة في بريطانيا أن يشكروا الناخبين البريطانيين لإعادتهم السيطرة على البلاد.

وأوضح جونسون في مؤتمر صحفي.. “لدينا فرصة كبيرة ويمكن أن نضع قوانين ضرائبنا وفقا لاحتياجات الاقتصاد البريطاني” معتبرا أن ” بريطانيا ستبقى قوة أوروبية كبيرة في السياسة الخارجية والدفاع والمعلومات الاستخباراتية لنجعل عالمنا أكثر أمنا”.

من جهتها ذكرت صحيفة ديلي ميل أن جونسون عمدة لندن السابق يسعى إلى خلافة كاميرون بعد أن أعلن الاخير أنه يعتزم التقدم باستقالته في تشرين الأول المقبل.

وأكدت الصحيفة أن جونسون اضطلع بدور بالغ الأهمية في التأثير على الناخبين بضرورة التصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي وقد مهد كاميرون الطريق أمام تطلعات جونسون بعد أن أعلن عن استقالته.

إلى ذلك تراجعت اسعار النفط في نيويورك بشكل كبير عند فتح الأسواق اليوم وبلغت نحو 5 بالمئة متأثرة مثل الأسواق المالية الأخرى بصدمة فوز مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في الاستفتاء.

وخسر سعر برميل النفط الخفيف تسليم اب 64ر2 دولار ليصل إلى47ر47 دولارا في سوق نيويورك.

ورأى جين ماكغيليان من شركة /تراديشن انرجي/ ان الاستفتاء البريطاني هو الذي اغرق اسعار النفط مشيرا إلى ان المستثمرين قلقون لما سيحصل اثر هذا الخروج وفي المقام الاول بالنسبة للاقتصاد العالمي واسعار الطاقة.

وكان البريطانيون وجهوا صفعة لمشروع الاتحاد الاوروبي بتصويتهم لمصلحة خروج بلادهم من الاتحاد الاوروبي ما احدث اضطرابا قويا فوريا في أسواق المال العالمية وذلك بموجب النتيجة الرسمية المعلنة لنتائج الاستفتاء.