الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   منوعات  

فقط بخطوتين ....... بحر لاواديسا
September 27, 2016 11:35

فقط بخطوتين ....... بحر لاواديسا

لم أكن قد تجاوزت السادسة من عمري . حين أخذني والدي معه رغماً عنه إلى دمشق لأزور والدتي التي كانت ترقد في مستشفى المواساة تنتظر عملاً جراحياً كان من الإعجاز أن ينجح . أخذني والدي مرغماً لأنني حاولت عدة مرات أن أذهب وحدي من اللاذقية إلى دمشق سيراً و أنا على يقين بأن دمشق لا يجب عليها أن تكون بعيدة جداً .. و كانوا يعيدونني دائماً قبل أن أصل بخطوتين
وصلت دمشق . و ارتميت بحضن أمي .. لعبت على سريرها و أنا لا أدرك أن أسرّة المستشفيات لم تعتد أن تحتمل اللعب كما تحتمل الوجع .
أخذت ما كنت احتاجه من رائحتها و خرجت ألهو في أروقة المستشفى حتى وصلت خارجها
كانت طرقات دمشق تغريني بأن تعال و العب ما شئت على امتداد الياسمين .
و بدأت المسير من شارع إلى آخر
و أنا على يقين بأن حضن أمي لا يبعد إلا خطوتين أعودهما للوراء . سرت لساعات . ..
لا أملُّ النظر لواجهات المحلات و لا غرابة البائعين المتجولين .. و كلما عبرت شارعاً . نظرت خلفي . و أدركت أن خطوتين للوراء تعيداني حيث كنت .. إلى أن حل مساء دمشق و ما حل بها الظلام .. فمساء دمشق لم يكن يشبهه مساء . ..
أدركني التعب فجلست على حجر رصيف . أعادوني إلى حضنها بعد أن أتعبتهم و أنا مقتنع أن طريق العودة إليها لم يكن أطول من خطوتين. عادت معي أو عدت معها إلى اللاذقية و معنا الشفاء ..
دمشق التي أغرتني . هي ذاتها التي أهدتني شفاءها
رحلت أمي .. و ما من سبيل للبحث عن حضنها ..
و اليوم .. و فقط في دمشق كلما سرتُ في شوارعها يعتريني شعور غريب .
أن خطوتين للوراء .. تعيداني إلى حضن أمي  



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: