آخر الأخبار
بمشاركة 120 سيدة …افتتاح بازار (حلب أحلى) ‏   الخارجية تعلن أسماء المقبولين للاشتراك في المرحلة الثانية من مسابقتها لعام 2024   لجنة القرار رقم 43 م تقر عدداً من التوصيات حول شروط ومعايير الترشح لمركز عمل (معاون وزير-مدير عام-أمين عام محافظة)   أمام الرئيس الأسد.. محافظو دير الزور ودرعا واللاذقية وحماة والقنيطرة الجدد يؤدون اليمين القانونية   دمشق : بمشاركة عربية و دولية انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي لنقابة أطباء الأسنان بنسخته الثانية والعشرين    مشهداني للمعارض تطلق معرض " ذهب أيلول " بمشاركة 75 شركة متخصصة بإنتاج الأحذية والألبسة والجلديات.    الوزير الخليل في افتتاح معرض اكسبو سورية 2024 بنسخته الأولى : التصدير هو رئة العملية الإنتاجية والأساس لموارد القطع الأجنبي   بمشاركة شركات عربية وأجنبية… انطلاق فعاليات ملتقى “سيرفكس 2024” في دمشق    مشهداني : 55 شركة محلية ودولية في معرض (آغرو سيريا 2024)   انطلاق التصفيات النهائية لمبادرة تحدي القراءة العربي بموسمها الثامن على مستوى سورية   
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

من دفتر الوطن - دون مزاودات ولا مناقصات / حسن م. يوسف
May 31, 2014 13:35

من دفتر الوطن - دون مزاودات ولا مناقصات / حسن م. يوسف

 

 
 
 
 
 
 
 
 
رغم أن السياسة باتت ممزوجة بخبزنا ومائنا وهوائنا، نحن أبناء سورية، أكثر من أي وقت مضى، إلا أن نفوري منها يزداد يوماً عن يوم، فبعض الساسة عندنا يستغلون احتكارهم لوسائل الإكراه الشرعية كي يعاملونا نحن مواطنيهم كما يعامل السائس الكائنات التي تحت سلطته. وعلة العلل أن هؤلاء ينظرون  إلى السياسة على أنها فن الممكن، فيما جلهم، لا يقصدون بالممكن الشيء القابل للتغيير موضوعياً، بل الشيء الميؤوس من تغييره، ذلك الشيء الذي من شأنه أن يتحول من أزمة  إلى كارثة، لولا دورهم «البناء» وجهودهم «التي لا غنى عنها»! على حد قولهم طبعاً.
رغم كل ما سبق، أجد أن الظرف الراهن يجعل الابتعاد عن السياسة نوعاً من الانفصال عن الواقع، ولكي لا أبدو كذلك، سأحاول تناول ما يجري على طريقتي.
من بين آلاف الصور التي رأيتها خلال الأيام الماضية استوقفتني صورتان لا تبرحان خاطري الأولى نشرتها وكالة أنباء «الأناضول» التركية تظهر فيها فتاة سورية جميلة في نحو العشرين من عمرها ترتدي سروالاً قصيراً وقميصاً زهرياً بلا أكمام وهي تركب على دراجة نارية خلف شاب وترفع بيدها اليسرى العلم السوري الذي يخفق فوق رأسها، وترسم بيدها اليمنى علامة النصر وعلى وجهها ابتسامة ساحرة. وقد أفادت وكالة أنباء «الأناضول» أن تلك الفتاة «كانت متوجهة  إلى مقر سفارة بلادها في منطقة بعبدا في جبل لبنان للإدلاء بصوتها في الانتخابات الرئاسية السورية». كثرت التعليقات على تلك الصورة؛أحد المعجبين رأى أنها تذكره بلوحة الحرية تقود الشعب للفنان الفرنسي ديلاكروا، وآخر وصفها بأنها «أجمل ناخبة سورية»، في حين انتقدها معارضون ووصفوها بأنها شبِّيحة وداعشية على شكل نظام.
الصورة الثانية تمثل سيدة سورية مربوعة القامة في نحو الثمانين من عمرها تدلي بصوتها في مقر السفارة السورية بمدينة سانتياغو عاصمة تشيلي وهي تصطحب معها جهاز التنفس الذي لا تستطيع العيش من دونه.
من خلال صورة تلك الفتاة الجميلة القادمة من المستقبل وصورة تلك السيدة التي أنهكها المرض بحيث لم تعد تستطيع التنفس بشكل طبيعي، رأيت صورة ثالثة دائمة التجدد تتشكل فيها ملامح سورية المستقبل.
أعلم أن هذه الانتخابات ليست مثالية بحكم أنها تجري في ظروف حرب، وإن شئتم الحق أستطيع القول إنه ما من انتخابات مثالية في هذا العالم، فقد كنت في أميركا عندما انتخب كلينتون للمرة الثانية، ورأيت عن قرب عورة ما يسمى بالديمقراطية الأميركية.
أعلم أن الكثير من الناخبين السوريين سيقبلون بحماسة على ممارسة حقهم في الانتخاب لا لأنهم يعرفون ما الذي يريدونه على وجه الدقة، بل لأنهم يعرفون تماماً ما الذي لا يريدونه.
يعلم القارئ المتابع أنني لست من تجار الأوهام، وليست لدي مواقف للبيع، لكنني بعد أن اطلعت على الدستور وقانون الانتخابات، أستطيع القول بثقة إن فتح مسار التعدد الديمقراطي بالانتخابات الرئاسية التنافسية يفتح الباب جدياً أمام المواطنين السوريين لممارسة التغيير الحقيقي لأول مرة في تاريخ سورية الحديث، وربما لأول مرة في تاريخ سورية، فالتشريعات الجديدة تتيح فرصة حقيقية للمواطنين كي يتحملوا مسؤولية المشاركة في صياغة مستقبلهم، من خلال التعبير الحر المسؤول عن إرادتهم عبر صناديق الاقتراع. ونتائج هذه الفرصة سوف تكون شبيهة بنا وبمواقفنا من قضايانا الشخصية والوطنية.
صحيح أن التغيير الحقيقي لا يتم بين يوم وليلة، بل هو معركة طويلة الأمد يخوضها المواطن الواعي مع المسؤول الوطني القابل للمساءلة، فالتغيير هو تحد اجتماعي شامل لا يمكن أن ينجزه تجار السياسة في أروقة الفنادق الغريبة. التغيير الحقيقي ينجزه أبناء البلد الذين يعملون على الأرض، بعيداً عن المزاودات والمناقصات الرخيصة.
قبل أن يغتاله أرباب الصناعة الحربية الأميركية عام 1963 قال الرئيس جون فيتز جيرالد كندي: «لا تقل ماذا يمكن لبلدي أن يعطيني، بل قل ماذا يمكن لي أن أعطي بلدي. «والآن بات واضحاً بالنسبة لي، بعيداً عن المزاودات والمناقصات، والوعظ والإرشاد، أن الوطن يعطي أبناءه ما يعطونه.


 



  عدد المشاهدات: 1716

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: