الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

فرنسا الاستعمارية ... بقلم : الرحالة العربي عدنان عزام
May 20, 2013 01:52

فرنسا الاستعمارية ...  بقلم : الرحالة العربي عدنان عزام

تجرأت فرنسا علينا عبر تاريخها الطويل , كلما ضاقت بها الدنيا و حلت عليها المشاكل غادرت جنوبا و شرقا لتصدر مشاكلها , غادرت شرقا بجيوشها لتحتل شرقنا العربي السوري او لتقتطع اجزاء منه و تهديها لبني عثمان تارة و لتصنع كيانات تخدمها تارة اخرى
لم يعد خاف على احد دورها الهدام في المحنة السورية , بل و مشاركتها الفعلية في الحرب على سوريا , دون اية مصلحة للشعب الفرنسي في هذه الحرب , بل انها ضد مصالحه , لأن ساسة فرنسا اصبحوا يعملون ايضا لمصلحة الأمبريالية الصهيوأنكلوساكسونية , وهذا بشهادة العديد ممن اعرفهم من الفرنسيين الأحرار
لهذا قررت الأقامة في باريس عام ١٩٨٦ بعد جولتي حول العالم على ظهر حصان , علني اساهم مع غيري بالتقليل من الضرر الواقع على العرب من هكذا سياسة  , لقد حاولنا الكثير و لكن الطريق ماتزال طويلة أمامنا
في بداية عام ٢٠١١ و بعد اقامة ٢٥ عاما دون انقطاع في فرنسا بدأت الحرب على سوريا ,  و بدا جليا أن فرنسا رأس حربة فيها , فقررت العودة الى الوطن لأكون مع شعبي الذي يسطر ملاحم الشرف و الكرامة بصموده الاسطوري ضد قوى الغزو و الاستكبار و الهمجية , سنتين كاملتين رصدت خلالهما دور السياسة الفرنسية في سفك الدم السوري الغالي , لذا قررت مغادرت الوطن الصامد الى باريس يوم الخميس ١٨ نيسان ٢٠١٣ لأقوم ببعض النشاطات الاعلامية و المساهمة مع الشرفاء بتغيير الموقف المعادي لسوريا , لانه من خلال معرفتي بفرنسا و متابعتي لها من سوريا عبر النت و الاتصالات الهاتفية بمن أعرفهم في باريس تاكدت من انه لا بد من المحاولة خاصة و ان العديد من افراد الجالية السورية سقطوا في مستنقع العمالة و تحولوا الى معارضة لا وطنية و أخص بالذكر مئات الطلبة الذين يدرسون على حساب الدولة السورية و الذين ما بخلت عليهم يوما بشيء
منذ اليوم الثاني لوصولي التقيت بالصحفية سهام سويد فرنسية من أصل تونسي و أجرت معي لقاء لصالح مجلة لوبوان التي تعمل بها , ثم قدمتني الى رئيس التحرير الذي حاولت اقناعه بالكتابة بشكل ايجابي عما يجري في سوريا , وعدني خيرا و أكد وعده برسالة الكترونية , لكنه عاد و تراجع برسالة اخرى , لان ادارة المجلة منعته , وهي فعلا منعته , لأن الصهاينة دقوا مسمارا في نعش ديمقراطيتهم ومنعتهم من كتابة اي شيء لا يخدم مصالح قطر و اردوغان و اسرائيل.

بعدها عملت لقاء على اذاعة فرنسا و المغرب على الهواء مباشرة بمشاركة عشرات المستمعين مع الاعلامي التونسي طارق مامي و هي الاذاعة الوحيدة التي تتجرأ على قول الحقيقة حيال ما يجري في سوريا
ثم أقمت ندوة في المركز الثقافي السوري بتاريخ ٤ أيار ٢٠١٣ باللغة الفرنسية , و بدعوة من الاتحاد الوطني لطلبة سوريا و جمعيات من الجالية السورية , بعنوان فرنسا تخطأ باختيار أصدقائها في سوريا , تلاها حوار مفتوح مع الحضور و أهم كلمة في هذه الندوة قالها السفير الفرنسي السابق ميشيل رامبو :
انكم في سوريا تقاتلون من أجل الحفاظ على سيادتكم و نحن نقف معكم اليوم لتساعدونا فيما بعد لاستعادة سيادتنا المفقودة ( تم تغطية هذه الندوة على النت ).
ثم لقاء مع جريدة اوربا و الشرق مع الصحفي الفرنسي فريديريك سايو , ثم عملت لقاء مع الصحفية الجزائرية جميلة أبو شنب لصالح التلفزيون الجزائري و مدته ساعة كاملة بينت من خلاله وجه الشبه بين الارهاب الذي تعرضت له الجزائر الشقيقة و ما تتعرض له سوريا , و ان المؤامرة على الشعوب العربية حقيقة تاريخية , و ليست و ليدة الساعة
ثم لقاء على القناة الفرنسية بالعربية , فرنسا ٢٤, موجود على صفحتي الفيس بوك .

التقيت بعدة جمعيات , أهمها اتحاد جمعيات من أجل سيادة سوريا و ضد التدخل الاجنبي في شؤونها , و قمنا بعمل لائحة للشخصيات المهمة لدعوتها لعمل لقاء موسع لشرح ما يجري في الوطن و قد قمنا بصياغة البيان التأسيسي لهذا اللقاء ومن هذه الشخصيات الأب ميشيل لولون الذي استقبلني في بيته ورحب بالفكرة و عضو البرلمان البلجيكي لوي لوران الذي حضر الى باريس ليلتقي بي و تعهد بالمشاركة باللقاء , و تواصلت مع العديد من الشخصيات الصديقة وخاصة من الجالية الايرانية و الفنزويلية لمساعدتنا في انجاح هذا اللقاء , نتيجة كل هذه النشاطات اقتنعت بامكانية كسر جبل الجليد الفرنسي و بالتالي عمل هذا اللقاء الكبير في باريس مع اصدقاء سوريا الحقيقيين تحت عنوان
لترسيخ السيادة السورية - لا للتدخل في الشان السوري - نعم لمتابعة الحوار الوطني  

في ١٦ ايار ٢٠١٣ شاركت بندوة عنوانها :  الديبلوماسية الفرنسية تجاه ايران , من تنظيم الاكاديمية الباريسية الجيوسياسية و ذلك بحضور :جاك مايار عضو في البرلمان , و قد تحدث عن الحوار البناء الممكن اقامته مع ايران
جان ميشيل فيرنوشيه , كاتب , تحدث متسائلا عن مدى استقلالية الديبلوماسية الفرنسية تجاه ايران و بمعنى اخر ارتهان الديبلوماسية الايرانية لعوامل خارجية كتأثير اللوبي الصهيوني
الاميرال جان دوفورك , تحدث عن الموقع الاستراتيجي لايران و علاقتها بدول الشرق و اعتمادها على سوريا و لبنان في الازمات و قد قالها بطريقة غير لائقة , بمعنى استخدام ايران لسوريا و لبنان عند الازمات , وأجبته فورا مبينا له و للحضور العلاقة التاريخية التي تربط سوريا و ايران
دافيد ماسكري , استاذ في الجامعة , تحدث عن عوامل القوة و الضعف للجمهورية الايرانية و قدرتها على التكيف مع عالم الغد
فرانسوا جيري رئيس المؤسسة الفرنسية للتحليل الاستراتيجي و قد تحدث عن المباحثات الايرانية الفرنسية بين عامي ٢٠٠٢ و ٢٠١٣ و الازمات التي مرت بها
امري دو منتيسكسو عضو في مجلس الشيوخ , تحدث عن اهداف الديبلوماسية الفرنسية في ايران ’ مبينا ان فرنسا المتعالية في تعاملها تجترح الخسائر الفادحة من جراء هذه السياسة و لا بد من عقلنة ديبلوماسيتها
الجنرال هنري باريس , تحدث باسهاب عن النووي الايراني و الكلفة العملاقة التي تدفعها ايران للوضول الى هذا السلاح الذي لا تستطيع الدول الصغيرة الوصول اليه , كما تحدث عن الجيش الايراني كجيش يفتقد لمقومات جيوش الدول الكبرى من التنظيم و الاتصالات ما عدا الحرس الثوري الذي مكنته القيادة الايرانية من وسائل القوة
جيرار فرانسو ديمون استاذ في جامعة السوربون  , و تيري كوفيل استاذ في الجامعة ايضا , تحدثا كلاهما عن العلاقات الاقتصادية مع ايران و تضرر الصناعة الفرنسية من قطع هذه العلاقة و خاصة صناعة السيارات
كنت اخر المتحدثين في البرنامج حيث بينت لهم ضرورة اخذ الديبلوماسية الفرنسية و من خلال تعاملها مع ايران علاقتها التاريخية بسوريا و متانة الحلف الذي يربط ايران بسوريا و المقاومة اللبنانية و الفلسطينية و هذا ما مكنه من مقاومة العدوان الصهيوني
ثم انتقلت الى شرح مسهب عن الجرائم التي ترتكبها العصابات المجرمة في سوريا و كيف يقاوم السوريون الهجوم التكفيري و ان سوريا تدافع اليوم ليس فقط عن نفسها و انما عن المجتمع المتحضر في العالم ضد الغزو التكفيري الهمجي
يعتبر هذا اللقاء هو الاول من نوعه الذي يعرف بحقيقة ما يجري في سوريا , علما ان المعارضة الخائنة وبمساعدة اللوبي الصهيوني الفرنسي القطري تعمل ليل نهار لتزوير حقيقة ما يجري في سوريا و بامكانية بشرية و مادية هائلة
حضر هذا اللقاء شخصان سوريان و قد حاول الاثنان التشكيك بما اقول متهمينني باني اعمل على تجميل شكل النظام لكن طريقة الطرح الغوغائية التي اتبعاها افقدتهما مصداقيتهما
لا بد من العمل الحثيث في اوربا للتصدي اعلاميا لهذه الجريمة و هنا أوكد على ضرورة استقبال الاعلاميين في سوريا بعد اخذ الضمانات و كذلك تنشيط الديبلوماسية السورية من خلال اصدقائنا و انا غير مقتنع بالاعذار المساقة من قبل بعض اليبلوماسيين السوريين المرتاحين في اوربا
التقيت بالكاتب جيرار دو جورج و هو صديق حميم لأقطاب المعارضة المخملية القابعة في باريس و التي مصت الدم السوري خلال عقود من توليها مناصب في السلك الديبلوماسي , و قد زار سوريا مئات المرات و على حساب الخزينة السورية و كان مصطفى طلاس يعطيه كل ما يريد لانجاز كتبه الفاخرة , لكنه اليوم يدعم و بشكل لا اخلاقي و سافر العصابات الارهابية و يدعو علنا لتسليمها الحكم في سوريا
كما التقيت الصحفي جورج مالبرونو و المتبجح بانه يعرف الكثير من المسؤلين السوريين و مع ذلك فهو لم ينقل حقيقة ما شاهده في سوريا و يتهم صراحة الدولة السورية بقتل شعبها
التقيت ايضا المدعو فريديريك شاتيون مستشار مارين لوبن رئيسة حزب الجبهة الوطنية و الذي اعرفه منذ سنوات و هو صديق حميم لمناف طلاس , طلبت منه اقناع مارين لوبن بعمل لقاء كبير جماهيري و اعلامي لمواجهة التضليل الاعلامي , لكنه رفض قائلا ان مارين تجهز للانتخايات الرئاسية و لا تريد ان تحرق نفسها و كذلك زوجها اليهودي لا يسمح لها
و قد قال لي بانه اوقف موقعه الالكتروني الذي كان ينقل اخبار مؤيدة لسوريا بسبب النقص المادي و انه زار القصر في دمشق و التقى العديد من المسؤرلين و اخبرهم بذلك , اي انه حملهم جميله و انا لا اعتقد ان سوريا تسمح بهكذا امر و بشكل عام أننا نفتح ابوابنا بشكل مفرط للأجانب , بينما هم لايستقبلوننا و لا يعاملوننا بالمثل
بشكل عام انا لا احبذ التعامل مع اليمين المتطرف في فرنسا لانهم يتغنون بامجاد فرنسا الاستعمارية و كل علاقة معهم تبقى مرحلية كالعلاقات التي اقمناها مع الوهابيين الذين قدموا الى سوريا و طعنونا في الظهر
يوجد في فرنسا تيار صغير , لكن يمكن العمل عليه بصورة مستمرة و هو يضم بعض الديغوليين و اليساريين الوطنيين
منذ و صولي الى باريس حاولت التواصل مع البرلمانيين الفرنسيين المهتمين بالشأن السوري و هم : الان مارسو و جاك مايار في اليمين و جيرار بابت و سيرج جانكان في اليسار و جميعهم يحملون افكار مضللة و ناقصة عن حقيقة ما يجري , اذ تعشش في عقولهم فكرة ان :الجيش يقتل الشعب
و لكنهم متخوفين من المد الاصولي و يشعرون انهم حقا في حيرة من امرهم
ان اهمية ما اقوم به هو انه ياتي عن طريق مواطن سوري و ينتمي الى المجتمع الاهلي السوري و يعيش في سوريا و يجيد التواصل مع الفرنسيين
و انني اتحدث باسم حزب الشعب الذي أسسه الشيخ نواف عبد العزيز طراد الملحم و الدكتور نشأت الاطرش مع نخبة من السوريين و هذا ما يجعل الناس في فرنسا يصدقون ما نقوله لهم عن التحول الديمقراطي في سوريا و ان للشعب السوري وحده الكلمة العليا و اليد الطولى بتقرير مصيره , وهنا أتوجه من فرنسا لكل أطياف المعارضة الوطنية , ليأخذوا دورهم التاريخي و يسحبوا البساط من تحت أقدام معارضة الخيانة و ان يتوحدوا مع الشعب السوري و الأرض و العرض و الجيش و القيادة لتقويض الفرصة على غزاة الوطن , لنسجل اسمنا في التاريخ اننا الشعب الذي لا يقهر ... وفقنا الله لنصرة سوريا العظيمة
النصر لسوريا ... عدنان عزام

 



  عدد المشاهدات: 1416

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: