الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

ما هو الإسلام ؟؟ بقلم : أحمد رفعت يوسف
December 01, 2014 01:06

ما هو الإسلام ؟؟ بقلم : أحمد رفعت يوسف

كلما كتبنا منشوراً أو نشرنا رأياً حول جرائم العصابات الإرهابية التي يندى لها جبين الإنسانية في سورية وغير سورية يأتينا البعض بجواب واحد وجاهز ليس عندهم غيره وهو.. أن هؤلاء ليسوا مسلمين ولا يمثلون الإسلام.
أنا لا أفهم كيف أتقبل هذا الجواب الغبي أنا أو غيري ممن يعملون العقل في نقاشهم وهذه العصابات الإرهابية تحمل شعار الدين وتقتل تحت راية الله أكبر وتطلق على نفسها أسماء إسلامية ويتخذ مجرموها أسماء إسلامية نبشوها من مدافن التاريخ..
ثم ألا ترتكب هذه العصابات جرائمها بدعوات على المنابر من شيوخ مسلمين يحتلون الشاشات ويتصدرون المجالس ويؤمون المصلين في أكبر المساجد وفي الأماكن التي يفترض أنها تدعو إلى القيم الدينية والأخلاقية السمحة ؟؟.
والأخطر من كل هذا ألم يقم هؤلاء بجرائمهم مسلحين بفتاوى لمراجع وشيوخ كانت (وما زالت لدى البعض) لها قدسيتها وممنوع الاقتراب منها أو التشكيك بكلامها وفي مقدمتها شيوخ المذاهب ومراجعها؟؟.
وإذا سألنا بكل هدوء كل من يقول أن هؤلاء ليسو مسلمين ولا يمثلون الإسلام أليس الإسلام (وتحديداً الفرع السني منه) الذي يمثل الأغلبية ويقول شيوخه أنهم يمثلون الإسلام يكفر كل من هو مسلم من غير مذاهب السنة ويكفرون حتى من هو من هذه المذاهب ولكنه ليس ملتزماً كما يريدونه كما يكفرون أيضاً المسيحي واليهودي والبوذي والهندوسي وكل الديانات السماوية وغير السماوية.
والسؤال هنا ألا تعني كلمة تكفير في فتاوى هؤلاء وكتبهم ومراجعهم وجامعاتهم ومعاهدهم دعوة واضحة لقتل كل من هو كافر (أي كل من هو ليس منهم) حتى لو كان من سكان الأسكيمو إذا (تمكنوا منه)؟؟.
ألا يقول هؤلاء بأن الطريق إلى الله والطريق إلى الجنة محتكر لهم ولأتباعهم حتى لو كان لصاً وقاتلاً ومن دونهم هو إلى النار حتى لو كان منقذاً للإنسانية؟؟.
كما أتمنى من كل من يقول بأن الإسلام غير هذا أن لا يكتفون بهذا الجواب لأنه غير كاف وعليهم أن يدلونا على مرحلة واحدة في تاريخ الإسلام منذ سقيفة بني ساعدة وحتى داعش يمكن أن تعتبر نموذجاً للإسلام الحقيقي (كما يرونه) لكي نتخذه نموذجا ونقلده وندعو إلى شبيه له..
أنا أدرك أن هذه الأسئلة هي من أخطر ما يواجهنا في هذه الفترة ومع فورة الغرائز في هذا العالم الإسلامي المعذب بمعتقداته وموروثه التاريخي والفقهي وبعد كل ما رأيناه من دماء وقتل وذبح وسبي وتشريد وتدمير يتم كله تحت راية (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله).
نعم إن هذه الصفحة فتحت في عالمنا وبلادنا على وقع ملايين الأرواح البريئة التي قتلت وأنهار الدماء التي هدرت تحت راية (الله أكبر) في أكثر صفحات الإنسانية سواداً وأعتقد أن هذه الصفحة لن تغلق قبل أن تتم الإجابة على أخطر سؤال يواجه العالم الإسلامي منذ "إقرأ" وحتى الآن وهو .. ما هو الإسلام؟؟.
فإذا كان الجواب نعم هذا هو الإسلام فنعتقد أن هذا لن يكون مقبولاً بأي شكل من الأشكال من اي شريحة إنسانية كانت أما إذا كان الجواب "لا" فنعتقد أن هذا الإسلام في أزمة عميقة جداً وعلى النخب الإسلامية أن تخلص هذا الإسلام من موروثه الدموي والتكفيري وتقدم النموذج الحقيقي للإسلام كما يريدونه ونريده إسلاماً سمحاً ومتسامحاً وهذه من أصعب المهمات التي يتعرض لها هؤلاء منذ ظهور الإسلام وحتى الآن؟



  عدد المشاهدات: 1833

إرسال لصديق

طباعة


التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد: