الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

للباطل جولة ... و للحق جولات بقلم عدنان عزام
May 23, 2013 01:01

كل الأخبار - باريس
يبدو أن العالم الغربي و أذنابه يقبضون أنفاسهم قبيل انعقاد ما يسمونه نفاقا مؤتمر أصدقاء سوريا في الاردن
سفيرة الامبريالية الأمريكية في مصر تهرول الى الاردن لترتيب وصول سيدها الوزير جون كيري الى عمان تصل هرولة ليس للسهر على تنفيذ برنامج كيري المكثف و انما لأبتكار كلام يقولونه للعالم عن سبب تبخر أصدقاء سوريا, اذ ان عدد الدول المشاركة في هذا المؤتمر هو المعيار الحقيقي لقياس مدى التغيرات في الموقفين العربي و الدولي حيال ما يجري في سوريا .
الاجتماعات السابقة التي عقدت في تونس و استنبول و باريس ضمت أكثر من ١٥٠دولة تحت جناحي الولايات المتحدة الأمريكية , راعية الارهاب في العالم و بمباركة القارة الاوربية العجوز ;
اجتماع النفاق في عمان سيكون و حسب كل مراكز صنع القرار في أوربا و مراكز الدراسات الاسترتيجية , أجتماعا تسامريا و رومانسيا نظرا لقلة الذين سيشاركون به , لن يكون كالاجتماعات السابقة لمتابعة التامر على سوريا و اسقاط نظامها و دراسة الخطط العسكرية للتدخل فيها او امداد المعارضة السلمية بالسلاح و انما سيكون للتشاور و التنسيق بشأن مؤتمر جنيف ٢ و هذا فحوى ما قاله ناصر جودة وزير الخارجية الاردني .
وحده الله يعلم كيف تبدلت أحوال و أقوال و مخططات هذه الدول و التي كانت لأيام قليلة خلت تحلف اليمين المغلظة بأن النظام ساقط خلال أيام و لا حوار و لا جلوس معه , أي انهم باعوا جلد الذبيحة قبل صيدها
غيروا خطوطهم الحمراء و الصفراء و السوداء بأن لا تفاوض مع النظام الى أمكانية التفاوض معه ,
وحده الله يعلم , انها امريكا وراء كل شيء , هي من أشعل الفتيل و هي من يحاول اطفاءه , ليس لتحسن في اخلاقها و لا لروحانية هبطت عليها من السماء و انما لخوف ادارة اوباما من التورط في المستنقع السوري الذي بدأت تعي ان الجيش العربي السوري يجهزه لها و لكل أذنابها خاصة بعدما شاهدوا ما يجري على أرض القصير . كذلك اقتنعت الولايات المتحدة بعدم قدرة الجماعات المسلحة على التفاهم فيما بينها و استمراها بالتقاتل على الغنائم و خوف الاوربيين من سيطرة التكفيريين في سوريا و بالتالي عودة الكثير منهم الى أوربا المنهكة بمشاكلها و مخاوف الجميع من التدخل الاسرائيلي الأرعن في مسار الاحداث و بالتالي الرد السوري الذي سيجر المنطقة الى حرب اقليمية بل عالمية . كل هذا و هم يرقبون ثبات الموقف الروسي الذي طالما راهنوا على تغيره , اذ ما تزال كلمات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تجلجل في اذانهم و هو يقول للمعارضة شاركوا في مؤتمر جنيف دون شروط مسبقة
و نصحهم أيضا , قائلا :
تخلوا عن شرط تنحي الرئيس الأسد ولا تتكلموا بعدم حضور ايران المؤتمر .
يضيف أحد الساسة الفرنسيين سرا : فوق كل هذه الأسباب يظهر الرئيس بشار الأسد أمام الاعلام الارجنتيني بكل ثقة و ثبات ليقول أنه باق لان الشعب يريده أن يبقى و أنه سيشارك بانتخابات السنة القادمة.
و ليكتمل مشهد الرعب الغربي و الخليجي تظهر السفن الروسية في المياه المتوسطية الزرقاء و كأنها الهة الموت الهادئ الواثق , سفن و غواصات تنقل رسالة الى كل المجتمعين في عمان بأنه لا تغيير على الطريقة اللبيبة ,
و نحن نقول للمجتمعين على الغدر و الغزو و الخيانة خياران لا ثالث لهما: الصمت الامبريالي العثماني البترولي و تجرع الهزيمة الأولى في العالم الجديد عالم ما بعد الحرب على سوريا و هم بالتالي سيجدون اخراجا هوليوديا لها لحفظ ماء وجوههم أمام شعوبهم كأن يقولوا سنبحث عن أدلة استخدام الأسلحة الكيميائية و هذا سيأخذ وقتا طويلا و ينسى العالم القصة التي ستتحول الى حكاية ألف ليلة و ليلة , أو أنهم سيقررون الذهاب الى جنيف فقط لافشاله و بالتالي يجدون الذريعة أمام العالم ليبرروا شن الحرب على سوريا و المقاومة و ايران دفعة واحدة لان ابنتهم المدللة اسرائيل تكون قد أمرتهم هكذا لأنها وحدها المتضررة من تصاعد قوة حلف المقاومة الصامد وو حدها التي ستمتلأ سماءها بصواريخ المقاومة فيما لو ارتكبت حماقة العصر .
أختم بما قاله لي السفير الفرنسي السابق في الخرطوم ميشل رامبو قبل أيام
)
انتم اليوم في سوريا في لحظة تاريخية مشرفة لأنكم تدافعون ببسالة عن سيادتكم و تدافعون عن كل العالم المتمدن و الاخلاقي بينما نحن فاقدون سيادتنا و اخلاقنا .(
وأنا انهي هذه الكلمات في باريس صباح الأربعاء ٢٢ ايار ٢٠١٣ بنبأ اعلان التلفزيون الفرنسي انتحار أحد الكتاب الفرنسيين دومينيك فينير Dominique Venner في داخل أقدم و أكبر كنيسة في العالم ; كنيسة نوتردام في وسط العاصمة الفرنسية
انتحر احتجاجا على سياسة الحكومة الفرنسية التي تلهي شعبها بالتصويت على قانون الزواج المثلي المدمر للعائلة الفرنسية
و تترك الاهتمام بالسيادة الفرنسية جانبا



  عدد المشاهدات: 1627

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: