الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

الاستقلال ......... يصنعه الرجال / بقلم : يونس أحمد الناصر
April 24, 2015 11:18

الاستقلال ......... يصنعه الرجال / بقلم : يونس أحمد الناصر


ليس هناك كلمة في قاموس الرجال أغلى من الاستقلال و الرجولة هنا ليست لتحديد الجنس إنما صفة نبيلة تعادي الظلم و تنشد الحرية.
الاستقلال لا تحصل عليه الشعوب الخانعة و مهر الحرية من نير الاستعمار هو دماء زكية تروي تراب الدول الطامحة للاستقلال
و بعد منتصف القرن الماضي هبت شعوب كثيرة لنيل استقلالها من دول الاستعمار القديم و منها سورية التي أنجزت الاستقلال و طردت الاستعمار الفرنسي البغيض ودول عربية عديدة أخرى كالجزائر التي بذلت مليون شهيد لتنال استقلالها و مصر أيضا و ليبيا التي استقلت من الاحتلال الايطالي , و لا زال الاستعمار يجثم على صدر أخوتنا في فلسطين المحتلة التي انتقلت من تحت الاستعمار البريطاني إلى استعمار أشد قسوة هو الاستعمار الصهيوني الذي زرعه الغرب الاستعماري خنجرا في خاصرة الدول العربية التي نالت استقلالها يستنزف الطاقات و القدرات و يحول دون تطور هذه الدول بأساليبه الخبيثة طورا بالحرب و أطوارا بأساليب أخرى لا تقل قذارة كاستهداف العقول و المبدعين و ضرب محاولات النهضة كما حدث في السودان عندما تم تستهدف معامل الأدوية بحجج واهية .
أما محميات الخليج فقد نالت استقلالا صوريا فوَّض فيه المستعمر سلطاته لبعض العائلات الرجعية التي حافظت على مصالحه و بقيت رهينة ببقائها لهذا المستعمر لا تحيد عن أوامره قيد أنملة .
ما يزيد قليلا عن خمسون عاما من عمر استقلال الدول العربية و بمراقبة بسيطة لهذه الدول يكتشف المراقب بأن استقلال الكثير منها لم يكن إلا استقلالاً صورياً بحيث بقيت هذه الدول ترزح تحت نير الاستعمار بصور مختلفة بحيث تم منع هذه الدول من الحصول على مقومات الاستقلال سواء بحصولها على وسائل الدفاع عن نفسها أو تأمين مصادر الغذاء و الماء لشعوبها و تشجيع منظومات تعليم لا تغني و لا تسمن من جوع يتركز في غالبيته على التعليم الديني الذي يزرع بذور الشقاق و الاختلاف بين أبناء الوطن الواحد و تغييب التعليم المهني و العلمي الذي يرتقي بالشعوب و يمهد لاستقلال حقيقي لأبناء الوطن العربي بحيث بقي الوطن العربي بقعة جغرافية يسرقون منها الخامات الأولية و سوقا استهلاكية لمنتجات الدول الصناعية و أي محاولة للخروج عن هذه القاعدة تتم مواجهتها بالحديد و النار
تطورت الأنظمة السياسية في بعض هذه الدول و بقيت الكثير من هذه الدول تعيش في العصور الوسطى رغم الثراء الظاهر نتيجة الطفرة النفطية التي تمتع فيها الأفراد الذي ارتكزت عليهم المصالح الاستعمارية عند خروجهم في حين بقي باقي الشعب يعاني القهر و الاضطهاد
و يمكن التمييز بين الأنظمة الجمهورية كنظام متطور و بين الأنظمة الملكية و المشيخات كأنظمة حافظت على تخلفها و أعني سياسيا و بقي المالك أو الشيخ هو الآمر الناهي تماما كنظام العشيرة البدائي و ربما أسوأ منه فعن أي استقلال يتحدثون و عن أي حرية يتكلمون !!!
مصر أكبر بلد عربي تم تكبيله باتفاقية العار مع الكيان الصهيوني و التي كان من إفرازاتها تدمير قطاع الزراعة و اضعاف الجيش و زيادة الفقر و اعتماد مصر على معونات تكاد لا تسد الرمق وتستخدم هذه المعونات للضغط على الجمهورية المصرية في كل حين تحاول أن تخرج به عن إرادة المستعمر و آخر افرازاتها الضغط على مصر لتثبيت الاعتراف بكامب ديفيد و الاشتراك بالعدوان على اليمن
الجزائر استهدفها المستعمر بأدواته الخبيثة و أعني تيارات الاسلام السياسي في حرب ظالمة استمرت عشرة أعوام نال الجزائر فيها ما نالها من الجراح و لم تكد تستقر الأمور حتى ماجت موجات ما سموه الربيع العربي ليعود الاضطراب ليعصف بالجزائر و باقي الأنظمة الجمهورية في الوطن العربي و العراق الذي تم استهدافه شعبا و جيشا حتى أصبح بركة للدماء و اليمن الذي ناله ما ناله من الاستعمار و أدواته من الرجعية العربية
الاستقلال يا أخوتي هو تحقيق الأمن الغذائي و الصحي و العسكري بحيث تكون الدول قادرة على حماية ترابها و تأمين متطلبات شعبها و هو ما خطت فيه سورية خطوات هامة بعد الاستقلال و خصوصا خلال العقود الماضية من عمر الحركة التصحيحية التي أمنت التعليم و الصحة المجانيين و بنت جيشا عقائديا هو عنوان صمودنا و حماية بلدنا و رغم الجراح التي أصابت الجسد السوري إلا أن ما سبق هو القادر على انتصارنا و عودة نهوضنا مجددا ................. و إلى سورية منتصرة و متجددة




 



  عدد المشاهدات: 1783

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: