الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

انتحار الاسلام السياسي بالمسدس الأمريكي / بقلم : يونس أحمد الناصر
June 16, 2015 05:22

انتحار الاسلام السياسي بالمسدس الأمريكي / بقلم : يونس أحمد الناصر
 
ربما يكون الاسلام السياسي قديماً قدم الرسالة المحمدية و أعتقد بأنه بدأ يوم وفاة النبي محمد عندما تنادى الطامحون إلى السلطة و رجال الأعمال بمفهوم ذلك الزمان و قادة الأحزاب ( العشائر ) إلى سقيفة بني ساعدة لترتيب انتقال الحكم الاسلامي بعد رحيل النبي و ربما قبل دفنه
و كي لا ندخل بمتاهة التاريخ و ننحاز إلى روايات التاريخ فقد اجتمع هؤلاء في السقيفة و قرروا تكليف الصحابي أبي بكر الصديق خليفة للمسلمين متجاهلين وصية نبيهم بأن يكون الحكم من بعده لعلي بن أبي طالب و الذي أوصى فيما بعد لعمر بن الخطاب حتى آلت إلى الثري الأموي عثمان بن عفان و الذي كان قد جهز جيش العسرة من ماله الخاص,  وانتهى به الأمر إلى الموت مقتولا بثورة شعبية انتهت إلى تكليف علي بن أبي طالب بالخلافة و انتهت بمقتله أيضاً ,  حتى عادت السلطة إلى الأمويين الذين نازعوا أولاد علي بن أبي طالب السلطة و تمكنوا منها و بدأ حكمهم بولاية معاوية بن أبي سفيان و تتالى عليها بني أمية الذين مارسوا اضطهادا  لأتباع الامام علي بن أبي طالب,  و كما قلت ليس هذا هو موضوعنا,  و لكنها مقدمة هامة  لشرح مفهوم الاسلام السياسي و انتهى العهد الأموي بسيطرة العباسيين على الحكم و الذين أيضا مارسوا الاضطهاد لمعارضيهم من آل البيت و أعدائهم الأمويين حتى انتهى بهم الأمر إلى تسليم السلطة إلى العثمانيين أخوال أولاد هارون الرشيد ,  و الذين حكموا الدولة الاسلامية ما يزيد على أربعمئة عام تحت عنوان الخلافة الاسلامية مارسوا خلالها أبشع أنواع القمع و التسلط على رقاب العباد , و انتهت هذه الامبراطورية  بنشوء الحركات القومية في البلدان التي حكمها العثمانيون و انتهت إلى انهيار" دولة الخلافة " و التي بقي حنين عودتها يداعب نفوس الكثيرين من المسلمين سنة و شيعة و هما الكتلتين الكبيرتين في العالم الاسلامي بغض النظر عن باقي الفرق الصغيرة التي شكلت طرقا عرفانية  تبتعد أو تقترب من المذهبين الرئيسيين و لا تطمح إلى السلطة .
إيران و دولة الخلافة
نجحت ثورة الامام الخميني بتوطيد سلطة الخلافة على المنهج الموالي لآل البيت  في سبعينيات القرن الماضي  و لا زالت تقيم دولة دينية تثير حسد الطامحين إلى دولة الخلافة على المذهب السني و الذي تعتبر السعودية قائدة رمزية له و اعتمادها مذهب الوهابية التكفيرية وضعها في مواجهة مع كل معتنقي مذهب أهل السنة و الجماعة في العالم الاسلامي الأمر الذي يعيق بناء دولة الخلافة التي يطمحون لها و تهاوي مشروع الأخوان المسلمين في مصر بدد أحلام أردوغان بعودة الامبراطورية العثمانية " السنية " و الذي تلاه فشل حزب العدالة و التنمية في الانتخابات الأخيرة في تركيا و الذي بدد نهائيا أحلام السلطان السفاح أردوغان و إيران التي أقامت خلافتها على مبدأ تحرير العقل و الاستفادة من مقدرات الأمة الايرانية استطاعت إحراز تقدم علمي و تكنولوجي رفيع أدخلها النادي النووي و قوة عسكرية صنعتها أيدي أبنائها شكلت تحديا لكل من يفكر بالاعتداء عليها
الوهابية و البترودولار و دولة الخلافة 
بعد الثورة النفطية في الخليج و ما رافقها من تكديس لأموال البترودولار في مجتمع جاهل متخلف لم يحسن إدارة هذه الثروة  و لتي توزع الجزء الأكبر منها على مصاريف العائلات الحاكمة و لا سيما عائلة آل سعود ,  
و بدافع الغيرة من نجاح الثورة الاسلامية في إيران عملت المملكة العربية السعودية على صرف مليارات الدولارات على محاولة نشر المذهب الوهابي التكفيري في أرجاء العالم الاسلامي و اعتباره هو مذهب أهل السنة و الجماعة,  واعتبار كل الفرق السنية الأخرى هي على ضلال يجب محاربته,  فاستقطبت الدعاة المرتزقة و أغدقت عليهم العطايا و الهبات للتسويق لمذهب الوهابية و لعائلة آل سعود باعتبارهم المملكة الحاضنة لبيت الله الحرام و بأن خادم الحرمين هو خليفة المسلمين للذين يدينون بالإسلام على المذهب السني  
نجحت السعودية نجاحا محدودا من خلال كما قلت الدعاة أو العمالة الوافدة إلى المملكة و لكن المسلمين في أرجاء العالم الاسلامي بقوا بعيدين عن اعتناق الفكر الوهابي كمسلمي بلاد الشام و المغرب العربي فكان الخيار بالنسبة لاتباع المذهب الوهابي بالتنسيق مع حكومة المملكة على ضرورة نشر هذا المذهب بحد السيف سيما و إن راية السعودية تحمل الشهادتين الذين يشهد بهما المسلم و تحته السيف في اشارة إلى نشر إسلامهم بحد السيف الأمر الذي وضع جنود الخلافة الوهابيين بمواجهة العالم أجمع و ليس مجتمعاتهم فقط أو البيئة الحاضنة السنية لهم و أصبح جنود الخلافة في المجتمع السني كالفيروس الرهيب الذي يفتك بجسد الطائفة السنية و سوف يقضي هذا الفيروس عليها إن لم يتم تدارك الأمر و العلاج قبل فوات الأوان و الفيروس هو أمريكي يتمثل بأحدث الصناعات الحربية الأمريكية التي تنهال على جنود الخلافة ليقتلوا أبناء مجتمعهم و يدفعوا ثمن الطلقات التي يموتون بها للإدارة الأمريكية من بيت مال المسلمين و أعني خزائن آل سعود و مهالك الخليج
من الخليفة المنشود ..الأخواني أردوغان أم الملك من آل سعود ؟؟
شهدت العلاقات بين تركيا و السعودية علاقات شد و مد أساسها يعود إلى من هو الخليفة ؟؟هل هو أردوغان العثماني الأخواني الطامح إلى إعادة السلطنة و دوره في تمرير الارهابيين و السلاح إلى سورية و العراق  أم الملك من آل سعود باعتبارهم الممولين الرئيسيين بالمال و الرجال لمشروع الفوضى الخلاقة .
محمد بن عبدالوهاب  و برنارد لويس
توافقت رغبة السعودية  بنشر اسلامهم الوهابي نسبة إلى شيخ هذا المذهب و هو محمد بن عبدالوهاب الذي تقاسم مع آل سعود السلطة الدينية  مع رغبة الادارة الامريكية بتفتيت العالم الاسلامي كهدف بعد انهيار عدوهم التاريخي و أعني الشيوعية و قد تم الاعلان عن بداية الحرب على الاسلام بعد انهيار برجي التجارة العالمية و الذي كان غالبية المنفذين كما تقول أمريكا هم من المسلمين السعوديين الذين ذهبوا لقتال الاتحاد السوفييتي السابق في افغانستان و نجحوا في طرد السوفييت بدعم أمريكي واضح و بعد انتهاء مهمتهم عاد هؤلاء إلى بلدانهم تحت مسمى " العرب الأفغان "
و هؤلاء العرب الأفغان هم جنود أمريكا في تحقيق مشروعهم التاريخي و أعني مخطط برنارد لويس لتفتيت العالم الاسلامي و الذي أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية على لسان كونداليزا رايس و تمظهر بأحداث ما يسمى الربيع العربي
جنود الخلافة ... جنود الفوضى الخلاقة  
عندما أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية مشروعهم الشهير " الشرق الأوسط الجديد " و أداته التنفيذية " الفوضى الخلاقة " المدارة أمريكيا استنادا لمخطط قديم تتناقله الحكومات الأمريكية المتعاقبة هو مخطط برنارد لويس لتفتييت المنطقة و آن تنفيذه و  تم اعتماد العرب الأفغان و تنظيم القاعدة كجنود لتنفيذ هذا المخطط عبر إحداث فوضى موجهة أمريكيا لضرب كل الجيوش التي لا زالت تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل عبر إحياء فكرة دولة الخلافة و التزام أمريكا بدعمها بمواجهة الأنظمة الجمهورية و السائرة بطريق العلمانية .
التخريب الممنهج للبنى التحتية و التخريب الممنهج للعقول و ضرب المعتقدات الدينية و الوطنية و تفكيك المجتمع و أصغر خلاياه و أعني الأسرة و صولا إلى تقسيم جغرافي على أسس عرقية و مذهبية ,  كل ذلك هو مفردات الفوضى الخلاقة الأمريكية و التي ينفذها جنود الخلافة
و نحن نقول بأن المخطط الأمريكي ليس قدرا محتوما و الارادة الأمريكية ليست إرادة إلهية و للشعوب كلمتها في إفشال هذا المشروع الخطير و دحر جنود الفوضى الخلاقة و الشعب السوري مثالا فبعد أربعة سنوات من استهداف سورية و جيشها و مجتمعها لا زالت صامدة و تقاوم هذا المشروع الخبيث و كلنا ثقة بقدرة جيشنا و شعبنا على إفشال مخططهم و هزيمتهم .......... و إن غد لناظره قريب

    



  عدد المشاهدات: 1834

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: