الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

تكفير ـ كبتاغون ـ مافيا!! ....بقلم د. فؤاد شربجي
August 10, 2015 15:41

لابد من أن يتذكر المرء تحذير الرئيس بوتين من خطورة تحالف الإرهاب مع عصابات المافيا وأولها وأهمها عصابات تهريب المخدرات، وهو يتابع التحقيق المصور الذي أنجزه رضوان مرتضى وعرضته قناة «بي بي سي العربي»- وهو عن الكبتاغون و«الثورة السورية». 

 

إن ما جاء في التحقيق حول الكبتاغون الذي يعدُّ من أنواع الحبوب المخدرة، من حيث تصنيعها وتهريبها واستخدامها إلى المتاجرة بها وجمع الأرباح، إلى استخدامها من قبل المسلحين في عمليات القتال- كل هذه المسائل تكشف جانباً من جوهر الحرب المستمرة منذ خمس سنوات ضد سورية.

حسب التحقيق فإن جزءاً من ممولي الإرهابيين كان من تجار الكبتاغون الذين جمعوا أرباح المتاجرة بهذه المخدرات، لإنشاء ألوية مقاتلة ضد الدولة السورية، وهذا ما أفاد به أحد هؤلاء التجار صاحب الاسم المستعار (أبو السوس) ضمن التحقيق المصور وطبعاً أعطى «أبو السوس» لنشاطه في تجارة «الكبتاغون» أهدافاً «ثورية» الأمر الذي يذكر بأصول المافيا في العالم، التي ارتكبت أفظع الجرائم ومارست أبشع الرذائل وهي تبرر كل ذلك بأهداف تعلق بالعائلة والكنيسة، وهذا ما فعله التمويل القادم من تجارة المخدرات حيث قامت الألوية التي مولها «أبو السوس» في حمص بارتكاب جرائم القتل والتدمير والإرهاب.

من جانب آخر فقد ذهب التحقيق الاستقصائي إلى دور «الكبتاغون» في تحويل المسلح الإرهابي إلى كائن يرتكب الجرائم، يقتل، يحرق، يدمر من دون أن يرف له جفن، ومن دون أن يشعر بأي شعور إنساني، ومن دون أن يتعب، وحسب شهادة أحد المسلحين الذين يتعاطون «الكبتاغون» فإن المسؤولين عنهم يوزعون عليهم هذه الحبوب على أساس أنها حبوب منشطة تساعد الإرهابي على القتال من دون تعب، وتبعث فيه النشاط ويؤكد هذا الإرهابي أن معظم من معه يتعاطون هذه الحبوب وأصبحوا لا يستطيعون الانقطاع عنها- أي إنهم أصبحوا مدمنين.

التحقيق المصور يسأل سؤالاً لافتاً، بعد الانتهاء من الأزمة، أين سيذهب هؤلاء الإرهابيون المدمنون؟؟ وماذا سنفعل بإدمانهم؟! وهل يمكن لهؤلاء المدمنين أن يشاركوا بالحل أو بمستقبل سورية؟؟

نحن نخشى أن تخرج الإدارة الأميركية بتعبير (المعارضة المنشطة) كاسم تجاري لـ«المعارضة المدمنة»- أو لمعارضة الكبتاغون- ونخشى أن يطالبنا البيت الأبيض باعتبارها معارضة صاحبة مزاج وبالتالي ليست إرهابية، وعلينا التفاوض معها وإشراكها بالحل وبمستقبل سورية... فعلاً.. شر البلية ما يضحك!!!

إن من حوّل الدين من دواء للروح، يرتقي بها لمستوى أعلى من التعاون مع الآخر ومحبته واحترامه إلى داء يشوهها ويجعلها وحشاً تقتل الآخر ويدمره من دون أن ينتبه إلى أنه يدمر ذاته، وإن من حوّل الدين إلى أيديولوجيا تكفيرية قاتلة، هو نفسه يحوّل الدواء الشافي إلى مخدرات تشوه الروح وتعميها لتقتل وتدمر من دون أي إحساس إنساني وكما الفكر التكفيري يحوّل الإنسان إلى مجرم، فإن ناشري المخدرات يحولون البشر إلى وحوش هائجة تقتل باندفاع وتلذذ.

«الكبتاغون» يكشف شكلاً من الهمجية القاتلة تُبعث عبر تراكيب دوائية وهي تكمل وتدعم فكراً تكفيرياً مدمراً عبر تشويه الدين وتزييفه.

التكفير هو كبتاغون الدين، والكبتاغون هو روح التكفيريين.

وشكرا لرضوان مرتضى على جهوده بحثاً عن الحقيقة- في تحقيق مصور يقدم نموذجاً للإعلام الاستقصائي للذين ما زالوا يتخبطون في ادعاء ممارسته.


 

 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: