الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

تل أبيب تتهيأ مذعورة لسقوط الزبداني .. وتصل الى حدود دمشق...نارام سرجون
August 15, 2015 13:53

تل أبيب تتهيأ مذعورة لسقوط الزبداني .. وتصل الى حدود دمشق...نارام سرجون

تقف تل أبيب اليوم على أكتاف دمشق عبر مجموعات المسلحين الذين يذودون عن حمى تل أبيب .. وبدل أن نهدد تل أبيب بالقسام وبصواريخ حزب الله ..

 


وضعت تل أبيب قدميها في الغوطة الشرقية ونصبت زهران علوش بمهمة حارس الشريط الحدودي حول دمشق .. وقالت لنا : دمشق مقابل تل أبيب .. وكما قال السيد حسن نصرالله يوما لاسرائيل (العاصمة بالعاصمة) .. فان تل أبيب وضعت مايقابل ذلك حول دمشق وحلب .. لاطلاق معادلة جديدة قوامها دمشق مقابل تل ابيب .. وذلك بعد أن صار من الواضح أن التمرد في الزبداني يعيش أيامه الأخيرة .. وأن الجيش السوري يعزف لحن النهاية في هذه المقطوعة العسكرية الجديدة بالتناغم مع المقاومة اللبنانية ..

واليوم يباهي المسلحون بأنهم يقصفون دمشق ولايكترثون من وجود الدم على أياديهم لأنهم لم يكونوا يوما معنيين بشيء الا أن يكسبوا الحرب بأي ثمن .. خاصة أن مصنع الفتاوي قرر وضع ختم الله على الفتوى بأن التضحية بثلث الشعب السوري ثمن بخس مقابل السلطة واقامة الحكم الوهابي .. كما أن القرضاوي قال بصريح العبارة أن الخشية على المدنيين لايجب أن توقف الجهاد .. فالله غفور رحيم .. أي أن الجنة واسعة لكل المدنيين من أجل أن يحكم الله على الأرض من خلال خليفة ..

تعود بي الذاكرة الى تلك الأيام التي كان الثوار يفجرون شوراع دمشق وحلب ويقتلون الناس بسخاء من أجل التحريض على الدولة ويقفز فورا من يدافع عن الثوار ويقول ان كل الأدلة الدامغة تقول ان النظام هو من يقتل ويفجر وان بصمات النظام موجودة بشكل لايخفى على أحد في مكان الحادث لأنه يريد أن يعاقب المدنيين على دعمهم للثورة .. ويريد تشويه الثورة والقاء الدم على وجه الثورة السلمية الطاهرة وكفها النظيف ..

والمدنيون الذين لايبالي بحياتهم ثوار الله ويقتلونهم كالقرابين هم السبب الحقيقي في تمنّع الجيش من احراق تلك المناطق التي يتحصن فيها المسلحون وابادة من فيها .. فالمسلحون يحتجزون آلاف المدنيين الأسرى ويستفيدون من المظلة المدنية التي بقيت حولهم لأن الجيش يقدر على تطبيق قصف "سجادي" على المناطق التي تأتي منها القذائف .. ولكن ماذنب المدنيين والصغار كي يموتوا بالمئات لأنهم يعيشون مع المسلحين ؟؟ بل ان الغاية من قصف دمشق هو استدراج رد فعل الدولة لتوريطها في حرب ثأر قذرة جديدة شعارها (المدني بالمدني) ..

ثم اذا فعلنا ذلك فما هو المبرر والذريعة؟؟ اذا حاولنا ايجاد ذريعة فما الفرق بيننا وبين القرضاوي وبين من يريد أن يملأ الجنة بالمدنيين الذين يصادفهم في طريقه ويعتبرهم شهداء ويرحّلهم الى الآخرة ..؟؟ وأعتقد أن علينا ايجاد معادلة أكثر انسانية وأن نساعد القيادة العسكرية والجيش في تفهمنا للحاجز الأخلاقي والانساني الذي يقف بينها وبين المسلحين .. وأن نفتش عن معادلة ردع حقيقية لاتصيب مبدأنا الوطني ودورنا كدولة ومجتمع يمارس العقلانية وليس ردود الفعل العشوائية الغاضبة ..

بعد الهجمات على مدنيي دمشق وحلب وغيرهما لاتتوقعوا أن تكتب مواقع المعارضة اي عنوان يشبه العناوين التي تكتبها عادة عن ترحيل الجنود والشبيحة الى الآخرة لأن العنوان الحقيقي يجب أن يكون كما يلي: (الثوار - كعادتهم - يرحّلون العشرات من المدنيين السنة من أهل دمشق وحلب الى مثواهم الأخير) ..

كما صار معروفا فان مواقع المعارضة لاتنقل لنا عادة الا أسماء الشهداء من الساحل السوري حصرا وكأن من يموت من باقي السوريين هواء وتراب وليسوا من تعداد السكان وليسوا حتى أرقاما .. وان بقية السوريين ليس لهم وجود في التفاصيل الثورية الا عندما يموتون بين المسلحين الذين يختبئون بينهم ويستعملونهم مثل دروع بشرية ..

المواقع الثورية درجت على دسّ السم في نقل الأخبار وتنتقي فقط اسماء محددة للشهداء من منطقة واحدة وتتجاهل من لايحقق شروطها المذهبية وتنقل لنا السجل المدني للشهيد ومذهبه .. فيبدو أن الثورة تدافع عن أبناء السنة وتصطفي غيرهم بالقتل والثأر .. وتقول في عناوينها الاخبارية (الثورا يرحلون فلانا من الطائفة الفلانية لأنه كان يقتل المدنيين من أهل السنة في منطقة كذا) .. وهذا يعني أنك ان كنت من مذهب أهل السنة واستشهدت في المعارك الوطنية فانك لاشيء على الاطلاق وهلام وتراب .. ولاذكر لك ولااسم ولا تراك الأعين ولاتدركك الأبصار وفي مقابل كل عشرين شهيدا من المحافظات السورية تنتقي المعارضة فقط اسم الشهيد الذي ينتمي الى قطاع سكاني محدد وتنشره ..

عندما تنهمر الصواريخ والقذائف على الأحياء الدمشقية والحلبية لايموت الا الناس من جميع المكونات السورية لأن حقيقة الحرب هي أنها حرب على الجميع .. فهي حرب تل ابيب على دمشق .. والحقيقة هي أن هذا الغضب الاسرائيلي اليوم انطلق من التوتر النفسي الشديد الذي يعيشه مسلحو الزبداني التي تلفظ اسرائيل انفاسها الأخيرة فيها وستغادر الى غير رجعة .. وكل مايقال عن أنه تكتيك ثوري لتخفيف الضغط عن جبهات اخرى سذاجة لأنه تكتيك اسرائيلي تنفذه اسرائيل الغاضبة بيد من تسميهم ثوارا مستميتة لمنع سقوط الزبداني كما سقطت القصير .. ولكن ماتفعله اسرائيل هو تأجيل القدر قليلا في الزبداني .. وقذائف دمشق تحمل رسالة واضحة وهي أن الوضع في الزبداني صار حرجا للغاية ويجب ضرب المدنيين فهم خاصرة الدولة الضعيفة كي يتوقف الهجوم في الزبداني التي تموت فيها المعارضة ..

كلنا في عيون تل أبيب يجب أن نرحل عن أرض الميعاد بيدها أو بيد ثوارها .. وان كان لابد من ترحيلنا بالموت أو بالتهجير فان حراس الشريط الحدودي الاسرائيلي في الغوطة تصلهم الأوامر على أجنحة الاسلام الوهابي في السعودية .. فحدود اسرائيل لم تعد حيث تصل أقدام الجندي الاسرائيلي بل حيث تصل أقدام الاسلاميين وصلواتهم وتكبيراتهم ..

تذكروا أن اسرائيل غادرت حدود الجولان ووصلت اليوم بجنودها الى أطراف دمشق .. وكلما سحقنا وكرا من أوكارها استشاطت غضبا وحركت جنودها على تخوم دمشق وأمطرتنا بالقذائف .. فلا فرق بين الجنود الاسرائيليين من حرس الحدود الذين تختارهم القيادة الاسرائيلية من القرى العربية الفلسطينية "الموالية لها" ويقاتلون باخلاص معها .. وبين جنود زهران علوش في الغوطة .. نفس الولاء والهدف والاخلاص والتنسيق .. واذا كان الثوار يرون المدنيين السوريين بعيون اسرائيلية وأهدافا يجب ترحيلها فانني أعتقد أننا يجب ان نتعامل مع هؤلاء الثوار كهدف اسرائيلي مشروع .. وأن نكرمهم كما نكرم الجيش الاسرائيلي والمستوطنات الاسرائيلية وسكانها .. تماما دون زيادة أو نقصان .. ودون تأخير .. لأن نجاح معادلتهم في تثبيت الردع الاسرائيلي على ضفاف دمشق سيشجع اسرائيل على تزويد ثوارها السوريين بأسلحة ابعد مدى وأكثر فعالية وتدميرا وهو مايريده الطرفان .. ولهذا لابد من اجتثاث تلك البؤر الاسرائيلية حالما تنتهي عملية تعقيم الزبداني .. بعد أن وصلت المعادلة الى ماوصلت اليه اليوم ..

وأعتقد ويعتقد كثيرون أنه آن الآوان لكي تفهم اسرائيل والسعودية أنهما هما من بدأتا مع دمشق مقايضة العواصم القبيحة بالعواصم الجميلة .. وأنه آن الآوان لنا لاطلاق معادلة توازي معادلة السيد حسن نصرالله ضد اسرائيل التي حمت بيروت: العاصمة بالعاصمة .. والضاحية بالضاحية .. والمطار بالمطار ..

من غير حرب وكما تريد اسرائيل التي تخشى الحرب الواسعة .. فلدينا جنودنا أيضا خلف حدود الجولان ومابعد بعد الجولان حتى ديمونا .. وهم ينتظرون على أحر من الجمر ..
 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: