الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

تقسيم تركيا يبدأ من ميدان التقسيم .. سوريا الكبرى قد تولد من جديد - بقلم : محمد السوري
June 09, 2013 00:44

mepanorama81953
كل الأخبار - بانوراما الشرق الأوسط : ميدان التقسيم في تركيا يرسم معالم مرحلة جديد ستدخلها تركيا انطلاقاً منه ، فمنذ ان انطلقت الاحتجاجات في تركيا ضد أردوغان وسلطويته كشف للعالم حقيقة الوضع التركي الذي يغلي داخل تركيا ، وان هذه القشور من الازدهار الاقتصادي تخفي وراءها أزمات حادة ومعقدة في الداخل التركي.
ابتدأ تأزم الوضع التركي الداخلي بشكل حاد مع ابتداء قيام أردوغان بتعديلات الدستورية عام 2008 م وقام من خلالها بسجن عشرات من الضباط في الجيش التركي بتهمة التحضير لانقلاب عسكري لإقامة حكم دكتتوري ، بالإضافة إلى مئات الحقوقيين والصحفيين المناوئين لسياسة حزب العدالة والتنمية الذين اعتقلوا بتهمة الإرهاب ، إن المشروع الأردوغاني في تركيا والذي بدأ يطفوا على السطح في عام 2008 ظهرت ملامحه مع بداية ما يسمى الربيع العربي وهو جزء من المشروع الإخواني في المنطقة والذين حظوا بالدعم الامريكي الذي رفع عن الحكام السابقين سواء في مصر أو تونس من أجل تنفيذ هذا المشروع ، والمشروع بالرؤية الغربية هو مشروع تقسيم ، أما المشروع بالرؤية الإخوانية هو مشروع خلافة أو مملكة إسلاموية في العصر الحديث.
تناقض الرؤيتان ليس أمر محير وإنما أمر منطقي لمن يقرا تاريخ الاستعمار ولعبه بعقول القوى الشعبية في بلدان العالم لتحقيق مصالحه ومشاريعه ، وهو الأمر الذي أنتج سايكس – بيكو إن كنتم تتذكرون فيما يسمى ثورة عربية كبرى!
التناقض في الرؤيتين سببه ان مشروع الإخوان من المستحيل أن يطبق في مجتمعات المنطقة في هذا العصر ، فهو مشروع آتٍ من عصر مختلف تماماً وظروف مختلفة تماماً ولا يراعي التطور الانتروبولوجي للحضارة العربية والإسلامية ، وهذا الأمر الذي يدركه الاستعمار ويجهله أو يريد تجاهله أصحاب الفكر الرجعي ومنهم الإخوان الإسلامويين ، فعندما تقوم بنقل لوح من الزجاج من وسط حار جداً إلى وسط بارد جداً ماذا سيحدث له ؟ ، إنه سيتحطم إلى أجزاء صغيرة ، وكذلك نقل مشروع حكم مجتمع من وسط قديم جداً إلى وسط حديث سيؤدي إلى تدمر هذه المجتمعات وتقسمها وتأزمها ، وهو الامر الذي يهدد مصر وهو الامر الذي يهدد معها ولنفس السبب تركيا ، فالفكر والمشروع الإخواني للحكم يقوم على إعادة إنتاج أسلوب حكم قديم ومشبع بالدكتتورية وذلك تحت غطاء الديمقراطية ، فكما تسمعون أردوغان اليوم يخاطب المتظاهرين بشكل متكرر ويعيد على أسماعهم عشرات المرات انه يتفوق بصناديق الاقتراع ولكنه يتجاهل ان الديمقراطية لا تشرع الدكتتورية ولا يمكن ان يجتمعان أبداً في نموذج واحد ، فهل يمكن جمع النار والماء في وعاء واحد؟ .
المنهج الذي ينتهجه أردوغان ومعه جماعة الإخوان الإسلامويين يقوم على تشريع الاستعباد تحت حجة الديمقراطية ، فأصبح صندوق الاقتراع مشرع حقيقي للدكتتورية ، حيث يتم التعامل مع الأطراف الأخرى المعارضة ليس على انهم شركاء في الوطن وإنما على مبدأ أنهم بخسارتهم في الانتخابات لا يحق لهم الاعتراض على أي قرار يتخذه الحاكم الذي يجب أن يتمتع بصلاحية مطلقة في تقرير مصير كل البلاد ، ففي تركيا مثلاً أردوغان استطاع ان يصل إلى نسبة 50% من الأصوات ، ولكنه بفوزه بهذه الانتخابات يقوم بإلغاء حق الوجود السياسي وحق الاعتراض لـ50% الأخرى ، أي أنه تحت غطاء الديمقراطية يمارس الدكتتورية على نسبة 50% من القوى الأخرى في البلاد ، وهو أمر يحاول تنفيذه الإخوان في مصر وصولاً إلى حلمهم بإقامة ما يسمى بالخلافة والتي لا يمكن إعادة إنتاجها فتلك لها ظروفها الخاصة ، فما سيعاد إنتاجه هي دكتتورية سلطوية ترتدي لبوس الدين ، هذا أمر لا يمكن تقبله في عصرنا الحالي الذي يغدوا إلى أكثر من التطور الحضاري والانفتاح في العلوم والثقافات على الحضارات الأخرى والاخذ منها ما يمكن أن يطور المجتمعات والحضارة لدينا ومنها أساليب وأنماط الحكم فيها وصولاً إلى مزيد من الحريات المدنية والتنظيم الراقي للمجتمع الذي ستؤدي إلى ثراء حضاري في العلوم ومنها العلوم الدينية كما قال سبحانه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) … الحجرات/13
دول الاستعمار وخاصة الولايات المتحدة تعي جيداً هذا الامر ، وهي على إطلاع واسع على البيئة الديموغرافية لمجتمعاتنا ، لذلك هي قامت برفع الغطاء عن الحكام السابقين و دعم الإخوان الذين يقودون مشروع سيؤدي إلى انفجار المجتمعات لتنتهي بالتقسيم إلى كانتونات طائفية وعرقية كحل وحيد ونهائي لتحقيق السلام في المنطقة ، وهذا هو مشروع الشرق الأوسط الجديد للولايات المتحدة ، وبالتالي فإن الاستعمار هو الرابح الاكبر من إطلاق العنان للطموح الإخواني في المنطقة ودعمه ، فإنه يمثل الاداة الأفضل لتحقيق المخطط الاستعماري الجديد أو سايكس – بيكو الجديدة.
الحالة المصرية مشابهة تقريباً للحالة التركية ، ففي تركيا الآن النهم الإخواني لدى أردوغان لسلطة و النفوذ هو ما جعل المجتمع التركي ينفجر ويؤذن بدخول تركيا مرحلة جديدة ، وهي مرحلة الطبخ بعد إعداد المكونات من قبل الاستعمار ، فسيبرز دور العملاء والاستخبارتيين التابعين للموساد والمخابرات الأمريكية لتأجيج حدة التوترات في الشارع ، وكما سمعنا الولايات المتحدة تنتقد التعامل بعنف مع الاحتجاجات رغم انها لا تنتقد نفسها في تعاملها بنفس الطريقة مع حركة “احتلوا وول ستريت” ! ، فهي بذلك تقوم بمساعدة توتير الشارع اكثر بين أردوغان والمحتجين.
المرحلة التي ستدخلها تركيا تعتمد على أردوغان وكيفية تعامله مع هذه الاحتجاجات ، ومنه فإن تركيا تقف على مفرق طريق يفترق إلى طريقين :
●الأول : هو عدول أردوغان عن مشروعه وتعامله مع التظاهرات بإيجابية وإعادة تركيا إلى طورها المدني العلماني وإعادة فتح العلاقات وإصلاح ما تم إعطابه خلال الفترة الماضية التي تحولت فيها سياسية الصفر مشاكل إلى صفر جيران وخاصة في سوريا ، لتعود تركيا للاندماج في محيطها الإقليمي بإيجابية وتعالج مسألة الإرهاب الذي تورطت تركيا في دعمه على الحدود التركية السورية والذي بدأ يهدد الامن التركي الداخلي ، وهذا الخيار مستبعد فلا اعتقد أن أردوغان سيتراجع عن تحقيق حلمه ومشروعه الذي يخطط له من سنوات عدة بهذه السهولة ، ومن هو مطلع على طبيعة شخصية أردوغان السلطوية والعنصرية يعلم ان هذا الخيار من شبه المستحيل أتخاذه من قبل أردوغان
●الثاني : الذهاب نحو التصعيد الذي سينتهي بالتقسيم .
حتى نكون أكثر اضطلاعاً على الوضع التركي الداخلي وحدة التأزمات فيه نحن بحاجة لكي نطلع على أبرز هذه التأزمات داخل تركيا :
1-المشكلة العلوية :
نظراً للالتباس الكثير من التقارير فيما يخص العلويين يجب علينا قبل أن نتطرق إلى مشكلة العلويين في تركيا أن نسلط ضوء على تجربة العلويين الدينية وخاصة وسط ما يتم اليوم نشره من أكاذيب كثيرة او سوء فهم عن العلويين في الشام وفي تركيا .
العلوية طائفة إسلامية شيعية على الطريقة الخصيبية ، وهذه العبارة تختصر حقيقة المعتقد العلوي ، وذلك نسبة إلى الحسين بن حمدان الخصيبي شيخ الطريقة العلوية وهو مصري الأصل ، عاش معظم حياته في كنف الدولة الحمدانية حامية الثغور الشمالية للامة الإسلامية ، ويروى انه كان يؤم سيف الدولة الحمداني السني المذهب في الصلاة ، وهذا قد يعطينا صورة تاريخية عن حقيقة المعتقد العلوي قبل الاستعمار العثماني ، حيث كان يتعايش المسلمين العلويين مع المسلمين من الطوائف الأخرى بشكل طبيعي وفي جو إسلامي إلى درجة ان شيخهم كان يؤم الصلاة المشتركة في المساجد بين اهل السنة والشيعة العلويين ، وهذا ما يكذب الكثير مما يتم فبركته عنهم اليوم ، ولكن التطور الجوهري في حياة الطائفة العلوية جرى بعد اجتياح سليم الأول لسوريا حيث قام بارتكاب مجازر ومذابح بحق العلويين وقام بحرق وتدمير كل مراجعهم وكتبهم ومن استطاع النجاة منهم هرب إلى الجبال الوعرة سواء في تركيا أو في سوريا في الساحل السوري ، وفي هذه المرحلة تم تجريد العلويين من إرثهم الثقافي ومراجعهم الدينية وأصبح الدين لديهم ينتقل بالتوارث وهنا كمنت الكارثة الحقيقية.
تجربة العلويين في الشام
بالنسبة للأوضاع التي كان يعيشها العلويين في الشام البائسة والتي كانوا فيها محرومين من أبسط الحقوق المدنية وغارقين بالفقر والجهل يصارعون من اجل الحياة ، ضاعت العقيدة العلوية الحقيقية وسط هذا الجو وتفرقت العلوية إلى طوائف وعشائر وطرق وانشق عنها ما يعرف اليوم بالطائفة المرشدية ، مع قيام ثورة الثامن من آذار في سوريا عام 1967 وإنهائها لنظام الإقطاع وإصدارها لقوانين استصلاح الأراضي والتشاركية كانت بداية مرحلة جديدة للعلويين في سوريا وهي مرحلة يعودون فيها إلى حضن الحضارة الإسلامية بعد نفيهم منها ما يقارب 400 عام ميلادية ، فأنتعش الاقتصاد في الساحل السوري قليلاً وأخذ العلويين حقوقهم المدنية وعادوا للاختلاط مع الطوائف الإسلامية الأخرى ، وهنا بدأت اليقظة العلوية حيث ابتدأ الموروث الشاذ ينبذ وبدأت المساجد تعود لتبنى في القرى العلوية الساحلية ويمارس فيها الصلاة وخطب الجمعة على المنهج الشيعي كما كانوا أيام الشيخ الخصيبي في حلب أيام الدولة الحمدانية ، وعلى الرغم من هذه اليقظة الفكرية إلا أن الموروث كما في كل المجتمعات من الصعب جداً ان يتم إلغاؤه بسهولة وخاصة إن كان يمتد لقرون ، فما يزال هناك في العلويين السوريين من يرفض تقبل المجتمع الإسلامي وخاصة بعد انقطاع ونبذ استمر قرون ، أما اليوم فالعلوية في سوريا تعيش حياتها بشكل طبيعي مثلها مثل أي طائفة إسلامية أخرى ، هناك فيها من يغالي في الدين وهناك الطائفي التكفيري وهناك العلماني البعيد عن الدين الإسلامي وهناك المؤمنين المعتدلين.
تجربة العلويين في تركيا
الاوضاع التي عانى منها العلويين في تركيا في ظل الاستعمار العثماني لم تكن اقل سوءاً مما كانوا عليه في سوريا ، إلا انهم وبسبب الظروف في تركيا المختلفة عن سوريا كانت تجربتهم ويقظتهم تختلف عن اليقظة العلوية في سوريا ، فقد ابتدات اليقظة العلوية في تركيا بعد ان قام مصطفى كمال اتتورك ببناء الدولة العلمانية التركية البعيدة عن الجو الإسلامي ، أمام هذا الانفتاح اصطدم العلويين في تركيا بالمجتمع التركي الإسلامي (العثماني) أصحاب المذهب السني المتطرف جداً والذي يقوم بتكفيرهم ونبذهم كما كان يُفعَل بهم في ظل الدولة العثمانية ، فاتجهت الأفكار والمعتقدات العلوية في تركيا تنحى نحو العلمانية المتطرفة وتبتعد عن الإسلام المشوه في تركيا الذي يشكل أمامها صورة المعاناة التي لاقتها هذه الطائفة في ظل العثمانيين ، وهنا يبرز الفرق بين اليقظة العلوية الإسلامية المعتدلة في سوريا واليقظة العلوية العلمانية المتطرفة في تركيا ، طالب العلويين بفصلهم عن الدين الإسلامي في تركيا وجعلهم دين سماوي منفصل معترف به في تركيا حيث القانون التركي لا يعترف إلا بالإسلام واليهودية والمسيحية ، وذلك لفصلهم عن الإسلام التركي (السني) المتطرف الذي يمثل بظنهم الإسلام! ، طالب العلويين أيضاً بالسماح لهم ببناء بيوت الجمع وهي كما يمكن تسميته في عرفنا العربي بدور العلم الذي يجتمع فيها العلويين ليدرسوا المذهب العلوي الموروث شفهياً والذي كما ذكرنا سابقاً لربما قد اختلط بعدد من العقائد الشاذة أوالمستحدثة بسبب الفقر والجهل والظلم طوال 400 عام ، وطالبوا أيضاً بعدم فرض المذهب السني عليهم في المدارس وعدم بناء المساجد بالإكراه في قراهم وبلداتهم ، وقد تعرض العلويين لكثير من الاعتداءات والتهجير والقتل من قبل القوى الإسلاموية السنية المتطرفة في تركيا مما جعلهم يغدون أكثر تطرفاً وأكثر نفوراً من الإسلام .
بغض النظر عن اختلاف اليقظتين العلويتين في تركيا و في سوريا ولكن الاثنان في الدول المدنية وحتى في الشريعة الإسلامية يحق لهم أخذ كامل حقوقهم المدنية ، وهو النظام الشرعي المدني الذي أسسه الرسول (ص) في المدينة المنورة حين تم توقيع الوثيقة الإسلامية وتعايش المسلمين حتى مع الوثنين بسلام ، فضلاً عن الدول المدنية العصرية والتي يجب أن تكون ذاخرة بالحريات الدينية بعد تطور 1400 عام على الحضارة الإسلامية ، ومن هنا نستطيع ان نتفهم أحقية المطالب العلوية في تركيا والذي يبلغ عددهم وفق إحصاءات اوربية بحوالي (16- 20) مليون نسمة ، وفق الإحصاءات الحكومية التركية (6) مليون ، وفقاً لإحصاءات العلويين انفسهم (25) مليون ، على رغم من كل ما عاناه ويعانيه العلويين في تركيا إلا انهم حتى اليوم لم يختاروا سبل النضال المسلح كما فعل الأكراد لنيل حقوقهم وإنما سلكوا الطرق السلمية والتي لم توصلهم إلى شيء حتى اليوم .
مشكلة العلويين مع أردوغان
منذ أن استلم حزب العدالة والتنمية واردوغان السلطة في تركيا وانفتاحه على بلدان الجوار وخاصة على سوريا والتي كانت العلاقة معها تشبه الحرب الباردة بين الروس والامريكيين ، تفاءل العلويين بأردوغان وبنهجه الإصلاحي المزيف لكسب الشعبية ، فقد زارهم أردوغان في قراهم ووعدهم بتحقيق مطالبهم والسعي من أجل حل القضية العلوية ولكن أردوغان على عكس ما فهم العلويين – الذين ذهبوا لإعطائه أصواتهم- أردوغان كان يسعى لتصفية القضية العلوية وليس حلها ، فلم يحقق شيء مما وعدهم به إلى اليوم ومع نجاحه بكسب أصواتهم وأصوات أقليات غيرهم تمكن من تحقيق نسبة الـ 50 % التي مكنته من تعديل الدستور عام 2008 ، ومن حينها بدأ يتكشف الوجه الحقيقي لأردوغان ، وبدأ تعامله مع العلويين ينتهج نهج عنصري ، ولم يعد يزورهم ولا يستمع لمطالبهم حتى ، ورغم أنه قام بخداعهم إلا أنه ما جرى في ميدان التقسيم كان الشرارة لانفجار المجتمع العلوي التركي وبالإضافة للعلمانيين معهم ، فقد أظهر أردوغان انه يريد إعادة بناء دولة العثمانيين الجدد ليعود الكابوس التاريخي لدى العلويين يظهر أمامهم ، ويجدون أنفسهم اليوم أمام اختبار وجودي ، فلا ثقة لأردوغان بعد الذي فعله بهم وبعد ما أظهره من ميوله لعودة السلطة العثمانية التي ارتكبت بحقهم المجازر ودمرت إرثهم الثقافي ومن هنا تبرز القضية العلوية كالقضية الأكثر حدة في المشهد التركي اليوم .
2- المشكلة الكردية :
حتى نفهم القضية الكردية في المنطقة وخاصة في تركيا علينا العودة إلى جذور هذه القضية في ظل الدولة العثمانية وصولاً إلى اليوم :
القضية الكردية في ظل الدولة العثمانية
شهد العصر العثماني العديد من الثورات الكردية وأغلبها ثار بسبب النظام الإقطاعي المفروض عليهم بالإضافة إلى حلمهم بالاستقلالية القومية والثقافية التي تم حرمانهم منها ، ومن أبرز الثوارت الكردية على السلطة العثمانية والتي قامت مستفيدة من الحرب الروسية العثمانية هي ثورة النقشبندية التي قام بها الشيخ “عبيد الله النقشبندي” عام 1880 الذي تمكن فيها من السيطرة على مناطق واسعة من إقليم كردستان وأنهى فيها الإقطاع وشجع على قيام القومية الكردية كما أجرى إصلاحات اقتصادية إلا انه في عام 1883 قامت الدولة العثمانية بحملة عسكرية عليه أدت إلى خسارة ثورته ونفيه إلى الحجاز حيث مات فيها ، ومن أبرز الثورات أيضاً ثورة “يزدان شير” بين عامي 1853-1856 والتي حظيت بدعم شعبي كبير وحاول التعاون مع القوات الروسية إلا انه فشل و انتهت ثورته بقيام بريطانيا بإرسال مبعوث للدولة العثمانية استطاع إقناع يزدان بالتخلي عن ثورته والسفر إلى اسطنبول .
القضية الكردية في تركيا
في نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة الدولة العثمانية ورؤية الأتراك سعي الغرب لتشكيل للأرمن دولة على بحر قزوين ، أدى إلى نشاطهم الكبير على الساحة الدولية وخاصة الأوربية لينالوا أيضاً حقهم بتشكيل دولة ، حتى وصلوا إلى معاهدة “سيفر” عام 1920 مع الحكومة العثمانية المهزومة وكان من مقتضاها تأليف حكومة أرمنية في عدة ولايات و إنشاء نوع من الحكم الذاتي للأكراد القاطنين في المنطقة تصور حدودها في شرق الفرات إلى جنوبي بلاد أرمينيا، تحدها تركيا وسورية والعراق ، وشرط الحكم الذاتي يتم باستفتاء أهالي المنطقة الكردية فيما إذا كانوا يريدون الانفصال عن الأتراك أم لا ، ثم تعرض نتيجة الاستفتاء على مجلس عصبة الأمم لمناقشتها وإصدار قراره في شأن الاستقلال الكردي ، فإذا قررت عصبة الأمم جدارة الأكراد بالاستقلال، يبلغ القرار إلى الحكومة التركية التي عليها أن تذعن له ،ولكن مصطفى كمال أتاتورك الذي دحر اليونانيين وحرر الأناضول وتفاهم مع الفرنسيين والإيطاليين رفض الاعتراف بهذه الوثيقة ، ثم عقد معاهدة “لوزان” وذلك بعد قبول الأكراد في البرلمان التركي الانضواء تحت حكم الدولة التركية العلمانية الحديثة مقابل أن يتم احترام الحقوق الثقافية والدينية للأقليات وهكذا توزع الأكراد بين خمس دول: تركيا والعراق وإيران وسورية وأرمينية .
بعد معاهدة “لوزان” لم يبقَ في تركيا من الشعوب سوى الأكراد والأتراك ، ورأى الكماليون بعد قيام الجمهورية التركية أنه لا مكان لشعب غير الشعب التركي ويجب تتريك كل القوميات الأخرى التي تضمها هذه الجمهورية وصهرها في المجتمع التركي ورفضوا الاعتراف بوجود شعب آخر غير الأتراك، وأطلقوا على الأكراد اسم ” أتراك الجبال” ، وألغوا اللغة الكردية في المدارس والمعاهد، وحرموا التحدث بها في الشوارع والمجالس، فضلاً عن تحريمها في المصالح الحكومية وأمام المحاكم، على الرغم من تعهداتهم السابقة في معاهدة “لوزان” ، وإثر ذلك نشبت ثور الشيخ سعيد الكردي عام 1925 في يوم عيد النيروز الكردي الذي يمثل بداية السنة الكردية ، وبعد سلسة من المعارك أخمدت الثورة ، وقدم الشيخ سعيد ورفاقه إلى محاكم عسكرية عرفت باسم “محاكم الاستقلال” ثم شنقوا وتركوا معلقين على أعواد المشانق عبرة لمن يعتبر وفر قسم من المقاتلين إلى رؤوس الجبال أو إلى الدول المجاورة سورية والعراق وإيران ، وقد تم إعدام ثلاثة وخمسين زعيماً من زعماء الثورة ودمرت القوات التركية 206 من القرى الكردية وأُحرق 8758 منزلاً وقُتل 15200 شخص.
على إثر هذه الكارثة الإنسانية قررت القوى الكردية الاجتماع عام 1927 لتوحيد قواها للبدء بثورة جديدة ، وقد توحدوا تحت اسم جمعية “الاستقلال” التي نجحت بإشعال ثورة جديدة عام 1930 والتي تم أيضاً إخمادها من قبل القوات التركية لتنتهي بمأساة شبيهة بالمأساة التي انتهت بها ثورة الشيخ سعيد ، بعد انتفاضة 1930 أمعنت الحكومة التركية في سياستها الرامية إلى صهر السكان الأكراد في المجتمع التركي ، وأصدرت قانوناً يجيز لها فرض الأحكام العرفية، واستدعاء القوات إلى المناطق الكردية وصدر قانون عام 1937 رُحل بموجبه مئات الألوف من الأكراد من مناطقهم إلى مناطق أخرى لا يكونون فيها سوى 5% من السكان. وينص ذلك القانون على: ” أن أولئك الذين ليست لغتهم التركية، يحرَمون من إعادة بناء قراهم، أو تشكيل منظمات، حِرفية أو كتابية أو طبقية، ويمنح وزير الداخلية حل هذه المنظمات “.
لم تسمح الدساتير التركية، في أعوام 1924 و1961 و1981، للأقليات القومية في تركيا بتأسيس أحزاب سياسية مما دفع الأكراد في مجتمعاتهم إلى تأسيس أحزاب سرية معظمها يسارية كانت متضامنة مع حزب العمل التركي اليساري قبل أن يتم حظره ، أستمر القمع والتهجير والاعتقال من قبل السلطات التركية بحق الاكراد إلى أن اتى حزب الشعب الجمهوري اليساري عام 1974 واستطاع ان يجعل البرلمان التركي يصدر قانون العفو والذي خرج بموجبه عدد كبير من الشخصيات الكردية البارزة التي كانت معتقلة في السجون التركية ، بسبب هذا الواقع المرير الذي عاناه الاكراد كان عبد الله أوجآلان الذي درس العلوم السياسية في أنقرة يؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ النضال الكردي لنيل حقوقه ، وهي مرحلة النضال المسلح فعلى عكس العلويين الذي بقوا على السبل السلمية إلى اليوم قام عبد الله أوجلان بترك الأحزاب اليسارية عام 1973 وتأسيس قوى كردية سرية مسلحة حتى عام 1978 حيث تم الإعلان عن تأسيس حزب العمال الكردستاني ، وبعد تنامي قدرات حزب العمال العسكرية بدأ صراع مسلح مفتوح ضد الجيش التركي وكانت بدايات الازمة في عام 1984م عندما قررت قيادة الحزب في يوليو / تموز من نفس السنة التحضير للعمليات عسكرية ضد الجيش التركي ، خاض حزب العمال الكردستاني حروباً عام 1991 مع الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي المدعوم من قبل إسرائيل وذلك لمساعدة الحكومة التركية في التخلص من حزب العمال ، وقد قامت التنظيمات الإسلامية أيضاً بدور في اغتيال رموز وقادة الحزب وهي نفس التنظيمات التي كانت تنكل بالعلويين كما ذكرنا سابقاً .
كانت سوريا الداعم الوحيد للنضال الكردي من اجل حقوقه بين كل الدول الأخرى التي يتواجدون فيها (العراق – إيران – أرمينيا – تركيا) ، تمكنت الحكومة التركية بالتعاون مع المخابرات الامريكية و الموساد من إلقاء القبض على أوجآلان في كينيا عام 1999 م وعزل في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة ليقضي عقوبته (السجن مدى الحياة) فيها ، اما السبب الذي جعل أوجلان يترك دمشق الحضن الآمن له ويبدأ رحلة تبدأ بروسيا وتنتهي بكينيا هو ان تركيا وبسبب وجود اوجلان في سوريا ودعم سوريا لحزب العمال الكردستاني كانت تخطط عام 1998 لعملية عسكرية كبيرة لاجتياح سوريا ، ولكن أجولان آثر على نفسه ان يكون سبباً في افتعال حرب على سوريا وهي البلد التي قدمت له الملاذ والدعم المالي والمعنوي فقرر الرحيل إلى موسكو ليُكتشف بعدها وجوده في اليونان ويتم إلقاء القبض عليه في كينيا .
رغم أنه كان هناك محادثات لإقامة اتفاقية بين اوجلان وأردوغان إلا ان الاخير لا يثق بأردوغان والاكراد عموماً لا ثقة لهم بالحكومة التركية وخاصة بعد تاريخ كامل من الاضطهاد والخداع الذي تعرضوا له ، ولذلك أعلن عبد الله اوجآلان تأييده للتظاهرات المناهضة للحكومة التي تشهدها تركيا مؤخراً رغم مفاوضات السلام التى يجريها مع السلطات التركية ، وقال أوجلان فى رسالة من سجنه تلاها نائب رئيس حزب السلام والديمقراطية (مقرب من الأكراد) بعد عودته من سجن ايمرالى “أجد حركة المقاومة ذات معنى وأحييها” ، ودعا بالمقابل فى هذه الرسالة المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان إلى التنبه لأى استغلال من قبل الحركات القومية التركية، بحسب ما ذكرت محطة “سى أن ان-تورك” على موقعها الإلكترونى ، وأوضح أوجلان،” لا يجوز لأى شخص أن يكون موضع استغلال من قبل الأوساط القومية والانقلابية”، مشجعاً المتظاهرين على الانفتاح على القوى”الديمقراطية والثورية والوطنية والتقدمية فى تركيا”.
إن عبد الله أوجلان يوصي أنصاره المنتشرين في بلدان المنطقة بان الدولة المركزية التي تعطيهم حقوقهم لا يجب أن يحاربوها ، فالأكراد المناضلين في تركيا لا يريدون الحرب بل هي فرضت عليهم نتيجة لظروف صعبة يعيشها الأكراد ، كل ما يريده الأكراد المناصرين لحزب العمال الكردستاني هو العيش في وسط اجتماعي في دولة تعترف بهم كقومية مستقلة لهم الحق في توريثها وتدريسها والافتخار بها ، فهم لا يريدون الانفصال إلا لبناء دولة يتحقق فيها هذا الحلم ولكن إن تحقق لهم هذا في دولتهم المركزية فهم ليسوا دعاة حرب.
3- مشكلة مع كل دول الجوار :
إن سياسة حزب العدالة والتنمية الخارجية والتي تحولت مؤخراً من سياسة (0) مشاكل إلى (0) جيران أدت إلى تأزم العلاقات مع كل الدول المجاورة لتركيا
■ مع أرمينيا بسبب رفض أردوغان الاعتذار من الشعب الأرمني في العالم نيابة عن تركيا بسبب المجازر التي ارتكبتها القوات العثمانية بحق الأرمن وذهب ضحيتها مليون أرمني
■ ومع العراق بسبب علاقته مع إقليم كردستان العراق ، وسعيه لافتعال الأزمات الداخلية في العراق ، حيث وصلت بأردوغان الجرأة لان يزور الموصل دون إعلام الدولة المركزية العراقية بهذه الزيارة ويتفق مع مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان العراق على عقود لبيع النفط في إقليم كردستان العراق والذي هو لكل العراق ، مما سيسبب فتنة داخل العراق وقد تؤدي لتقسيمه ، لم يكتفي أردوغان بمحاولة زرع الفتنة العرقية بالعراق وإنما دعم أيضاً الفتنة المذهبية فيها وقد ظهر ذلك باستقبال تركيا لطارق الهاشمي المدان بعمليات إرهابية في العراق والمحكوم بالإعدام.
■ مع سوريا بعد انخراط تركيا في المؤامرة على سوريا ، ودعمها للإرهاب على أراضيها وتحريضها على الاقتتال والتمرد على الدولة والقوانين المدنية، بالإضافة إلى ما قامت به تركيا بواسطة هذه الميليشيات الإرهابية من تدمير في البنية التحتية للدولة وسرقة معامل حلب العاصمة الاقتصادية والصناعية لسوريا ، كما أظهر إحدى مقاطع الفيديو مأخوذ من حلب يوثق عمليات السرقة لبعض معامل حلب ، وكانت حصيلة هذه السرقات سرقة 1300 معمل في حلب من قبل الميليشيات المرتزقة لتركيا ، سياسة التركية هذه أدت إلى انقطاع العلاقات بشكل شبه كامل بين سوريا وتركيا وعودة الحرب الباردة بينهما .
■ مع روسيا وهي تبدوا الأبرز وذلك بسبب ماتفعله تركيا مع سوريا حليف روسيا الاسترتيجي على شرق المتوسط ، ودعمها للإرهاب الذي سيهدد امن المنطقة و الامن القومي الروسي ، و نشرها للباتوريوت على أراضيها ، والطلب من الناتو التدخل في سوريا ، وانخراطها الكلي ضمن الأجندة الامريكية ، بالإضافة إلى المشكلات الاقتصادية التي تسببها لروسيا ، وهذا ما يزعج الروس كثيراً وخاصة ان تركياً تتحكم بمنفذ البحر الأسود على المتوسط الوحيد وهو مضيق البوسفر.
4- المشاكل الاقتصادية :
كل تلك المشاكل لدى تركيا أدت إلى أزمات اقتصادية في الداخل التركي أيضاً ، فقد انخفض معدل النمو الاقتصادي بعد بدء الأحداث في سوريا حتى نهاية عام 2012 إلى حوالي 6% حيث كان 8% وأصبح 2% ، وهذا ما أدى إلى ركود اقتصادي في البلاد ، والمرجح أن يستمر في التدهور الاقتصادي التركي مع استمرار سياسة العدالة والتنمية الخارجية اتجاه الدول المجاورة لتركيا.
5- مشاكل امنية
إن دعم أردوغان للإرهاب في سوريا وفتح حدود تركيا له وللمال السلاح الموجه إليه أدى إلى الإضرار بالامن الداخلي لتركيا ، وقد بدأت تشهد الساحات التركية الداخلية عمليات إرهابية كما شاهدنا في الريحانية ، وكما نسمع بشكل متواتر عن استهداف للجيش التركي من قبل مسلحين على الحدود السورية ، وكما سمعنا عن المجموعة الإرهابية التي ألقي القبض عليها في تركيا وهي تحمل مادة السارين الكيميائية المحرمة دولياً لتستخدم في عمليات إرهابية في “غازي عنتاب” التركية.
إن هذه التأزمات الحادة اليوم لم يعد بالإمكان كبتها ، وكان ميدان التقسيم الشق الأول الذي أُحدث في هذا السد الذي يحوي وراءه ضغط هائلاً يسببه بحر من الازمات لم يعد يستطيع تحملها ، وهذا الشق إن لم يتعامل معه أردوغان بعقلانية ويبدأ بإصلاح السد ويبدأ حل هذه الازمات المستعصية بشكل جدي فإن الشق سيتوسع والسد سينهار وستدخل تركيا مرحلة جديدة تشبه ما يسمى اليوم الربيع العربي والذي إن تصاعد واستمر سينتهي بالتقسيم كما يريد الاستعمار الغربي ، وذلك نظراً لتطرف كل الفئات الشعبية التركية كنتيجة طبيعية لتعامل السلطات التركية معها بشكل قمعي ووحشي ، فالأكراد سيبحثون عن دولتهم التي تعترف بهم ، و العلويين أيضاً ، والأتراك يوضعون أمام الامر الواقع ، وهو المخطط المعد لكل بلدان المنطقة ، ولكن أردوغان الواهم ومعه الإخوان الإسلامويين لا يدركون حتى الآن أو لا يريدون إدراك أنهم أدوت في هذا المخطط ، وأن تركيا التي ارتضت ان تكون منطلقاً لتقسيم سوريا والعراق هي أيضاً هي مهددة بالتقسيم لقيام كانتونات عرقية وطائفية صغير في المنطقة ، لتبرر بذلك قيام ما يسمى الدولة اليهودية الخالصة في فلسطين المحتلة وطرد العرب والمسلمين والمسيحيين منها وحيث سيكون لإسرائيل اليد العليا في المنطقة.
إن حدث ذلك في المستقبل ، وتأزمت الاوضاع كثيراً خلال السنوات القادمة ، وذهبت تركيا للتقسيم واتفق الروس والامريكان على تقاسم المنطقة بعد إقتناع الأمريكيين بعدم جدوى تحقيق مخططهم لتقسيم المنطقة لدويلات عرقية وطائفية كما يشتهون نتيجة الصمود السوري ، وتم وإعادة رسم حدود الدول في المنطقة من قبل الدول الكبرى ، فإن لسوريا فرصة كبيرة لإعادة بناء دولة سوريا الكبرى على حدود سوريا الطبيعية التي تمتد شمالاً إلى جبال طوروس ، وذلك بمساعدة من الروس ، فإن تم بناء نظام ديمقراطي في سوريا راقي -وهو ما شرع في بنائه السيد الرئيس بشار الأسد منذ بداية الأحداث – فيمكن ان تمثل سوريا وطن بديل عن تركيا للأقليات الكردية والعلوية الموجودة في تركيا وخاصة في الجنوب التركي ، فبدل ان يتم إنشاء كانوتونات عرقية وطائفية لها يمكن الاتفاق بين هذه القوى وسوريا برعاية روسيا على أن يتم توحيد الحدود بينها وبين سوريا ، وانخراطها ضمن نظام ديمقراطي في دولة سورية كبرى يحصلون فيها على كل حقوقهم ، وقد أقر السيد الرئيس بشار الأسد الهوية القومية للاكراد في سوريا ، واعطاهم الحقوق المدنية بالكامل ، وأصبحت اللغة الكردية لغة رسمية تدرس في الجامعات السورية ، وذلك ضمن الإصلاحات التي تم إنجازاها ، اما بالنسبة للحرية الدينية فهي موجودة في سوريا قبل الإصلاحات ، والرئيس الأسد سيشجع على قيام مثل هذا الأمر بإصراره على هوية الدولة العلمانية، وهو النظام القادر فعلاً على توحيد جغرافية دول فهو نظام عصري يراعي التطور الانتربولوجي للحضارات ، وليس مستقدم من عصور وحضارات بائدة عاشت في زمن وعصر يختلف تماماً عن عصرنا .
هذه الرؤية على المدى البعيد جداً فأحداث كهذه قد تستغرق سنين عديدة لتحصل هذا إن حصلت ، ولكن كما قال السيد الرئيس بشار الأسد معركتنا طويلة ونحن مصممون على بناء سوريا الجديدة وتحقيق النصر ، وإن كان استجاب أردوغان لمطالب الشعب او غُيِّر النظام الأردوغاني بنظام تركي بديل يعطي الحقوق للشعب التركي بإثنياته فإنه أيضاً لصالح سوريا وكل دول المنطقة ، حيث ستعود تركيا إلى رشدها وتنخرط ضمن واقعها الإقليمي لتعود لفتح العلاقات وإصلاح ما أعطبه أردوغان .




  عدد المشاهدات: 1808

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: