الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

بين سعادة السفير بهجت سليمان .. وفيصل القاسم .. بقلم: يوسف غانم
May 15, 2016 03:25

بين سعادة السفير بهجت سليمان .. وفيصل القاسم ..  بقلم: يوسف غانم

بعد سنوات أربع نكش الدكتور فيصل القاسم من صفحة الدكتور بهجت سليمان على فيسبوك ما كتبه وقاله الرجل عن البختنة والدردرة ولكن الإعلامي الشهير سقط في فخ تذاكيه وكتب ( فجأة من دون سابق إنذار...) فكيف حدثت المفاجأة للسيد القاسم بعد كل هذا الوقت !!.
هنالك احتمال آخر, لربما هو الإعداد لجريمة وتمويهها وهذا ما عوّدنا عليه الإعلامي الشهير مع محطته.
لماذا يضلل الإعلامي الشهير متابعيه بهذا الخبث والمكر ويوحي إليهم بدلالة لحظية لما تمّت كتابته منذ زمن طويل ؟
لماذا يتلاعب بوعيهم ؟
لماذا يخون ثقتهم كل مرة ؟!.
والمدهش ان الدكتور فيصل قد اكتشف فجأة موقف الدكتور بهجت سليمان من الدردرة والبختنة علماً أنّ الدكتور سليمان واضح في موقفه هذا منذ إطلاق صفحته على فيسبوك 2011.
لنمحّص على رأي القاسم ما كتبه القاسم نفسه فما قيل منذ أربع سنين صار في قاموس الإعلامي الشهير فجأة.
لماذا يصرّ الإعلامي المحنّك على استخدام كلمة فجأة وكأنه اكتشف البارود؟!!
للأمر دلالته الواضحة فهو يريد أن يبث سموماً حاقدة من خلال استعادة منشور نبت الربيع على دمنته ويريد ربما الإعداد لجريمة ما وتهيئة الأرضية لها كما تفعل محطته الشهيرة.
فالرجل – أي د. بهجت - لم يُخْفِ يوماً أنه ضد الخصخصة وسياسات السوق المنفلت من عقاله وأنه مع نظام اقتصادي يحقق أكبر قدر ممكن من العدالة.
وأنه لابُدّ من أن يكون الجانب الاجتماعي متزامناً ومتوازياً تماماً بالتنفيذ مع اقتصاد السوق إذا كان لابدّ منه.
وموقف الرجل واضح من أنه مع قطاع عام قوي وحديث ومنافس لأنه ملاذ السوريين.
والرجل واضح في كتاباته أنه مع تحديث حزب البعث وعصرنته، مع الحفاظ على جوهره وتقوية جانبه الاجتماعي، وزيادة فاعليته وتقوية العناصر الشريفة والخلّاقة فيه.
إذن أي جديد اكتشفه القاسم في الحديث عن البختنة والدردرة كنهج لا كأشخاص؟!
والحقيقة أنّ معظم السوريين متّفقون مع الدكتور سليمان في أنّ النهجين أضرّا كثيراً بسورية وسهّلا اختراقها بما يمثّلان وما يمثّلان، وهذا الأثر والضرر هو الداعشية بوجهها الآخر.
والنهجان هما المضاد الموضوعي لسورية القوية والعادلة.
وساهم المشروعان معا بضرب كل السياسات الإصلاحية بدءاً من تحديث الإدارة وصولاً إلى تحديث المؤسسات.
فاقتصاد السوق الاجتماعي تحوّل بين يدي الدردري إلى اقتصاد السوق المتوحّش.
ولكن القاسم مرّر أنّ هذه " السياسة الحقيرة هي التي أدّت إلى الثورة " وهذا فبركة مفضوحة وخباثة كبرى.
لنمحّص في ذلك : نعم إنّ السياسات المتبعة قد أضعفت المناعة الوطنية وسهّلت اختراق الكمبرادور وأعطته مكاناً فاعلاً في سورية ولكن (الثورة شيء آخر تماماً ) وأعتقد أنّ السيّد القاسم كان يقهقه من تسميتها " ثورة " وقد قال في بعض مجالسه أكثر من ذلك، ونستطيع أن نقول أنّ الحاج فيصل (كونه حجّ إلى مكتب الدكتور بهجت سليمان قبل غيره ) يعرف أنه أقحم العبارة إقحاماً للقيام بتدليل منطقي، ولكن خانه ذكاؤه, كونه يعرف الفرق بين المؤامرة (المخطط ) و"الثورة" وكان واحداً ممن تصلهم التعليمات ويعلنون الخطط بما فيها مواعيد إسقاط الأنظمة !.
ويعرف غرفة العمليات التي لا تبعد عن مقر إقامته كثيراً كما يعرف تلك الغرف التي تبعد عن مقر إقامته كـ(موك ) ومشتقاتها.
ويمكن أن يسميها الإعلامي المحترف ببرنامجه الشهير غُرَف قيادة (الثورة السورية) بدون أيّ شعور منه بأنّه يستحمر مريديه، نعم مريديه وبدون أن يرف له جفن !.
الثورة التي ضمّت تحت جناحها كل مرتزقة العالم وإرهابيه من حوالي مائة دولة.
ثورة تذبح، تخرّب تفجّر تغتصب تأكل القلوب ، هي ثورة القاسم وجزيرته .
ثورة أجهزة الاستخبارات التي يعرفها ويعرف غرف عملياتها.
ويمكن أن يقنع المشاهدين بأنّ أجهزة الاستخبارات القطرية التركية الإسرائيلية السعودية هي حبيبة قلب الثوريين في العالم، وأنّ المخابرات الأمريكية هي صديقة غيفارا، وأنّ النظام السوري وراء اغتياله.
نعم يستطيع أن يفعل ذلك لأنّ محطته أيقظت الغرائز وأشعلتها، وتستمر بتغذيتها حتى صار مشاهدوها منمّطين بل ومغيّبين.
ومحطته التي تكذب وتكذب لتقنع العالم أنّ الإرهابيين ثوّار، ولا غرابة فهي البيت الدافئ للنصرة والفتح وتتغزل بداعش .
أليسوا جميعا في خدمة إسرائيل ؟.
كيف لا يكون القاسم وجزيرته حضناً دافئاً؟!
ويمكن أن يقنعهم بأنّ البلدان المذكورة سابقاً تاريخها مشرّف مع الثورات وحقوق الإنسان ، وهي تموت بغرام الشعب السوري وتسعى لتحقيق مصالحه وتحرير أرضه !!!.
أيّ هبل يصنعوه.
نعم يا دكتور فيصل في سورية ثورة حقيقية غير مسبوقة في التاريخ، ولكنها ثورة الشعب ضد المخططات التي يحاول مشغّلوك فرضها على سورية، حتى ينتهي آخر أمل للعرب بالنهوض والتحرر.
هذه الثورة الوحيدة ويدرك ذلك القاسم أكثر من غيره ولكن ماذا تقول الأداة ؟
وسيكتب التاريخ عن هذه الثورة في مواجهة التقسيم والاستباحة والدجل الإعلامي، وأنت خير مَن يعرفه.
المشكلة بالنسيان، قاتل الله النسيان ،لاسيما نسيان الحجيج.
نمحّص أيضاً : الدكتور القاسم الذي كان يتغنى بالدولة السورية، ووطنيتها، عندما كانت جزيرته في طور التمويه والإعداد لاستباحة الوعي تحضيراً لربيع الدم , كان يتغنى بمواقف الدولة، بحكمة رئيسها، بشجاعته، يتغنى بعنادها وصبرها ودعمها للمقاومة.
هل تذكر يا دكتور فيصل (شعور الفخر بالمواقف التي تتخذها سورية ) وبأنّها أمل الأمة والآن لم يعد في ( نظرك ) دولة في سورية !!..
السيد القاسم نسي ولكن الناس لم تنسَ شجاعة المواقف في العراق ولبنان وفلسطين وغزّتها التي طعنت حماسها قلب الدولة في سورية، كما فعلت أنت يا دكتور ، و أكاد أسمع خالد مشعل يردّد كلامك نفسه بعد قسمه الشهير ( والله لولا الرئيس بشّار الأسد لما بقي أمل لنا بفلسطين، والله لولاه لما بقيت مقاومة ).
النكتة السمجة الأخرى : يا دكتور فيصل محاولة إخفاء التحريض والفتنة وبثّ سموم الطائفية صارت سمة برنامجكم الموقّر، فلا تخلو حلقاته من الخلطة القاتلة بين الكلام المنمّق، ظاهره القاتل باطنه , لدرجة يمكن تسمية برنامجكم برنامج القتل والتحريض عليه , واكتشافك طائفية الدكتور بهجت سليمان تستحق عليها دكتوراه فخرية (مين أحسن منك من أصحاب الجلالة ) وتصبح الدكتورين فيصل القاسم .
اسأل سورياً يعرف الدكتور بهجت عن طائفته وعن طائفيته .
اكتشافك يا دكتور فيصل لم يعرفه أحد سواك , فالرجل علماني ويعرف عنه علمانية لا تتزعزع، مع احترام غريب لعقائد الناس، بل يقال ويكتب عن انحيازه للسنّة، كونه كتب غير مرة أنّ المشاريع تستهدف السنّة، لتصوير أهل السنّة قطعاناً من الإرهاب، قاعدة ونصرة و دواعشاً، وتغفل الإسلام التنويري الذي عماده السنّة ومركز إشعاعه بلاد الشام، وتريد إمارتك وشقيقتها مملكة الظلام، القضاء عليه ليصبح القضاء على الإسلام مبرراً باسم الإرهاب.
الرجل بعلمانيته المنفتحة لم يسجل عليه يوماً رفضه للآخر .
تابع صداقات الرجل والزواج في عائلته أم تراه في مرآة نفسك ؟. لنمحّص مرّة أخرى مع الدكتور القاسم المتلاعب الشاطر بوعي الجماهير المستباح .
لاشك يا دكتور فيصل أنّ الأجهزة الأمنية في سورية لها خصوصية كما كل أجهزة الاستخبارات في العالم، ويمكن أن تحصل فيها تجاوزات، ولكنها فردية وتخضع للمساءلة والعقاب.
وإذا كان الإمّعات الذين تلتقيهم من وزراء سابقين صاروا معارضين يبرّرون فشلهم أو أفعالهم بتدخّل المخابرات، فهذا نوع من استهبالك وأنت قبل غيرك (كونك حججت إلى مكاتب كل مَن تولاها ) تعرف إنّها لا تتدخل في العمل الحكومي .
ولكي تعرف خصوصية المخابرات أكثر، بإمكانك أن تتوجه إلى المكاتب التي تجيّر الإعلام والأقلام وحتى الملوك والأمراء، وبإمكانك أن تسأل المكتب القريب من مكان سكنك، عن الخطط التي يتلقاها من أجهزة المخابرات العالمية وتنفذها مع زملائك في الإعلام الثوري.
بل بإمكانك أن تسأل صديقك عزمي عن الخطط المنسقة لإسقاط الأنظمة وتشويهها، فقد أبدع في المخطط الليبي.
أو افتح درج خزانتك الأوسط لمراجعة آخر التعليمات قبل الحلقة المقبلة. بإمكانك أيضاً أن تجرّب حلقة عن دور المخابرات الأمريكية في أحداث نيويورك.
ولأنك قريب يا دكتور فيصل من دوائر الاستخبارات فأنت تعلم أكثر من غيرك أنه يمكن أن تخترق ( وكوني لا أعرف ضبّاط مخابرات هل لي أن استعين بمفكرتكم، فلم تكن تفوّت موعداً للاتصال بضبّاط المخابرات، وكنت أحياناً تخترعها لدرجة أنّك قمت بالاطمئنان إلى كلب أحدهم حسب ما نقل لي أحد أصدقائكم)
لنمحّص أكثر : أي كبش فداء يا دكتور فيصل ؟.
الحكم الوطني في سورية أجرى مراجعة لسياساته , ولم يقتص من أحد . لملم الجراح ولم يذبح الأكباش، رغم أن نظرية ّ ذبح الأكباش كانت تفيده في كثير من المراحل ولكنه عمل بأخلاقية منقطعة النظير حتى مع أعداءه , و امتلك الشجاعة لتقيّيم عمله والاعتراف بالأخطاء لتجاوزها، واتّبع سياسة مد اليد بكل صبر , وتحمّل الطعنات، وحمل عن الجميع . حتى لا يقال ذبح أكباش أمّا استدلالك بخدّام، فهو استدلال غير موفّق. مشغّلوه راهنوا على شعبيته ولكن الشعب خذلهم , كما خذلهم في الأيّام اللاحقة بتقدير شعبية بيادقهم .
خذ رياض حجاب مثلاً الشعب وقف مع قائده الذي يمثّل أمانيه , قائده الرابض في قاسيون , لأنّه أدرك أنّ وطنه مستهدف، ووجوده مستهدف ، كي يحيا الكيان الحليف لإمارتكم الديمقراطية !!.
لذلك انحاز لقائده الذي يمثّل المدرسة الأسدية في العروبة ، المدرسة النقية في صفاء انتماءها، بوصلتها القدس، نهجها المقاومة .
الشعب انحاز إلى قائده الذي خلفه روم، وأنت منهم .
انحاز إلى هذه المدرسة التي تؤمن بنهوض العرب وبعثهم .
مدرسة الثبات والشهادة طريق النصر .
المدرسة التي لا تعرف الركوع، وهي التي منحت التحصيل السياسي أيّها الخبيث القاسم لمن مشى على دربها .
غريب يا دكتور بهجت كيف ضربت البردعة وتركت القاسم ؟.
 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: